أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلاميا كالنظام الايراني..















المزيد.....

الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلاميا كالنظام الايراني..


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أثبت النظام السوري الحالي بشكل لا يقبل الشك بأنه نظام مشابة في جميع مقاييسة للنظام الايراني الحالي بفارق واحد و هو أن النظام الايراني أسلامي شيعي المذهب بينما النظام السوري هو نظام أسلامي سني المذهب سلفي الفقه.
في أيران 1979 أحتاجت السلطة الخمينية الى أقل من ثلاثة سنوات بسط النظام الاسلامي الشيعي على أيران. بينما في دمشق أعلنوا 5 سنوات و منذ اليوم الاول سيطرة تامة على جميع المؤسسات و القرارات و الحكم دون أجراء أية أنتخابات. أيران كان شعارهم إنهاء الاستبداد، مزيد من الاسلام، مزيد من العدالة الاجتماعية و الحد من اللامساوات. بينما في سوريا فأن شعارهم الوحدة الوطنية و سوريا واحدة. أيران قامت بتشكيل مجلس خبراء الذي قام بأعداد دستور لأيران و قامت أيران بتشكيل ما تسمى الهيئات الثورية والمجلس الثوري من جميع الاحزاب. بينما في سوريا فأنهم قاموا بتعيين لجان للدستور و مجلس أمن قومي و حكومة تم تعيينها من قبل الجولاني فقط. و هذا يعني أن ايران كانت أكثر ثورية و فيها تنوع أكثر حيث قام مهدي بازركان المعارض للخميني بتشكيل حكومة أصلاحية ديمقراطية شاركت فيها جميع القوى السياسية الايرانية.
في أيران كان الخميني هو مرشد الثورة و الامام المقدس و اصدر أوامر بأن يقوم العسكريون الموالون للشاه و القوى المعارضة بتسليم أسلحتهم و اندلع قتال بين الجنود الموالين والمعارضين للخميني و قام بأعلان الجهاد الجهاد على الجنود الذين لم يسلموا أنفسهم. و بهذا كان ألغاء المعارضة العسكرية الخطوة الاولى التي خطاها الخميني. الجولاني في سوريا أصدر نفس الاوامر بأن يسلم الجنود أسلحتهم و بأن تنظم جميع القوى العسكرية للمعارضين للاسد الى الجولاني و صارت هيئة تحرير الشام هو الحزب الرئيسي و الحاكم.
في أيران بادرت قيادة الثورة الايرانية بمحاكمة جنرالات الشاه و قام بتـاسيس محكمة ترأسها صادق الخلخالي و قام بأعدام حوالي 200 جنرالا من جنرالات الشاه. بينما الجولاني في سوريا قام بأعدامات ميدانية للالاف من الضباط السوريين و حتى المدنيين. و بهذا يكون الخميني قد لجأ على الاقل الى المحاكم ( الغير عادله) من أجل اصدار أحكام الاعدام بينما الجولاني قام بعمليات القتل دون محاكم و في الشوارع.
في أيران أحتاج الخميني الى سنتين فقط كي يقضي على المعارضة و يسيطر على جميع مقاليد الحكم و أنهاء حزب الشعب الجمهوري بقيادة شريعة مداري و منظمة مجاهدي خلق. بعد سنة و نصف من الثورة الايرانية قام الخميني بالتنصل من حقوق القوميات و منهم الكورد و أندلعت الحرب بين الكورد و حكومة الخميني التي لا تعترف الى الان بحقوق القوميات. و لكن هناك الى الان مقاطعة بأسم كوردستان و اللغة و الملابس الكوردية يتم تداولها بشكل حر و حتى هناك جامعات باللغة الكوردية. في سوريا قام الجولاني منذ البداية بعدم أعطاء أية فرصة لتكوين معارضة و سلطة بل قام بفرض سلطته بشكل مباشر و دون أي أعتبار للمبادئ الديمقراطية و لم يرد في دستورة أن سوريا تتكون من قوميات و أديان مختله.
يبدوا أن الجولاني لربما أستفاد من خطأ قامت به الثورة الايرانية و هي معادات الثورة الايرانية و منذ البداية للغرب و أمريكا التي سماها الخميني بالشيطان الاكبر و قام بحجز أعضاء السفارة الامريكية في طهران لأن أمريكا كانت تساند الشاة. بينما الجولاني لم يقم بأعمال عدائية ضد روسيا التي كانت تساعد الاسد لا بل أنه بلا موقف من جميع الحكومات الغربية أيضا و حتى أسرائيل و السبب أن تركيزة هو على الدخل الان و لا يريد حرب على طريقة الايرانية العراقية.
الثورة الايرانية بسبب عدائها للغرب و أمريكا تم أشغالها بالحرب مع العراق سنة 1980 أي بعد سنة واحدة من الثورة فقط. و أستغل الخميني تلك الحرب للقضاء على المعارضة في ايران و أنتصر في معاركه جمعاء. و قام بأنشاء الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيعية المذهب. في أيران ليس هناك أضطهاد أو ابادة جماعية للسنة ولا للمسيحيين. بينما الجولاني و بسبب ضعفه السياسي و العسكري مشغول بشئ واحد و هو تقوية مكانته داخليا. فعلى عكس أيران الجولاني يرفض مشاركة أي حزب أو قوة اخرى ماعدا هيئة تحرير الشام في الحكم و منذ اليوم الاول. الجولاني قام بأحتكار الحكم لمدة 5 سنوات لنفسة و لجماعته و هو الذي يقوم بشكل فردي بتعيين الاشخاص في جميع المناصب. في أيران كان هناك مجال للمعارضة كي تشارك في الحكم في البداية مع أن الجيش الثوري الايراني كان يسيطر على جميع أيران و لكن الجولاني و مع أنه لا يملك جيشا يسيطر على كل سوريا فأنه و من شدة دكتاتوريته لم يسمح بمشاركة أي حزب أو شخصية في نظام حكمه بحجة ذكيه أسمها الكفاءات الموجودة فقط في هيئة تحرير الشام.
