أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أزاد خليل - “لن نُقصى من وطننا… أنا كوردي ودستوركم لا يمثلني!-














المزيد.....


“لن نُقصى من وطننا… أنا كوردي ودستوركم لا يمثلني!-


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أربعة عشر عامًا من التضحيات الجسيمة، وبعد أن دفع أبناء الشعب الكوردي وحدهم أكثر من 12,500 شهيد و25,000 جريح في معارك الدفاع عن الحرية، نجد أنفسنا اليوم أمام مهزلة جديدة تُعيد إنتاج سياسات الإقصاء، وتجعل من الدستور وثيقة إلغائية، تُكتب في الغرف المظلمة بعيدًا عن إرادة السوريين.
إن الدستور الذي صاغه رجال أحمد الشرع، لم يكن سوى إعادة اجترار لعقلية البعث التي لطالما أنكرت وجود الشعب الكوردي، وفرضت عليه سياسة الصهر القومي تحت راية “الجمهورية العربية السورية”، وكأن سوريا لم تكن يومًا وطنًا لمكونات متعددة، وكأن الكورد – ثاني أكبر قومية في البلاد – مجرد طارئين عليها.

الدستور الجديد… وثيقة إقصاء أم ميثاق وطني؟

أي دستور يُفترض أن يكون عقدًا اجتماعيًا عادلًا، يمثل جميع أبناء الوطن ويعبر عن تطلعاتهم. لكنه في الحالة السورية، أصبح مجرد أداة لفرض الهيمنة الأحادية على مستقبل البلاد. فكيف لدستور يُكتب دون مشاركة حقيقية من ممثلي المكونات السورية كافة أن يكون وثيقة جامعة؟



ما ورد في هذا الدستور من تكرار للتسمية الإقصائية “الجمهورية العربية السورية” هو في حد ذاته رسالة واضحة للكورد ولجميع المكونات غير العربية: أنكم غير مرئيين، وأن وجودكم في هذا الوطن هو وجود هامشي لا يستحق الاعتراف به في الوثيقة الأهم للدولة.



هذا الطرح ليس فقط خطيرًا، بل يكشف العقلية الاستبدادية التي لا تزال تهيمن على صناع القرار في دمشق، والذين يتعاملون مع سوريا كملكية حصرية للعرب، متجاهلين الحقائق التاريخية والجغرافية والديموغرافية للبلاد.



الشعب الكوردي ليس تابعًا لأحد


لسنا عربًا، ولسنا أتراكًا، ولسنا فرسًا. نحن الكورد، أبناء هذه الأرض التاريخية، لم نأتِ إليها مهاجرين، ولم نستورد لغتنا وثقافتنا من الخارج، ولم نطلب إذنًا من أحد لنكون شركاء في وطن لطالما كان لنا فيه وجود أصيل قبل أن تولد هذه الأنظمة القومية التي تحاول محونا اليوم.ما يريدون فرضه عبر هذا الدستور ليس مجرد نصوص قانونية، بل هو محاولة جديدة لمسح الهوية الكوردية من الذاكرة السورية، تمامًا كما فعل حزب البعث لعقود عندما حرم الكورد من جنسيتهم، ومنع لغتهم، وصادر أراضيهم، واعتقل شبابهم. واليوم، يحاول النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع إعادة إنتاج هذه السياسات تحت غطاء “دولة المواطنة”، وكأننا لم نكن مواطنين طيلة حكم الأسدين!

إنهم يقولون إن هذا الدستور يقوم على مبادئ المواطنة، ولكن أي مواطنة تلك التي تُبنى على الإقصاء؟ هل المواطنة تعني أن نُمحى من الدستور؟ هل المواطنة تعني أن يتم تجاهل تضحياتنا ونضالنا؟ أم أنها تعني شراكة حقيقية مبنية على الاعتراف المتبادل بحقوق الجميع؟



ثورة لم تكن عبثًا… ولن نعود إلى الظل

حين خرج السوريون في 2011 ضد الظلم والاستبداد، وحين رفع الكورد صوتهم عاليًا للمطالبة بحقوقهم، لم يكن ذلك مجرد موجة عابرة. كان ذلك تعبيرًا عن إرادة حقيقية لبناء سوريا جديدة، دولة تحترم جميع أبنائها وتضمن لهم حقوقهم. لكن اليوم، يبدو أن البعض يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وكأننا لم نقدم كل هذه التضحيات، وكأن الشهداء الذين سقطوا من أجل الحرية قد سقطوا سُدى.

