أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - -الإسلام الصهيوني - خيوط التاريخ المُزيفة في يد الاحتكارات-















المزيد.....


-الإسلام الصهيوني - خيوط التاريخ المُزيفة في يد الاحتكارات-


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لحظة تاريخية تتشابك فيها خيوط السياسة مع أوهام الماضي، يبرز ما يُسمى "الإسلام الصهيوني" كأداة لتزوير الوعي، مُستندًا إلى فتاوى ابن تيمية، ذلك الفقيه الذي ارتبط اسمه بغزوات المغول، حين تحول الدين إلى غطاء للفتنة والتدمير. ليس هذا دينًا يُعبر عن روح الأمة، بل مشروعًا استعماريًا يخدم اليوم أجندات الاحتكارات المالية الغربية، وعلى رأسها آل روتشيلد، التي امتدت أيديها منذ القرن التاسع عشر لتُسيطر على مصائر شعوب بأكملها، مُستعينةً في مرحلتها الأخيرة بأموال محميات الخليج الصهيو-أمريكية.
بنو أمية والتاريخ المُزيف
لن نغرق في جدل عقيم، لكن دعونا نضع الأمور في نصابها. بنو أمية، كما يُروج لهم اليوم في مسلسل "معاوية" المدعوم من أموال قطر والسعودية، لم يكونوا من نشروا الإسلام كما يُدعى. قصورهم وحواريهم كانت شاهدة على عصرهم، لكن التراكم الحضاري الحقيقي لم يكن من صنعهم. قبل مئتي عام، كان 80% من سكان سوريا، وفق تقديرات المؤرخين مثل فيليب حتّي، من المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين. هؤلاء، إلى جانب اليهود الشرقيين والمسلمين الأوائل، هم من قادوا الإمبراطورية السورية الكبرى من دمشق إلى بغداد وصولاً إلى الأندلس، حاملين راية حضارة تجاوزت حدود الدين والجغرافيا.
ما يُسمى اليوم "الإسلام الصهيوني" ليس سوى محاولة لتزوير هذا الإرث، عبر تقديم صورة مُشوهة تُكرس الفتنة بين العرب. مسلسل "معاوية" ليس عملاً دراميًا بريئًا، بل أداة دعائية تُخدم أجندة تقسيمية، تُصور بني أمية كأبطال بينما الحقيقة التاريخية تُؤكد أن الإمبراطورية السورية كانت نتاج عبقرية أهل هذه الأرض، وليس أدوات المال والاستعمار.
آل روتشيلد: اليد التي تحرك الخيوط
لن نذهب بعيدًا في التاريخ، لكننا سنتوقف عند لحظة مفصلية. في ستينيات القرن التاسع عشر، اشترت عائلة روتشيلد البريطانية النسبة الأكبر من أسهم البنك الإمبراطوري العثماني، كما يوثق المؤرخ نايل فيرغسون في "بيت روتشيلد". كان ذلك بداية هيمنة مالية تحولت لاحقًا إلى سيطرة ثقافية عبر الاستشراق الاستعماري، الذي أعاد صياغة هوية المنطقة لتخدم مصالح الغرب. اليوم، تتولى محميات الخليج – قطر، السعودية، الإمارات – استكمال هذا المشروع، مُستخدمةً أموال البترودولار لتمويل عصابات كالإخوان والجولاني، اللذين يُمثلان الذراع التنفيذية للإرهاب والفساد.
هذه المحميات، التي تُدار من قواعد كالعيديد وإنجرليك، ليست سوى أدوات في يد الطغمة المالية الغربية. أموالها تُنفق لنهب الدول العربية – سوريا، العراق، مصر – وإبقائها ضعيفة، مُنقادة لإرادة آل روتشيلد. الجولاني، المتهم بقتل آلاف الأطفال في العراق وسوريا، والإخوان، المولودون من رحم الاستعمار البريطاني، ليسوا سوى "صرامي" لهذه المنظومة، يُنفذون قوانين الفتنة التي تُكرس الهيمنة الغربية.
خيوط التاريخ ووهم الحاضر
لنكن صرحاء: من قاد الإمبراطورية السورية الكبرى لم يكن بنو أمية كما يُصورهم الإسلام الصهيوني، بل أهل سوريا من مسيحيين ويهود ومسلمين، بنوا حضارة عابرة للقارات. دمشق لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل مركزًا للعلم والفكر، كما كانت بغداد وقرطبة. اليوم، يُحاول هذا الإسلام المُزيف، المدعوم من أموال الخليج، طمس هذا الإرث، مُحولاً التاريخ إلى أداة للتقسيم بدلاً من رافعة للوحدة.
يا همج العيديد وإنجرليك، علاقتكم بالجولاني والإخوان لا ترتبط ببني أمية ولا بالإسلام الأصيل، بل بخدمة آل روتشيلد والطغمة المالية التي تُديركم. أنتم أدوات لنهب الشعوب، تُروجون لفتنة تُضعف الأمة وتُبقيها تحت نير الاستعمار. التاريخ شاهد على ذلك، والحقيقة لا تحتاج إلى مسلسلات مُمولة لتظهر، بل إلى عين ناقدة تُدرك من أين تأتي الخيوط وإلى أين تتجه.
دعوة إلى التأمل
في هذا الزمن العصيب، يبقى السؤال: هل سنظل أسرى لتزوير يخدم الاحتكارات، أم سنستعيد وعينا التاريخي؟ الإسلام الصهيوني ليس دينًا، بل مشروعًا استعماريًا يُزيف الماضي ليُدمر الحاضر. على العرب أن ينظروا إلى إرثهم الحقيقي – إرث سوريا الكبرى – وأن يُدركوا أن قوتهم ليست في أموال الخليج، بل في وعيهم الذي يرفض أن يكون أداة في يد آل روتشيلد. التاريخ لا يرحم، لكنه يُعلمنا أن الحقيقة دائمًا تجد طريقها إلى النور.

