أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي















المزيد.....


حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقائق مباشرة يجب حفظها في الذاكرة واستعادتها في كل مناسبة عن الصراع العربي الإسرائيلي:
أولا: ترفض إسرائيل ترسيم حدودا نهائية لها. هي الدولة الوحيدة التي لا حدود لها، ومعترف بها وموثقة لدى الأمم المتحدة.
ثانيا: رفضت كل مبادرات السلام العربية بدون استثناء، وبدون تبرير منذ ١٩٨١ حتى ٢٠٠٢م. فقد ثبت أن إسرائيل لا تريد السلام مع الفلسطينيين والعرب، بل تريد الاستسلام لمشروعها الاستيطاني- الاستعماري. منذ قيام إسرائيل في عام 1948م، طُرحت العشرات من مبادرات (السلام) لحل هذه المعضلة، وإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، التي نجمت عن قيام إسرائيل، واندلاع الصراع الفلسطيني- الصهيوني، والصراع العربي- الإسرائيلي. وقد عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الالتفاف على كل هذه المبادرات، والسعي لتمييعها.. والمضي قدماً في خططها الرامية للاستيلاء على كامل فلسطين، عبر الاستيطان وغيره، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه في وطنه. وهناك مبادرات تظاهرت إسرائيل بقبولها.. ثم اتبعت أسلوب المماطلة الصهيونية المعروف، لكسب الوقت، ومن ثم وأد تلك المبادرات.
ثالثا: لم تتقدم إسرائيل بمبادرة سلام واحدة منذ تأسيسها عام ١٩٤٨م حتى هذه اللحظة. ترفض مبادرات السلام العربية ولا تتقدم بمبادرة بديلا لما ترفضه. وتكاملا مع ذلك ترفض إسرائيل حل الدولتين. ولكن، ماذا تريد إسرائيل؟! ترفض إسرائيل، وبخاصة اليمين الإسرائيلي، بشدة، مبادرة السلام العربية، وكذلك (حل الدولتين) الأممية. فهي ترفض بقوة إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل. وتعلن مراراً وتكراراً، وبوقاحة منقطعة النظير، رفضها للمبادرتين؛ لأن كل منهما تستوجب قيام دولة فلسطينية مستقلة. ورغم بقاء هاتين المبادرتين، ونجاتهما من الخبث الصهيوني، إلا أن كلاً منهما تتعرض، من حين لآخر، لضغوطات، ومحاولات محمومة لتغيير جوهر كل منهما. ومع ذلك، تبقى المبادرتان، المتشابهتان لأكبر حدٍّ، مطروحتين في الساحتين الإقليمية والعالمية... كحلٍّ شبه عادل لهذه المأساة، الناجمة عن عدوان صهيوني شرس، وغير مسبوق.
رابعا: إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا منذ خمسينات القرن الماضي. وهي الدولة الوحيدة التي تحظى بدعم غربي لا حدود له. مع كل ذلك ترفض مبادرات العرب السلمية. ولا تتقدم بمبادرة سلام تمثل موقفها ومصالحها. بعبارة أخرى، ترفض إسرائيل خيار السلام مع العالم العربي بشكل معلن ومباشر وبدون مواربة. في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية التابعة للمستوطنين ولليمين المتطرف، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين: "إذا كان توسيع اتفاقيات السلام مشروطا بإقامة دولة فلسطينية، وإذا كان هو الخيار المطروح، نحن نتنازل عن توسيع اتفاقيات السلام". إسرائيل الدولة الوحيدة التي سمح لها بامتلاك سلاح نووي منذ بداية خمسينات القرن الماضي. بعبارة أخرى علاوة على تفوقها العسكري إقليميا، والمظلة الأمنية الغربية التي تتمتع بها، إسرائيل الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك السلاح النووي منذ أكثر من نصف قرن الآن.
من الواضح أن الإستراتيجية الإسرائيلية لا تضع فكرة السلام مع العرب ضمن أهدافها المباشرة. وإلا لماذا رفضت إسرائيل جميع مبادرات السلام العربية منذ ١٩٨١؟ ولم تتقدم بمبادرة سلام واحدة منذ فرض تأسيسها في ١٩٤٨؟ ولماذا ترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين وقد اعترفوا بحقها في أوسلو في ١٩٩٣؟
مواقف إسرائيل الرافضة للسلام مع الدول العربية يشير إلى أن دولة الاحتلال لن يتوقف احتلالها في فلسطين. رفض مبادرات السلام الصادرة عن القمم العربية، وتمثل مواقف وأهداف عشرون دولة عربية، وامتناعها عن تقديم مبادرة سلام يؤكد ذلك. كما يؤكد أن إسرائيل لا تأخذ على محمل الجد مستوى الردع العربي لهدفها التوسعي. ساد توجه عام داخل أوساط مختلفة من المجتمع الإسرائيلي، وتعالت أصوات بعض السياسيين ورؤساء البلديات المحلية في مستوطنات الشمال، مُطالبين بغزو الجنوب اللبناني واحتلاله، انتقاما مفاده خسارة الأرض ثمنا للمقاومة.
