أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!














المزيد.....


ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


صحيح أنك ستخرج سعيدا بعد مشاهدة فيلم “أنورا”، لكن ليس هناك ما هو خارق كي تغدق عليه الأكاديمية السينمائية بخمس جوائز أوسكار، إلا إذا كانت هناك اعتبارات غير سينمائية في هذا التوقيت السياسي، عندما تقدم هوليوود الشخصية الروسية مجرد ثري مدمن وغبي ومتهور ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته، يستهين بالقضاء ويفرط بالأموال على الجنس كما كانت هوليوود تقدم من قبل الشخصية العربية بثرائها الفاحش!
حصل الفيلم على أوسكار أفضل فيلم، ونالت بطلته ميكي ماديسون جائزة أفضل ممثل وحصد المخرج شون بيكر على جوائز أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي وأفضل مونتاج. كل ذلك على فيلم لم يكلف إنتاجه أكثر من ستة ملايين دولار، الأمر الذي يكشف عن المفاجأة!
هذا الفيلم الذي شاهدته قبل أن تغدق عليه الجوائز وبعد أن احتفت به القراءات النقدية وهو يسبح بمياه الأوسكار الذهبية، هو حكاية فاحشة، تدور أحداثها حول راقصات التعري والأثرياء والوحوش من الطبقة الأوليغارشية الروسية عندما يمارس أولادهم الاستهتار ويستحوذون على كل شيء أمامهم.
الفيلم الذي كتبه وأخرجه بيكر، قصة عن الثروة والسلطة، وما يمكن للحب أن يتغلب ولا يتغلب عليه. كذلك نشعر وكأننا أمام فيلم وثائقي عندما تتحرك الكاميرا بشكل تلقائي في الأماكن والطرقات من دون أن تصنع زاويتها المدهشة للعين، فهي تنقاد لاستمرارية الحدث أكثر من أي مسحة سينمائية أخرى.
ميكي فتاة ذات ملامح معبرة، لكنها دمية جنسية، ويمكنها أن تلعب دور الفتاة الوقحة والساذجة في الوقت نفسه. هذا الدور يتطلب منها أن تتصرف بجرأة، مع عناصر من الكوميديا الصامتة والرومانسية والمأساة، إلى جانب الرقص بملابس ضيقة أو عارية وتوجيه بعض اللكمات القوية.
زبونها الجديد هو الفتى إيفان الطائش (مارك إيدلشتاين)، كل الذي يعرفه في الحياة هو أن يوزع الأموال على الرغبات وتعاطي المخدرات وعدم الشعور بأي مسؤولية لمجرد أن أباه من أثرياء روسيا، ولا تهتم بالسؤال عن مصدر ثروته، تماما مثلما كانت تقدم هوليوود الأثرياء العرب بأنهم يجلبون الأموال أشبه بأكياس رمل لإنفاقها في المقامرة والجنس!
لا يضم فيلم “أنورا” أي نجوم، ويتحدث ممثلوه اللغة الروسية في المقام الأول، ويصور أربع شخصيات مرتبكة تتجول بلا هدف بحثا عن إيفان الطائش.
“أنورا” التي يحملها الفيلم اسمها تقبل بعرض إيفان 15 ألف دولار مقابل أن تكون صديقته لمدة أسبوع. وبعد أيام من الاحتفالات والعبث يتزوج الاثنان في اندفاع محموم بكنيسة في لاس فيغاس.
وبالطبع لم يكن والدا إيفان المتهور على استعداد لقبول زواجه من دمية جنس أميركية كي لا يعود إلى روسيا، لذا أرسل والداه العديد من الأتباع لمراقبته ومنعه من الاستمرار في هذا الزواج، من بينهم قس كنيسة أشبه بتاجر مخدرات خارج على القانون ومتغطرس في تعامله مع الناس إلى درجة يدوس على تقاليد الصلاة ويترك رواد الكنيسة لمتابعة إيفان الطائش، وهنا لا يمكن تفسير دلالة ذلك بغير نظر هوليوود المتعمد إلى الشخصية الروسية!
أحد العناصر البصرية الأكثر قتامة وحزنا في فيلم “أنورا” يركز على العمال الروس الذين يتبعون إيفان دوما أثناء حفلاته في نيويورك ولاس فيغاس، ويسيرون خلفه مثل أولئك الذين يمشون خلف فيل في سيرك أو متحف خزف. ويحاول بوابو الفنادق في لاس فيغاس وصالات القمار يائسين التقاط حقائبه بعد أن يسقطها بلا تفكير ويركض عبر الكازينو.
هكذا يظهر لنا الفيلم بشكل في غاية البساطة السينمائية كيف يتجول قِلة من أصحاب الامتيازات في العالم بينما يحاول الآخرون يائسين تلبية احتياجاتهم، إنه فيلم يدرك الطبيعة المتنامية لعدم المساواة التي تسلب حياة الناس.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!


المزيد.....




- فيلم وثائقي روسي هندي مشترك عن نيقولاي ريريخ
- السواحرة بلدة مقدسية أنجبت المقاومين والأدباء
- حسام حبيب يكشف تفاصيل صادمة عن حلاقة شيرين عبد الوهاب شعرها ...
- مأساة فيلم -Rust- في فيلم وثائقي جديد
- مجلة (هوية).. ملف خاص عن الشاعر خالد الأمين
- منشور تركي آل الشيخ يشعل أزمة بين صلاح الجهيني و-سعفان-.. ما ...
- إميل حكيم لـCNN عن توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقسد: اعت ...
- من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل -شارع الأعشى- ماضي الر ...
- مخرج -تيتانيك- جيمس كاميرون يستعد لعرض -أفاتار: النار والرما ...
- غيث حمور: أدب المنفى السوري وجد طريقه أخيرا للوطن


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!