أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي














المزيد.....


إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد رسالة الرئيس الأمريكي وتصريحات خامنئي في 22 مارس، عاد حسن روحاني، الرئيس الإيراني السابق، ليطرح مجددًا الجدل حول خيار "التفاوض" أو "عدم التفاوض" داخل النظام الذي يعاني من أزمات متفاقمة.

كان خامنئي قد حسم الموقف في خطابه قائلاً: "البعض داخل النظام يصرون على مسألة التفاوض، لكن إذا كان الهدف منها رفع العقوبات، فلن تحقق ذلك، بل ستزيد الضغوط الاقتصادية." بهذه الكلمات، أغلق الباب أمام أي احتمال للمفاوضات، ما أثار موجة من الجدل داخل الأجنحة المتصارعة في النظام.

لكن بعد 48 ساعة فقط، خرج روحاني ليحذر من خطورة الأوضاع، مشيرًا إلى أن النظام يواجه ظروفًا صعبة تزداد تعقيدًا. رغم محاولته تبرير موقف خامنئي، أكد روحاني أن مسألة التفاوض لا يجب أن تكون موضع جدل، ملمحًا إلى أن تغيير الظروف قد يفرض على النظام تغيير موقفه.

هذا التناقض يكشف عن عمق الأزمة التي يمر بها النظام، حيث يدرك الجميع أن الاحتقان الشعبي وصل إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية الحادة، مثل التضخم، وانهيار العملة، وأزمة الطاقة. هذه الأوضاع المتردية تجعل النظام في حالة من الهلع خوفًا من انفجار اجتماعي قد يقلب الموازين.

في الوقت الذي يحاول روحاني وفريقه طرح خيار التفاوض كوسيلة للخروج من المأزق، يواجهون هجومًا شرسًا من المتشددين داخل النظام. فقد شن أئمة الجمعة، المحسوبون على خامنئي، هجومًا ضد دعاة التفاوض. في مشهد يعكس حدة الصراع الداخلي، وصف أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد، الدعوات للتفاوض بأنها "اختراق" يهدف إلى إضعاف النظام، بينما اعتبر آخرون أن خامنئي أنقذ البلاد من "فخ المفاوضات مع العدو".

في ظل هذا الصراع المحتدم، يبقى النظام الإيراني في مأزق مزدوج: من جهة، يرفض التفاوض خوفًا من فقدان هيمنته، ومن جهة أخرى، يعاني من ضغوط داخلية وخارجية قد تدفعه في نهاية المطاف إلى تغيير استراتيجيته. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى متى يستطيع النظام تحمل هذا الضغط دون أن ينفجر من الداخل؟

مستقبل النظام الإيراني بين التصعيد والتراجع

رغم محاولات النظام الترويج لسياسة "الصمود"، فإن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تُظهر أن خياراته باتت محدودة. العقوبات المتزايدة، إلى جانب تدهور الأوضاع المعيشية، جعلت الاحتجاجات الشعبية أكثر تكرارًا وتهديدًا لاستقرار النظام.

على الصعيد الدولي، تدرك القوى الكبرى أن استمرار العناد الإيراني لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والانهيار الداخلي. فبينما تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى فرض المزيد من العقوبات، تأمل بعض الأطراف داخل النظام الإيراني في العودة إلى طاولة المفاوضات لتخفيف الضغوط الاقتصادية.

لكن هل يستطيع النظام التراجع دون أن يُنظر إليه على أنه ضعف؟ هنا يكمن التحدي الأكبر، فخامنئي يدرك أن أي خطوة نحو التفاوض قد تعني بداية النهاية لسلطته المطلقة، بينما استمرار التعنت قد يؤدي إلى انهيار داخلي مدمر.

في النهاية، النظام الإيراني عالق بين خيارين أحلاهما مر: إما التراجع عن مواقفه المتصلبة والدخول في مفاوضات محفوفة بالمخاطر، أو الاستمرار في سياسة المواجهة التي قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي أو حتى صراع داخلي يهدد بقاءه. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه الذي سيسلكه النظام، فهل يختار التفاوض أم يغامر بمستقبله في مواجهة غير مضمونة العواقب؟ إذا أخذنا بعين الاعتبار أن وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق قد انتشرت في جميع أنحاء البلاد وفي كل حي وزقاق مؤخرا وتدور كسيف مسلط فوق رأس النظام، فإن هذا القلق سيكون خانقًا ومروعًا للنظام أکثر من اي‌ وقت مضی.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفج ...
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...
- السباق النووي الإيراني.. بين السرية والتصعيد الدولي
- حملة -ثلاثاء لا للإعدام- ضد عقوبة الإعدام في إيران تدخل عامه ...
- قناة الحرية: صوت المقاومة الإيرانية ورمز الاستقلال المالي في ...
- الاضطرابات الداخلية في إيران بشأن مجموعة العمل المالي تكشف ع ...
- لحظة حاسمة في النضال ضد النظام الإيراني
- سقوط قاسم سليماني بين زلزال سوريا وانهيار النفوذ الإيراني في ...
- انهيار إمبراطورية خامنئي
- 2024: التحديات الكبرى للنظام الإيراني وأزمة النفوذ الإقليمي
- الحرس الثوري الإيراني يشدد قبضته على صادرات النفط
- جيش الجياع.. الشرارة الأخيرة قبل الانفجار الكبير
- إيران تحت الضغط: تهديدات نووية للتغطية على مخاوفها من العقوب ...


المزيد.....




- مشاهد مخيفة.. فيديو يظهر إعصارًا يقذف المباني في الهواء
- روسيا: الحوار بين طهران وواشنطن كفيل بتجنب التوتر
- الجيش الصومالي يوجه ضربات قوية لـ-حركة الشباب- ويقتل أكثر من ...
- استطلاع: 40% من الأمريكيين يدعمون إجراءات ترامب تجاه أوكراني ...
- مسرح عن حياة الناس لكل الناس من السودان
- جدل في سوريا حول تاريخ انطلاق الثورة، في الـ15 أم الـ18؟
- الدردشة مع غرباء تجعلنا أكثر سعادة، فكيف نأخذ هذه الخطوة؟
- كوريا الجنوبية: تصادم بين مسيرة إسرائيلية الصنع ومروحية ولا ...
- التريث و-الفحص الكامل- سيدا الموقف .. كيف ردّت إيران على رسا ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا وترامب وشركاؤه: سياسات الانقسام


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي