أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - عزف لاسنطور














المزيد.....


عزف لاسنطور


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


عزف بلا سنطور
المآذن والكناءس تستصرخ العباد المدوية المتعالية. عبد غادروا لمكان قصي ينجيهم من صوت المآذن وقرع الأجراس لم يبق غير أصوات الكسبة وباعة الخردة والمديرين قوت يومهم بمرادة رجال هربوا كانوا يعبدون وهاجروا بعد المد وغضب الرب ومباركتك للطوفان عباد كانوا في لهو هم في مسرفون غاروا في دهاليز تستر الرءوس في ارض ومكان قصي عن معابدهم
في المدينة التي تنام على لحن المآذن وتستيقظ على صرخات الكسبة وأصحاب السراويل الممزقة والباعة أهل الدنانير العتيقة.
كانت هناك مزامير وحدهتا تعزَف في الخفاء، ألموسيقى تتسلل بلا حرج بين أبواب المنازل والشبابيك تحت مسمع الجميع حيث يخاف الناس معرفة مصدها هل هي من دور المتعة واللهو وليست موسيقى جنائزية مخبءة خلف جدران وابواب الكنايس المغلقة او مآذن العباد الهاربين. لم يكترث احد والبحث والتحري عن مصدرها.
لم يكن مصرها من آلة موسيقية عدا مزمار متخفي ولم تكن تُعزَف في ساحات مفتوحة. بل كانت تُسمع في الأضرحة ودور العبادة والأزقة الضيقة، بين صفحات الكتب الممزقة القديمة، في أروقة المساجد المهجورة، وفي منعطفات الأسواق وزواياه حيث تسطف صور الأشجار والظلال بعيدة عن الأنظار خشية أن يراها منافق نحس.
– صوتٌ يتيم بلا هوية
بدأ منه كل شيء ذات ليلة، حين سمع جابر المطبعجي اللحن الاول تتسلل إلى. الداخل يدور حول الحاسبات ومواد الطباعة والورق المصنف من دكانه. كان جالسًا بين رفوف العيي وأدوات الطباعة التي تأكل بمرور الأيام وفي خفلة ونسيان من الزمن، حين وصل الصدى والصوت ولامس أذنيه لحنٌ غمضو. ، رتيب، يحمل في جوارحه وطياته رموز والغاز مخبءة في جرة مهملة ،شيئًا يشبه صوت خفيف وشفاف يشبه الأيام الخالدات. والمخبئة في مكان منسي من التاريخ وفي طي الكتمان.
خرج يستطلع المكان جال بنظر نحو اليمين وصوب كان الطريق ساكن فارغ لم يرى او يجد ما يريد ويتحسس وجوده..
مرة أخرى في نفس المكان وذات التوقيت والزمن عاداللحن والصوت الموسيقي الصامت هذه المرة كان أقرب مى
ساور جابرالشك واخذته الوساوس بالمتابعة والتحري ويتتبع الألحان لأكثر من مرةومحاولات لأسابيع. يسمعها في كل مكان وفي أوقات و أماكن متعددة ومختلفة كل مرة، كأنها تتنقل بين الثقوب كالنمل وبين السقوف وأرضيات المباني بطلاقة ودون حذر الاكتراث وبين الجدران بحرية تامة . تتخفى بين الأحرف والكلمات وفي طيات الكتب وفي لب وجوهر الحكايات، تظهر كلما تريد وتختفي حسب رغباتها .
سوءال مشروع يردده
“من يعزفمن صاحب هذا اللحن والأنغام ؟” سأل الحمالين سال باعة الخردة والبقالين في السوق، كل منهم كل منساب يهزّ رأسه قائلاً:
“إنها صوت والحان قدمة عفى علها الزمن مندثرة ومخبأة في الذاكرة. الغريب ججمميعهم لا يعرفون من هو العاف من يكون .”
سأل المآذن وامام الجامع شيخ الجامع العابد المتقي ، فرد لم بابتسامة لا يملك غيرها غامضة غريبةلم اكن هنا كنت هارب .
“الأصوات حرة في معناها ليست بحاجة إلى دليل. لا تحتاج إلى أيادي بل إلى عقل بكماله يحل اللغاز ويعرف المعاني .”
البداية وبدء الحكايات في مدى العمر واختلاف الأيام. ولب الحكاية ذات الجذور والأبعاد المتأصلة .
في الليلة التي قرر فيها جابر المطبعجي تتبع والبحث عن الموسيقى واللحن بالصوت إلى الأخير حتى نهايته، وجد نفسه واقفا مستمرا في اثر وآثار دار للكتب متروكة مهملة، قد ألكلتها النيران وبقت اثرمنسي احرقت في زمن غير معلوم.كان المكان غرق بالظلام صامتًا، لكنه ادرك بحسه واحاسيسه معى السكينة والصمت وعرف بان الصمت ذاته خالف و يختض بنغمة مسببة حق التعبير خافتة، نغمة يعرفها وحده لا غير.
في إعفاءاته الليلة أغلق عينيه سارح مع همومه وتوتر الكلام والتفكير سمع اللحن مجدد لكنه غير مقفل بل مفتوح فارش يديه كانّه راهب يتعبد…
كان صوته هو، كان الحنّ و المزمور في دواخله يسكنه منذ الأول.
الواقع
لا يوجد على الإطلاق معزوفة ولا عازف، ولم تكن هناك الاة لحن وغناء ولامزامير…
كان اللحن كان قديم قدم المدينة منقوش على الجدران والأبواب في ذاكرة الأزقة الأبواب والشرفات والشوارع ، ياجدد من تلقاء نفسة حر ، الزمن ذاته كان لحن وعازف ، يعزف الحكايات .



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة
- نهارات ليلية
- للبندقية يد فيها قبضة وزناد وفوهة عمياء
- أبجدية الحروف
- **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة
- *لي روحٌ ملَّت من الجسد**
- **ذكريات في المنفى**
- /نمشيد قدسية
- قهوة بطعم الحنظل
- يسطات واكشاك بصرة
- عيد المسنين
- تراتيل أنسية
- بساتين
- لحن الفصول
- خطوات خطوات
- صور
- هيفاء


المزيد.....




- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...
- من هو ضحية رامز في 13 رمضان؟ .. لاعب كرة قدم أو فنان مشهور “ ...
- فنانون يبحثون عن الهوية بين أرشيف التاريخ وصدى الذاكرة
- أمير كوستوريتسا: الأداء الأفضل في فيلم -أنورا- كان للممثل ال ...
- جماعة تحت السور التونسية.. أدباء ساخرون من المجتمع والاستعما ...
- وفاة المؤلفة الموسيقية الروسية البارزة صوفيا غوبايدولينا


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - عزف لاسنطور