أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابو يوسف الغريب - فرحة لم تدم














المزيد.....


فرحة لم تدم


ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر

(Zuhair Al Shaibani)


الحوار المتمدن-العدد: 8281 - 2025 / 3 / 14 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرحة لم تدم .

في حقبة الستينات والسبعينات من القرن المنصرم ، وبعد الهزائم التي تلقاها العرب في جميع معاركهم مع اسرائيل ،أطلق بعض الزعماء انذاك ، شعارات ، من قبيل ، اننا يجب ان نحرر فلسطين ونقتص من اليهود ونرميهم في البحر ، وعشنا جيلا بعد جيل نمني النفس بتحقيق هذا الوعد ، ولكن حدث العكس تماما ، والنتائج واضحة على الارض . بالامس فقط تم ايقاظ هذا الحلم في ذاكرتنا من جديد ، حدث غير مسبوق تماما ولاول مرة يحدث في بلد عربي مسلم ، ان نسمع ونرى اصوات تصدح من مآذن الجوامع والمساجد تدعو للجهاد والنفرة خفافا وثقالا ،ان هبّوا أيها الغيارى لساحات الوغى ، وشعرنا نحن المقهورون من اليهود ، ان قلوبنا قفزت من صدورنا فبلغت الحناجر، من هول فرحتنا وباننا ،اخيراً ، سنقتص من الصهاينه ونرميهم في البحر وربما ندفع بجثثهم الى شواطئ قبرص واليونان قبل أن تكون فرائس لاسماك البحر، ولكنَّ فرحتنا لم تدم طويلا ، فسرعان ما علمنا انَّ هذه الهبَّة ليست موجهة ضد الصهاينة الذين أذاقونا الويل في كافة معاركنا معهم ، بل هي هبَّة ضد طائفة مستضعفة من الشعب في هذا البلد العربي ، ساقها حظها السئ انها تعتنق مذهبا غير مذهب الاغلبية فيه ، وسبب اخر يعتبر كافيا لِيُعلن الجهاد عليها هو أنَّ دكتاتورا سابقا كان يحكم ، ينتمي لها وبناءاً عليه ، مطلوب ابادتها .
طيب وماذا بعد ! الذي بعد هو ان لا يُكتفى بقتلهم وتمزيق اجسادهم فقط بل يجب ان نرميهم في البحر بعد قتلهم ، لكي لا يقول قائل ، انَّ أسماك البحر ، جاعت في دولة بني امية الجديدة . هكذا ببساطه ، اي والله ، قد لا يصدق هذا صاحب ضمير حي ، ولكنه حصل ، ومتى حصل ؟ في القرن الحادي والعشرين ، حتى ان منظمة تقول انها انسانية ، توزع وجبات غذائية بأكياس كُتب عليها عبارة - من حق العلوي ان يعيش في قبره - نعم ، وقعت كل تلك المظالم على مرأى ومسمع من الكون اجمع ، والمفارقة الصادمة هي انَّ الوحوش والكلاب امتنعت عن نهش جثث الضحايا تعففا وحياءا وربما تضامنا مع الضحايا ، هذه النكسة ، وما اكثر نكساتنا ، برأيي، هي اسوء من نكسة حزيران ، بل أشّد ايلاماً واحلك سواداً على وجوهنا وفي ضمائرنا ، لان من قام بها ليست دولة محتلة ولا هي فئة خارجة على القانون ولا هي منظمة ارهابية متطرفة معلومة الاهداف والنوايا ، بل قام بها شعب بغالبيته الطائفية ، بشيوخه، بمتدينيه ،بسفلته ، ضد فئة مستضعفة مسالمة من مواطنيه ، تسانده دولة وحكومة وعلم .والانكى من ذلك ، ان دول شقيقة مسلمة سمعت بذلك فرضيت به .
والدروس المستخلصة من هذه الاحداث هي كما يلي :
اولا . قبل هذه الواقعة كانت الامة تقبع في الحضيض، وبعدها ، نزلت الى دركه الاسفل.
ثانيا . اثبتت هذه الحادثة ان المستضعف الاعزل المجبور على العوي كالكلب ، ثم يُفصل رأسه عن جسده ثم يُمثل بجسده بيانا عيانا ، هذا المنكوب ، لا بواكي له.
ثالثا . حتى الله تبارك ذكره لم يدعو الضعيف الى حمل غصن الزيتون ، بل دعاه الى إعداد القوة ( وأعدوا لهم ،،،،،،،، )
رابعا . ربما يأتي بعض العدل بالحوار ، اما العدل كله ، فيأتي بالبندقية.
خامسا. ( من يهن يسهل الهوان عليه ، ما لجرح بميت ايلام ) و ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين )فما بالك بمن يُلدغ طوال عمره
وما زال يمد كلتي يديه في الجحر بلا قفاز .
واخيراً ، تحذير وتذكير .
احذروا ان تكونوا ضحايا قادمون لغزوة كغزوة الساحل ، كأن تكون غزوة كربلاء ، مثلا ( جايينك ع كربلا ) أو غزوة النجف ، كما دعا لذلك الاعلامي المصري الراحل محمد صابر علناً من قناة صفا الدينية وسمعه الملايين ،
ولم يستنكره احد في هذه الامة .
وكفّوا الكلام عن موضوعة (اللُحمة ) .
واذكركم بالحديث النبوي التعبوي ،
( ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا )
على الاقل أن تتجنبوا ، العوي .
ولا تنسوا حكاية الثور الأسود ، لما عُرضت رقبته على السكين، قال حينها :
(أُكلت يوم أُكِلَ الثور الابيض ).
اللهم اني بلغت.



#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)       Zuhair_Al_Shaibani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدها
- وجع الصد
- نصرٌ ضروس
- رقصتا البحر
- كلمات عابرة
- يا ذاهبا الى بغداد
- ثلاثة وثلاثة
- يا للعجب
- مناكفات
- ضياع البوصلة
- مفارقات
- ورد احمر
- هلوسات واقعية
- غروب مروع
- أسرار معلنة
- أثر العناق
- كوميديا قاتمة
- تورية
- لوحات للبيع
- العناق


المزيد.....




- فيديو يُظهر نائب الرئيس الأمريكي يتعرض لصيحات استهجان في حفل ...
- حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وجثث أ ...
- تفاعل واسع على مواقع التواصل بـ -قطايف- سامح حسين
- مصارع مصري يدخل موسوعة -غينيس- بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن ...
- فيضانات وسيول في بوليفيا تؤدي إلى تدمير المنازل والمحاصيل وا ...
- -هولي-... مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- لأول مرة.. وفد ديني درزي من سوريا في إسرائيل
- وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية
- وزير عراقي يروي تفاصيل عملية لاغتيال صدام حسين كان طرفا فيها ...
- أوكرانيا تعلن -بدء تشكيل فريق لمراقبة وقف إطلاق النار-


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابو يوسف الغريب - فرحة لم تدم