أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك














المزيد.....

السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 04:34
المحور: الادب والفن
    


روي عن حسن المحتفظ نجل سي الرحالي المحتفظ: المقاوم السرغيني العروشي الفقيه، عنه ما يلي فسجلناه بأسلوبنا دون أن نغير حقيقة
...

يعد الرحالي المحتفظ أحد أبرز المقاومين الذين خدموا بلادهم في حقبة الاحتلال الفرنسي للمغرب. وُلد الرحالي المحتفظ في عام 1912 في دوار إسکارتة من العرارشة، وهو جزء من قلعة السراغنة، وهي منطقة شهدت العديد من التحولات التاريخية الهامة في تاريخ المغرب. من خلال مسيرته النضالية والفكرية، ترك الرحالي المحتفظ بصمة عظيمة في تاريخ المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث جمع بين الإيمان العميق بقضية وطنه والقدرة على الصمود أمام ظروف القهر والتعذيب التي تعرض لها.

بداية حياته ومسيرته

وُلد الرحالي المحتفظ في بداية القرن العشرين، في وقت كانت فيه المغرب تحت وطأة الاحتلال الفرنسي. نشأ في بيئة محافظة، حيث التحق بمدارس القرية وتعلم القرآن الكريم والعلوم الدينية على يد مشايخ المنطقة. وقد أظهر منذ صغره ميلًا للعلم والشجاعة، ما جعله شخصًا مؤهلاً لتحمل مسؤوليات كبيرة في المستقبل. في مرحلة شبابه، تعلم العديد من العلوم الدينية وأصبح فقيهًا، وهو ما أكسبه احترام وتقدير أهالي المنطقة. كما تعلم كيفية كتابة الرسائل والتواصل مع الآخرين، وهو ما سيستخدمه لاحقًا في خدمة المقاومة.

الانخراط في المقاومة

في ظل تصاعد الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، لم يتردد الرحالي المحتفظ في الانضمام إلى صفوف المقاومة المغربية. كانت قلعة السراغنة، التي نشأ فيها، إحدى المناطق التي شهدت معارك عنيفة مع المستعمر. لم يكن الرحالي مقاتلًا فقط، بل كان أيضًا داعمًا قويًا للمقاومة من خلال دورين هامين: الأول كفقيه يحمل رسائل دينية وروحية تحث على النضال والتحرير، والثاني ككاتب بارع يُكتب الرسائل للثوار والمجاهدين. كانت رسائله ضرورية لنقل التعليمات وتوحيد صفوف المقاومة في مواجهة الاستعمار.

الاعتقال والتعذيب

مع تصاعد العمليات العسكرية للمقاومة في منطقة الرباط الروماني والقلعة السراغنة، قام المستعمر الفرنسي بالترصد للمجاهدين والمقاومين. في أحد الأيام، تم القبض على الرحالي المحتفظ أثناء إحدى محاولاته لنقل رسالة هامة للمجاهدين، حيث اُعتقل وسُجن في سجن مراكش لمدة 14 شهرًا. كان هذا الاعتقال قاسيًا للغاية، فقد تعرض الرحالي للتعذيب الشديد على يد المستعمرين الفرنسيين الذين أرادوا انتزاع الاعترافات منه بشأن أصدقائه ومن كانوا يساعدونه في المقاومة.

على الرغم من تعرضه لأشد أنواع التعذيب، رفض الرحالي أن يبوح بأسماء رفاقه في المقاومة. كان يواجه الضغوطات بكل قوة وعزيمة، وكان يردد دائمًا أن قضيته كانت قضية وطنية سامية وأنه لا يمكنه خيانة أصدقائه أو التنازل عن مبدئه. هذه الصلابة في المواقف جعلته رمزًا من رموز الصمود والتضحية.

الصمود حتى النهاية

أثناء فترة سجنه، فقد الرحالي محتفظ الكثير من قوته بسبب التعذيب الشديد، وأصبح ضعيفًا للغاية. وفي إحدى المرات، ظن السجانون أنه توفي نتيجة للإغماء الشديد الذي تعرض له، ولكنهم اكتشفوا أنه لا يزال على قيد الحياة، ما دفعهم ان ينظرون اليه كأحمق إلى أتى الاستقلال سنة 1956 ومع ذلك، كانت آثار التعذيب قد تركت بصماتها على صحته، إذ ظهرت عليه أعراض السجن بعد خروجه، مما أدى إلى إصابته بشلل رباعي.

