أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - الإبادة المنهجية لطائر الفينيق السوري - الطب النفسي السياسي 6-















المزيد.....


الإبادة المنهجية لطائر الفينيق السوري - الطب النفسي السياسي 6-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


المجازر بكلها تحدث بنفس الطريقة من زمن الأسد الأخرس الهارب إلى اليوم، يقوم الطرف الأول بقتل ( أفراد أمن أو جيش من الطرف الثاني) فيقوم الطرف الثاني بدك البيوت فوق رؤوس المدنيين قبل المسلحين عند الطرف الأول.
ولهذا تطلب الدول حمايات دولية للمدنيين عندما يتحارب المسلحون.
لكن ما حدث في الساحل السوري، اختلف بأشياء جوهرية:
الأول: لم يعد هناك طرفين في سوريا، فالجميع كان فرحاً بانتصار الثورة ورحب بالحكم الجديد.
مجموعة مسلحة - عصابة من عدة أفراد- كان يمكن القضاء عليها فقط لولا نداء الفزعة إلى الجهاد.. النظام سقط أليس كذلك؟ أليس على "النظام" الجديد حماية جميع المدنيين دون تفرقة؟ كيف يقوم بالدعوة لجهاد ضد الطائفة العلوية كلها؟ والأنكى من ذلك لأنهم علويون!
الثاني: هجم الهمج على القرى لقتل " النصيريين الكفرة" في حملة تطهير عرقي وصلت حد الإبادة بعد الدعوات الواضحة للجهاد ضد العلويين.. وتم التعتيم الإعلامي التام على مايحدث.. ولولا المرصد السوري لحقوق الإنسان، لما اعترفت حكومة اللون الواحد بالمجازر الطائفية ولا حتى بما أسمته "بالحالات الفردية" وهي جرائم التطهير العرقي الفردية-هكذا تسمى-.
الثالث و الأهم: استغاثات العلويين لإنقاذهم -حيث استمرّت المجازر أيام، ولاتزال جرائم التطهير العرقي الفردية مستمرة، مما يبرر الرعب الذي تعيشه الطائفة العلوية بشكل خاص والأقليات عموماً في سوريا.
بكى مئات العلويين في الخارج وآلافهم في الداخل مباشرة على (اللايف) في الفضاء الأزرق لوقف القتل الهمجي، وحماية أهاليهم..
ماذا حدث؟
سبهم " أخوتهم في الوطن" يكذبونهم، أويقولون لهم: " أين كنتم..أين كنتم؟ و في أرفق احتمال يضعون أضحكني على نداءات الاستغاثة والألم.
حدثت في الساحل السوري إبادة ممنهجة للعلويين في القرن الحادي والعشرين وبمباركة كثير من الدول، وبصمت أغلب الحكومات العربية.
وحدث كل هذا في رمضان.. صح صيامكم يا عرب!
يا للعار.. يا للعار…

**************

“تجمع طائفي” : هل تعلمون من جعل من هذه الجملة " مفيدة”؟
-إنه الديكتاتور الأسد الذي محا ثقافة الطائفة العلوية وجعلها مجرد شيء ديني يستخدم في التقسيم، بدلاً من ثقافة وحضارة طائر الفينيق.

هل كان نظام الأسد الأخرس علوياً؟
-لا، لكنه حاول التمسح بطائفة العلويين المسالمة ليلقى قبولاً.

عانى الشعب السوري بكل طوائفه حكم الديكتاتور، الظلم، الذل، الفقر، الجوع والبرد ودفع خيرة شبابه في حروب مع القاعدة ومن والاها، وفي حروب النظام المستميتة للبقاء على الكرسي.
كانت المظلومية في السابق بغالبها سنية، فكنا جميعاً سنة.

