أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة الزلك .















المزيد.....


مقامة الزلك .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة الزلك :

نشر الصديق عماد الملا تصريحا نسبه الى احد مسؤولي الخط الأول في الدولة , مفاده : (( الشعب العراقي يشور , واليشتغل ضده يروح بالزلك .....)) , وتسائل (( كيف ستتعامل دوائر الاستخبارات الدولية التي تترجم تصريحات المسؤولين , لعرضها على خبراء التخطيط الاستراتيجي الخارجي في الدول الكبرى , شلون راح يترجمون ((يشور )) و (( يروح بالزلگ ..؟؟؟ )) , هذا التساؤل يفتح لنا نافذة على عدة قضايا مهمة , تتراوح بين طبيعة الخطاب السياسي في العراق , وتأثيره على صورة البلاد في الخارج , وصولًا إلى التحديات التي تواجه المترجمين في نقل اللهجات العامية إلى لغات أخرى .

تعني كلمة الزَّلْك : الموضعُ الذي لا تثبتُ عليه قدمٌ لملاسَتِهِ , حيث تقول الأغنية الشهيرة : (( كل الشرايع زلك , من يمنه العبرة )) , وتعني الكلمة العامية ( يشوًر ) : يأثر سلبا بالشخص المعتدي , ولها اصول سومرية فكلمة šu rah شورا السومرية تعني (( تغلب او فاز او ضرب او قهر الخصم او الند او المعتدي )) , وحين كنا صغارا علّمنا الأهل أن لا نكذب ولا نسرق ونحترم الكبير ونعطف على الصغير , وغيرها من التقاليد السائدة في المجتمع , وكانوا يستخدمون مصطلحا غريبا على مسامعنا آنذاك لكي يخيفوننا به ويعتبرونه أداة للردع والتهديد , فيقولون إذا كذبتم أو سرقتم فالله ( يشوّر بيكم ) فكانت كلمة ( يشوّر ) مخيفة لنا وكنا نعتبرها خطوطا حمراء , وكبرنا وكبرت مداركنا واستمر هذا المصطلح العراقي الشعبي يتداول في المجتمع , فيقال مثلا وباللهجة العامية ( لا تسب فلان لان يشوّر بيك ) .

هناك من يقول ان اللهجة العامية في الخطاب السياسي , تعد تعبيرا عن الواقع , اذ تُعد اللهجة العامية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية العراقية , واستخدامها في الخطاب السياسي يعكس واقعًا اجتماعيًا معينًا , وقد يلجأ المسؤولون إلى استخدام اللهجة العامية للتعبير عن غضبهم أو استيائهم أو للتواصل بشكل مباشر مع الجمهور , لكن استخدام اللهجة العامية يطرح تحديات كبيرة , خاصة عند ترجمة التصريحات إلى لغات أخرى , فاللهجات العامية غالبًا ما تحمل معاني ضمنية وتعبيرات مجازية يصعب نقلها بدقة إلى لغات أخرى , كما إن استخدام اللهجة العامية في الخطاب السياسي الرسمي قد يسيء الى صورة الدولة خارجيا , ويقلل من شأن الخطاب الرسمي.

إن التصريحات الصادرة عن المسؤولين العراقيين تحمل أهمية كبيرة , سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي , لذلك , يجب الحرص على استخدام لغة واضحة ودقيقة , وتجنب التعابير العامية التي قد تؤدي إلى سوء الفهم , كما يجب الاهتمام بتدريب المترجمين وتزويدهم بالأدوات اللازمة لنقل المعنى بدقة , فقد تؤدي التصريحات التي تحمل تعابير عامية إلى تفسيرات مختلفة في الخارج , وقد تُفهم بشكل خاطئ أو مبالغ فيه, وهذا قد يؤثر سلبًا على صورة العراق في وسائل الإعلام الدولية, وعلى علاقاته مع الدول الأخرى , حيث تعتمد الدول الكبرى على المعلومات الاستخباراتية وتحليلات الخبراء في وضع خططها الاستراتيجية , لذلك , فإن التصريحات الصادرة عن المسؤولين العراقيين تُدرس بعناية , وقد تؤثر على القرارات التي تتخذها هذه الدول .

هذا هو واقع العراق المهدمُ الخربان من أسفل القدم حتى الجمجمة , التي أصبح قاصة لجمع أموال اللصوص والفاسدين , ممن دقوا العمائم على رؤوسهم بالمسامير, فصاروا ديكوراً دينياً لابتزاز العوام وتضليل الفقراء ونهب الجهلة أموالاً وأرواحاً , وهم أحياء أو في القبور , وها نحن ذهبنا طيراناً إلى السموات كما ترى , فيما أعاد (( الحواسم )) الجدد بغداد إلى قرون ما بعد هولاكو بقليل , لا مشاريع ثقافية أو حضارية إلا للنهب , لا سينمات لا مسارح لا بارات لا ملاهي لا حدائق لا كهرباء لا ماء لا جدل لا حريات لا تنانير لا أزياء لا شِعر إلا للطميات ولا جوائز إلا للجنائز.

يقولون ان كل احزاب العراق الأسلامية تشور الا ألأحزاب الوطنية واليسارية , فهي لا تهش ولا تنش وحتى الذي عندة خرقة مبروكة منهم , لا يرضى ان يعلقها على مقراته , ولا يملك بابا لقضاء الحاجات , ولا بابا لتحقيق المراد , وليس لديه شفاعة , والناس خبرتهم ذيل من ذيول السلطة , وبالتاكيد فهم ليس من الذين يشورون , وتأسيسا على كلام المسؤول , أنا على يقين ان العراق سيشوّر بظالميه من الفسدة الذين جاءوا مع الغزاة بعد 2003 , الذين يعذبون أبناءه ويغتالون فرحهم , وسيشوّر بجميع الطائفيين , ودعاة التقسيم , والمرتشين والسارقين والابتزازيين , و بجميع العملاء والمندّسين , والإقطاعيين الجدد , و الاستغلاليين , وسيشوّر ويا ويلهم من شارته , سيشوّر بالبرلمانيين الذين تركوه وحيدا يصارع الإرهاب والتكفير والتفخيخ وذهبوا لأداء مناسك لا اعتقد أنها قبلت منهم لأنهم لم يؤدّوا ما عليهم من واجبات , ولم يعطوا حقوق الناس , ولم يبرأهم الشعب الذمة عن المال الذي أخذوه مقابل عمل هم غير مؤدوه .

كتب أحمد فؤاد نجم (رسالة الى مواطن) يقول فيها : (( أحبك محشش مفرفش مطنش و دايخ مدروخ و آخر إنسطال , أحبك مكبر دماغك مخدر ممشي أمورك كده بإتكال , وأحب اللي ينصب و أحب اللي يكذب وأحب اللي ينهب و يسرق تلال , وأحب اللي شايف وعارف تمامه وبالع لسانه و كاتم مقال , وأحب اللي راضي وأحب اللي فاضي وأحب اللي عايز يربي العيال , وأحب اللي يائس و أحب اللي بائس وأحب اللي محبط وشايف محال , واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار أو ريال , واحبك تطبل تهلل تهبل عشان ماتش كوره وفيلم ومقال , واحبك تأيد تعضد تمجد توافق تنافق وتلحس نعال , تحضر لشادر تجمع كوادر تلمع تقمع تضبط مجال , لكن لو تفكر تخطط تقرر تشغلي مخك وتفتح جدال , وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال , وعايز تنور وعايز تطور وتعمللي روحك مفرد رجال , ساعتها هجيبك لا يمكن أسيبك وراح تبقى عبرة وتصبح مثال , هبهدل جنابك واذل اللي جابك وهيكون عذابك ده فوق الاحتمال , وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال , وتلبس قضية وتصبح رزية وباقي حياتك تعيش في انعزال )) .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .
- مقامة زمام ألأزمة .
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .
- مقامة نصيب الأرض .


المزيد.....




- آسر ياسين يتحدث عن مي عز الدين في مسلسل -قلبي ومفتاحه-
- حميدتي: -الدعم السريع- لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري ...
- صربيا.. الرئيس فوتشيتش يؤكد إصابة 56 شخصا خلال احتجاجات السب ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بالعاص ...
- للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكر ...
- بينها كوبا وإيران واليمن وسوريا والسودان وليبيا.. واشنطن تدر ...
- ترامب يطلق سلسلة ضربات ويهدد الحوثيين بـ-جحيم لم يروه من قبل ...
- مصر.. جنوح مركب سياحي في نيل أسوان والسلطات تتحرك وتكشف السب ...
- لحظات رعب داخل مسجد برفح: مسيّرة إسرائيلية تطلق النار بكثافة ...
- ما الذي يحفز الحركة النشطة ضد روح الوحدة الأفريقية ولماذا تس ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة الزلك .