أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 526 – غزة تعيش على أمل















المزيد.....


طوفان الأقصى 526 – غزة تعيش على أمل


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

فاليري بورت
مؤرخ ومؤلف وكاتب صحفي روسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

11 مارس 2025

على مد النظر ينتشر الدمار والخراب في غزة. حوله، يتجول فلسطينيون حائرون، يحاولون إقامة شيء يشبه الحياة الطبيعية. لكن مثل هذه الحياة تظل حلماً—فلا ماء، ولا كهرباء، ولا سقف فوق رؤوسهم. يسعى السياسيون لإيجاد مخرج من هذا الوضع: كانت المحاولة الأخيرة هي قمة جامعة الدول العربية في القاهرة والخطة المقترحة لإعادة إعمار القطاع. على عكس المشروع المعروف لدونالد ترامب، لا تتضمن هذه الخطة تهجير سكان غزة إلى دول عربية "صديقة"، وهو اقتراح أثار سابقاً غضباً في العديد من الدول.

خطة إعادة الإعمار المصرية لغزة مصممة لمدة خمس سنوات. بحلول عام 2030، من المتوقع بناء مئات الآلاف من المنازل الجديدة، تستوعب ما يصل إلى 3 ملايين شخص. كما سيتم إنشاء مناطق صناعية وفنادق وحدائق وغيرها.

تتضمن المرحلة الأولى التي تستمر ستة أشهر إصلاح الطرق، وإزالة الأنقاض، واستعادة البنية التحتية، وإزالة الألغام. سيحتاج هذا إلى جهود هائلة—فغزة تغرق حرفياً في حطام المباني المدمرة. تشير التقديرات الأولية إلى وجود أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض، وإزالتها ستكلف أكثر من 3 مليارات دولار.

تحدد الخطة بناء 400 ألف وحدة سكنية خلال المرحلتين الأولى والثانية من إعادة الإعمار. ومع ذلك، يظل مصدر التمويل غير واضح. في الخطة دعوة فقط إلى الرعاة المحتملين. وبطبيعة الحال، تتجه الأنظار إلى الدول الغنية في الشرق الأوسط— السعودية والإمارات.

وفقاً لقناة *الحدث* السعودية، التي تستشهد بمصادرها، فإن أموال إعادة إعمار غزة ستأتي من صندوق خاص. ستشهد المرحلة الأولى استثماراً يتراوح بين 2 إلى 5 مليارات دولار. ومع ذلك، من غير الواضح من هم الرعاة وما إذا كانوا سيستمرون في تعبئة الصندوق.

أفادت وكالة *رويترز* أن دول الخليج والدول العربية وافقت على تخصيص ما مجموعه 20 مليار دولار. لكن هذا المبلغ غير كاف بوضوح. التقديرات الأولية لتكاليف تعمير غزة تصل إلى 53 مليار دولار.

تنص خطة إعادة الإعمار على إنشاء مناطق إنسانية مؤقتة في غزة، حيث يمكن للفلسطينيين الانتظار حتى يتم إعادة بناء أحيائهم السابقة. أثار هذا نقداً من ممثل البيت الأبيض بريان هيوز، الذي قال لصحيفة *تايمز أوف إسرائيل*: "الاقتراح الحالي لا يأخذ في الاعتبار حقيقة أن غزة غير قابلة للسكن حالياً، ولا يمكن لسكانها العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالأنقاض والمتفجرات غير المنفجرة."

بالطبع، هيوز طرف مهتم بمشروع ترامب ولا يمكن أن يكون موضوعياً. لكن هناك حقيقة في كلماته: يجب التفكير بعناية في مكان وكيفية إنشاء مناطق آمنة للسكن لمثل هذا العدد الكبير من الناس. ماذا سيعملون؟ كيف سيكسبون المال؟ أين سيدرسون ويتلقون الرعاية الطبية؟

كما أنه من غير الواضح كيف سيتم إعادة بناء "قوات الأمن الفلسطينية" المذكورة في الخطة. إذا كانت حماس تعتمد على ذلك، فإن الفكرة محكوم عليها بالفشل من البداية، حيث إن السياسيين والماليين المعتبرين لن يتعاملوا مع هذه المنظمة المثيرة للجدل. وهذا ما تؤكده مواقف قيادة الإمارات التي تعتبر حماس تهديداً وجودياً.

علاوة على ذلك، فإن شيوخ العرب الحذرين والعمليين لن يستثمروا في المشروع حتى يتأكدوا من موثوقيته وربحيته. وحيثما توجد حماس وغيرها من الجماعات الإسلامية، لا يمكن أن يكون هناك سلام.

في كلمته خلال القمة، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن هناك حاجة إلى ضمانات دولية لضمان استمرار وقف إطلاق النار الحالي. ولكن من يجرؤ على تقديم مثل هذا الوعد الآن؟

في الوقت نفسه، تسعى حماس إلى استعادة نفوذها في غزة، حيث لا تزال تتمتع بالعديد من المؤيدين. أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه مستعد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. وإذا حدث ذلك، يمكن لحماس أن تعود إلى السلطة بشكل قانوني.

من المرجح أن تسعى حماس إلى تفويض ممثليها للجنة الإدارية التي ستشرف على المساعدات الإنسانية وإدارة القطاع. لكن إسرائيل بالتأكيد لن تتسامح مع ذلك. هدفها ليس فقط إزالة حماس من السلطة، ولكن أيضاً تدمير قدراتها العسكرية والإدارية.