وفقا للدكتور جيمس دورسي، الزميل بكلية راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة، فإن هذا المنطق الانتقامي أصبح أكثر شيوعا في المجتمع الإسرائيلي، ويحمل في طياته دلالات خطِرة، لا سيما في ظل الدعوات المتصاعدة لاستيطان غزة والاستيلاء على مزيد من الأراضي السورية المحاذية للجولان المحتل، وتسريع عملية الاستيطان التي تجري على قدم وساق في الضفة الغربية تمهيدا لضمها كاملا.
قد تظن أن هذه المزاعم الرامية إلى توسيع حدود الدولة الصهيونية على حساب الأراضي العربية المجاورة وليدة الأحداث الجارية، لكنها في الحقيقة قديمة قِدَم المشروع الصهيوني ذاته، وقد أقرتها وثائق هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال منذ فترة مبكرة من عمر الدولة الصهيونية، مشيرة إلى أن "حرب 1948 لم تنتهِ، وأنَّها لم تكن سوى جولة واحدة من سلسلة جولاتٍ من الحروب التي على إسرائيل الاستعداد لها بغية استكمال تحرير البلاد وتوسيع حدودها في جميع الاتجاهات".
ولتحقيق هذا الهدف وضعت إسرائيل العديد من المخططات، لعل واحدا من أبرزها هو ما يعرف بـ "مخطط نفو"، هو بحث شامل أجراه جيش الاحتلال عام 1953 بغية "التأسيس لفكر عسكري إسرائيلي تجري وفقه إعادة تشكيل حدود إسرائيل في جميع الاتجاهات".
في الجنوب مثلا، دعا المخطط احتلال شبه جزيرة سيناء، كما دعا للسيطرة على الضفة الغربية وشرق الأردن وجعل حدود إسرائيل الشرقية تصل إلى الصحراء السورية، وكذلك احتلال جانبَي خليج العقبة. وفي الشمال، نص المخطط على الاحتلال إسرائيل لمناطق حوران والجولان وقمة جبل الشيخ وجنوب لبنان حتى مصبّ نهر الليطاني. وبالنظر إلى أن المناطق التي طالب مخطط "نفو" إسرائيل باحتلالها مأهولة بالعرب، فقد أشارت الخطة إلى ضرورة طرد أغلبية السكان من هذه المناطق للحفاظ على "الطابع اليهودي لإسرائيل".
وهذا ما يؤكد ويبرر أن إسرائيل لا تملك حق الدفاع عن النفس. وفضلا عن أنها دولة محتلة إلا أنها فوق ذلك ترفض ورفضت كل مبادرات السلام العربية. ماذا يعني ذلك؟ أن مشروعها للتوسع لا يزال قائما ولا تريد تقييد نفسها باتفاقيات سلام تمنع أو تعرقل تحقيق هذا الهدف.
يقول قادة الغرب والإعلام الغربي أن إسرائيل تريد السلام في الشرق الأوسط. حسناً. لماذا إذن لم تتقدم هذه الدولة المحتلة بمبادرة سلام واحدة طوال ٧٦ سنة، منذ فرض تأسيسها سنة ١٩٤٨ وحتى هذه اللحظة؟! في المقابل رفضت تل أبيب كل مبادرات السلام العربية منذ ١٩٨١ حتى الآن!! لماذا؟ الذي يريد السلام يتقدم بما يساهم في تحقيق هذا السلام. لا يكتفي برفض مبادرات السلام من قبل الآخرين. وفوق ذلك لا يرى ضرورة بالتقدم بمبادرة سلام من عنده تعكس موقفه الحقيقي من هذا السلام. المدهش أن منظمة التحرير الفلسطينية عندما اتخذت قرارها في اتفاق أوسلو بالاعتراف بالدولة اليهودية لم تشترط وقف الاستيطان. هذا مع أن الهدف الإستراتيجي الأول لهذه المنظمة حماية الأرض الفلسطينية من السرقة والتوسع الإسرائيلي عليها. والاستيطان هو الأداة الأولى لسرقة أرض الفلسطينيين وتوسع إسرائيل الجغرافي على حسابهم!!
