أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفجار














المزيد.....

إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفجار


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8281 - 2025 / 3 / 14 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد إيران في الوقت الحالي مرحلة غير مسبوقة من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تهدد النظام الحاكم بالانهيار. المرشد الأعلى علي خامنئي يجد نفسه أمام مفترق طرق خطير، حيث كل الخيارات المتاحة أمامه تقود إلى نهايات كارثية.

أزمة خانقة واحتجاجات متصاعدة

البلاد تمر بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، مع ارتفاع معدلات التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية، ما أدى إلى زيادة الفقر واليأس بين المواطنين. موجات الإضرابات والاحتجاجات تتصاعد في مختلف المدن الإيرانية، حيث لم يعد النظام قادرًا على احتواء الغضب الشعبي الذي يتزايد يومًا بعد يوم.

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مقرب من الحكومة الإيرانية تأكيده أن "البلاد أشبه ببرميل بارود والمزيد من الضغوط الاقتصادية قد يكون الشرارة التي تشعله"، كاشفًا عن "اجتماعات رفيعة المستوى عُقِدت لمناقشة احتمال اندلاع احتجاجات واسعة جديدة والإجراءات المحتملة لمواجهتها". وأكد المسؤول الإيراني أن "القادة الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن قطع جميع السبل الدبلوماسية قد يزيد من السخط الداخلي ضد مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي".

جواب خامنئي على رسالة ترامب بشأن التفاوض

في ظلّ هذه الأزمة الحادة، تلقى خامنئي رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعوه إلى التفاوض للخروج من الأزمة. لكن المرشد الإيراني ردّ عليها برفض قاطع، معتبرًا أن "التفاوض ليس لحل القضايا، بل هو وسيلة لفرض الإملاءات والضغوط على النظام الإيراني".

خامنئي قال في خطاب علني أمام المسؤولين الإيرانيين: "بعض الدول المتغطرسة تصر على التفاوض، ليس لحل القضايا بل لفرض مطالب جديدة علينا. القضية ليست فقط الملف النووي، بل هناك مطالب أخرى لن نقبل بها أبدًا".

وأشار خامنئي إلى أن هذه المطالب تشمل القدرات الدفاعية للنظام وبرنامج الصواريخ الباليستية، إضافة إلى دور الميليشيات التابعة له في المنطقة، وقال: "يريدون أن يحددوا لنا من نلتقي، وأين نذهب، وما الذي ننتجه، ومدى صواريخنا. التفاوض بالنسبة لهم وسيلة لفرض إرادتهم".

جاء رد خامنئي بعدما صرّح ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس بزنس" يوم 17 مارس: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: إما الحل العسكري أو التفاوض. أنا أفضل التفاوض لأنني لا أريد تدمير إيران، لذلك أرسلت لهم رسالة آمل فيها أن يوافقوا على الحوار. لأن الخيار الآخر سيكون مروعًا بالنسبة لهم".

وأضاف ترامب لاحقًا من داخل البيت الأبيض: "نحن في المراحل النهائية مع إيران، ونحن في لحظة حاسمة. لا يمكن السماح لهذا النظام بامتلاك سلاح نووي. أفضل الحل السلمي، لكن إذا لم يكن هناك خيار آخر، فالحل العسكري سيضع حدًا لهذه المشكلة".

خياران أحلاهما مُرّ

إزاء هذا الوضع المتفجر، يواجه خامنئي خيارين لا ثالث لهما، وكلاهما يؤدي إلى انهيار نظامه:

الخيار الأول: القبول بالمفاوضات وابتلاع كأس السم

أمام هذا الوضع الحرج، يُطرح خيار العودة إلى طاولة المفاوضات مع القوى الغربية كحل للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة. ولكن هذا المسار يحمل مخاطر كبيرة للنظام، إذ أن أي تنازل من جانب خامنئي، سواء في ما يتعلق بالملف النووي أو القضايا الإقليمية، سيُنظر إليه على أنه ضعف، مما قد يشجع المزيد من الاحتجاجات الشعبية التي قد تتحول إلى انتفاضة عارمة تهدد وجود النظام ذاته.

إضافة إلى ذلك، فإن تقديم أي تنازلات يعني تقويض الأسس الأيديولوجية التي يستند إليها النظام، ما قد يؤدي إلى شرخ داخلي بين أركانه، ويضعف سيطرة خامنئي على أجهزة الأمن والحرس الثوري.

