كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 02:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سنديانة الساحل السوري
إلى الأم زُرقةٌ سَباهِيّةٌ، (أمُّ أيمنَ)
تلوذُ الكلماتُ فرارًا من قلمي خوفًا أن أسطِّرَ فيها عنكِ ما لا يرتقي إليكِ.
تتوسّلني الكلماتُ بضراعةٍ أن أُجنِّبَها حرجًا يلمُّ بهدوءِ سجيتِها ساعةَ تلقاكِ، وتذرِفَ حِبْرَ بلاغتِها بين يديكِ.
وتلعثمتُ كأنِّي أهشُّ على غنمي إلى موردٍ ارتأيتُه، فعصتني… فنِمتُ عميقًا عنها.
فثَمَّ هدوءٌ يَلثمُ وجعي، ويطمئنُ نفسي: لا تعجل، إنَّ الإنسانَ لفي خُسر.
فثَمَّة ضوءٌ يأخذُ بيدي، ويحدو بقلبي، وييمِّمُ شَطرَ ملاحمِكِ الكبرى؛ ليلثمَ عَبَقَ شذاها، ويحفِرَ في ظُلماتِ الحاضرِ آثارَ معالِمِها النورانية.
ها أنذا أقتربُ رويدًا من دائرةِ الهَوَسِ القصوى، وافاعِي القُبحِ المجنونةِ تتفاقمُ كُرهًا، تَمتصُّ رحيقَ الساحلِ بأقصى ما أُمكنَ من غِلٍّ تاريخيٍّ.
لحقتني — قبل وصولي إلى حضرةِ مَعبَدِكِ الشامخِ — قافلةُ حروفي، تستأذنني أن تتشكَّلَ في روحي أطوارَ هديلٍ محمومٍ، وأنينِ جراحٍ نزفتْ حرقتَها في الرمل.
ورسائلُ غَرَقي في الدهشةِ لا تدري أيَّ طريقٍ يُوصلُها ببريدٍ آمن.
وصلت روحي إليكِ في صُبحٍ أَعشى، مخنوقٍ في عبرتِه، لا يجرؤ أن يتنفس، أو يبسطَ راحته للشمس، فهناك ظلامٌ ساحقٌ، والصمتُ مُريبٌ يضرِبُ في أطنابِ الساحل…
إلّا صوتُكِ، يهدرُ في وجهِ الموتِ، فيَخرسُ جَبَروتُ الموتِ أمامَكِ مذلولًا مَدهورًا، وبانتْ عورتهُ كما بانتْ سَلفًا في العهدِ الأوَّلِ، "لِتُقَبِّحَ وجهَ التاريخ".
سيّدتي…
أطوفُ بسموِّ ثباتِكِ، وجلالةِ قلبِكِ، فتقبّلي مني:
سلامٌ عليكِ، على هدوئِكِ وأنتِ تصفعينَ المغولَ في كلِّ حين…
سلامٌ عليكِ؛ فإنكِ أُمُّنا، وسيّدةُ العصرِ،
وأُمُّ الشهداءِ في كلِّ الأرض.
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