يعرف المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل رفضت كل مبادرات السلام العربية منذ ١٩٨١. ولم تتقدم الدولة العبرية بمبادرة سلام واحدة منذ فرض الغرب تأسيسها سنة ١٩٤٨، أي منذ ٧٧ سنة. إلى جانب ذلك ترفض إسرائيل حل الدولتين. وترفض ترسيم حدوداً نهائية لها منذ تأسست حتى هذه اللحظة. مع كل ذلك يلتزم الأميركيون الصمت حيال هذا المواقف والسياسات الإسرائيلية المتطرفة. ففي الوقت الذي يطالب فيه ترامب ووزير خارجيته من أوكرانيا وقف الحرب مع روسيا لأنها حرب قتلت الآلاف. لكن ترامب ومن سبقوه في البيت الأبيض لا يرون أن حروب إسرائيل منذ ١٩٤٨ قتلت ليس الآلاف، بل أكثر من مئات الآلاف. ولا يرى الأميركيون أن هذه الحروب يجب أن تتوقف. هذا أمر يقرره الإسرائيليون. لكن أوكرانيا لا تملك هذا الحق. سيد البيت الأبيض هو من يقرر ذلك. لا يعرف الأميركيون سبيلا في الشرق الأوسط إلا للحروب الإسرائيلية وتبريرها وتمويلها بالمال والسلاح والغطاء السياسي. من الواضح أنه ليس لدى الأميركيين خيار سياسي سلمي في الشرق الأوسط. هذا متروك أميركيا للإسرائيليين يقررون بشأنه ما يرون أنه في مصلحتهم. ولا ينسى أحد في هذا المقام أن بعض الدول العربية بمن فيهم منظمة التحرير الفلسطينية، طبعت مجانا مع إسرائيل من دون مقابل سياسي. فعلت هذه الدول كل ذلك رغم رفض إسرائيل لفكرة السلام ومبادرات السلام العربية، ورفضها لحل الدولتين. بل إن هذه الدول العربية اعترفت بإسرائيل، وهي دولة لم ترسم حدودها النهائية بعد ٧٧ سنة من تأسيسها.
الواقع السياسي في المنطقة وطبيعة الدولة العبرية، وواقع النظام الدولي يفرض وقف التطبيع مع إسرائيل تماما. لم يكن له أي مردود لصالح السلام والعرب. كل تنازل عربي تقابله إسرائيل بمضاعفة مواقفها العدوانية والتوسعية. بل ينبغي التفكير في خيار سحب اعتراف بعض الدول العربية بهذه الدولة بعد مهلة محددة تعلن خلالها القبول بحل الدولتين، والتوقف عن التوسع الاستيطاني، ووقف سياساتها العدوانية تجاه الجوار.
مقابل كل تنازل عربي لإسرائيل تتضاعف عدوا نيتها ورفضها لفكرة السلام وتستمر في سياساتها التوسعية. اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية في اتفاق أوسلو بإسرائيل. على ماذا حصلت مقابل ذلك؟ لا شيء. ترفض الاعتراف بالفلسطينيين وحقهم في الدولة. ومستمرة في سرقة الأرض عبر التوسع في الاستيطان. وآخر هداياها لمنظمة التحرير مذبحة غزة التي لا تزال مستمرة. الدول العربية التي تعترف بإسرائيل، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، هي في الواقع تعترف بدولة ليس لها حدود واضحة ومعلنة. إسرائيل ترفض ترسيم حدودا نهائية لها مثل بقية الدول العادية في العالم وفقا لنظام الأمم المتحدة. مقابل ذلك ماذا حصلت هذه الدول العربية من إسرائيل؟ استمرار تصاعد عدوانية إسرائيل بشكل لافت في المنطقة. وهذا واضح في تواصل بناء المستوطنات، وتنفيذ مذبحة غزة لتهجير أهلها إلى مصر. ثم قصف سوريا بعد سقوط نظام الأسد، واحتلال الجولان. وفوق ذلك رفض فكرة الدولة الفلسطينية. لماذا الاعتراف بدولة عدوانيتها واضحة ومعلنة ضد الدول العربية. خارجة على القانون الدولي، ودولة توسعية على حساب العرب. ترفض فكرة ومشاريع السلام العربية. لا تعترف بالدول العربية. وترفض فكرة دولة فلسطينية. دولة عدوانية تقصف يمنة ويسرة بدون سبب سوى الإرهاب تمهيدا للتوسع. وترفض ترسيم حدودا نهائية لها قبل تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة على حساب العرب؟؟؟
دولة العنصرية والكراهية والاحتلال، والقتل، وتهجير الذين لا يزالون تحت الاحتلال. الدولة التي ترفض السلام علنا، قولا وفعلا أمام العالم اسمها إسرائيل. سجل هذه الحقائق في الذاكرة والمذكرة. كان اليهود يتعرضون للعنصرية والهولوكوست في أوروبا طوال العصور الوسطى حتى الحرب العالمية الثانية. بعد فرض تأسيس إسرائيل على أرض فلسطين بدأت هذه الدولة تطبق ما كان يتعرض له اليهود على الفلسطينيين. باتت نموذجا لدولة عنصرية خارجة على القانون بغطاء غربي أميركي يعطيها "شرعية دولية" مكشوفة، وأسلحة فتاكة.
