أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - الجوائز الأدبية العربية والعالمية... قضايا إشكالية متجددة















المزيد.....


الجوائز الأدبية العربية والعالمية... قضايا إشكالية متجددة


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


سياسة أبطال الروايات هي التي تفوز بذائقة حكام الجوائز الأدبية


سؤال: الجوائز الأدبية تعد من أبرز الوسائل التي تعزز الإبداع الأدبي وتشجع الكتاب على تطوير مهاراتهم وتساهم في اكتساب أعمالهم الاعتراف والتقدير . الجوائز الأدبية: ما لها وما عليها، ما رأيك؟

قرأت رأياً لروائي انكليزي هو جوليان باتريك بارنز الذي حاز عل جائزة مان بوكر الإنكليزية العالمية عام 2011 وحصد العدد من الجوائز الأدبية المرموقة في الغرب، وأُدرج اسمه عدة مرات في القائمة القصيرة لجائزة بوكر الإنكليزية، هذه ترجمتي للاقتباس إلى العربية:

” تدفع جائزة مان بوكر الناشرين للشعور بتعاظم الأمل، وبائعي الكتب إلى الجنون بسبب الجشع، والمحكمين إلى الجنون بسبب السلطة، والفائزين إلى الجنون بسبب الكبرياء، والخاسرين من المرشحين غير الموفقين في القائمة المختصرة بالإضافة إلى كل روائي آخر في البلاد إلى الجنون بسبب الحسد وخيبة الأمل. ومن الأفضل للروائيين أن يفهموا أن الموقف المعقول الوحيد تجاه جائزة بوكر هو التعامل معها باعتبارها لعبة “بينغو” فاخرة” وللعمل لعبة :”بينغو” لعبة تسلية وحظ، ليس إلا.

هذا مفتتح مُشرّع على الدهشة، الاختلاف والاتفاق، لكنه واضح بلا مواربة. واخترتُ بوكر الانكليزية العالمية كي أتفادى الاصطدام بالجدار العربي والتحكيم وما إليه.

سبعة مداخل للنظر في عالم الجوائز:

السياسة والذائقة الشخصية وجنس الكتابة الأدبية وجنس البطل

هل يتفق الروائيون الروائيون الذين فازوا بالجائزة عربيا وعالمياً مع هذا التصريح الذي أراه مباشرة صريحة أتفق معها وقد لا تروق لكثير من الذين خذلتهم الجوائز، او للفائزين بالجوائز على تنوع أبوابها الأدبية، الفكرية، النقدية، والشعرية.

إذا هل من حياد في رأينا ووجهات نظرنا حول الجوائز؟ لا، لسنا حياديين حين نكتب أدباً وحين نقيم عملاً إبداعياً. هناك منطلقات يتذوقها قضاة التحكيم والقراء حين تناول الأدب، ومنها أذكر:

1 سياسة أبطال الرواية: هل غاية بطل الرواية تتوافق ونظرتي لسياسة العالم من حولي، أم تقوض مفهومي لحرية التعبير؟ هل تنتصر لي أم عليّ، و تدمر منظومتي الفكرية بطريقة أدبية ناعمة أو شرسة؟

كلنا نحمل في داخلنا قناعات ومفاهيم دينية وايدلوجية وفكرية، بعضها مبطن وبعضها الآخر معلن.

2 شهرة الكاتب : هل الرواية لكاتب أو كاتبة لها سطوة في الحقل الثقافي من خلال العلاقات العامة، والمقالات النقدية التي كتبها سين وعين من النقاد في الساحة الأدبية. يبدو أن من يكتب عن كتابك يلعب أيضاً دوراً في تقييم الوصول إلى الفوز بجائزة. ومن يتناول كتابك للنقد ليس دوما عملا حياديا.

3 سلطة الكاتب: هل الكاتب شخص له موقع وشبكة من العلاقات القوية ويعرف كيف يشتثمرها ومتى؟ وهنا لا ينظر إلى قيمة المنتج الأدبي بل يتبارى النقاد للكتابة عن سين أو عين فقط بحكم المعرفة والحظوة والمصالح المتبادلة، وليس تعميماً.