.......

"تريليونات الخليج وصناعة الفاشية - خيوط الصراع من سوريا إلى أوكرانيا"

في لحظة تاريخية تتكشف فيها خيوط الصراع العالمي، تبرز محميات الخليج الصهيو-أمريكية كلاعب لا يُستهان به، مُنفقةً تريليونات الدولارات ليست للتنمية أو البناء، بل لصناعة فاشية مُقنعة تجمع تحت رايتها الإيغور والأوزبك والأتراك والتونسيين وبعض العرب الذين باعوا ضمائرهم لأجندات الغرب. هذه التريليونات، التي تتدفق من آبار النفط إلى جيوب الإرهاب والفساد، لم تكن يومًا أداة تحرر، بل سلاحًا في يد الصهيونية العالمية لتدمير الدول من الداخل، وإبقائها تحت نير الطغمة المالية التي تُدير العالم من خلف الكواليس.
سوريا: الجولاني والإخوان في قبضة الصهيونية
لن نذهب بعيدًا في التفاصيل، لكن دعونا نضع النقاط على الحروف. ما أنتجته هذه التريليونات في سوريا ليس سوى عصابات كالجولاني والإخوان، تلك التنظيمات التي تتغذى على أموال الخليج لتنفيذ أجندة التقسيم والفتنة. الجولاني، المتهم بقتل الآلاف في العراق وسوريا، والإخوان، المولودون من رحم الاستعمار البريطاني، ليسوا سوى أدوات في يد الصهيوني جو بايدن، الذي تعمد توريط دونالد ترامب في مستنقعهم. لكن الأمل يلوح في الأفق، مع بوادر اتفاق بين فلاديمير بوتين وترامب قد يُسرع من إزالة حكم هذه العصابات، مُحطمًا مخططات بايدن التي راهن على استمرارها لإضعاف خصمه السياسي.
هذه ليست معركة محلية، بل جزء من صراع أوسع. تريليونات الخليج لم تُنفق لنصرة قضية، بل لخلق جيوش من المرتزقة تُدمر سوريا وتُبقيها رهينة الفوضى. الجولاني ليس ثائرًا، والإخوان ليسوا دعاة إصلاح، بل هم ذراع تنفيذية لمشروع صهيوني يهدف إلى تفتيت الأمة وإضعافها، بتمويل من محميات تُدار من قواعد كالعيديد وإنجرليك.
أوكرانيا: المسرح الأكبر للمؤامرة
في الجانب الآخر من العالم، تتكشف فصول أخرى من هذا المخطط في أوكرانيا. بايدن، بالتعاون مع الصهيوني فولوديمير زيلينسكي، أشعلا حربًا أودت بحياة أكثر من مليون شخص – وفق تقديرات غير رسمية تتداولها مصادر مستقلة – لم تكن سوى فخًا لتوريط ترامب وإضعافه. هذه الحرب، التي أُنفقت فيها مئات المليارات من الدولارات، لم تكن للدفاع عن كييف، بل لإثراء المجمع العسكري الصناعي الأمريكي، الذي جنى أرباحًا طائلة من بيع الأسلحة وتمويل الصراع. فساد بمئات الآلاف من الدولارات تسرّب إلى جيوب المقاولين والشركات، بينما دفع الشعب الأوكراني ثمنًا باهظًا من دمائه ومستقبله.
هنا تتضح الصورة: بايدن لم يكن يقاتل من أجل "الديمقراطية"، بل من أجل تعزيز هيمنة الصهيونية وخدمة المصالح الأمريكية على حساب الجميع. أوكرانيا لم تكن سوى مسرحًا لتجربة أسلحة جديدة وإطالة أمد صراع يُضعف ترامب، ويُبقي روسيا في حالة استنزاف.
ترامب وبوتين: نقطة تحول محتملة
في هذا السياق، يأتي الحديث عن اتفاق محتمل بين بوتين وترامب كإشارة إلى نقطة تحول. ترامب، الذي واجه ضغوطًا هائلة من بايدن لتوريطه في أوكرانيا وسوريا، قد يجد في تعاونه مع بوتين مخرجًا لإنهاء هذا العبث. إزالة حكم الجولاني والإخوان في سوريا، ووقف نزيف الدم في أوكرانيا، ليست مجرد خطوات تكتيكية، بل بداية لكسر هيمنة المحميات الخليجية وأسيادها في واشنطن وتل أبيب. بوتين، الذي أثبت في سوريا قدرته على مواجهة الإرهاب، وترامب، الذي يسعى لاستعادة هيبته، قد يشكلان معًا جبهة تُعيد ترتيب الأوراق في هذا الصراع الممتد.
دعوة إلى التأمل
ما أنتجته تريليونات الخليج الصهيو-أمريكية ليس حرية ولا عدالة، بل فاشية مُقنعة تُخدم مصالح الصهيونية والمجمع العسكري الأمريكي. الجولاني والإخوان في سوريا، وزيلينسكي في أوكرانيا، ليسوا سوى وجوه لعملة واحدة، صُنعت بأموال البترودولار لتدمير الشعوب وإضعافها. لكن التاريخ يُعلمنا أن الشعوب، عندما تُدرك حجم المؤامرة، تستطيع أن تُغير المعادلة. اتفاق بوتين وترامب قد يكون البداية، لكن اليقظة تبقى السلاح الأقوى لمواجهة هذه التريليونات التي تُنفق لتدميرنا. في النهاية، القوة ليست في المال، بل في الإرادة التي ترفض أن تكون أداة في يد الآخرين.

