محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 21:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نفاق الامريكان لا حدود له. ولا يختلف عن السلوك المبني على الغطرسة في التعامل مع الغير. ومن الصعب الوثوق بما يقولون أو بما يطرحون من آراء وتصريحات في وسائل الاعلام. وان خططهم العلنية لها اكثر من وجه خفي لا يراه سوى حفنة من الراسخين في السياسة ودهاليزها المعتمة.
ففي الوقت الذي تسعى فيه أمريكا "ظاهريا" إلى إحلال السلام بين موسكو وكييف، تقوم برفع الحظر عن توريد الأسلحة إلى اوكرانيا. وفي نفس الوقت تقوم بأعادة العمل بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع نظام كييف. وبعد اجتماعها الأخيرمع ممثلي الممثل الكوميدي زيلينسكي في السعودية اقترحت أمريكا، كطوق نجاة لاوكرانيا على ما يبدو، هدنة لمدة ثلاثين يوما. سرعان ما وافقت عليها كييف وكأنها هي التي اقترحتها. لان الهدنة بالنسبة لهم تعتبر فرصة ذهبية كي يلتقط فيها الجيش الاوكراني المنهك أنفاسه. خصوصا وان وضعه في المعركة كارثي وشبه ميئوس منه باعتراف الكثير من ضباطه. ناهيك عن أن الجيش الروسي على وشك تحرير مقاطعة كورسك بالكامل واخراج آخر جندي اوكراني، حيّا أو ميّتا أو اسيرا، من الأراضي الروسية.
وحتى لو وافقت روسيا على الاقتراح الأمريكي لوقف الأعمال القتالية لمدة ثلاثين يوما، فمن يضمن يا ترى احترام والتزام اوكرانيا ببنود هذه الهدنة؟ وهل تستطيع امريكا باعتبارها راعية لاتفاق "وقف القتال" أن تمنع استفزازات وتحرشات جيش اوكرانيا المتواجد على طول الحدود مع روسيا؟ وهل يمكن أعتبار هذه الهدنة المؤقتة استراحة محارب لقوات أوكرانيا كي تعدّ العدّة بشكل جيد للقيام بشن "هجوم مضاد" جديد لتعوّض عن فشل جميع محاولاتها السابقة. بعد أن بدأت امريكا تضخّ لها الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والاموال؟
ومن المؤكد، في كل الاحوال، أن مهرّج اوكرانيا سيقوم بكل شيء من أجل إفشال وقف إطلاق النار وتوجيه الاتهامات إلى روسيا. ثم يستغل الفرصة لتحريض امريكا ودول حلف الناتو ضد موسكو. خصوصا وأن الجميع، بما فيهم الرئيس الأمريكي ترامب، يقولون إن الكرة الآن في ملعب روسيا.
فهل يمكن اعتبار الهدنة المؤقتة، كمينا محكما من اجل استدراج روسيا؟
ان الايام القادمة ستكون كفيلة بالاجابة عن هذا السؤال !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