اليوم، وبعد 56 مجزرة ل الإبادة الجماعية في الساحل السوري، وآلاف الشهداء.. وأكثر من المهجرين بعد مئات حالات القتل الممنهج للتطهير العرقي، وكل الرعب الذي يلفّ العلويين ومحاولات الإذلال المستميتة برائحة نصر الموت والحقد.. بعد أن أصبح السؤال على الحواجز العسكرية في سوريا:
-هل أنت سني أو علوي؟
بعد أن أصبح تفتيش البيوت بجحافل من الملثمين السوريين وغير السوريين، ونهب “ شقا العمر” ، مع وضع السلاح في رؤوس أصحابها واقع حال لعلوي سوريا..
بعد تهديدهم بدفن ما استطاعوا الوصول إليه من ضحاياهم ليلاً فقط..
بعد القرى التي اُستبيحت حتى من قبل المجازر وحقن الرعب قلوب قاطنيها.. ثم تم حرقها لإخفاء الفظائع…
بعد التجويع والإفقار والفصل من الوظائف..
بعد ترهيب ولعن العلويين..
" عوي ولاك.. عوي ولاك"..
بعد حرق البيوت ومحاولات التغيير الديموغرافي الممنهجة..
بعد أن بصق الشيشاني والأوزبكي على شعور النساء العلويات لكونهن سافرات..
بعد كل هذا وكثير آخر مما لا تستطيعون حتى تخيله في القرن الحادي والعشرين:
أصبحت المظلومية علوية، و كلنا علويون.
وبينما مازالوا يحرقون ويخفون جثث شهدائنا، لا يوجد عائلة إلا ولها أحباء.. وستبقى القصة تُحكى.
هرب الديكتاتور، لكن فصائل الهمج دخلت سوريا لتحارب " النصيرين الكفرة".. هذا واقع حال، فكيف لمن يزور قبر ابن تيمية أن يمنع أو يكره ما حدث؟
وبينما يكتشف المجتمع الدولي والعربي " الشقيق" ما نعرفه تماماً، علينا اليوم التمسك بثقافتنا، لا طيها تحت دولة أخرى أو معتقد مشابه.
أما عن المزاودين ومن يريد تحويل كلمة علوي إلى تهمة أو يظن أنه من الخطأ أن تقول أنا علوي، يقول لك علم الطب النفسي الاجتماعي أن الانتماء الطائفي، العرقي، الديني والقومي وسام شرف وعز إن استخدمتْ ثقافته الجميلة في الحياة.
ويجب استخدامه في حالة المظلوميات، وخاصة إن اِستبيح ناس لا صوت لهم ولا ذنب لهم.. حضرة المثقف: أنت عندها صوتهم.
الطب النفسي يريدك أن تقول اليوم أنك علوي.. وأن يسمع العلويون المستباحون بسبب هذه الكلمة ذلك.. وإلا فالرض النفسي عندك وعندهم غير قابل للشفاء.
صرخ “ المنتصرون” وهم يرقصون البارحة على دماء إخوتهم من السوريين بمناسبة استلام القاعدة لسوريا “ اللي ما بيشارك أمه علوية”.. هذه طائفية.. ليست الطائفية أن تكون ذو امتداد ثقافي ضارب جذوره في الأرض.
تستطيع أن تكون لا ديني علوي: تستطع أن تكون سني علوي، مسيحي علوي، درزي علوي، مرشدي علوي… أجل عندما تكون الطائفة ثقافة وليست دين، تصبح الثقافة أمنا كلنا ليس فقط كسوريين.. بل كبشر.
**************

أيها العلويون الأحباب، يا طائر الفينيق الذي لا يموت أبداً..
يا أهل البلاغة، الكنايات، الاستعارات وقانون الجذب..
ولّى زمن الديكتاتور.. وسيبقى علمنا هو منارة الطريق..
نحن الناجون.. أصحاب القصة.. وكناية البعث من الرماد..
نحن أصحاب ثقافة البساطة..
ثقافة السلام، خبز التنور، الحطبات والكبيبات..
جفلة والدلعونا..
ثقافة عيني ربك وتقبر قلبي وياروحي أنت..
ثقافة ادرس، ادرس منشان ماتروح ع الجيش لتعيش..
ثقافة أخت الرجال والسند
ثقافة يامو.. وخيت يا خيت..
عميم.. يا عميم..
ثقافة النيروز والميلاد
رمضان وعيد الشكر
البرغل بحمص من دون لحم.. لأننا فقراء وفقر الجيب تاج الرأس…
ثقافة الحب، لا يهم من أين هو المحبوب، دينه هو معاملته للناس..
ثقافة الغناء حتى في الجنائز..
ثقافة ألا نشمت في ميت، حتى في فضاء الأزرق..
ثقافة حماية الأرض.. التي استغلها فينا الديكتاتور.. ورمى بآلاف شبابنا في محرقة "القضية" ليبقى على الكرسي..
نحن استعارة طائر الفينيق، لطالما حاول الهمج إبادتنا عبر التاريخ، لكننا نحب الحياة ونبعث من جديد..
سوريا من غيرنا ناقصة، كما هي ناقصة من دون أي مكون فيها… هل تتخيلوا سوريا من دوننا؟
لا تجيبوا، فقد قال لي مرضاي جميعهم يوماً: لا ترحلي، فتبكي قلوبنا.
كانوا أهلي.. لم أعرف عن معتقداتهم شيئاً.. كان دينهم معاملة كما ديني.
لقد جاء وقت كتابة ثقافة العلويين دون جلّاد، نحن مميزون بقلتنا وبضعفنا، وسيكون الجميع أصدقاء لنا وأصحاب المظلوميات أحباب.
عندما تتحول الطائفة إلى ثقافة، يصبح الانتماء لها شرف وهوية.. ونحن اليوم لقادرون على نشر ثقافتنا.. ثقافة الحياة.. ثقافة الحياة.

