عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان الاحتفال باليوم العالمي للمراة ؛ يجب ان لايقتصر على الحديث عما تحقق لها من انجازات فحسب ؛ بل ينبغي ان يشمل على ما تواجهها من تحديات مصيرية ؛ والتي تأخذ صورا مختلفة من العنف ؛ بسبب النوع الاجتماعي ؛ على سبيل المثال لا الحصر ؛ العنف على الفضاء الرقمي ...
ان هذا التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي ؛ سوق الى أنماط جديدة من العنف السيبراني ضد المراة ؛ لاسيما مع انتشار تقنية ( التزييف العميق ) وخلق محتوى أباحي للضحايا ؛ بأستخدام صور عادية لهن ؛ متاحة على حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي ؛ مما جعل نصف مستخدمات الانترنت لايشعرن بالأمان ؛ بسبب مايتعرضن له من تحرش على الفضاء الرقمي ؛ وهذا ليس حكرا على المنطقة العربية ؛ بل غدت ظاهرة منتشرة في مختلف أنحاء العالم ...
يرى بعض الباحثين ان الثقافة الذكورية السائدة في المجتمعات الشرقية ؛ وما تنطوي عليها من نظرة دونية للمراة ؛ ادى الى تفاقم العنف الالكتروني كأمتداد للعنف الذي تواجهه النساء على أرض الواقع ؛ كون مرتكبيه يشعرون بالافلات من العقاب ؛ ومن آمن العقاب أساء الادب ؛ لذلك نجد ان تلك المجتمعات تستخدم الفضاء الرقمي لاعادة أنتاج نفس انماط العنف التقليدي ؛ مثل التحرش ؛ التهديد ؛ والابتزاز العاطفي او المادي للنساء ؛ اما بصورهن او معلوماتهن الشخصية .
ان للثقافة المجتمعية في الكثير من البلدان العربية لها الدور الكبير ايضا في تفاقم العنف الرقمي ضد النساء ؛ ومن بين جزئيات تلك الثقافة ( الوصم المجتمعي ) اي الخوف من الفضائح الاجتماعية ؛ ما يدفع الكثير من النساء الى السكوت خوفا من فقدان سمعتهن ؛ مايجعلهن يتراجعن عن تقديم اي بلاغ خوفا من مواجهة الاهل ..
لمواجهة هذه الظاهرة غير الحضارية ؛ وغير الانسانية ؛ ثمة حاجة ملحة الى تطبيق فعال للقوانين بالتعاون بين الحكومات ؛ المجتمعات ؛ وادارات منصات التواصل الاجتماعي بازالة اي محتوى يهدف الى التشهير بالنساء والفتيات ؛ او ابتزازهن ؛ وتقديم دعم رقمي لتأمين حساباتهن ؛ واحالة الضحايا الى الدعم القانوني والنفسي ؛ وعدم القاء اللوم عليهن فقط برفع الوعي بأهمية حقوق الافراد على الفضاء الرقمي ؛ وضمان فضاءات رقمية اكثر أمانا للنساء والفتيات مستقبلا ؛ قال الحبيب محمد صل الله عليه وسلم : رفقا بالقوارير ؛ مااكرمهن الا كريم ؛ وما اهانهن الا لئيم ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