أحمد فاضل المعموري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 02:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي ،عضو جمعية المخترعين والمبتكرين، مؤسس ومدير مركز انسان للعلاج النفسي والاجتماعي المجاني، صاحب اربع براءات في مجال العلاج الطبي. علم النفس أو السيكولوجيا هي دراسة السلوك وعلم يبحث بالإنسان وخلجات الانسان ،وهو مجال تطبيقي عن السلوك البشري وانماطه في التصرف ، أذا هو علم النفس الذي يميزه عن الاخر في كيفية التصرف والسلوك الفردي والمجتمعي . اذا هو مجموعة الانشطة المادية والرمزية التي تلعب دور في سلوك الانسان وتأثيره في المحيط والاخرين يتأثر مع ردود الافعال واكتسابه من العلوم او السلوكيات من الاخرين في منشاء حياته او تطوره العمري .
اليوم معنا الدكتور كاظم يوسف اختصاص علم النفس وصاحب نظرية ردأت الفعل المسيطرة. اليوم نوجه مجموعة اسئلة نحتاج اجابات مقنعة في ظل الواقع الحياتي . فأهلا وسهلا ...
السؤال الاول: كيف ترى سلوكيات المجتمع العراقي مع الاحداث السياسية ؟
ج .1 .أولا. من منظور سيكولوجي نجد أن سلوكيات المجتمع العراقي تجاه الأحداث السياسية. مضطربة تارة نراه مؤيد و تاره نراه معارض بشده وهذا الشيء تعود أسبابه إلى الحالة السيكولوجية للمجتمع العراقي حيث أنه قد مرت عليه مآسي كثيرة وهذه الماسي جعلت منه غير ثابت على رأي معين وهذا الشيء هو الذي يريده النظام السياسي الحالي . اي يجعل الجمهور في شتات فكري
السؤال الثاني : كيف تقيم النخب السياسية مع الواقع الاجتماعي .
2. ج .بصراحة من وجهة نظر علم النفس السياسي لم نجد المنظومة السياسية الحالية قد أدت الدور المطلوب منها في خدمة المجتمع العراقي. وهذا الشيء قد أنتج لنا. معانات اجتماعية كثيرة لا تعد ولا تحصى. وهذه المعاناة تحتاج إلى سنوات لعلاجها و إصلاحها
السؤال الثاث: الشخصية العراقية كتب عنها على الورد وميزها بالمتناقضة ؟ كيف ترى تفسيرات د. علي الورد في الشخصية العراقية .
3. ج . تناقضات الشخصية العراقية مثل ما ذكرها الدكتور علي الوردي. هي لم تأتي من فراغ و إنما جاءت بسبب اسباب ومسببات ومنها الحروب والصراعات التي وقعت على أرض العراق وهذه الصراعات تركت آثارا نفسية بليغة في شخصية الفرد العراقي وفي المقابل هذه الآثار لم تتلقى العلاج السيكولوجي الاجتماعي الكافي فلهذا نجد اثاراها باقية إلى يومنا هذا.
السؤال الرابع : من خلال ممارساتك النظرية والعملية كيف ترى سلوكيات الفرد العراقي في ظل حقبة زمنية لا تقل عن عقدين من الزمن من حكم الاسلاميين للفرد العراقي .
4 ..ج . سلوكيات الفرد العراقي. خلال فترة العقدين من الزمن في ضل حكم الإسلاميين. نراها قد دخلت في دوامه وهذه الدوامة جعلت من الفرد العراقي في حيرة من أمره وحتى وصل به الأمر إلى التشكيك في عدالة الاسلام لأنه يرى نظام الحكم غير منصف في إدارة البلاد. ويعتبر أن هذا الحكم يسير على السيرة النبوية. بالمقابل هذه ردات الفعل جعلت الفرد في حالة عدم الثبات على طريقة واحدة ولهذا نجد بعض الأحيان شخص من جهة ملتزم دينيا ونفس الشخص نراه بعض الأحيان غير ملتزم دينيا .
السؤال الخامس : لماذا الشخص العراقي تراه مرة عاطفي منغمس في الطيبة ومرة تراه عصبي المزاج حاد الطبع ؟ هل يرجع لمزاجية الفرد ام هناك عوامل أخرى تلعب هذا الدور .
5..ج ..عدم ثبات المزاج يرجع إلى عدة عوامل كثيرة ومنها العامل النفسي والعامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي . ولهذا نجد أن الفرد العراقي بعض الأحيان عاطفي وفي نفس الوقت عصبي المزاج. والعصبية جاءت من الضغط النفسي الذي وقع عليه بسبب الأجواء المحيطة به المشحونة بالمشاكل و الضغوط.