يجب على العقول والعلمانيين من قراء الحوار المتمدن، منع الإبادة الممنهجة والمجازر الجماعية، ثقافة الإذلال، الاضطهاد والعواء، وجرائم التطهير العرقي الفردية الممارسة بحق الطائفة العلوية في سوريا..
يجب علينا جميعاً أن نتحد فلا تموت فكرة طائر الفينيق، إن ماتت عند العلويين، ستصبح الأقليات كلها -بما فيها السنة المعتدلون- ضحايا قادمة.

يجب على العلويين الانضمام في مجموعات علمانية لتعريف العالم بالطائفة ودعم فقرائها وبسطائها ممن يقتلون بوحشية في أعتى مجازر إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، دعم الحزانى ممن يسكنون البلاد الغريبة منذ الأزل هرباً من الجلاد.. هرباً من عش الهجرة.. الذي سيظل عش هجرة!

الطب النفسي يقول لكم: عندما تتحول الطائفة إلى مظلومية، يجب على العقول أن تسارع وتتبناها، فتحولها إلى ثقافة.. ويبعث طائر الفينيق من جديد.


يتبع…

#لمى_محمد
#علي_السوري
#StopAlawiteGenocide



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشرتوا -ثقافتنا ثقافة حياة لا موت- ياللعار 2-
- هولوكوست علويّ في سوريا - يا للعار-
- العلويون قرابين مذبح الوطن الحلم الضائع- الطب النفسي السياسي ...
- الطوطم السوريّ -الطب النفسي السياسي 2-
- في أقل من سنتين - متعدد الثقافات 20-
- لم تنتصر ثورة سوريا - الطب النفسيّ السياسي 1-
- شورى في آشوريا -متعدد الثقافات 19-
- رجال ذوو ماضي -متعدد الثقافات 18-
- حلمنا بديكتاتور ألطف -متعدد الثقافات 17-
- حروب السوائل -متعدد الثقافات-
- ملخص الوضع السوري- تخيّل - متعدد الثقافات 15-
- سوريا إلى أين؟ - متعدد الثقافات 14-
- ال كلا سين محطّ بحث -متعدد الثقافات 13-
- إلى الطائفة العلويّة الكريمة - متعدد الثقافات 12-
- الأقليّات لن تأكل التفاحة - متعدد الثقافات 11-
- البيان رقم 1- سوريا الجديدة-متعدد الثقافات 10-
- الخوف (السوري) في الطب النفسي - متعدد الثقافات 9-
- الاكتئاب السياسيّ -متعدد الثقافات 8-
- عمري خمس وأربعون - متعدد الثقافات 7-
- أبريستي Apricity - الطب النفسي التجميلي 8-


المزيد.....




- تحويل النفايات إلى لوحات فنية
- المسرح اللبناني يفقد أسطورته أنطوان كرباج
- تاه 95 يوما بالبحر.. صياد بيروفي يعيش تجربة فيلم -Cast away- ...
- الفنان المغربي محمد مفتاح: دور بدر بمسلسل صقر قريش الأقرب لي ...
- الغاوون:قصيدة عامية مصرية بعنوان(_الأثر) الشاعر مصطفى الطحان ...
- الروائي الهندي بانكاج ميشرا وعالم ما بعد الإبادة في غزة
- سينما المقاومة تحط رحالها في بغداد
- دراسات مسرحية بقلم د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
- بين الشرق والغرب: كيف ألهمت الرحلة الفنية لشارل غلاير لوحاته ...
- هل سافر ابن بطوطة إلى الصين؟ باحثون يروون من جديد حكاية الرح ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - الإبادة المنهجية لطائر الفينيق السوري - الطب النفسي السياسي 6-