الخيار الثاني: التشبث بسياسة القمع والمواجهة

أما الخيار الآخر الذي قد يلجأ إليه خامنئي، فهو الاستمرار في سياسة القمع والتشدد، متجاهلًا الضغوط الدولية ومتحديًا العزلة الاقتصادية والسياسية. لكن هذا المسار يحمل في طياته خطرًا أكبر، إذ أن استمرار الأزمة الاقتصادية سيؤدي حتمًا إلى انفجار اجتماعي لا يمكن للنظام احتواؤه.

لقد أثبتت التجارب السابقة أن كلما ازداد القمع، كلما ازدادت مقاومة الشعب وتصاعدت أنشطة وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي‌ خلق التي باتت تلعب دورًا حاسمًا في توجيه الحراك الشعبي. كما أن زيادة الضغط على الشعب تعني أن الكتل الاجتماعية التي ربما كانت محايدة ستنضم إلى صفوف المعارضة، ما يزيد من فرص انهيار النظام.

تناقض النظام يكشف خوف خامنئي

لم تمضِ سوى أيام قليلة على الرفض القاطع الذي أعلنه خامنئي للمفاوضات حتى خرج نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ليعلن استعداد النظام للجلوس على طاولة الحوار. هذا التناقض الصارخ يعكس حجم التخبط والخوف الذي يعانيه النظام، ويدل بوضوح على أن خامنئي نفسه يدرك أن العزلة الدولية والانهيار الاقتصادي قد يسرّعان من سقوطه. التراجع السريع عن المواقف المتشددة هو مؤشر واضح على ضعف النظام وافتقاده لأي استراتيجية واضحة للخروج من المأزق.

نهاية محتمة
بغضّ النظر عن المسار الذي سيتبعه خامنئي، فإن النتيجة أصبحت محسومة: النظام يقترب من نهايته الحتمية. إذا لجأ إلى المفاوضات وقدم التنازلات، فسيضعف موقفه الداخلي وسيفقد السيطرة، مما قد يؤدي إلى انتفاضة واسعة تجتث حكمه من جذوره. وإذا اختار المضي قدمًا في سياسة القمع والتشدد، فإن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ستصل إلى نقطة الانفجار، مما سيؤدي إلى تصاعد الانتفاضات الشعبية بدعم من وحدات المقاومة حتى إسقاط النظام.

إيران اليوم تقف على حافة هاوية لا عودة منها، وخامنئي محاصر بين خيارين أحلاهما مرّ: تجرع كأس السم أو مواجهة الانفجار الذي قد يطيح به للأبد.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...
- السباق النووي الإيراني.. بين السرية والتصعيد الدولي
- حملة -ثلاثاء لا للإعدام- ضد عقوبة الإعدام في إيران تدخل عامه ...
- قناة الحرية: صوت المقاومة الإيرانية ورمز الاستقلال المالي في ...
- الاضطرابات الداخلية في إيران بشأن مجموعة العمل المالي تكشف ع ...
- لحظة حاسمة في النضال ضد النظام الإيراني
- سقوط قاسم سليماني بين زلزال سوريا وانهيار النفوذ الإيراني في ...
- انهيار إمبراطورية خامنئي
- 2024: التحديات الكبرى للنظام الإيراني وأزمة النفوذ الإقليمي
- الحرس الثوري الإيراني يشدد قبضته على صادرات النفط
- جيش الجياع.. الشرارة الأخيرة قبل الانفجار الكبير
- إيران تحت الضغط: تهديدات نووية للتغطية على مخاوفها من العقوب ...
- خامنه‌ای و نظامه في مستنقع الأزمات: التهديد النووي ومخا ...


المزيد.....




- وُصفت بـ-غير لائقة-.. ما حقيقة الصورة المنسوبة إلى وزيرة مغر ...
- رئيس الشاباك يعلن استقالته: في 7 أكتوبر انهارت السماء وجميع ...
- إلى أين تتجه العلاقة بين الأكراد وحكومة دمشق في ظل التوترات ...
- إيران.. ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار ميناء رجائي إلى 65 قتيلا
- بيسكوف: الهدنة في ذكرى عيد النصر تؤكد حسن نية الجانب الروسي ...
- الجزائر.. الأمن الوطني يضبط أكبر شحنة من -الإكستازي- في إفري ...
- صحيفة: الولايات المتحدة تطلب من اليونان تسليم أوكرانيا أنظمة ...
- عملية غسيل سيارة تتحول إلى حادث مأساوي في تركيا (فيديو)
- توقعات ألمانية بتصاعد المواجهة مع روسيا في ظل الحكومة الجديد ...
- الداخلية السعودية تعلن عقوبات مشددة بحق مخالفي تعليمات الحج ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفجار