مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 14:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤسف ألا يكون لدى شبيحة الطغاة خيال خصب ، تشعر أنهم جميعًا نسخة واحدة مكررة ، يرددون نفس الهراء عندما يتعلق الأمر بإنجازات سيدهم و نفس الهراء عندما يتعلق الأمر بمجازر سيدهم و الأمران متطابقان فما عدا الموت و الجوع لا يمكن اتهام الأسد أو خليفته الجولاني بإنجازات أهم ، نحن للأسف أمام ذات الهراء مع طغاة مختلفين و شبيحة جدد … في بداية الثورة السورية كان مدهشًا كيف استطاع شبيحة النظام ، وقتها ، إنكار كل شيء ، من المظاهرات إلى إطلاق النار العشوائي و غير العشوائي إلى المجازر بحق المتظاهرين و الاعتقالات و التعذيب الخ … و كم كان مدهشًا تطبيل هؤلاء لسيدهم و حديثهم عن الأمان و الاستقرار ، لم تكن مقولة السلم الأهلي قد اكتشفت بعد و لم تكن دارجة كما هي اليوم و لم يكن التكفير أيضًا شائعًا في شتمهم لمعارضي سيدهم كما هو اليوم ، ما عدا ذلك فالتطبيل و التخوين هو واحد في الحالتين ، ذات التطبيل و التخوين و التهديدات ، مملون شبيحة الطغاة تمامًا كسادتهم ، ذات "الإنجازات" و ذات الهراء … مع ذلك يحاول المرء ملاحقة تطور المجتمع المتسارع أو تحويل الألم إلى تسلية بأن يتساءل بماذا يختلف قتلة الجولاني عن قتلة الأسد ، الجواب المباشر هو لا شيء اللهم إلا بطول ذقونهم ، توصل النظام الأسدي إلى فكرة البراميل بعد خمسين عامًا قطعها الجولاني في ثلاثة شهور لكننا ما نزال ننتظر إضافات الرجل و إبداعاته الخاصة عن سلفه خاصةً و أن الإسلاميين أصحاب تخصص في قطع الرؤوس و لا أدري هل كان استخدامهم للرصاص في جبلة و بانياس انتكاسة إلى الوراء أم تطبيقًا مبتكرًا لشرعة حقوق الإنسان و لا أستطيع أن أجزم أيضًا ما إذا كان ذلك مخيبًا لآمال شبيحتهم أم لا … و رغم كل شيء فمن غير المدهش إفراط شبيحة الجولاني الرئيس المؤمن باستخدام الشتائم الجنسية بأقذع من سلفهم و لو أن تكرارها بكثرة يفقدها بريقها و سحرها المرتبط بما يعيشه الشرق من كبت و محرمات ، و ممل أيضًا بقدر ما هو مرعب و مؤلم محاولة اكتشاف أيهما أكثر إبداعًا في التشبيح و التسبيح لطاغيته
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