ما يعرف بـ "المسألة اليهودية "التي يشار إليها أيضًا باسم «المشكلة اليهودية»، عبارة عن نقاش واسع النطاق في المجتمع الأوروبي في القرنين التاسع عشر والعشرين يتعلق بالوضع والمعالجة المناسبين لليهود في المجتمع. هي في أصلها ومنشئها مسألة ثقافية أوروبية محض. تشكلت في أوروبا العصور الوسطى. أبرز سماتها موقفها العنصري تجاه اليهود. اخترعت في العصر الحديث مصطلح معاداة السامية بموازاة تشجيع تهجير اليهود إلى الشرق الأوسط وإنشاء دولة يهودية على حساب العرب بدون تفاهم معهم. وبات كل من يدافع عن وطنه وحقوقه "معاد للسامية". والحقيقة أن العنصرية نشأت في أوروبا، وكذلك معاداة السامية نشأت هناك.
ليس من مصلحة المنطقة أن تبقى رهينة لموازين قوة تُمسك بها إسرائيل. هي دولة عدو. ليس هناك ما يجمعها بالدول العربية أو الإسلامية: لا مصالح سياسية، ولا أمنية، ولا اقتصادية. مرجعيتها ومصالحها تقع خارج المنطقة. في واشنطن، أوروبا، أو التنظيمات اليهودية المنتشرة في الغرب.
سؤال: كيف نجحت إسرائيل في إدارة صراع مع أكثر من عشر دول عربية (دع عنك العشرون دولة عربية). وفشلت الدول العربية في إدارة هذا الصراع مع دولة واحدة؟ وقد حققت إسرائيل في ذلك نجاحا باهرا. مرة أخرى سيقال إن الدعم الغربي حقق لها ذلك. وهذا مهم لكنه ليس صحيحا. والدليل أن الغرب لم يكن عدوا جذريا للعرب. كان له رأيه ومصالحه المختلفة في هذا الموضوع. وموقفه من إسرائيل لم يؤثر على علاقته مع العرب. بقيت العلاقات بين الطرفين كما هي قبل وبعد إسرائيل. لماذا لم يوظف العرب علاقاتهم مع الغرب لفرض مصالحهم وخياراتهم في هذا الموضوع؟ سؤال يضع مرة أخرى المسؤولية بشكل أساسي على الجانب العربي.
في الصراع العربي الإسرائيلي تغير الموقف العربي الرافض لوجود اسرائيل في ١٩٤٨ إلى قبول لشرعية وجودها بعد سبعينات القرن الماضي، خاصة زيارة رئيس مصر محمد أنور السادات في 19 نوفمبر – تشرين الثاني 1977، إلى القدس. لمحاولة دفع عملية السلام الإسرائيلية العربية. وتطبيع ست دول عربية بجانب منظمة التحرير (مصر – الأردن – الإمارات – البحرين – المغرب - السودان). لكن موقف إسرائيل لم يتغير قيد أنملة منذ ٤٨. اعترف بها العرب والفلسطينيون مع ذلك لا تزال ترفض الدولة الفلسطينية. وهو رفض يعني شيئا واحدا؛ أن اسرائيل لم تقبل خيار السلام حتى الآن رغم قبول العرب والفلسطينيون بكل شروط ومتطلبات السلام مع الدولة العبرية!! تقترب إسرائيل من مرحلة الهيمنة على المشهد في المنطقة. أصبحت تمارس العربدة العسكرية في فلسطين، ولبنان من دون رد عربي، وتأييد أميركي لما تراه حق إسرائيل في الدفاع عن أمنها. تصور؟ تمارس إبادة جماعية في غزة بهدف تهجير أهلها ثم السيطرة عليها. وقد وصل طموحها أن تتمسك بالسيطرة على ممر فيلاديلفيا بين غزة ومصر، أي السيطرة على جزء من حدود مصر.!! ماذا حصل لكامب دافيد؟ قبل ذلك حققت إسرائيل تطبيعا مجانيا مع خمس دول عربية ومنظمة التحرير الفلسطينية. لماذا حصل كل ذلك؟ أغلب الدول العربية تغير موقفها من مبدأ رفض إسرائيل إلى قبولها وشرعيتها من دون مقابل أو مفاوضات. تنازل مجاني!! اختلال موازين القوى في المنطقة لصالح إسرائيل بشكل حاد. انهيار جبهات عربية كبيرة مثل العراق وسوريا. نعم حصل كل ذلك بتأييد ودعم أميركي. لكن لحالة الضعف التي يمر بها العرب دور كبير في ذلك. وهو ما بات واضح للعيان ويحتاج إلى مراجعة حقيقية وجادة. هل بقي وقت لمثل ذلك؟ نعم وأكثر من ذلك.
