أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشهبي أحمد - -المؤمراة من صنعنا -















المزيد.....


-المؤمراة من صنعنا -


الشهبي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


في هذا العصر الذي تتدفق فيه المعلومات بغزارة من جميع الاتجاهات الممكنة، نجد أن هناك فئة معينة من الناس ترفع صوتها عاليًا، مدعية أنها تمتلك ما يسمونه "الحقائق السرية" التي تكشف عن مؤامرات خفية تُنسج بعناية ضدنا، ويتم نسب هذه المؤامرات إلى جهة محددة وهي الغرب. هؤلاء الأشخاص، الذين يتبنون هذا النوع من الادعاءات، لا يبدون اهتمامًا حقيقيًا بالبحث عن أدلة ملموسة تدعم وجهة نظرهم، ولا يظهرون أي استعداد للاعتماد على المنطق أو التفكير النقدي في تحليل ما يعتقدونه. بدلاً من ذلك، يبدو أن همهم الأساسي ينحصر في إيجاد كبش فداء يمكنهم تحميله مسؤولية كل المشكلات والأخطاء التي نواجهها، دون الحاجة إلى النظر في الأسباب الحقيقية أو المعقدة وراء تلك المشكلات.

هؤلاء يميلون إلى تبسيط التعقيدات الهائلة التي يتسم بها العالم من حولنا، ويختصرون كل تلك التعقيدات في عبارة واحدة قاطعة ومحددة يرددونها باستمرار: "الغرب يريد أن يهدم استقرارنا ويدمرنا!"، وكأن هذه الجملة وحدها كافية لتفسير كل ما يحدث. لكن هناك حقيقة أخرى، ربما تكون أكثر قسوة وصعوبة في التقبل، وهي أننا، في كثير من الأحيان، نكون نحن أنفسنا من يساهم في هدم ذواتنا ومجتمعاتنا بأيدينا، من خلال أفعالنا واختياراتنا غير المحسوبة. ومع ذلك، بدلاً من مواجهة هذه الحقيقة الصعبة والنظر إلى أنفسنا في مرآة الواقع لنرى عيوبنا ونقائصنا، نجد أنفسنا نلهث وراء أوهام وخيالات تم إنتاجها من عقول جهلاء لا يملكون فهمًا عميقًا للأمور، وصدّقها أولئك الذين يرفضون بشدة أن يواجهوا أنفسهم أو يتحملوا مسؤولية ما يحدث.


في بلادنا، لا يبدو أن هناك أزمة واحدة – سواء كانت متعلقة بالاقتصاد، أو السياسة، أو الصحة العامة – تمر دون أن يتم استحضار عبارة "المؤامرة الغربية" كشعار بارز يتم رفعه بسرعة. هذا الشعار يُستخدم كما لو كان تعويذة سحرية يمكنها أن تقدم تفسيرًا شاملاً وتبريرًا فوريًا لكل المشكلات التي نواجهها، مهما كانت طبيعتها. فعلى سبيل المثال، عندما تنهار قيمة العملة المحلية وتفقد قدرتها الشرائية، أو عندما تتفاقم مشكلة البطالة وتصبح أكثر وضوحًا في المجتمع، أو حتى عندما تنتشر الأمراض والأوبئة بين الناس، نجد أن الحديث يتحول بشكل شبه فوري إلى فكرة وجود "أجندة خفية" تُدار من الخارج، وتحديدًا من الغرب، بهدف زعزعة استقرارنا وإضعافنا.

في هذا السياق، لا يُنظر إلى الغرب على أنه مجرد مجموعة من الدول لها سياساتها ومصالحها الخاصة، أو ثقافة لها سماتها المميزة، بل يتم تصويره على أنه كيان خارق، شبيه بالوحش الأسطوري الذي نجده في القصص القديمة. هذا الوحش، في نظر من يروجون لهذه الفكرة، يمتلك قدرات استثنائية تمكنه من التحكم في مصائر الشعوب بسهولة، وهو يمارس هذا التحكم من مكان بعيد، من خلف البحار والمحيطات. لكن وسط كل هذا الضجيج والحديث المتكرر عن هذه المؤامرة، يظل هناك سؤال جوهري ومهم يتم تجاهله باستمرار، ولا يبدو أن أحدًا مستعد لطرحه أو مناقشته بجدية: لماذا يُفترض أن يكون هذا الوحش الأسطوري، أو الغرب، مهتمًا بنا إلى هذه الدرجة المبالغ فيها؟ هل نحن فعلاً بمثابة مركز الكون الذي تدور حوله كل الخطط والاستراتيجيات العالمية؟ أم أننا، في الحقيقة، نبالغ كثيرًا في تقدير أهميتنا ودورنا على الساحة الدولية، ونفسر كل ما يحدث من حولنا بناءً على هذا الافتراض غير المدروس؟


