أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ايليا أرومي كوكو - الابيض تحت رحمة القصف العشوائي لا أمان في أي مكان !














المزيد.....


الابيض تحت رحمة القصف العشوائي لا أمان في أي مكان !


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هندما تتحرك كالدمية مردداً في نفسك متي ستصيبني القاذفة او المسيرة التالية وتصرعني لترديني قتيلاً ؟ هكذا حال كل أهل وسكان مدينة الابيض تنتابهم الهواجس والخشية لحظة بلحظه .
فنحن كل سكان وأهل مدينة الابيض في شمال كردفان صرنا أهدافاً مشروعة للقتل والموت في أي وقت . فكل شبر من مدينتنا هدف ومرمي لنيران قاذفات المدافع والمسيرات خاصة الدعم العشوائية . فلا مكان أمن في كل مدينتنا عروس الذي بات هدفاً شرعياً ومهدداً بالقصف والقتل العشوائي في كل لحظة . فأن كنت واحد من سكان هذه المدينة فأنت في خطر دائم وحياتك مهددة بصورة كلية . انت لا تأمن نفسك وكل أفراد أسرتك وأنتم في بيتكم ربما داخل غرف نومكم نيام تحلمون بغد أفضل . او حتي وانتم حول مائدة طعامكم لا تدرون ان كنتم ستهنئون بهذه الوجبة من فطوركم أم انها ستكون هي عشائكم الاخير !
هواجس الاحساس بالخوه والشعور بالرعب وفوبيا الارهاب قاسم مشترك يبتاب كل أهل وسكان الابيض في كل ثانية لحظة بلحظة ساعة بعد ساعة وكل يوم وكل دقيقة علي مدار الساعة . لا أمان لك وأنت بالبيت ولا أمان لك وأنت في شارع بيتكم خارج منه في طريقك الي السوق او الي مكان عملك . فأنت مهدد وحياتك في خطر حقيقي في أي مكان واينما أنت موجود في المدرسة او المستشفي في السوق او وأنت في زيارة قريبك وصديقك . أنت في خطر والموت يتربصك ويترصد كل حركاتك وسكناتك في حلك وترحالك . فشظايا الدانات الاثمة القذائف الشريرة وراك وارك والطال عمرك لن تسلم منها الا برحمة ربك العلي القدير بلطفه بك وعنايته وحمايته لك فقط ستنجو وتسلم وسيكتب لك عمر جديد .
القصف العشوائي يطال الجميع بلا استثناء فكل انسان متحرك كان او نائم هو هدف ومستهدف .المركبات من الحافلات والبصات والشاحنات الناقلات والعربات الصغيرة والكبيرة أهدافاً بمن فيها حتي التكتك وعربات الكارو لا تسلم .الدور والمنازل بساكنيها هم غير أمنين . اسرة كاملة بكل أفرادها ردمت منزلهم بالكامل وحل الي ركام وأنقاض و مقبرة محترقة لم ينجو منهم الاب لوحده لآنه كان خارج الدار في أثناء صلاة الترويح . لم يعد في الابيض مكان أمن وهي تكاد تشبه الفاشر او غزة في شدة وضراولا القصف وقد بداً الكل في هذه الايام الاخيرة يشعر حقيقة بشراسة الحرب ورعبه . كل الاحياء شرقاً وغرباً شمالاً وفي الوسط لم تسلم أحياء الله كريم والصحافة وحي الشريف وود الياس وفلسطين والصحوات. أحياء الرياض والخرسانة والمطار والصالحين . ولا حتي الاحياء الشرقية والشمالية كانت الي وقت قريب أمنة في طيبة والابحاث وكريمات وأمير والصفا والمروة والقلعات وعر فات والرحمة . في الارباع والبترول وكل فج عميق في مدينتنا صار مسكوناً بالرعب والخوف وهواجس الموت ليس بالرصاص والدانة لكن بهستيريا الخلعة والاضرابات والهواجس النفسية .
في الاسبوع الماضي كنت خارج البيت وتأخرت قليلاً حتي قبيل حلول ساعة المغرب ودنو أذان فطور رمضان الكريم . وانا طريقي الي منزلي وعلي نحو مئتي متر دوي انفجار هائل صك دويه أذان كل من سمعه وأرتجفت له كل الاوصال . ترجلت خطواتي وواصلت سيري نحو البيت بخطي حثيثة . حدثني بعضهم قائلاً لي : (هذه القذيفة سقطت في ناحية اتجاه بيوتكم ) .لأشاهد الكل الذين كانوا يتهيأون لفطور رمضان يهرعون الي مكان سقوط القذيفة الذي صرت قريباً منه . وبحمد الله سقطت القذيفة في فضاء قرب منزل أحد الاخوة ولم ينفجرمنها الا جزء صغير من رأسها الذي تطاير لنحو يزيد عن المئة متر .وتطاير الشظايا لتصيب زجاج بعض العربات وزجاجات نوافذ البيوت القريبة من مكان الحادث . في مكان الحادث تجمع كل شباب ورجال الحي في فضول لآستقصاء الحدث وكان بعض الشباب يلمس الاجسام الغريبة في الموقع قلت لهم زاجراً: ( يا أولاد أعملوا حساب نفوسكم ولا تلمسوا الاشياء بأبيدكم ولا تمسوها عسي أن يصيبكم خطرأو أذي ) . وقد أمعنت النظر الي القذيفة او الصاروخ الذي يصل طوله ما يقارب المترين بقطر لا يقل عن الستة بوصات . تعجبت وأشتغربت أن ىكل هذه الكلتة النارية الملتهبة المحشوة بقطع الحديد المسنونة المسمومة الحادة التي تطاير أثر سقوط هذه المقذوفة منتشرة في كل الاتجاهات الي مسافات تزيد عن المئة متر لتصيب كل من يصادفهم في مقتل . ولاعجب ان تشاهده هذه الايام في مدينة الابيض مئات الشباب ممن قطعت أذرعهم وبترت أرجلهم ناهيك عن المئات او الالاف غيرهم من المعاقين اعاقات شبه كاملة تعجزهم من الخروج من بيوتهم وممارسة حياتهم التي ستتعطل كل ياقي حياتهم.
وصلت البيت لأجد أطفالي المضطربين القلقين عليَ واقفين بالباب علي أحر من الجمر. وما أن فتحت الباب ورأوني حتي اسرعوا نحوي مبتهجين وقد انشرحت صدورهم واستنارت وجوههم بالفرح والابتسامات المشرقة حامدين الله شاكرين لأجل سلامتي . فقال لي أبني الصغير كوكو يا أبوي في جاحات وقعت فوق الزنكي . ( أي علي سطع سقف المنزل ).
فقلت له : ( طيب انا أعمل ليكم شنو يا أبني ؟
ليريد قلقاً مرتاعاً قائلا : ( ولكن انحنا يا أبو ؟ ! ) . لم استطع بالطبع أن أجيب سؤاله الصعب . وسيبقي هذا السؤال الذي لا أجابة له عالقاً بذهني وعقل كل أب وأم . هو السؤالالمقلق الذي يتردد في خواطر كل الاباء والامهات العاجزين عن فعل شيئاً ما لآجل سلامة وسلام أطفالهم وأسرهم
فالاطفال الابرياء يسأولون مع كوكو : ( ولكن أنحنا يا أبوي ؟ ! ) .
ـوقفوا الحرب العبثية .