بالاستفادة من توثيق الذكاء الاصطناعي
شاعر وكاتب شيوعي بلجيكي من أصول روسية وفلسطينية

من اصدارات بيت الثقافة البلجيكي العربي ..لييج ..بلجيكا
جمعية غير ربحية . علمانية ..مستقلة



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرة التكفير والإبادة - كيف شكلت مراكز الاستشراق والمخابرا ...
- -محور المقاومة يعيد تشكيل ميزان القوى: البحر الأحمر ساحة كشف ...
- هزيمة عصابات الجولاني: المقاومة السورية تعيد كتابة التاريخ ف ...
- الإبادة الجماعية في سوريا: 30 ألف شهيد علوي ومقابر جماعية تك ...
- -قناة العربية: شريكة في جرائم الإبادة الجماعية بالساحل السور ...
- الجزيرة ومحميات الخليج: أدوات إبادة الشعب السوري. ومواضيع أخ ...
- -الجزيرة -شريكة في ابادة المواطنين السوريين وغسل جرائم الجول ...
- الاقتصاد الإسلامي-: أفيون الشعوب وأداة للنهب الرأسمالي
- عبد الرحمن منيف: مثقف عضوي في مواجهة مملكة الظلمات واردوغان ...
- غوبلز الخليج: إعلام محميات البترودولار في خدمة الإبادة والاس ...
- أردوغان ونتنياهو: وجهان لعملة الإبادة الجماعية في القرن الحا ...
- الإبادات الجماعية من العهد العثماني إلى الإرهاب الحديث الصهي ...
- محمية ال سعود واردوغان للابادة الجماعية وقوانين التحرير الوط ...
- عبد الرحمن منيف وإدانة مجازر مملكة الظلمات
- هل هناك اله بمواصفات الاديان ام أنه اله سبينوزا ام عدم
- نقاش مع الذكاء الاصطناعي لتسلا حول إدارتها للعالم الأمريكي..
- طرد الصهيوني النازي زيلينسكي من البيت الابيض..ماذا يعني
- رخص الاسعار في سورية والبكاء على صدر المستقبل الحزين
- اعادة كتابتي لقصيدة المركب السكران لريمبو مع ترجمة بلغات متع ...
- كتابتي لقصيدة المركب السكران من جديد مع ترجمات لها


المزيد.....




- حفلة تتحول لكارثة.. كاميرا ترصد لحظة انهيار شرفة تحمل أشخاصً ...
- سلطات كورسك تشرع بالعمل على تطوير استراتيجية لإعاد إعمار الأ ...
- ترامب يكشف أسباب شن الجيش الأمريكي عملية عسكرية -حاسمة- ضد ا ...
- نكهةٌ بين الحموضة والحلاوة، ما سرّ وصفة طاجين اللحم بالبرقوق ...
- وفد درزي سوري يزور مقام النبي شعيب في إسرائيل
- -في رسالة تحد وصمود-.. أهالي مخيم النصيرات ينظمون إفطارا جما ...
- تظاهرة احتجاجية في برلين ضد زيادة الإنفاق الدفاعي
- مستشفيات نيوجيرسي الأمريكية تطلب من الأهل تقرير جنس المولود ...
- جنوب إفريقيا ترد على قرار الولايات المتحدة بطرد سفيرها من وا ...
- تونس.. وزارة الفلاحة تصدر بيانا بشأن دخول الجراد الصحراوي إل ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - -الإسلام الصهيوني - خيوط التاريخ المُزيفة في يد الاحتكارات-