هناك مفارقة واضحة ولافتة تتعلق بالأشخاص الذين يروجون بقوة لهذه السرديات التي تتهم الغرب بكل المشكلات التي نواجهها. هؤلاء الأفراد، الذين يجعلون من الغرب هدفًا دائمًا لانتقاداتهم، هم في الواقع أول من يستفيدون من منتجاته وخدماته في حياتهم اليومية بشكل مباشر وملحوظ. فنجد، على سبيل المثال، أنهم يطلقون هجومًا لاذعًا على ما يسمونه "التغريب"، ويحذرون من تأثيراته السلبية على هويتنا وثقافتنا، بينما هم أنفسهم يرتدون ملابس مصممة ومصنعة في دول غربية، دون أن يروا في ذلك أي تناقض. وفي الوقت نفسه، ينددون بشدة بما يصفونه بـ"الاجتياح الثقافي" الذي يفرضه الغرب، لكنهم لا يترددون في قضاء ساعات طويلة أمام شاشات هواتفهم الذكية – التي هي في الأصل منتجات تكنولوجية غربية – لمتابعة مسلسلات وأفلام أنتجتها تلك الثقافة التي يزعمون معارضتها.

أما بالنسبة للنخبة الفاسدة التي تتبنى هذا الخطاب وتستخدمه كأداة لتوجيه الاتهامات للغرب بالتدخل في شؤوننا، فإنها تظهر تناقضًا أكبر في سلوكها. هذه النخبة لا تتردد في إرسال أبنائها للدراسة في أرقى الجامعات الغربية، سعيًا وراء التعليم المتميز الذي تقدمه تلك المؤسسات، وفي الوقت ذاته، تعمد إلى إخفاء ثرواتها وأموالها في البنوك الغربية، مستفيدة من الأمان والاستقرار المالي الذي توفره تلك الأنظمة. وهنا يبرز سؤال مشروع وجدير بالتأمل: كيف يمكن أن يكون الغرب هو العدو الذي يسعى لتدميرنا، كما يدعون، بينما نحن نعتمد عليه بشكل كبير في حياتنا اليومية؟ بل إن الأمر يصل إلى حد أننا نستخدم التكنولوجيا التي طورتها تلك الدول الغربية، مثل أجهزة الاتصالات والإنترنت، لنشر خطاب الكراهية ضده والترويج لروايات تتهمه بالتآمر علينا. هل يعقل أن يكون هذا "العدو" هو نفسه الذي نستعير منه الأدوات التي نستخدمها لمهاجمته؟


من الأمور المثيرة للدهشة والاستغراب أن كل كارثة أو حدث سلبي يقع في بلادنا يتم ربطه بسرعة وبشكل تلقائي بما يُطلق عليه "المخطط الغربي"، كما لو كان هذا المخطط هو المسؤول الوحيد عن كل ما يحدث. فعلى سبيل المثال، عندما تنتشر الأوبئة والأمراض بين الناس، لا يتردد البعض في نسبها إلى مختبرات سرية يُزعم أن الغرب يديرها خفية لتطوير أسلحة بيولوجية تستهدفنا. وبالمثل، عندما تندلع احتجاجات سلمية تعبر فيها الجماهير عن مطالبها، يتم وصفها فورًا بأنها حركات مدعومة ماليًا من سفارات الدول الغربية، وكأنها جزء من خطة محكمة لزعزعة الاستقرار. بل إن الأمر يتجاوز ذلك إلى حد أكثر غرابة، حيث تُفسر حتى الكوارث الطبيعية – مثل الزلازل التي تهز الأرض أو الفيضانات التي تجتاح المناطق – على أنها عقاب إلهي يأتي نتيجة تأثير الغرب الذي يدفعنا، بحسب هذه الرواية، نحو الانحلال الأخلاقي والابتعاد عن قيمنا.