فرض الغرب إسرائيل على المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية بالقوة العارية. لم يعمل على تبيئه هذه الدولة الجديدة مع المنطقة الجديدة عليها. بل لم يقنعها أو يفرض عليها الرضوخ لتطبيق القسم الثاني من قرار التقسيم، وهو إقامة دولة فلسطينية كما ينص على ذلك القرار الدولي. ثم تبين مع الوقت أن الغرب استمر في تسليح إسرائيل بدون شروط أو حدود لتعزيز قدراتها على رفض فكرة السلام مع كل دول المنطقة. لقد قبلت دول المنطقة بشرعية إسرائيل، بمن في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية. وطبعت مع إسرائيل ست دول عربية تطبيعا مجانيا بدون مقابل. ومع ذلك لم يتغير الموقف الإسرائيلي. تقدمت الدول العربية جميعها بثلاث مبادرات سلام، آخرها مبادرة السلام العربية في بيروت عام ٢٠٠٢. ورفضت إسرائيل جميع تلك المبادرات، ولم تقبل حتى التفاوض حولها. واللافت حقا والغريب في كل ذلك أن إسرائيل لم تتقدم بمبادرة سلام واحدة منذ ١٩٤٨ حتى اللحظة. لماذا؟ ترفض مبادرات السلام العربية، ولا تتقدم بمبادرات بديلة. هذا يعني أنها ترفض فكر السلام جملة وتفصيلا حتى هذه اللحظة. والغرب يحمي هذه السياسات التي تهدد سلام المنطقة والعالم عند كل منعطف وبدون أي مبرر. والمنعطف الذي تمر به المنطقة حاليا لا يختلف عما سبقه من حيث كل المخاطر التي ينطوي. ومن الواضح أن الولايات المتحدة ليست معنية كما يبدو بكل ذلك إلا بالدفاع عن إسرائيل!! لماذا لا يكون الدفاع عن هذه الدولة جزءً لا يتجزأ من الدفاع عن المنطقة وعن السلام فيها، والسلام في العالم. القوة العظمى لا تفكر إلا بالقوة قبل السلام. وترى أن من حق إسرائيل أن لا تشغل نفسها بالسلام، وأن تعتمد على قوتها، وعلى الأساطيل الأميركية للدفاع عنها إذا اقتضت الحاجة ذلك.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر
- عن السياسة والسياسيين
- العرب السنة وأزمة الزعامة
- الإقليم العربي السني بين الممنوع والمسموح
- فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركي في العراق
- القبلية الحكومية في العراق
- تفكك الهوية الوطنية وتعدد الولاءات في العراق بعد الغزو الأمي ...
- فشل الديمقراطية في العراق والوطن العربي
- استدعاء التاريخ ووهم البطولة
- هل أن العالم لم يعد بحاجة إلى الاشتراكية؟


المزيد.....




- ترامب يوقف خطة فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الصلب و ...
- العالم في غياب الناتو: سيناريوهات محتملة
- العراق يشكل فريقا لملاحقة مرتكبي أعمال عنف بحق عمال سوريين
- أميركا تعلق على اتفاق دمج مقاتلي قسد في مؤسسات الدولة بسوريا ...
- واشنطن توسع انتشارها العسكري عند حدود المكسيك وتدفع بـ600 جن ...
- ظهور مكة محمد صلاح في صور من كواليس -كامل العدد++-
- النواب الأمريكي يمرر مشروع قانون الإنفاق لتجنب الإغلاق الحكو ...
- الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات ...
- سوريا.. كمائن وإطلاق نار ضد القوات الإسرائيلية في حوض اليرمو ...
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد رغبة باريس في تهدئة العلاقات مع ا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي