أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - اتفاق عبدي والشرع.. توقيع في الزمن الحرج














المزيد.....


اتفاق عبدي والشرع.. توقيع في الزمن الحرج


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما إن أُعلن عن الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام، حتى انطلقت الأقلام تكتب على عجل، بين مؤيد ومندد، ومتفائل ورافض. لم يكن مضمون الاتفاق وحده ما أثار الجدل، بل توقيته الذي جاء في ظرف بالغ الحساسية، إذ كانت أعين العالم مشدودة إلى الجرائم المروّعة التي ارتكبتها قوات الأمن العام التابعة لسلطة دمشق وحلفائها التكفيريين.
إدانات دولية انهالت من كل حدبٍ وصوب، وسارعت العديد من القوى الدولية إلى التحرك لمواجهة التصعيد المتزايد في المنطقة.

في خضم هذا المشهد المتأزم، وجد أحمد الشرع نفسه في موقف بالغ الحرج، منذ توليه السلطة في دمشق، محاصَراً بعاصفة من الإدانات الدولية بسبب المجازر الوحشية التي شهدها الساحل السوري.
وما زاد الطين بِلّة أن هذه الجرائم لم تظل طي الكتمان، بل وُثِّقت بالصوت والصورة، في سابقة نادرة لجرائم ضد الإنسانية، حيث بدا مرتكبوها غير مكترثين بمشاعر العالم، بل ومتباهين بفعلتهم.
وسط هذا الضغط غير المسبوق، بدت قسد قارب نجاة، بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أشهر، ليخرج الاتفاق المفاجئ إلى العلن، في محاولة لتحويل الأنظار عن المجازر وتسليط الضوء على تداعيات الاتفاق بدلاً منها.

دوافع التوقيع السريع
ما الذي دفع الدول الفاعلة إلى الإسراع في إتمام هذا الاتفاق؟ يبدو أن الضغط الحقوقي المتصاعد، مدعوماً بالفضائح الموثقة بالصوت والصورة، لعب دوراً محورياً في تسريع هذه الخطوة. فقد كثّف نشطاء حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم جهودهم لتوثيق الجرائم المرتكبة، وسلّموا أدلتهم القوية إلى الجهات المختصة، ما وضع الجناة على أعتاب المحاكم الدولية.

هذا الواقع فرض على القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وتركيا، التحرك بسرعة لدفع الطرفين نحو التوقيع، وجاء ذلك في سياق استثنائي، حيث شهدت الساحة الدولية خطوة غير مسبوقة تمثلت في دعوة روسيا والولايات المتحدة معاً – لأول مرة منذ عقود – إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في سوريا، وسط توقعات متزايدة بصدور قرار أممي قد يدين سلطة دمشق.
وفي هذا التوقيت الحاسم، وُقّع الاتفاق، ما يطرح تساؤلات حول دوافعه الحقيقية ومدى ارتباطه بالضغوط الدولية المتصاعدة.

جدلية الاتفاق وتحدياته
لم يكن الاتفاق سلساً ولا خالياً من الجدل، حتى داخل قسد نفسها، حيث واجه مظلوم عبدي انتقادات من الأوساط الكردية لاستفراده بقرار التوقيع دون الرجوع إلى مؤسسات الإدارة الذاتية. كما أن الاتفاق أغفل قضايا جوهرية مثل اللا مركزية، والديمقراطية، والتعددية، وحقوق المرأة، ما أثار تساؤلات حول مدى شموليته.

الاتفاق، كما يظهر من بنوده، يحمل في طياته بعض الإيجابيات الواضحة، إلا أنه لا يخلو من الغموض في العديد من المفاصل. فالمهلة الممتدة حتى نهاية العام الجاري تعكس إدراك الطرفين لصعوبة التوصل إلى تفاهمات حول قضايا مصيرية وشائكة. ومن أبرزها:
وضع قسد داخل وزارة الدفاع، هل ستنضم ككتلة أم كأفراد؟ وما مصير وحدات حماية الشعب والمرأة. ومستقبل المناهج التعليمية والمدارس التابعة للإدارة الذاتية، خاصة مع وجود تضارب بين المناهج الحالية وتلك التابعة للنظام السوري. ووضع القضاء المزدوج، حيث تُشكل المحاكم التابعة للإدارة الذاتية، إلى جانب تلك التابعة للنظام السوري السابق، إشكالية كبيرة بسبب تضارب القوانين والتشريعات بينهما.
فضلاً عن الملفات الكبرى مثل اللا مركزية، والديمقراطية، والتعددية، وحقوق المرأة، إذ لم يتم التطرق إليها بشكل كافٍ في بنود الاتفاق.