أما بالنسبة لخطط إعادة إعمار غزة، فإن إسرائيل تدعم فكرة ترامب. قال ترامب مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي إن أعضاء حماس لديهم "فرصة أخيرة" لمغادرة القطاع، وأكد أنهم "سيدفعون ثمناً باهظاً" إذا لم يطلقوا سراح الرهائن الإسرائيليين. كما حذر سكان غزة قائلاً: "لديكم مستقبل مشرق، ولكن ليس إذا استمريتم في احتجاز الرهائن."

وبـ"المستقبل المشرق"، يقصد الرئيس الأمريكي مشروعه الخاص لإعادة توطين سكان غزة في دول أخرى. بلا شك، سيدافع ترامب عن اقتراحه، حيث إن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" يعد بتحقيق أرباح هائلة له ولشركائه.

في كلمته الختامية خلال القمة، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلعه للعمل مع ترامب والقادة العرب لتنفيذ الخطة. هل يعني هذا أن الولايات المتحدة قد تشارك في مشروع الدول العربية؟

الوقت وحده سيخبرنا بذلك. في القاهرة، تم الإعلان بشكل أساسي عن بيان نوايا—ولم يكن ذلك من قبل جميع الأطراف. غاب عن القمة ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

يمكن فقط التكهن بأسباب غيابهم. ربما لم تلهمهم أجندة القمة. أو قد تكون هناك تفسيرات أكثر عملية.

في تعليقه، استشهد الخبير في شؤون الشرق الأوسط ستانيسلاف تيريخوف بكلمة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشعار خلال القمة. حذر الشعار من أنه "قد تكون هناك قرارات تهدف إلى رسم خرائط جغرافية جديدة على حساب دم الشعب الفلسطيني." وأضاف المحلل السياسي: "هذا يشير إلى أن مخاطر فلسطين بدأت تؤثر على مصير معظم الدول العربية. لكن حتى الآن، خلاصة قمة القاهرة هي: هناك وثائق مفصلة توضح الإجراءات المستقبلية. ومع ذلك، فإن التنفيذ العملي لا يزال بعيداً. لم تختلف قمة القاهرة عن القمم العربية السابقة، حيث تم تكرار العبارات المألوفة حول مصير فلسطين وإدانة سياسة إسرائيل."

ومع ذلك، يمكن أن تكون الخطة المصرية أساساً لجهود إعادة إعمار غزة—بشرط أن يتم تحسينها وتأمين مصادر تمويل ملموسة. ومع ذلك، فإن الشرط الأساسي لإعادة إعمار غزة هو تحقيق السلام في المنطقة. وهذه تظل المشكلة الأكبر والأكثر تعقيداً حتى الآن.

كيف يمكن أن يبدأ إعادة الإعمار إذا كانت الحرب قد تندلع مجددا في أية لحظة؟



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - انتصارنا في الحرب لا يمكن أن يكون موضوعا للم ...
- طوفان الأقصى 525 – تهديد جديد لأردوغان: احتجاجات العلويين قد ...
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
- ألكسندر دوغين - الفخ لم يعمل - روسيا والولايات المتحدة قد تق ...
- طوفان الأقصى 523 – حول أحداث الساحل السوري – ملف خاص – 2
- أنهى الحرب الباردة وحطم الإتحاد السوفياتي – كيف دخل ميخائيل ...
- طوفان الأقصى 522 - حول أحداث الساحل السوري – ملف خاص – 1
- «ماذا فعلت يا كوستيا؟»: كيف قاد تشيرنينكو غورباتشوف إلى السل ...
- طوفان الأقصى 521 – ماذا يحدث للشرق الأوسط إذا توقفت روسيا وا ...
- انتصار الغرب - قبل 35 عامًا، غسل غورباتشوف يديه ب -التخلي- ع ...
- طوفان الأقصى 520 - الأويغور في سوريا -الجديدة- – كعامل لإعاد ...
- بيريسترويكا عكسية
- طوفان الأقصى 519 - رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة
- فشل غورباتشوف - مراجعة بعد عقود
- طوفان الأقصى 518 - خطة جامعة الدول العربية لإعادة إعمار قطاع ...
- البيريسترويكا؟ مرة أخرى؟
- طوفان الأقصى517 - الواقع الجديد لحزب الله - هل هو في طور الا ...
- طوفان الأقصى517 – الواقع الجديد لحزب الله – هل هو في طور الا ...
- أميركا – حصن ترامب الفاشي
- طوفان الأقصى 516 - سوريا - القوة هي الضامن الأكثر موثوقية لل ...


المزيد.....




- -رويترز-: الجيش الأمريكي يسقط 11 مسيرة أطلقها الحوثيون باتجا ...
- غروشكو: روسيا ستطالب بضمانات أمنية صلبة في إطار التسوية في أ ...
- محمد رمضان يثير الجدل بإطلالة جديدة
- ترامب يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العاصفة في الولايات المتحدة إل ...
- باريس سان جرمان يفرض هيمنته ويهزم مرسيليا في -كلاسيكو- الدور ...
- فلسطين إذ تحرج الحياد السويسري من جديد
- وتقابل حبيب-.. هل ابنة ياسمين عبدالعزيز في المسلسل تشبهها في ...
- نتنياهو يعتزم إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) لانعدا ...
- اليمن: ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض جراء الغارة الأمريكية وعمل ...
- مفاوضون إسرائيليون يصلون القاهرة لمناقشة قضية الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 526 – غزة تعيش على أمل