4 فاعلية دور المنشر الكبيرة والصغيرة : تلعب دور النشر دورا مهما في الترويج لمنتجاتها الأدبية وتفرض سطوتها لأن العملية بالنسبة لبعض الناشرين مادية تماماً وكلما باع الناشر المزيد من الكتب فهو سعيد وقادر على مكافأة الذين في الخدمة. الحال مختلف بين الغرب والشرق. في السنوات الأخيرة تحقق مبيعات الكتب الفائزة معدلات عالية وعائدات مادية على الكاتب و الناشر. بينما الحال مختلف عربياً إذا أخذنا بعين الاعتبار القدرة الشرائية المنحفضة في المنطقة العربية الفقيرة، وأيضا عزوف المنطقة العربية عن قراءة الأعمال الروائية والشعرية.

5 الذائقة الشخصية للحكام: فهناك من يحبذ الأدب الواقعي وهناك من ينتصر للتجريبي وآخرون لا تزعهجم المشاهد الجنسية واللغة البذيئة، ودوما هناك العكس. والقرارت سوف تتأثر بمن يقود لجنة التحكيم.

6 الخروج من صندوق المفاهيم الدينية والجنسية والقيود الاجتماعية: هناك تحديد لحرية الكاتب في تناول المفاهيم الدينية في المنطقة العربية، ورغم ذلك هناك من يخترق ذلك المحظور ولذلك يبقى منتجه خاضعا للرقابة من قبل الناشر، ثم الناقد، وهذا بالتالي يقف حجر عثرة أمام رواج الرواية الجريئة القادرة على صدمة القارئ كما فعل غوستاف فلوبير مثلا، في روايته العالمية الشهيرة “مدام بوفاري” التي صارت درساً في الكتابة الإبداعية بعد أن تعرض كاتبها للمحاكمة في باريس حين صدرت الطبعة الأولى.

7 هل البطلة أنثى متمردة أم رجل تقليدي ووطني: في المجتمعات الذكورية يكون الانتصار لجنس البطل(ذكرا أو أنثى) مؤثرا على ذائقة المحكمين. سلوك البطلة أيضا وتمردها على واقعها المحدود يلعب دوراً في القبول وفي الرفض. ممولو الجوائز قد يكون لديهم خطوط عريضة معلنة أو غير معلنة وسياسيات مبطنة. مثلا: جائزة نوبل لها سياسة ولجنة تحكيم حسب توصيات مؤسسها ألفرد نوبل، وهناك لجان ثابنة وأصول دقيقة وغير قابلة للتغير بين سنة وأخرى. وتتأثر أيضا بالحدث السياسي المسيطر على العالم خلال سنوات صدور العمل الأدبي.



الجوائز مهمة وضرورية لتشجيع الكاتب لكنها لا تطور مهارات الفائزين

الكتاب كما الأطفال يشعرون بالرضا لمجرد التكريم والاحتفاء وهذا شعور انساني ونبيل. فالجوائز قيمة معنوية وتضيف للكاتب تميزاً ومكانة بين أقرانه وبين القراء. الفوز بجوائز في الغرب قد تقلب الحالة المادية بشكل منقطع النظير لكاتب كان على الهامش وصار اسمه تحت الأضواء، وتزداد حصته المادية إذا صار كتابه فيلماً أو مسلسلا. هناك أفلام أخذت عن كتب الكندية مارغريت أتتود، مايكل اونداتجي، أليس مونرو، وليس حصرا. وهؤلاء قد تصبح أسمائهم وحساباتهم البنكية ثمينة بعد الجائزة والأضواء النقدية.

القيمة المادية للجائزة مهمة وتخفف أعباء الحياة على الشخص الفائز في الغرب والشرق. والجائزة ترضي الغرور وتشعر الكاتب بجدوى عمله واشتغالاته لساعات طويلة في عزلة وقلق يعرفه كل من أصدر كتاباً حقيقاً. أقول حقيقيا، لأنه شاع مؤخرا تقبل كتاّب الظل والكاتب المأجور أو الشبحي الذي يبيع نصاً بمقابل مادي لكاتب آخر يضع اسمه على الكتاب.

