أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - سوريا: الجولاني (رئيساً) !














المزيد.....


سوريا: الجولاني (رئيساً) !


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبر انقلاب عسكري عام ١٩٧٠ وصل وزير الدفاع السوري الفريق (حافظ الأسد) الى السلطة . منذ اليوم الأول لدخوله القصر الرئاسي كرئيس للدولة السورية، بدأ الأسد يؤسس لنظام دكتاتوري شديد الخصوصية والمركزية . حكم سوريا بيد من حديد. صيف عام ٢٠٠٠ توفي حافظ ، ابنه بشار ورث عنه الحكم .على خطى والده حكم بشار سوريا بطريقة أقرب الى(حكم الفرد). ربيع ٢٠١١ خرج السوريون في مظاهرات سلمية شعبية يطالبون برحيل بشار وإسقاط نظامه. قابلها جيش النظام بالبطش والنار، لتدخل سوريا في صراع مسلح على السلطة ،أقرب الى "الحرب الأهلية" . حرب كارثية مدمرة امتدت لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، تسببت بمقتل وجرح أكثر من مليون شخص وتهجير ونزوح أكثر من نصف الشعب السوري ودمار البنية التحتية وضرب الاقتصاد وإفقار الشعب السوري وتصحر الحياة السياسية والثقافية والفكرية في البلاد. حرب فتحت الباب لتدخلات إقليمية ودولة في سوريا حتى تحولت الى مناطق نفوذ لدول عديدة (أمريكا .تركيا. روسيا . إيران )،ناهيك عن أن هذه الحرب جعلت من سوريا ساحة مستباحة للجيش الإسرائيلي.
يوم ٢٧ تشرين الثاني من عام ٢٠٢٤ ،الفصائل الإسلامية المسلحة المدعومة من تركيا،أطلقت عملية عسكرية سمتها "عملية ردع العدوان" لإسقاط حكم الأسد . في غضون أيام قليلة سيطرت الفصائل على حلب و حماه وحمص ،من دون مقاومة من الجيش السوري الحكومي. يوم الثامن من كانون الأول من عام ٢٠٢٤ نجحت هذه الفصائل بدخول العاصمة دمشق ، فر الرئيس بشار الأسد الى روسيا، التي وقف رئيسها (بوتين)الى جانبه طيلة سنوات الحرب . هكذا طويت صفحة (عائلة الأسد) ،التي حكمت سوريا لأكثر من نصف قرن. سقوط أعتى نظام دكتاتوري عرفته المنطقة، حدث كبير فاجأ الجميع في الداخل والخارج. هو بمثابة "زلزال سياسي" أرتداداته ،السياسية والغير سياسية،لن تقتصر على سوريا وإنما ستمتد إلى دول الجوار السوري.
اختلطت مشاعر السوريين بين الفرح بخلاصهم من نظام استبدادي جثم على صدورهم لعقود طويلة والخوف من مستقبل يبدو ضبابياً مجهولاً ، ذلك ربطاً بوصول فصائل إسلامية جهادية متشددة الى السلطة ،تقودها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية، أسسها(أبو محمد الجولاني)، المجاهد السابق في تنظيم القاعدة إبان الإحتلال الأمريكي للعراق(٢٠٠٣ ٢٠١١). رغم الترحيب العربي والدولي بسقوط حكم الأسد ، يبقى (أحمد الشرع)، بنظر غالبية دول العالم ، رئيس غير شرعي ،باعتباره غير منتخب من قبل الشعب السوري.
بحثاً عن الشرعية (الوطنية والدستورية) ،التي تفتقر إليها "سلطة الأمر الواقع " ممثلة بالرئيس الإنتقالي (أحمد الشرع وإدارته)، وأملاً بالحصول على الاعتراف الدولي وتطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي ومساهمته في إعادة إعمار سوريا المدمرة ،سارع ( الشرع) الى عقد ما سمي بـ"مؤتمر الحوار الوطني السوري". انطلقت أعماله يومي(٢٤ ٢٥ ) شباط في القصر الجمهوري، افتتحه الشرع بكلمة القاها في المؤتمرين. رغم أهمية وحساسية القضايا المدرجة على جدول أعمال المؤتمر والعدد الكبير للمشاركين فيه (نحو ٦٠٠ شخص) ، استعجلت حكومة الشرع في عقده من غير تحضير جيد ،حيث اقتصرت جلسات أعماله الفعلية على ساعات معدودة(ست ساعات). (مؤتمر حوار) يُعقد بهذه العجالة وبنتائج ومخرجات هي مجرد توصيات غير ملزمة للحكومة، يعزز الاعتقاد والقناعة لدى الكثير من السوريين ولدى المهتمين بالشأن السوري، بأن الهدف الأساسي من تنظيم هذا المؤتمر لم يكن الخروج برؤية وطنية شاملة لسوريا المستقبل و نظامها السياسي ووضع خريطة طريق للنهوض بالدولة السورية المنهكة ، وإنما الهدف الأساسي للمؤتمر هو "التسويق الداخلي والخارجي للرئيس أحمد الشرع" .والأهم بالنسبة للشرع من هذا المؤتمر الحصول على اعتراف المجتمع الدولي، الذي وضع سوريا تحت المجهر والمراقبة ليرى فيما إذا سيحكمها الإسلامي المجاهد (أبو محمد الجولاني) وفق " نظام إسلامي متشدد" أم سيحكمها الرئيس( أحمد حسن الشرع) وفق "نظام وطني ديمقراطي وقانون مدني يحقق العدالة والمساواة لكل السوريين"، قبل أن يقول هذا المجتمع الدولي كلمته بخصوص اعترافه بالإدارة الجديدة لسوريا.
الأحداث المأساوية التي وقعت في الساحل السوري وأدت الى مقتل مئات المدنيين العزل ،خلال المواجهات المسلحة بين قوات الأمن والجيش السوري من جهة ومسلحين من أنصار النظام البائد من جهة ثانية، أغضبت المجتمع الدولي وزادت من الشكوك بقدرة الرئيس الإنتقالي (أحمد الشرع) على تنفيذ تعهداته في "حماية الأقليات" وبأن تكون " سوريا لجميع السوريين"،خاصة مع تورط عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ،وجماعات مسلحة داعمة للشرع، في المجازر الجماعية التي حصلت بحق المكون العلوي .في جلسة له عقدت يوم ١٤ آذار الجاري أدان مجلس الأمن الدولي "عمليات القتل الجماعي للمدنيين، خاصة بحق من هم من الطائفة العلوية".
"الإعلان الدستوري"، الذي أقره الرئيس الانتقالي (أحمد الشرع) يوم الثالث عشر من آذار الحالي، بعد أيام قليلة من صياغته من قبل لجنة عينها الشرع نفسه، منح صلاحيات مطلقة لأحمد الشرع كرئيس لمرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات تتيح له إقامة (نظام سياسي)بما يتوافق وينسجم مع عقيدته الإسلامية الجهادية( نظام ثيوقراطي) لأسلمة الدولة والمجتمع.هذا الحكم هو نوع من "الفاشية الدينية" . هذا يقودنا للقول: بأن ما حدث في سوريا يوم الثامن من كانون الأول عام ٢٠٢٤ لم يكن انتصار لـ"الثورة السورية.. ثورة الحرية والكرامة" ،التي أطلقها الشعب السوري يوم ١٥ آذار ٢٠١١ ، وإنما ما حصل هو (انقلاب عسكري)، قاده المجاهد (أبو محمد الجولاني ) ، الأسم الحركي لـ(أحمد حسين الشرع) ،الذي أصبح رئيساً لسوريا ." من سوريا الأسد الى سوريا الشرع"..



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (رسالة آشورية) إلى الحاكم الجديد لسوريا( أحمد الشرع)
- هل من (يهود ومسيحيين) أكراد ؟؟؟
- أردوغان وسياسة (نبش القبور)
- تهمة الإنفصال تلاحق الأكراد
- نينوس آحو ، الشاعر الآشوري الثائر…
- آشوريو سوريا ضحايا الفاشية الحاقدة
- أكراداً يكتبون عن الدور الكردي في الإبادة ( الآشورية - الأرم ...
- مطارنة حلب المخطوفين .. (القضية المنسية)
- -عيد النوروز- في حساب العلاقة( الآشورية -الكردية )
- الأحزاب (السريانية الآشورية) ومسألة الأقليات في سوريا
- حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015
- الأحزاب الكردية ومسألة الأقليات في سوريا
- (نوري اسكندر)، موسيقار آشوري سوري عالمي، خذلته حكومة بلاده
- مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-
- إضاءة على (حركة التحرر الآشورية) المعاصرة
- مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية
- الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
- حول الشأن الكردي
- ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.


المزيد.....




- الحوثيون يهددون بمواجهة -التصعيد بالتصعيد- وواشنطن تعلن مقتل ...
- سوريا: مقتل 16 شخصاً وإصابة 18 آخرين في انفجار ذخائر من مخلف ...
- من صدام حتى داعش .. مسؤول عراقي: عشرات المقابر الجماعية فتح ...
- عقدان على إسقاط نظام صدام.. قبور مجهولة تنتظر من يكتشفها
- تخليدا لضحايا جرائم عهد صدام.. إحياء يوم المقابر الجماعية في ...
- عاصفة عاتية تدمر المباني في أوكلاهوما الأمريكية
- -صنداي تايمز-: -تحالف الراغبين- يناقش إرسال -قوة حفظ سلام- إ ...
- الصحة اليمنية: ارتفاع عدد ضحايا الغارات الأمريكية إلى 31 قتي ...
- دميترييف يقترح على ماسك تنفيذ بعثة أمريكية-روسية مشتركة إلى ...
- طهران: ندين الضربات الأمريكية ضد الحوثيين باليمن


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - سوريا: الجولاني (رئيساً) !