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترمب يرسخ سلام الأقوياء الذي يسلب الضعفاء !
- زيليسنكي يسجل هدفه الاول في مرمي ترمب بصفعة القرن
- في السياسة : لا اصدقاء ولا أعداء دائمين بل مصالح مشتركة
- أزمة رسوم الشهادة السودانية تهدد مستقبل طلاب كردفان
- التحية والمجد لشعب غزة وفلسطين الابي
- هل يوقف ترمب الحرب في السودان؟
- أوقفوا الحرب العبثية !
- الحرب العبيثة تطال الاسقف تومبي ترلي بوجهها الاثني البغيض !
- لبنان يحترق العالم في صمت مريب يتفرج !
- ذكري 7 الأيدولوجيا والتكنولوجيا في الحروب
- لمن الغلبة الأيدولوجيا أم التكنولوجيا في الحروب ؟
- عشية 7 أكتوبر: هل نحجت حماس أم فشلت إسرائيل ؟
- من الذي أخترق حزب الله ؟
- اسرائيل وايران تضعان الشرق الاوسط علي سطح صفيح ساخن !
- عندما يختبيئ الامام الفقيه خامنئي !!!
- نقل المرشد الإيراني علي خامنئي إلى مكان آمن
- غياب نصرالله .. نقطة .. سطر جديدة !
- لبنان تحت النيران
- تغيير قواعد اللعبة التقليدية بين اسرائيل وحزب الله الي السيب ...
- السودان في مهب الريح !


المزيد.....




- حفلة تتحول لكارثة.. كاميرا ترصد لحظة انهيار شرفة تحمل أشخاصً ...
- سلطات كورسك تشرع بالعمل على تطوير استراتيجية لإعاد إعمار الأ ...
- ترامب يكشف أسباب شن الجيش الأمريكي عملية عسكرية -حاسمة- ضد ا ...
- نكهةٌ بين الحموضة والحلاوة، ما سرّ وصفة طاجين اللحم بالبرقوق ...
- وفد درزي سوري يزور مقام النبي شعيب في إسرائيل
- -في رسالة تحد وصمود-.. أهالي مخيم النصيرات ينظمون إفطارا جما ...
- تظاهرة احتجاجية في برلين ضد زيادة الإنفاق الدفاعي
- مستشفيات نيوجيرسي الأمريكية تطلب من الأهل تقرير جنس المولود ...
- جنوب إفريقيا ترد على قرار الولايات المتحدة بطرد سفيرها من وا ...
- تونس.. وزارة الفلاحة تصدر بيانا بشأن دخول الجراد الصحراوي إل ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ايليا أرومي كوكو - الابيض تحت رحمة القصف العشوائي لا أمان في أي مكان !