أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - أنهى الحرب الباردة وحطم الإتحاد السوفياتي – كيف دخل ميخائيل غورباتشوف التاريخ















المزيد.....


أنهى الحرب الباردة وحطم الإتحاد السوفياتي – كيف دخل ميخائيل غورباتشوف التاريخ


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

أوليغ بوتشاروف
كاتب صحفي، مدون وناشر
وكالة أنباء "ريا نوفوستي"

31 أغسطس 2022

*سباق الجنازات*

هذا هو الاسم الذي أطلق على السلسلة اللامتناهية من وفيات زعماء الحزب الشيوعي السوفياتي. مات قادة الحزب المسنون بشكل متكرر لدرجة أنه في مرحلة ما شعر مواطنو الإتحاد بالخجل والضحك في نفس الوقت. حتى أكثر الرفاق خوفًا بدأوا في سرد النكات عن "سباقات الجنازات" وانتظار ظهور قائد شاب في الكرملين. في 11 مارس 1985، تولى ميخائيل غورباتشوف منصب الأمين العام، وكان عمره 54 عامًا فقط، وفي ذلك اليوم أدرك الكثيرون: شيء ما سيتغير.

*الحملة ضد الكحول*

روسيا الآن بلد يشرب بكثرة، لكن لا يمكن مقارنتها بما كان يحدث في العهد السوفياتي. كان الطلاب يشربون، والمحاربون القدامى يشربون، والنواب يشربون، والممثلون يشربون، ولم يكونوا يشربون فقط خارج الشاشة. الآن أصبح من المخيف أحيانًا مشاهدة الأفلام السوفياتية القديمة، حيث كان حتى المعلمون يشربون خلال اجتماعات المدرسة.

كانت مستويات الإدمان على الكحول كارثية، وقد بدأ أندروبوف في محاربتها. أعلن غورباتشوف عن بدء حملة جديدة وحاسمة ضد الكحول بعد شهرين من توليه السلطة.

كانت الفكرة ممتازة، ودعمها الكثيرون بصدق، خاصة زوجات وأمهات المدمنين على الكحول، ومديرو المصانع، ونشطاء الكولخوزات. لكن التنفيذ كان فاشلًا. بدأت المظاهر الزائفة، والحملات الشكلية، وقطع كروم العنب، وتصنيع المشروبات الكحولية المنزلية بشكل واسع. تم توجيه ضربة هائلة للاقتصاد، ولعن غورباتشوف كل من يستطيع اللعن.

ومع ذلك، وبخلاف الاعتقاد الشائع، حملت الحملة ضد الكحول بعض الإيجابيات. زادت قليلاً متوسط العمر المتوقع للرجال، وتغير الاتجاه الأخلاقي لدى السكان بشكل عام.
(استهلاك الكحول: حسب آخر احصائية لمنظمة الصحة العالمية 2024 : أكثر عشر دول في العالم استهلاكاً للكحول هي – رومانيا، جورجيا، التشيك، لاتفيا، أوغندا، ألمانيا، النمسا، جزر السيشل، بلغاريا وليتوانيا.
أما روسيا فهي تحتل المركز 29، بينما بريطانيا 22 وأمريكا 37 – ZZ).

*التسريع، البيريسترويكا*

تولى غورباتشوف الاقتصاد والإنتاج السوفياتي في حالة من الركود العميق وحتى التدهور. لم يفهم جميع المواطنين السوفيات هذه الحقيقة، لكن في موسكو كان الناس يتحدثون علانية: يجب فعل شيء، وإلا لن يتحمل الناس "برنامج تقنين المواد الغذائية" التالي.

في البداية، أعلن غورباتشوف عن تسريع وتكثيف الإنتاج السوفياتي. حدث ذلك بسرعة، لأن برنامج التسريع كان قد تم تطويره قبل وصوله إلى السلطة. لكن سرعان ما أصبح واضحًا: لا يوجد شيء لتسريعه، ولا مكان لتسريعه، بل هناك حاجة لإجراءات أكثر جذرية. تم التخلي عن سياسة التسريع بسبب الفشل الواضح.

تم تحويل التركيز إلى البيريسترويكا. شعر المواطنون السوفيات القدامى على الفور بأن هناك شيئًا يشبه "السياسة الاقتصادية الجديدة" (NEP). بدأت الأحاديث في التلفزيون والصحف عن الاقتصاد الذاتي، والتعاونيات، وديمقراطية الاقتصاد، والتفكير الجديد. شعر الكثيرون بالخوف، لكن الشباب اشتعلوا بحماس لم يسبق له مثيل.

*الغلاسنوست أي الشفافية*

كان ميخائيل غورباتشوف أول أمين عام سوفياتي يخرج إلى الشعب، ويتحدث بلغة الناس العاديين، ويعمل بنشاط على إنشاء تغذية راجعة feedback. في عام 1986، أصبح الانفتاح أولوية جديدة للدولة ، وظهر شعار "المزيد من الغلاسنوست! المزيد من الديمقراطية!".

كان التأثير مذهلاً. كل يوم كان المواطنون يستيقظون في بلد جديد. كانت البرامج التلفزيونية الجديدة، والصحف، والمقالات تنهمر عليهم. تم عرض الأفلام الممنوعة منذ فترة طويلة، وتم نشر كتب الكتاب والشعراء المنبوذين.

كان صعود الروك الروسي نتيجة للغلاسنوست الغورباتشوفية. توقف أيضًا حظر موسيقى الروك الأجنبية. بدأ اوائل الفنانين الغربيين في القدوم إلينا. وفي عام 1986 حدث شيء لا يصدق: شركة التسجيلات "ميلوديا" أصدرت ألبومين لفرقة "البيتلز".