رغم هذه الإصابات الجسدية، ظل الرحالي يعيش حتى عام 1997، حيث توفي في دوار إسکارتة في قلعة السراغنة، ليترك وراءه إرثًا تاريخيًا يعكس نضال شعبه ضد الاستعمار.

إرثه الثقافي والفكري
على الرغم من قسوة الظروف التي مر بها، فإن الرحالي المحتفظ لم يقتصر دوره على المقاومة المسلحة فقط، بل كانت له أيضًا إسهامات كبيرة في مجال الثقافة والتعليم. باعتباره فقيهًا ومثقفًا، ساهم في نشر الوعي الوطني بين أبناء المنطقة، وحرص على تعليم الشباب مفاهيم الدين والحرية والعدالة. كما كان له دور محوري في تعزيز الهوية المغربية، حيث شكل جسرًا بين الفكرة الدينية والوطنية في المجتمع المغربي.

لقد ظل الرحالي المحتفظ رمزًا للأخلاق والمبادئ الوطنية التي لا تتزعزع، فحتى بعد رحيله، لا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال التي استلهمت منه الصمود والعزيمة. كان نموذجًا للمجاهد الذي لم يتخلى عن مبادئه رغم التحديات الصعبة.

يعتبر الرحالي المحتفظ من الشخصيات التاريخية الهامة في تاريخ المغرب، فهو ليس فقط أحد المقاومين ضد الاستعمار الفرنسي، بل كان أيضًا فقيهًا وثائرًا ثقافيًا ونموذجًا للإنسان الذي يضحي من أجل وطنه. كانت حياته ملحمة من الصبر والمقاومة، وفي وفاته في عام 1997، فقد المغرب أحد أبطاله الذين لا يُنسون. إن الإرث الذي تركه الرحالي المحتفظ في مجالات الثقافة والمقاومة سيظل حيًا في الذاكرة المغربية، رمزًا للوفاء والالتزام بالمبادئ التي تمثل الأمل في تحقيق الحرية والعدالة لشعبه.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة 14(النميمة )
- ما قيل عن الفيلسوف حميد بركي
- المجتمع المدني
- أفعال البشر الإبليسية
- نساء فوق العادة (امرأة من مزاب )
- نساء فوق العادة (زينب الخطابي)
- نساء فوق العادة (سكينة بنت الحسين بن علي)
- مقدمة كتابي (سيرة رجال ونساء )
- نساء فوق العادة (صفية بنت ميمونةالشيبانية )
- نساء فوق العادة (حنان عشراوي)
- حميد بركي مسار فكري أدبي
- نساء فوق العادة (ليلى خالد )
- الفكر الأدبي :
- اليوم العالمي للشعر
- أنثى فوق العادة (الملكة كليوبترا السابعة )
- مغرب الثقافات
- عائشة قنديشة
- نساء فوق العادة (صفية)
- نساء فوق العادة (خربوشة)
- نساء فوق العادة (خناثة بنت الشيخ بكار )


المزيد.....




- يحقق في اليوم الأول 5 مليون ريال سعودي .. فيلم إسعاف يتقدم ف ...
- ينطلق 8 مايو المقبل.. 522 دار نشر من 43 دولة تشارك بمعرض الد ...
- العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت
- مصر.. توقف قلب فنان مشهور 4 دقائق وتدهور حالته الصحية
- ملابس تحمل بطاقات مكتوبة باللغة العبرية تثير جدلا واسعا في ل ...
- كتاب جديد يستكشف عالم الفنانة سيمون فتال
- ثبت تردد قناة الفجر الجزائرية الجديد 2025 وتابع مسلسل صلاح ا ...
- -مذكرات سجينة-.. مسلسل تلفزيوني عن سجينة روسية في الولايات ا ...
- الطائرات في الأفلام.. هل هي سبب فوبيا الطيران؟
- مهرجان كان السينمائي: لجنة تحكيم دولية برئاسة جولييت بينوش و ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك