لؤي الخليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهدت الازمة الاوكرانية في الاونة الاخيرة تطورات متسارعة لوقف اطلاق النار في مواقف الاطراف المعنية .... ففي الوقت الذي اكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لمقترح ترامب انهاء النزاع في هذا البلد واحلال سلام دائم من خلال معالجة الاسباب الجذرية للازمة , اكد على شروط عدة لتحقيق هذا الهدف ... كالاعتراف بالحدود الجديدة وضم جزيرة القرم والمناطق الاربع الاخرى التي ضمها في عام 2022 , وهي دونيتسك , لوغانسك , خيرسون وزابوروجيا وباعتراف دولي , اضافة الى تخلي اوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام الى حلف شمال الاطلسي - الناتو -والالتزام بالحياد التام ونزع سلاحها مع رفع العقوبات المفروضة على روسيا كجزء من اي اتفاق سلام . ازاء ذلك كان الموقف الاوربي متبايننا ففي حين اعلن بعضها دعمه لجهود السلام , رات اخرى ان شروط بوتين غير مقبولة ومجحفة بل هي محاولة لفرض استسلام على اوكرانيا مما يعكس حالة من الضبابية وعدم التجانس في الموقف الاوربي .... اما اوكرانيا التي ابدت استعدادها النظر في مقترح ترامب والقبول به فتواجه تحديات غير قليلة ازاء شروط روسيا , حيث اعرب الرئيس الاوكراني زيلينسكي عن قلقه ازاء هذه الشروط وخاصة فيما يتعلق بضم الاراضي والتخلي عن الانضمام الى الى الناتو معتبرا اياها شروط تعجيزية , وازء ذلك يواجه زيلينسكي تحديات غير قليلة في ظل هذه المعطيات والظروف المعقدة , اذ يتعين عليه الموازنة بين الضغوط الدولية والتطلعات الوطنية , سيما وان هذا البلد تكبد خسائر هائلة وجسيمة بشريا وماديا كان تاثيرها كبيرا جدا على الاقتصادوالسكان معا . وازاء هذه المعادلة الصعبة تبقى الامال الاوربية والاوكرانية معلقة على الموقف الامريكي الذي اتسم بالتفاؤل والحذر في ذات الوقت في امكانية التوصل الى وقف اطلاق النار سيما وان ترامب اشاد بموقف بوتين ومقترحاته رغم وصفه بانه غير متكاملة .... دون شك ان واشنطن تسعى الى انهاء النزاع ومعالجة القضايا الرئيسية التي ادت الى نشوب الصراع من خلال التنسيق بين الاوربيين واطراف النزاع الاخرى وهذا الموقف كان جليا اثناء لقاء ترامب بالرئيس الفرنسي ماكرون وكذلك الرئيس الاوكراني في الفترة الماضية . وختاما فان الازمة هذه ستظل معقدة ومتشابكة وتتطلب جهودا دبلوماسية مكثفة وتنازلات متبادلة لتحقيق سلام دائم ومستقر في المنطقة .
#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