*نهاية الحرب الباردة (والحارة)*

في فبراير 1986، أعلن ميخائيل غورباتشوف عن خطة لسحب القوات السوفياتية من أفغانستان. الآن يعتبر البعض ذلك هزيمة، لكن في ذلك الوقت كان ذلك بمثابة معجزة للمواطنين السوفيات، وأدى إلى شعور عام بالراحة. لأن عبء الحرب كان يتحمله الشعب بأكمله، ولم يفهم أحد لماذا يتم إرسال الأبناء والإخوة إلى أفغانستان للموت.

كان انتهاء الغزو الأفغاني أول إشارة للعالم بأن الإتحاد السوفياتي جاد في سياسة تخفيف التوتر الدولي. بدأ غورباتشوف الحديث عن سياسة التقارب، وخفض الأسلحة النووية، واستقبال الضيوف الأجانب، وكثف زياراته الخارجية. حتى أنه زار الفاتيكان.

الجميع يعرف كيف انتهت السياسة الدولية لغورباتشوف: كان سقوط جدار برلين في 9 نوفمبر 1989 رمزًا لها.

*تفكك الاتحاد السوفيتي*

أكبر خطيئة ألصقتها الشائعات الشعبية بميخائيل غورباتشوف هي تفكك الإتحاد السوفياتي وتشكيل 15 دولة مستقلة مكان الجمهوريات السوفياتية السابقة.

هل هو مذنب في ذلك أم لا؟ هذا سؤال ليس للنقاش بل للجدل الديني. نصف البلاد يعتقد أن غورباتشوف دمر الدولة الاتحادية العظيمة. والنصف الآخر يعتقد أن غورباتشوف فقط سرّع وأكد الحتمية، وأن الإتحاد السوفياتي كان محكومًا عليه بالفشل في أي حال.

لن نحاول إقناعك بأي من وجهات النظر هذه. لكننا نلاحظ شيئًا مهمًا: في السنوات الأخيرة من حكم ليونيد بريجنيف، كان الإتحاد السوفياتي يمثل صورة محزنة. دولة تزداد فقرًا بسرعة، مع صناعة بالية وشعب منهك.

من المؤكد أنه كان يمكن الحفاظ على الإتحاد السوفياتي، وتحويله إلى شيء يشبه الصين الحديثة. لكن في ذلك الوقت لم يكن هناك مثال ناجح أمام الأعين، كل شيء كان يتم لأول مرة، بشكل عشوائي وفي ظل فوضى داخلية وخارجية هائلة. اختار غورباتشوف ومحيطه طريقهم الخاص، وكانت الخيارات محدودة، معظمها سيء للغاية.

في النهاية، الشخص الوحيد الذي لا يخطئ هو الذي لا يفعل شيئًا. وغورباتشوف بالتأكيد لم يكن من الكسالى، ونحن ممتنون له على ذلك.!



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 522 - حول أحداث الساحل السوري – ملف خاص – 1
- «ماذا فعلت يا كوستيا؟»: كيف قاد تشيرنينكو غورباتشوف إلى السل ...
- طوفان الأقصى 521 – ماذا يحدث للشرق الأوسط إذا توقفت روسيا وا ...
- انتصار الغرب - قبل 35 عامًا، غسل غورباتشوف يديه ب -التخلي- ع ...
- طوفان الأقصى 520 - الأويغور في سوريا -الجديدة- – كعامل لإعاد ...
- بيريسترويكا عكسية
- طوفان الأقصى 519 - رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة
- فشل غورباتشوف - مراجعة بعد عقود
- طوفان الأقصى 518 - خطة جامعة الدول العربية لإعادة إعمار قطاع ...
- البيريسترويكا؟ مرة أخرى؟
- طوفان الأقصى517 - الواقع الجديد لحزب الله - هل هو في طور الا ...
- طوفان الأقصى517 – الواقع الجديد لحزب الله – هل هو في طور الا ...
- أميركا – حصن ترامب الفاشي
- طوفان الأقصى 516 - سوريا - القوة هي الضامن الأكثر موثوقية لل ...
- روسيا يجب أن تأخذ 6 مدن. وإلا فإنها ستتعرض للهزيمة: دوغين عن ...
- طوفان الأقصى 515 – ترامب بين إنفصام الشخصية وازدواجية المعاي ...
- ألكسندر دوغين - نقطة اللاعودة. بوتين كان على حق في كل شيء
- طوفان الأقصى 514 - الشرق الأوسط والأضرار الجانبية
- ألكسندر دوغين - عشية عالم جديد (برنامج اسكالاتسيا الإذاعي)
- طوفان الأقصى - 513 - انقسام الشرق الأوسط


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات سيسل ...
- سوريا.. حقيقة فيديو منسوب لتهديد أحد مقاتلي الإدارة الجديدة ...
- فرنسا تمنع فيلما وثائقيا حول جرائمها الكيميائية في الجزائر
- من هم العلويّون في سوريا؟
- فارّون علويون إلى لبنان يتحدثون عن -مخاوفهم من النظام الحالي ...
- عراقجي: رسالة ترامب إلى إيران جاهزة لكنها لم تُسلَّم بعد
- موسكو تدرس ردها على هدنة الـ30 يومًا بعد محادثات جدة وروبيو ...
- سلسلة زلازل حول بركان في واشنطن تثير مخاوف من ثوران وشيك
- كيف يؤثر الدخل المرتفع على مستويات التوتر والرضا عن الحياة؟ ...
- روسيا.. انفجار للغاز المنزلي يخلف إصابات في مدينة توبولسك (ف ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - أنهى الحرب الباردة وحطم الإتحاد السوفياتي – كيف دخل ميخائيل غورباتشوف التاريخ