لقد حاربنا “داعش”، وكسرنا مشروعه الإقصائي، واليوم نقولها بصوت عالٍ: لن نقبل بأن يُفرض علينا مشروع إقصائي آخر باسم الدستور. نحن لم نقاتل الإرهاب لنسلم رقابنا للاستبداد.



رفضٌ قاطع لهذا الدستور الإلغائي

إن الشعب الكوردي في سوريا يرفض رفضًا قاطعًا هذا الدستور، ويرى فيه وثيقة غير شرعية، لا تمثل سوى من كتبها. أي محاولة لفرضه على السوريين دون توافق حقيقي ستؤدي إلى مزيد من الانقسامات، وستُضعف أي فرصة لبناء دولة مستقرة وعادلة.

إننا نطالب بدستور يعكس التعددية القومية والدينية لسوريا، ويضمن الاعتراف الصريح بحقوق الكورد وسائر المكونات، دون مواربة أو تحايل لغوي. نطالب بدستور يُقر بأن سوريا وطنٌ لجميع أبنائها، لا ملكية خاصة لمجموعة قومية بعينها.

أما أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم تجاهل هذه الحقائق والاستمرار في نهج الإقصاء، فنقول لهم: لقد جربتم هذا الطريق سابقًا، وكانت نتيجته انفجار البلاد في ثورة لم تخمد جذوتها بعد. فمن أراد أن يبني سوريا جديدة، فليبدأ بالاعتراف بحق الجميع في هذا الوطن، وإلا فإن المستقبل لن يكون إلا استمرارًا للماضي بكل مآسيه.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ليلة إبادة العلويين: عندما صار القتل طقسًا مقدسًا -
- اتفاق دمشق – القامشلي: واقعية سياسية أم بداية مرحلة جديدة؟
- - مجزرة الساحل: حين ذُبح العلويون على مذبح الكراهية -
- إبادة العلويون 6 و7 آذار… يوم العار والذبح على الهوية
- سوريا للجميع: لا مكان للتهميش أو الإنكار في وطن متعدد الهوية
- “زانيار وتيمور: حكاية الأرض المسلوبة والمقاومة التي لا تموت-
- كوباني: هوية لا تُمحى وتاريخ لا يُزوّر – في مواجهة محاولات ا ...
- لماذا اجتماع جنيف الموسع: نحو رؤى وطنية لسوريا المستقبل
- اجتماع جنيف الموسع للقوى والشخصيات الوطنية نحو سوريا ديمقراط ...
- - حمار بدرجة بروفيسور : عندما يصبح الجهل ذكاءً اصطناعيًا!
- المثقف الاصطناعي: عندما يكتب الذكاء الاصطناعي بدلاً عن الكات ...
- - الطبقية: قيدٌ آخر للاستبداد، متى نحطّمه؟
- “حيث صار الأملُ جريمةً، بَكَتِ المدينةُ حتى تلاشى صوتُها”
- العبودية الحديثة: قصة الدمشقي وفنون التقديم والطاعة
- الكورد : صرخةٌ في وجه التاريخ وهوية متمردة في وجه التهميش
- ماذا بعد انتصار الثورة السورية؟ تحديات المرحلة الانتقالية وغ ...
- “من يحكم سوريا غدًا؟ جدل الشرعية والواقع العسكري”
- هل يفقد الشرق الأوسط أخر مسيحي!
- أكراد سوريا: بين هوية مهددة ومستقبل مجهول
- سورية بعد الحرب: هل يتحول الاستقرار الهش إلى سلام دائم؟


المزيد.....




- حفلة تتحول لكارثة.. كاميرا ترصد لحظة انهيار شرفة تحمل أشخاصً ...
- سلطات كورسك تشرع بالعمل على تطوير استراتيجية لإعاد إعمار الأ ...
- ترامب يكشف أسباب شن الجيش الأمريكي عملية عسكرية -حاسمة- ضد ا ...
- نكهةٌ بين الحموضة والحلاوة، ما سرّ وصفة طاجين اللحم بالبرقوق ...
- وفد درزي سوري يزور مقام النبي شعيب في إسرائيل
- -في رسالة تحد وصمود-.. أهالي مخيم النصيرات ينظمون إفطارا جما ...
- تظاهرة احتجاجية في برلين ضد زيادة الإنفاق الدفاعي
- مستشفيات نيوجيرسي الأمريكية تطلب من الأهل تقرير جنس المولود ...
- جنوب إفريقيا ترد على قرار الولايات المتحدة بطرد سفيرها من وا ...
- تونس.. وزارة الفلاحة تصدر بيانا بشأن دخول الجراد الصحراوي إل ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أزاد خليل - “لن نُقصى من وطننا… أنا كوردي ودستوركم لا يمثلني!-