محمد عبدالمغني
صحفي وباحث سياسي
(Mohammed Abdulmoghni)
الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 17:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صحيح ان الضربات على صنعاء وصعدة وغيرهما، إضافة إلى الوعيد الأمريكي بتوسيع نطاقها يعيدنا إلى سيناريو محاولة طي صفحة إيران في المنطقة، على غرار ما حدث في سوريا ولبنان. لكنها في جوهرها تظل تجسيدا عمليا لضغط ترامب بعد فشل دعوته قبل أسابيع طهران للدخول في محادثات قوبلت برفض واضح من المرشد الإيراني خامنئي، الذي لم يكتفي بالرفض بل سخر من ترامب، متسائلًا: "كيف يمكن الوثوق به خاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي في عام 2018
ترامب، بعد ادراكه أن سياسته الخارجية لا يمكن إدارتها فقط بالتصريحات والمحادثات، اتخذ نهجا استباقيا هذه المرة خاصة بعد تهديدات الحوثيين الأخيرة باستئناف عملياتهم في البحر الأحمر واليوم، نرى أن خيار التصعيد يتجاوز مسألة اليمن إلى إعادة ضبط ملامح التعامل مع ملفات إيران بشكل كامل سوى في ملفها النووي او في مسألة تصنيع المسيرات وتطوير الأسلحة.
لكن في المقابل ترامب، بعقلية رجل الصفقات لا يتحرك في الفراغ، بل يسعى لإعادة رسم قواعد الاشتباك خارج إطار التحركات التي يمكن وصفها بالباهتة التي انتهجها سلفه بايدن. هذا بدا اكثر وضوح في تحركه السابق في رسم ملامح اتفاق روسي أوكراني، وكذلك في المسارات التي تشكل من خلالها اتفاق إطلاق النار في غزة.
بعبارة أخرى، نحن أمام اتساع رقعة الضربات الجوية كإشارة إلى أن اي احتمال لعودة التفاوض مع إيران اليوم لن يكون خيارا منفصلًا عن التلويح بالقوة.
وفي حال استمرت إيران رفض الدخول مفاوضات حول ملفاتها المذكورة في الأعلى، فإن واشنطن قد ترفع سقف التصعيد، عبر توسيع نطاق الضربات ورسم تحالفات عسكرية أخرى مع الإقليم .السؤال المطروح الآن: هل ستتمكن الأطراف وخاصة السلطة الشرعية المعترف بها دوليا في اليمن التقاط الرسالة قبل طهران؟
ام ان طهران ستكون اسرع في الالتقاط ومنها سيتوقف التصعيد الحوثي في البحر وتستمر الازمة اليمنية كما هي عليه بين الأطراف الداخلية دون أي تغيير.
#محمد_عبدالمغني (هاشتاغ)
Mohammed_Abdulmoghni#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