أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - لا حياة لمن تنادي: واقع العراق وإقليم كردستان بين التحديات والتطلعات














المزيد.....


لا حياة لمن تنادي: واقع العراق وإقليم كردستان بين التحديات والتطلعات


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كان العراق وإقليم كردستان مزيجًا معقدًا من التاريخ العريق، والثروات الهائلة، والتحديات المستمرة. لكن وسط هذه التناقضات، نجد أن هناك فجوة كبيرة بين المطالب الشعبية والواقع السياسي والاقتصادي. هذه الفجوة تُلخصها العبارة الشهيرة "لا حياة لمن تنادي"، والتي تعبر عن حالة الإحباط العام التي يشعر بها المواطن بسبب عدم استجابة السلطات لمطالبه، سواء في بغداد أو أربيل.

فهل المشكلة تكمن في طبيعة الأنظمة الحاكمة؟ أم أن هناك عوامل أخرى تعمّق هذا الشعور؟ ولماذا، رغم الموارد الكبيرة والإمكانات، لا يزال المواطن العراقي والكردي يعاني من أزمات متكررة؟

أزمات متجذرة: العراق بين السياسة والاقتصاد
عانى العراق من عقود من الحروب والعقوبات والتدخلات الخارجية، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية، وضعف المؤسسات، وتفشي الفساد. ورغم تغير الأنظمة وتعدد الحكومات، إلا أن المواطن لا يزال يواجه نفس الأزمات:

الفساد المستشري: العراق يُصنَّف ضمن الدول الأكثر فسادًا في العالم، حيث تذهب مليارات الدولارات سنويًا دون أي تحسن ملموس في حياة الناس.
سوء الخدمات: الكهرباء، الماء، التعليم، الصحة – كلها قطاعات تعاني رغم الموازنات الضخمة التي تُرصد لها.
البطالة والفقر: رغم أن العراق يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم، إلا أن معدلات الفقر والبطالة مرتفعة بشكل غير مبرر.
عدم الاستقرار السياسي: التجاذبات بين الأحزاب والصراعات الداخلية تستهلك موارد الدولة وتعرقل أي تقدم حقيقي.
إقليم كردستان: نموذج مختلف، لكن نفس المعاناة
عند الحديث عن إقليم كردستان، يجد البعض أنه نموذج مختلف مقارنة ببقية العراق، فهو يتمتع بحكم الفيدرالي واستقرار نسبي، إلا أن المشكلات البنيوية لا تختلف كثيرًا:

الفساد المالي والإداري: مثل بقية العراق، هناك تهم متكررة حول استحواذ الأحزاب الحاكمة على الموارد وغياب الشفافية في الإيرادات النفطية وغيرها.
الأزمة الاقتصادية: تأخر الرواتب، ارتفاع الأسعار، وعدم وجود تنمية مستدامة يجعل الوضع الاقتصادي متذبذبًا.
التوترات مع بغداد: الصراع المستمر حول الميزانية والنفط يضعف فرص الاستقرار والنمو الاقتصادي.
غياب العدالة الاجتماعية: التفاوت الطبقي بين الطبقة الحاكمة والمواطن العادي يزداد يومًا بعد يوم، مما يخلق حالة من الإحباط الشعبي.
لماذا لا حياة لمن تنادي؟
يمكن تلخيص أسباب هذا الجمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي في عدة عوامل:

انعدام الإرادة السياسية: معظم الطبقة الحاكمة مشغولة بالصراعات على السلطة أكثر من التركيز على تحسين حياة الناس.
هيمنة المصالح الحزبية: لا تزال الأحزاب الكبرى تُقدّم مصالحها على المصلحة العامة، مما يعرقل الإصلاحات الحقيقية.
غياب دور المواطن: الشعب، رغم استيائه، لا يملك أدوات حقيقية للضغط أو التغيير، بسبب ضعف المجتمع المدني والقمع السياسي.
التبعية الاقتصادية: العراق وكردستان يعتمدان بشكل شبه كامل على النفط، مما يجعلهما عرضة لأي أزمة عالمية في أسعار الطاقة.
الحلول الممكنة: هل هناك أمل؟
رغم كل هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن الخروج من هذا الواقع؟ والإجابة هي نعم، ولكن بشروط:

إصلاح النظام السياسي: لا يمكن تحقيق تقدم دون نظام سياسي أكثر شفافية وديمقراطية، يعكس إرادة الناس بدلًا من المصالح الحزبية الضيقة.
تنويع الاقتصاد: الاعتماد على النفط فقط جعل الاقتصاد هشًا، ولا بد من استثمار أكبر في قطاعات مثل الزراعة، الصناعة، والسياحة.
تمكين المجتمع المدني: الشعوب التي تملك مؤسسات قوية ومنظمات فاعلة تستطيع فرض التغيير على الحكومات.
الشفافية والمحاسبة: مكافحة الفساد يجب أن تكون أولوية حقيقية وليس مجرد شعارات.
خاتمة
العراق وإقليم كردستان يملكان كل المقومات ليكونا من أقوى المناطق اقتصاديًا وسياسيًا في الشرق الأوسط، ولكن طالما بقيت المصالح الخاصة فوق مصلحة الشعب، فإن عبارة "لا حياة لمن تنادي" ستظل عنوانًا للمشهد العام. الحل يبدأ من إرادة التغيير، سواء من القيادة أو من الشعب، وإلا فإن الأزمات ستستمر دون نهاية.



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربيل في ظل الاحتلال البريطاني (1918-1920): قراءة في كتاب -س ...
- إربيل في مرآة التاريخ والفلسفة: دراسة مقارنة بين ابن المستوف ...
- أربيل عبر العصور: من مدينة تاريخية إلى لواء إداري في العراق ...
- دراسة سوسيولوجية لمدينة أربيل: التعددية الثقافية والتحولات ا ...
- -تاريخ اربل- لابن المستوفي: دراسة تحليلية علمية
- أربيل عبر العصور: تطور المخطط العمراني من القلعة إلى المدينة ...
- مقارنة بين مجزرة الكرد في العراق ومجزرة سربرنيتسا في البوسنة ...
- مشروع إعادة تأهيل قلعة أربيل: من الفكرة إلى التنفيذ
- قصور إعادة تأهيل قلعة أربيل: الأسباب والمسؤولية
- إلى السيدة وزيرة المالية العراقية المحترمة، طيف سامي محمد
- حكومة العراق: بين النفوذ المسلح والتحديات السياسية
- سوق القيصرية في أربيل: رمز التراث والتاريخ
- أسماء الأحياء السكنية في قلعة أربيل
- الحضارات التي تعاقبت على قلعة أربيل.
- المئذنة المظفرية في أربيل: دراسة تاريخية، معمارية، وأدوارها ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط
- تقييم تشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كوردستان | العراق
- الحقيبة الوزارية للتركمان.. إستحقاقٌ قومي لا تصدّقٌ سياسي من ...
- الإفلاس الفكري لدى ممثلي الاحزاب التركمانية!
- الحمامات الشعبية في أربيل بين الماضي والحاضر


المزيد.....




- آسر ياسين يتحدث عن مي عز الدين في مسلسل -قلبي ومفتاحه-
- حميدتي: -الدعم السريع- لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري ...
- صربيا.. الرئيس فوتشيتش يؤكد إصابة 56 شخصا خلال احتجاجات السب ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بالعاص ...
- للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكر ...
- بينها كوبا وإيران واليمن وسوريا والسودان وليبيا.. واشنطن تدر ...
- ترامب يطلق سلسلة ضربات ويهدد الحوثيين بـ-جحيم لم يروه من قبل ...
- مصر.. جنوح مركب سياحي في نيل أسوان والسلطات تتحرك وتكشف السب ...
- لحظات رعب داخل مسجد برفح: مسيّرة إسرائيلية تطلق النار بكثافة ...
- ما الذي يحفز الحركة النشطة ضد روح الوحدة الأفريقية ولماذا تس ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - لا حياة لمن تنادي: واقع العراق وإقليم كردستان بين التحديات والتطلعات