أيران قامت بتغيير اسم أيران من الشاهينشاهية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بينما الجولاني و بينما يدعي الثورة و الوحدة الوطنية فأن ابقى على أسم سوريا على أنها الجمهورية العربية السورية فهو يحاول من خلال ذلك الاسم أخفاء الجزء الطائفي الذي جاء في دستورة و الذي هو أن الرئيس السوري يجب أن يكون مسلما و قوانين الدولة يجب أن تكون حسب الفقة الاسلامي. و هذا هو مربط الفرس الذي يضمن له السيطرة على سوريا الاسلامية. الجزء القومي الذي أبقاه الجولاني في الدستور السوري هو فقط في أسم الدولة.
أبقاء الجولاني لأسم الدولة على أنها دولة عربية تعني أنه لا يعترف بالوحدة الوطنية و لا بالوطن للمواطنين لأنه قام بأزالة جميع المكونات الاخرى في سوريا. ففي سوريا هناك الكثير من المكونات الاخرى. و فرض الرئيس الاسلامي و الفقة الاسلامي على السوريين يعني أنه لا يعترف بالاديان الاخرى و لا بحقوق الغير مسلمين. و فرض الفقة الاسلامي يعني أنه أختار المذهب و الطائفة و ليس حتى المسلمين بشكل عام.
توقيع الجولاني لاتفاقية من 8 نقاط مع مظلوم عبدي الكوردي و التي فيها أعترف بالكورد و كذلك بالمساواة بين الجميع و في نفس الوقت قيام الجولاني بسن دستور طائفي قومي أسلامي يثبت للجميع بأن أتفاقيته مع مظلوم عبدي هي ليست سوى حبرا على ورق و سيعطي الجولاني بعد سنة الورقة الى مظلوم عبدي كي يبللها و يشرب مائها. خطة الجولاني تشبه خطة صدام عندما قام بتوقيع بيان اذار مع البارزاني الخالد سنة 1970 عندما كان صدام ضعيفا و بعد أن سيطر صدام على نظام الحكم في العراق و قام بأبعاد منافسيه أشعل الحرب مع البارزاني و قضى على الثورة الكوردية بالتعاون مع شاه أيران.
الجولاني ماض في خطته في بسط سيطرته على سوريا و في أنشاء نظامة الاسلامي الدكتاتوري بخطى ثابته. فمن ناحية يقيم الابادة الجماعية ضد العلويين و من ناحية أخرى يوقع الاتفاقيات الكاذبة مع الكورد و الان يحاول نفس الشئ مع الدروز.
أذا كان الجولاني بهذه الضعف لا يوافق على أشراك الاحزاب السياسية في الحكم و قام بأحتكار الحكم لمدة 5 سنوات فأنه سوف يقضي على كل الاحزاب خلال فتره الخمسة سنوات القادمةو سوف لم و لن تنعم سوريا بالديمقراطية أبدا.
الجولاني هو نسخة طائفية عربية سنية أسلامية من النظام الايراني و لكنه أكثر فطنه و دهاء من الخميني نفسة. فخميني أعلن شعار لا شرقية و لا غربية جمهورية أسلامية بينما الجولاني لديه مجموعة شعارات بعضها للاستهلاك العالمي و التي فيها يقول جمهورية عربية سورية وطنية. و شعار اخر على مستوى حزبةو بالاتفاق مع قياداته الدينية و فيها يقول لادميقراطية و لا قومية جمهورية سنية أسلامية قاعدية.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجل ...
- لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري ...
- ليست هناك حركة قومية كوردية، بل هناك أستغلال حزبي وشخصي للفك ...
- مقترح لذوي النوايا الحسنه لحل القضية الكوردية و قسد في سوريا ...
- سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافس ...
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...
- داخليا، ماذا وراء المشروع التركي لأوجلان؟ و لماذا قام العمال ...
- نار المحتلين و نار القوى الكوردية بمثقفيها موجهه نحو الكورد ...
- الكورد و النضال بالعواطف... كركوك خارج الاقليم و صمت القوى ا ...
- السب و الشتم سلاح الضعفاء. لغة بعض المثقفين الكورد المفضلة و ...


المزيد.....




- للتتويج بلقب الأفضل.. مسابقة غريبة بين 60 مشتركًا لتقليد صيا ...
- حمص تغرق في أحداث طائفية: اعتداءات على طلاب السكن الجامعي وه ...
- هل باتت المواجهة بين -قسد- ودمشق حتمية؟
- بيسكوف: كييف لا تسيطر على كامل قواتها وهذا يؤثر على التزامها ...
- إعلام: إيران تقترح على -الترويكا الأوروبية- عقد لقاء حول الب ...
- رئيس المخابرات المصرية يلتقي وفد التفاوض الإسرائيلي
- البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة من على متن حاملة الطائرات -تر ...
- أردوغان يدعو إلى الإسراع في تعزيز إسطنبول لمواجهة الزلازل
- البرازيل تدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتشدد على دور -بريكس- ف ...
- إيران: حصيلة ضحايا انفجار الميناء ترتفع إلى 65 قتيلا ووزير ا ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلاميا كالنظام الايراني..