طوفان الأقصى 525 – تهديد جديد لأردوغان: احتجاجات العلويين قد تزعزع استقرار تركيا

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية

12 مارس 2025

عندما قررت السلطات التركية حظر جميع المظاهرات غير المصرح بها من 9 إلى 11 مارس في منطقة شيشلي في إسطنبول، حيث تقع القنصلية السورية، وأعلنت علناً أن "بعض الجماعات الهامشية تستعد لأعمال شغب"، لم يكن واضحاً في البداية أن الحديث يدور عن احتجاجات من قبل المجتمع العلوي في تركيا. في السابق، كانت مثل هذه الاحتجاجات تُربط عادة بالأكراد، الذين كانوا ينظمون مظاهرات مختلفة بشكل دوري. لكن لاحقاً أصبح معروفاً أن العلويين الأتراك (النصيريين) قرروا التصرف رداً على أعمال العنف التي تعرض لها أبناء طائفتهم في اللاذقية وطرطوس، وبدأ الخبراء يتحدثون عن أن احتجاجات العلويين في سوريا قد تنتقل إلى تركيا. كما بدأوا يتذكرون المجازر التي تعرض لها العلويون في كهرمان مرعش عام 1978 وفي سيواس عام 1993.

ووفقاً لما أوردته الصحيفة التركية "حبر تورك"، قام مجهولون في منطقة بورجا (محافظة إزمير) بتمييز أبواب منازل العلويين بالطلاء الأحمر وترقيم المنازل ليلاً. مما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين. وفي إزمير، حيث يعيش العلويون الأتراك بشكل مكثف، بدأ الحديث عن احتمال حدوث مجزرة جماعية. كما بدأ البعض يتحدث عن ظهور تحالفات وتركيبات غير متوقعة في الشرق الأوسط، قد تدفع تركيا، على غرار سوريا، إلى منطقة من الاضطرابات الجيوسياسية.

أولاً، فيما يتعلق بسوريا: بعد سقوط نظام بشار الأسد، انقسمت البلاد إلى عدة مناطق عرقية وطائفية. معظمها يسيطر عليه الجهاديون الموالون لتركيا، بينما يسيطر الأكراد، المدعومون من الولايات المتحدة، على جزء آخر. أما مرتفعات الجولان فهي تحت السيطرة الإسرائيلية. وقد فر السكان المسيحيون المتبقون في البلاد إلى منطقة اللاذقية العلوية وبعض المناطق الساحلية، حيث تعرضوا لأعمال عنف من قبل دمشق. في الواقع، تشتعل حرب أهلية في سوريا. وتركيا مرتبطة بسوريا بثلاثة أواصر: الحكومة الجديدة في دمشق، التي تتمتع بدعم تركي كبير، والقضية الكردية، والآن العامل العلوي الذي أصبح أكثر إلحاحاً.

في تركيا نفسها، يعيش حوالي 500 ألف شخص من هذه المجموعة العرقية-الطائفية. خلال سنوات "الحرب الباردة"، كان العلويون الأتراك يتعرضون لاتهامات بالتعاطف مع الشيوعيين، أما الآن فهم في صفوف المعارضة ضد حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ويدافعون عن دولة علمانية بحتة. لكن هذا التوتر كان في الغالب ذا طابع كامن في تركيا. وقد بدأت الأمور تتغير مع تطور الأحداث على الحدود التركية السورية والوضع داخل سوريا نفسها.

الآن، يدخل العلويون، إلى جانب "القضية الكردية"، في الأجندة الجيوسياسية الإقليمية. لكن أسلوبهم هو الاحتجاجات الشعبية في الشوارع، وليس الانقلابات العسكرية أو التمردات المسلحة. لذلك، فهم غير قادرين على مواجهة نظام أردوغان عبر المؤامرات، لكنهم قد يشكلون تهديداً إذا ما تحولت احتجاجاتهم إلى مظاهرات جماعية في شوارع المدن التركية. في الوقت نفسه، يعتقد سونر تشاغابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، أن العامل العلوي، إلى جانب القضية الكردية، بدأ يزعزع بشكل خطير الاستقرار الجيوسياسي لتركيا. ويتوقع أن يتم تقييد يد تركيا أولاً في سوريا، ثم يتم الضغط عليها داخل أراضيها. ولا يزال الوقت مبكراً لإضافة المزيد من التفاصيل.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات