أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عقوبات ترامب ولا حساب الشعب !!!















المزيد.....


عقوبات ترامب ولا حساب الشعب !!!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتفق المراقبون السياسيون لما يدور ويحدث على الساحة العراقية وفي أوساط الفئة الحاكمة من مخاوف وهواجس أحزاب السلطة واذرعها المسلحة من التهديدات التي تطلقها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب وعزمه على تقويض نفوذ ايران الاسلامية واتباعها في العراق لأسباب تخص المصالح الأمريكية في المنطقة ولا تندرج في إطار الخدمات الخيرية التي تقدمها الولايات المتحدة هنا وهناك.

ورغم أن هذه التهديدات قد اربكت مخططات قوى الفساد والتبعية, فإنها شكلت من جانب آخر مصدر خوف للعراقيين, بحكم معاناتهم وتجربتهم من أيام الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي إضافة إلى إخضاع المؤسسات المالية العراقية الكلي لارادة الفيدرالي الأمريكي, وفرض العقوبات على المؤسسات القضائية. ولكن, بنفس الوقت, فإن أي إجراء دولي يحد من تغول قوى التسلط والاستبداد في البلاد سيلقى ترحيباً شعبياً غامراً.

وأصبح معروفاً ان فزع قوى الفساد والمحاصصة والتبعية من التهديدات الترامبية, ليست لكونها ستؤدي إلى عواقب مدمرة للبلاد, لأن ذلك أبعد ما يكون عن اهتمامهم وتشهد على ذلك سياساتهم طوال سنين, وتدميرهم لمرافق الدولة وهدر مقدرات البلاد والتضحية بسيادتها وجعلها في أسفل سافلين, ولكن هلعهم الحقيقي هو من نشوب انتفاضة شعبية, كما سابقتها في تشرين 2019, تجعل عاليهم واطيهم.

وشبحها ما يزال يطوف في سماوات العراق ويؤرقهم !

وهو الرعب الأكبر, لأنه سيفضي إلى مآلات لن ترضيهم, مثل فقدانهم السلطة وخضوعهم للمساءلة القضائية, وان رفعوا السلاح بوجه الشعب فإن حسابهم سيكون أشد, علاوة على فقدانهم كل الامتيازات والسلطات ووسائل الترهيب.
لذا تبقى التهديدات الترامبوية لهم أهون !
فهم يدركون بأن أبعد ما ستصل إليه التهديدات الأمريكية إن نفذت, هو تضرر مصالح ومقدرات البلاد, ولن تضر مصالحهم الا نسبياً. لا سيما وأنهم قد أمنوا أحوالهم, و هيئوا أمورهم مسبقاً للنفاذ من أي عقوبات مباشرة على رموزهم, كما أن اغتيال قيادات وتقليص دوائر نفوذهم, يستطيعون تحمله, ومستعدون لتقديم تنازلات مقابل استمرارهم في الحكم.

وأقصى ما سيعاقبهم الامريكان به هو ما جاء في تصريح مسؤول أمريكي : " سنصنع لهم اسلاماً يناسبنا " وهو أمر يمكنهم تقبله والتعامل معه, ما دام يديم بقائهم.

ولكن ترافقاً مع هذه التوترات, تتوالى حملات الافتراء والتشويهات التي تلصق بانتفاضة تشرين, حيث بدأت تتخذ شكلا أكثر وقاحة وصلافة. بعد تنامي احتمالية انفجار الغضب الشعبي مجدداً بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتغلغل عصابات الفساد في أجهزة الدولة, لهذا فهي تجد في تسقيط شباب الانتفاضة ملجأها الأخير, باعتبارهم البديل والتهديد الحقيقي لنهج المحاصصة ودولة المكونات الفاشلة التي أنتجت الأزمات والحرمانات والمآسي للعراقيين, ولم تقدم منجزاً واحداً تُثاب عليه… ولهذا أصبحت الانتفاضة هدف حملاتهم التضليلية…

ولإخماد وهج النقطة المضيئة الوحيدة في التاريخ العراقي بعد إسقاط الدكتاتور في 2003.

التي كان محركها معاناة الشعب, ولأنها تجذرت في الوعي الشعبي العراقي ولم يعد بالإمكان تجاوزها, زاد حقدهم, تحركهم مبادئهم المريضة إلى تحميل الانتفاضة أوزارهم وطبعها بطبائعهم لسلبها نقائها وعفويتها ووطنيتها.

فقد باتت التشويهات التي تلصق بانتفاضة تشرين تتخذ أشكالا أكثر وقاحة وصلافة. فكم من غوبلز من أعوان سلطة الفساد دأب على شيطنة الانتفاضة ووصم شبابها بأنهم جوكرية وأبناء سفارات لتبرير عمليات اغتيالهم الإجرامية في ساحات الانتفاضة في مدن العراق وبالخصوص في ساحة التحرير في بغداد. وكل متابع يعرف, أن السفارات الاجنبية لن تسكت على التعرض لمن له صلات حقيقية بها وإلا لانبرت للتدخل, وبكل قوة, لايقاف اعداماتهم الميدانية واعتقالهم العشوائي وتغييبهم, ولم تكتف بالدعوات الخجولة للسلطات العراقية باحترام حق التظاهر… والشاهد البيّن الآخر هو الإحاطات المبتسرة لجنين بلاسخارت المنسقة الأممية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة, واتصالاتها العلنية بأحد قادة الميليشيات الذي خُط اسمه على مبنى مواقف السيارات في السنك وسط بغداد, حيث ارتكبت فيه مجزرة رهيبة.

المواطن أصبح يهزأ بكل من يردد اكذوبة وجود " طرف ثالث " قتل المتظاهرين السلميين بهذه الوحشية, وأصبح يشير الى كل من يعلن عداءه لشباب الانتفاضة بدون مواربة, ومن على منابر المؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة, الرسمية وغير الرسمية أنه هو القاتل, والتستر عليه, جريمة اخرى ترتكب بحق ضحاياه.

ولكن الماكنة الاعلامية للمتورطين بهذه الجرائم تواصل مغالطاتها السفسطائية وخلطها الأوراق وعدم التمييز بين الأشهر الأولى للانتفاضة والتي اتسمت بالنقاء والمبدئية والالتفاف الشعبي العارم حولها وبين فترة تغلغل أحزاب الإسلام السياسي المتنفذة داخل ساحات التظاهر ومحاولاتها ركوب الموجة ثم نسفها من الداخل وسحب البساط من تحت شبابها الثائر . عندها بدأنا نشهد الاعتداءات بالاسلحة الجارحة التي أشار لها المتحدث الأمني الرسمي الفريق عبد الكريم خلف في لقاء تليفزيوني مع الناشط الدكتور بشير الحجيمي, وان شباب ناشطين قتلوا أثناء تواجدهم في ساحات التظاهر, لتحميل الضحية جريرة القاتل, بدون دليل. لاسيما وان السلطات الأمنية عجزت, كما قال, عن الوصول إلى جثث الضحايا ومعاينتها, وكأن للمتظاهرين السلميين سلطة مسيطرة على الساحات باستطاعتها منع قوات أمنية مدججة بالسلاح من الدخول, غير أن نقاط التفتيش الأمنية التي كانت تحيط بالساحات, وعيون الاجهزة الأمنية الرسمية وغير الرسمية المبثوثة بين المتظاهرين والتي سجلت كل شاردة وواردة من حركاتهم, التي فشلت في مسك القتلة, كانت فاعلة في متابعة الناشطين واعتقالهم.

ربما المعلومة المهمة الوحيدة التي أوردها السيد الضابط, هي رمي متظاهرين من أعلى المطعم التركي الذي كان التيار الصدري يشغله.
لطالما صدعوا رؤوسنا بخطابهم الإعلامي البائس الذي يتحدث عن الفوضى التي جاءت بها الانتفاضة, لأنهم شافوا الويل من شبابها رغم سلميتهم. بينما يتغافلون عن فوضاهم المدعومة بالسلاح التي تجاوزت العقدين ومازال العراقيون يعانون منها ويتخوفون من نتائجها الكارثية.
وبذلك فإن ( فوضى ) الانتفاضة كانت بناءة لأنها أقضّت مضاجعهم وقوضت هيبتهم وطوقت عبثهم, فكانت ناصراً للعراقيين.
وكما قال شكسبير -( في مسرحية الملك جون ):
" إن هذه السماء المكفهرّة لن تصفو إلا بعد عاصفة ".



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير القادم… شكوك ومخاوف !
- - تعديل قانون يراعي الشريعة ويجافي الإنسان - !
- زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !
- إيتمار بن غفير - فاشي من هذا الزمان !
- بقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب !
- العالم على كف عفريت !
- من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !
- هل أمسك نتنياهو بخيط الضوء الذي في آخر النفق ؟
- العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !


المزيد.....




- بكت بحرقة.. جيسي عبدو تنشر كواليس صفعة قاسية تلقتها في مسلسل ...
- روسيا للناتو.. قوات بأوكرانيا إعلان حرب
- ترحيل طبيبة لبنانية من أمريكا رغم حيازتها لتأشيرة والسبب: حض ...
- سيدة الموائد في رمضان.. هكذا تُصنع بقلاوة غازي عنتاب الشهيرة ...
- البنتاغون: الولايات المتحدة ستستخدم القوة المميتة الساحقة في ...
- مقتل طفل سوري استدرجه جاره إلى داخل منزله وذبحه بسكين في لبن ...
- مصر.. خلاف طالبات يتحول لكارثة داخل مدرسة لغات بالجيزة
- البيت الأبيض: نحن أقرب من السلام في أوكرانيا مما كان في أي و ...
- موقف وزير الداخلية الفرنسية إزاء الجزائر: -معازلة لليمين الم ...
- خبراء أمميون: الإجراءات الأميركية بحق طلاب مناهضين لإسرائيل ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عقوبات ترامب ولا حساب الشعب !!!