أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - امال الحسين - سمفونية سقوط عروش العرب














المزيد.....


سمفونية سقوط عروش العرب


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يستيقظ أطفال غزة على القصف وهدير الطائرات والحوامات وصفارات سيارات الإسعاف ويهرولون راكدين وراء أمهاتهم بحثا عن ملجأ، منذ خمسة أشهر وأسبوع تتطور أساليب حرب الإبادة الجماعية ودمار العمران والشهيدات والشهداء والجرحى والأيتام بالآلاف، وما زال حكام العرب لا يستطيعون الإجماع على أنها حرب إبادة جماعية في حق شعب عزلوه هم أنفسهم، يصبحون ويمسون على مأساة شعب أبى أن يباد ويهجّر من وطنه الأبدي لحظة ولو في أحلام النوم، والمهجرون منهم ما زالت مفاتيح دورهم بأيديهم أو معلقة في غرف النوم بمنازلهم بالمهجر.

والعالم يشاهد أول مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتطورة بالذكاء الاصطناعي إبادة جماعية في رقعة ضيقة في العالم، والسياسيون منهم الرسميون والمعارضون يتباحثون في الفنادق والحانات في أمر المعتدي، هل فعله عدوان أم دفاع عن النفس،.؟

كل سياساويي العالم في صروحهم يهمهمون وراء مكرفونات الإذاعات والتلفاز ويعلكون كلماتهم الصغيرة قبل إخراجها حتى لا تجرح سماع المعتدي، ويبحثون عن هفوة يهربون منها يمططونها وينمطونها تحت يافطة الإحسان بالجرحى والجياع من الأطفال والنساء والعجزة، علاهم يعبرون عن شيء من بقايا إنسانيتهم التي أعدموها منذ زمان، وهم متربعون على عروشهم يتباهون بعضهم على بعض بالسيطرة على الشعوب،

ويتملقون ويفتخرون بجمع كثير مما سرقوه من شعوبهم الفقيرة حتى يقولوا أنهم أحسنوا بالشعب الفلسطيني المحاصر والذي تتم إبادته، التي صادقوا عليها في الخفاء والعلن راكعين أمام المعتدي، حتى يحافظوا على عروشهم المحنطة بدماء شعوبهم، وحتى لا يزعجوا المعتدي فيمطرهم بوابل من غضبه يزعزع صداه كراسيهم الكرطونية وتتطاير في سبع سموات.

هكذا تحولت السياسة إلى طغيان ينكر كل ما له صلة بإنسانية البشر ويحولها إلى عذاب في جنهم صنعتها أيادي الطغاة، فتشكلت عصبة الطغاة في مأدبة اللئام ليلة القبض على نبي الإنسانية متلبسا في كوخه الصوفي وحيدا، فاتهموه بالوحدة التي يخطط لها منذ هروبه من منكر صروحهم تاركا عرشه يطفو على الهواء، فأقسموا أن ينزلوه على سطح مياه بحرهم الراكض ويغرقوا كوخه الوحيد بالمياه المالحة، فاتهموه بالوحدة وحاكموه على انتمائه إلى أرض الميعاد وقرروا إعدامه على هويته الفلسطينية التي يخفيها، وفي ليلة الإعدام اتفق كل العرب على تقديم فدية قدرها يقاس بتبعات التطبيع على صروح الحرمين حتى يسقط مفعول الإسراء إلى القدس، وتبقى الصلوات صلوات التراويح تراويح في ساحات الأقصى استعراضا للسياح والزوار دون إزعاج.

هي سمفونية الليل في دجاه لما يعم الصمت بالمدن بعد صمت القرى ويبقى الليليون المشردون مع القطط يتنافسون على مجمع القمامات، ويمر هناك هاهنا سكير عربيد خرج من حانة ملأى بصاحبات الهوى ويحدث ضجيجا أمام القصر بالمدينة، وتحوم سيارات الشرطة تجمع الجميع حتى الصباح، حتى لا يتم تعكير الليالي الحمراء لحكام صنعوا تاريخ الإبادة، ودفعوا من الدولار ما شاء الله من الملايين حتى لا تزعجهم آهات وصرخات الأمهات والأطفال في مسارح الإبادة الجماعية ليلا.

يسمع صياح الديكة من بعيد بالقرى المجاورة للمدينة في الفجر وتعج شوارع المدينة بالمهرولات والمهرولين إلى المعامل في سباق مع الساعة حتى لا يؤخروا جمع المال للرأسمال، والحكام من السياسيين يتجرعون آخر كأس بعد ليلة خمراء وحمراء تحت رقصات الجاريات كأنهم في عرس هارون الرشيد على إيقاع شدي أبي نواس، والقرية تعلو دخاخينها في سماها وتخرج الفلاحات والفلاحون لجمع ما تبقى للرأسمان من المال حتى لا تتخلخل الميزانيات.

هكذا يحرص الملوك والأمراء والرؤساء على حفظ مصالح الرأسمال على حساب دماء الشعب الفلسطيني وكل شعوب العالم، وتبقى فلسطين محور العالم من يسيطر عليها يسيطر على العالم أجمع، والرأسمال يقول لهم : فليتنافس المتنافسون من أمراء وبارونات الحروب في مباريات حروب الإبادة الجماعية بدون رحمة ولا شفقة والمال لي.

كتبت في 15 مارس 2024 بصفحة الفايسبوك Lahoucine Lahcen Amal



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تسود فكر القاهر ويسيطر..؟
- ماذا يربط بوتين بترمب..؟
- إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة
- ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟
- ماذا يجري في العالم..؟
- قائد ثورة الريف والماركسية ممارسة
- عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- عن الحزب الثوري والمقاومة الثورية
- النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة
- في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة
- عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي
- حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
- عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما ...
- عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...


المزيد.....




- لتحسين صورة فرنسا.. رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان تزور ...
- قيادي بحزب العمال الكردستاني ينهي حياته بعد اتفاق دمج -قسد-. ...
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي ينظم ندوة حول “التحولات ...
- تركيا تصرّ: حل حزب العمال وتسليم سلاحه فورًا!
- وزير الدفاع التركي يطالب حزب العمال الكردستاني بحل نفسه دون ...
- ندوة الوضع الراهن في المنطقة العربية والمغاربية
- -العدل- الأمريكية تحقق مع متظاهرين في جامعة كولومبيا مؤيدين ...
- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - امال الحسين - سمفونية سقوط عروش العرب