هل الاتفاق قابل للتنفيذ؟
في ضوء هذه التعقيدات، يبرز سؤال جوهري: هل يمثل هذا الاتفاق خطوة حقيقية نحو حل قابل للتنفيذ، أم أنه مجرد ورقة جديدة تُضاف إلى سجل التسويات المؤقتة التي طالما وسمت مسار الأزمة السورية؟ خاصة بعد الإعلان الدستوري الذي وقّعه أحمد الشرع، والذي قوبل باستنكار شديد من قبل مؤسسات الإدارة الذاتية، وفي مقدمتها (مسد)، نظراً لتجاهله حقوق المكونات الكردية والسريانية والأرمنية والشركسية وسواها، فضلاً عن تكريسه لنظام استبدادي لا يقلّ ديكتاتوريةً عن نظام البعث البائد، إن لم يكن أشد وطأةً وأقسى وقعاً.
في عالم السياسة، حيث تتصارع المصالح وتتصادم الأجندات، غالباً ما يكون "ما خفي أعظم". فالمعلومات المسرّبة قد تحمل في طياتها شيئاً من الحقيقة، أو قد تكون أداة لتشويه الواقع لصالح أطراف محددة. وعلى الرغم ممّا يتضمن الاتفاق الحالي من وعود، فإنه يبقى محاطاً بالغموض والتحديات التي قد تعيق تنفيذه على الأرض.

في النهاية، يبقى الزمن هو الحَكَم الوحيد القادر على كشف ما خفي، وإظهار ما إذا كان هذا الاتفاق بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار، أم مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من المحاولات الفاشلة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلان الدستوري: نسخة محسّنة من الاستبداد القديم!
- الطائفية.. حين يصبح الانتماء تهمةً تستوجب القتل
- هل أصبح مصير المفقودين في الأزمة السورية طيَّ النسيان؟
- قراءة أولية في اتفاق -قسد- مع دمشق
- جراح الروح: بين غريزة الانتقام وضرورة النضال السلمي
- هل أهدرت هيئة تحرير الشام لحظة التحول في سوريا؟
- سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة ...
- من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا
- الليرة المحبوسة.. جوعٌ مُنظّم وسوقٌ بلا روح
- عذراً نيوتن.. الجاذبية ليست وحدها التي تسحبنا للأسفل!
- فراغ أمني وبطالة متفشية.. سوريا إلى أين؟
- كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)
- تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب


المزيد.....




- حفلة تتحول لكارثة.. كاميرا ترصد لحظة انهيار شرفة تحمل أشخاصً ...
- سلطات كورسك تشرع بالعمل على تطوير استراتيجية لإعاد إعمار الأ ...
- ترامب يكشف أسباب شن الجيش الأمريكي عملية عسكرية -حاسمة- ضد ا ...
- نكهةٌ بين الحموضة والحلاوة، ما سرّ وصفة طاجين اللحم بالبرقوق ...
- وفد درزي سوري يزور مقام النبي شعيب في إسرائيل
- -في رسالة تحد وصمود-.. أهالي مخيم النصيرات ينظمون إفطارا جما ...
- تظاهرة احتجاجية في برلين ضد زيادة الإنفاق الدفاعي
- مستشفيات نيوجيرسي الأمريكية تطلب من الأهل تقرير جنس المولود ...
- جنوب إفريقيا ترد على قرار الولايات المتحدة بطرد سفيرها من وا ...
- تونس.. وزارة الفلاحة تصدر بيانا بشأن دخول الجراد الصحراوي إل ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - اتفاق عبدي والشرع.. توقيع في الزمن الحرج