تطوير المهارات الأدبية، مسألة شخصية تتبع الموهبة والمقدرة على ابتكار كتاب يتفوق على ما كتبه سابقاً كاتب حاز على جائزة بحكم القيمة أو الصدفة والمقامرة ( لعبة بينغو). ومهما حاولنا أن نحصي إيجابيات وسلبيات الجوائز في العالم، سنبقى دوما رهن الاحتمالات والافتراضات ورهن طبيعتنا الشخصية وكفاءاتنا في قراءة المشهد الثقافي والإفصاح عما نفكر به دون مراوغة وأقنعة كما فعل الروائي الإنكليزي في المقولة التي أوردتها في مقدمة هذا المقال. وليست هذه المرة الأولى التي أتطرق فيها إلى موضوع الجوائز الأدبية التي تعتبر موضوعا خلافيا ويتجدد مع صدور قوائم الجوائز الأدبية العربية والعالمية: نوبل، مان بوكر، جائزة السلطان عويس، جائزة كتارا، جائزة غريفن الكندية للشعر، جائزة القصة في هذا البلد أو ذاك.

والقراء مستويات أيضا ومنهم من يريد حكاية مشوقة بغض النظر عن القيمة الفنية للنص وتقنيات الكتابة. وهناك قراء نخبة ونقاد لهم ذائقة يشذبها النضج الأدبي وسعة الإطلاع على الأجناس الكتابية والمفاهيم النقدية والمعرفية.

وهناك أسماء كبيرة إبداعياً تنتظر من يضعها تحت الأضواء بضربة حظ أو سحر معجب أو حنكة ناشر، أو ضربة ساحر. وهناك أعلام في الأدب والفن العالمي لم تكتشف قيمة كتبهم إلا بعد موتهم.



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الشعر واللاشعر ...حالات سورية
- تأملات...خسارات الثورات العربية المعاصرة...سوريا لم تتحرر بع ...
- العدالة السورية في خطر وضلال... إذلال السوري وخروقات لكرامة ...
- إجرام الحكومة الأسدية السورية وخطر العودة إلى السلفية وقمع ا ...
- فصل حرية التفكير عن التكفير... أين تقع ديريك في سوريا
- أنقــاض وعيـــون
- نصوص من ديوان أشجارإنخيدوانا
- تأصيل تاريخ مختصر لإنخيدوانا على هامش ديوان أشجار إنخيدوانا
- المنصات الذكية، نص من ديوان أشجار إنخيدوانا
- ديوان شعري جديد لجاكلين سلام بعنوان: أشجار إنخيدوانا ...صدر ...
- ديوان أشجار أنخيدوانا وافكار حول مأزق الشعر والنقد العربي ال ...
- أليس مونرو من ربة منزل فقيرة إلى جائزة نوبل إلى مأوى العجزة ...
- لماذا تزداد نسبة انتحار الكنديين الأوائل...نصوص مترجمة
- يوسف زيدان وفراس السواح..ألعاب الكبير والأكبر والأهم وأسماء ...
- أفكار ملونة… القارئة والخوف المضمر وقضايا أخرى
- شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية
- أفكار ملونة... الدين والإبداع وازدواجية المرتزقة في زمن سوشي ...
- الذكاء الإصطناعي ومستقبل المعجم الإنساني والأخلاقي
- الشاعرة الراحلة جويس منصور تتصدر القائمة الطويلة لجائزة غريف ...
- هل الانتقال السلمي للسلطات ممكن في الشرق. العنف واللاعنف


المزيد.....




- رحيل الممثل المصري إحسان الترك بعد معاناة مادية وصحية
- -لهم فضْلُ القديمِ وسابقاته-.. عن لغة الشعر النبطي
- اكتشاف بروتين قد يكون مفتاحا لفهم سر نشأة اللغة المنطوقة
- وفاة فنان مصري
- موت الأسرار.. الكشف عن الذات في العصر الرقمي
-  مدن تتداعى وذكريات تُمحى: كيف توثّق السينما صراع البقاء في ...
- مخرج مصري يواجه عاصفة انتقادات بعد حديثه عن فنان تاريخي
- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - الجوائز الأدبية العربية والعالمية... قضايا إشكالية متجددة