السؤال السادس : حقوق المجتمع الدستورية تفرض حريات وحقوق لم تتحقق في ظل النظام السياسي الذي حكم الشعب العراقي على الرغم أن الطبقة السياسية كانت تعاني من الكثير من عدائية النظام السياسي السابق ضد المعارضة في الداخل والخارج ؟ لماذا حاليا تمارس هذه السلطة نفس الاساليب التي كانت ترفضها من تهميش وتسلط وعدوانية
6 ..ج. من منظور علم النفس التحليلي. نجد أن الطبقة السياسية الحاكمة كانت تعاني من الكبت النفسي و الإهمال الاجتماعي وعلمياً أن الشخص الذي يعاني من الكبت النفسي عندما تحين له الفرصة ويبدأ في تسلم منصب ما يبدأ في التنفيس عن كبته النفسي و احقاده النفسية الدفينه وينظر إلى المجتمع أنه هو السبب الرئيسي الذي وضعه في الكبت والمعاناة النفسية لسنوات وهذا ما نراه اليوم و نلمسه .
السؤال السابع: ماذا ترى في المستقبل القريب عن صحوة روحية ونفسية للفرد العراقي ام مجرد امنيات لا تتحقق في ظل المخاض الذي عاشه الفرد خلال مرحلة قاسية من تناقض السلطة والواقع الحقيقي .
7 ..ج. أرى في المستقبل أن الشعب العراقي له مخرج مشرق وبدليل أن الشعب العراقي لديه ثوابت وقيم ومن هذه الثوابت هو حبه لوطنه ولأرضه ومن القيم المثلى للشعب العراقي أنه يرفض الظلم وعلى مر التاريخ نجد أن الشعب العراقي لا يرضى بالظلم ابدأ ولو نظرنا إلى الأحداث الإقليمية والدولية نجد أن هناك املأ مشرقاً قد يكون من نصيب العراق .
السؤال الثامن : باعتبارك ناشط مدني وسياسي فعال ؟ كيف تصف الاحتجاجات العراقية في ظل الحاجة الشعبية للخدمات ورفض السلطة للتغير بشكل ناعم وسلسل وهناك تغول سلطوي وتحاصص حزبي لتقاسم السلطة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق.
8 ..ج. إن الاحتجاجات التي حصلت في العراق بعد 2003 والى الان هي أغلبها مطالبة بالحقوق والحريات وهي تطالب بالعيش الكريم لأنها حقوق ومن واجب السلطة إعطاء الحقوق للشعب وفي المقابل نجد أن السلطة قد تناست الشعب العراقي تركت تقديم الخدمات للمواطنين وتوجهت إلى التقاسم الحزبي والسياسي لإدارة البلاد وهذا الشيء جعل المواطن يرى أن الذي يدير البلاد ليس كفئ للإدارة وهمه الوحيد هو تقاسم المنافع بين الأطراف السياسية التي تشترك معه .
السؤال التاسع : المجتمع العراقي يمر بتغيرات سيكولوجية ونفسية كبيرة، والجيل الجديد يختلف عن الاجيال السابقة هو جيل الانترنيت والحداثة والمفاهيم الكاملة ويختلف عن جيل الرواية المسموعة ؟ هل تعتقد أن الجيل الجديد سوف يتمرد على واقعه ام يبقى اسير الماضي .
9 .. ج. اليوم أصبح العالم قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا الحديثة والتطور التكنولوجي الحديث جعل الكل يرى ويشاهد التقدم والازدهار الاقتصادي والعمراني في العالم وبصراحة أن الجيل الجديد و الناشئ يرى و يشاهد هذا التقدم والازدهار في البلدان. وهو يتمنى أن يرى بلده العراق مثل البلدان المتقدمة والمزدهرة وهذا الشيء قد يدفع الشباب إلى التمرد والخروج على واقعه المزري الذي يراه غير مناسب له وليس من استحقاقه أن يعيش في مثل هذا الواقع .
السؤال العاشر : كيف تصف تجربتك أو رؤيتك عن الواقع العراقي ونحن نعلم أن كثير من الدول التي خاضعت حروب قد لعب علماء النفس دور جبار في تقديم تجارب تخدم المجتمعات . هل هناك حلول يمكن ان يقدمها علم النفس بتجربة وطنية يمكن ان تلعب دور في بناء مجتمع واعي للمفاهيم وتفكك الكثير من واقعنا .
10.. ج. بصراحة نحن في العراق بحاجة ماسة جدا إلى إنشاء المراكز النفسية والاجتماعية لعلاج الضغوط النفسية التي وقعت على شعبنا العراقي الأبي ومع العلم لدينا الكثير من أصحاب الاختصاص في مجال علم النفس ولكن للأسف الشديد مهمشين و مبعدين عن مجالهم مع العلم أن الحروب والماسي التي وقعت على العراق تحتاج إلى عشرات مراكز التأهيل النفسي وما موجود حالياً هي مبادرات شخصية من أصحاب الاختصاص الذين يحملون الغيرة الوطنية على بلدهم وشعبهم وهذه المبادرات فعلاً هي مشكورة على جهودها ولكن للأسف لا تستطيع أن تغطي الحاجة الكاملة للشعب العراقي الكريم. .
في نهاية اللقاء نشكر د. كاظم يوسف على وقته وجهده في تفكيك بعض ما يؤرق مجتمعنا العراقي من هواجس النفس البشرية التي هي محل اختلاف بين الاجناس .
#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