والمفارقة الساخرة في هذا كله تكمن في أن هذه الادعاءات والروايات التي تتهم الغرب وتحمله مسؤولية كل شيء، يتم نشرها وبثها باستخدام تقنيات وأدوات طورتها الحضارة الغربية نفسها. فالأقمار الصناعية التي تنقل هذه الرسائل إلى العالم، والشاشات التلفزيونية التي تعرضها للمشاهدين، هي نتاج تكنولوجيا غربية بامتياز. بمعنى آخر، نحن نعتمد على الأدوات التي صنعها الغرب لنطلق خطاباتنا ضده، ونستخدم إبداعاته التكنولوجية لنروج للكراهية تجاهه، ثم نجد أنفسنا في حالة من الاستغراب أو الإحباط عندما ندرك أننا لا ننتج شيئًا مماثلاً بأنفسنا. نحن نعيش هذا التناقض دون أن نطرح التساؤل المنطقي: كيف يمكن أن نعتمد على إنجازات من نعتبرهم أعداءنا لنعبر عن رفضنا لهم، وفي الوقت نفسه لا نملك القدرة على خلق بدائل خاصة بنا؟


لماذا نجد أنفسنا ميالين إلى تصديق هذه الأكاذيب التي تُروج باستمرار؟ السبب يكمن في أن مواجهة الحقيقة وتسليط الضوء عليها يمثل أمرًا مؤلمًا وغير مريح بالنسبة لنا. على سبيل المثال، إذا أردنا الاعتراف بأن الفساد الداخلي المتفشي في مؤسساتنا ومجتمعاتنا هو السبب الحقيقي وراء انهيار الاقتصاد وتدهور الأوضاع المالية، فإن ذلك الاعتراف سيستلزم اتخاذ خطوات جادة لمحاسبة المسؤولين الذين ساهموا في هذا الفساد، سواء كانوا في مراكز السلطة أو في دوائر اتخاذ القرار. وبالمثل، إذا أقررنا بأن سوء التعليم وتدني مستواه هو العامل الأساسي الذي يقف وراء تخلفنا وتراجعنا في مختلف المجالات، فإن هذا الإقرار سيضعنا أمام ضرورة ملحة لإصلاح النظام التعليمي من جذوره، وهي مهمة شاقة تتطلب جهدًا كبيرًا وموارد ضخمة.

علاوة على ذلك، إذا تجرأنا على الاعتراف بأننا نحن من نختار قيادات فاشلة لا تملك الكفاءة أو الرؤية اللازمة لإدارة شؤوننا، فإن هذا الاعتراف سيحملنا مسؤولية مباشرة لتغيير هذا الواقع، سواء من خلال إعادة تقييم خياراتنا أو المطالبة بمعايير أعلى لمن نضع ثقتنا فيهم. لكن بدلاً من تحمل كل هذه المسؤوليات الثقيلة والنظر إلى أنفسنا بعين النقد، نجد أن من الأسهل بكثير أن نتمسك بفكرة أن "الغرب يتآمر علينا". هذا الاعتقاد يوفر لنا مخرجًا مريحًا، إذ يجعلنا نشعر وكأننا أبطال يواجهون عدوًا خارجيًا قويًا في قصة درامية مليئة بالتحديات، بدلاً من الاعتراف بأننا قد نكون شعوبًا عاجزة عن إدارة شؤونها الداخلية بكفاءة، أو غير قادرة على مواجهة مشكلاتها الحقيقية بشجاعة ووضوح. هذا الخيار السهل يعفينا من المسؤولية، ويحولنا من فاعلين يتحكمون في مصيرهم إلى ضحايا يلقون باللوم على قوى خارجية لا نملك السيطرة عليها.

المشكلة الأساسية لا تكمن في نفي وجود مؤامرات حقيقية تمامًا، لأن التاريخ نفسه يقدم لنا أدلة واضحة على أن بعض المؤامرات قد حدثت فعلاً في أوقات وأماكن مختلفة، حيث تآمرت قوى خارجية لتحقيق مصالحها على حساب شعوب أخرى. لكن الإشكالية الحقيقية تظهر عندما نحول كل فشل أو إخفاق نواجهه إلى نتيجة مباشرة لمؤامرة خارجية، بدلاً من النظر إلى الأسباب الحقيقية وراء هذا الفشل. هذا النهج يمثل نوعًا من الهروب من الواقع، إذ يعفينا من مسؤولية تحليل مشكلاتنا الداخلية أو العمل على حلها بجدية، ويجعلنا نلقي باللوم على قوى خارجة عن إرادتنا بدلاً من مواجهة الحقائق كما هي.

على النقيض من ذلك، نجد أن الدول التي استطاعت تحقيق نجاح ملحوظ في قارتي آسيا وأفريقيا لم تقف مكتوفة الأيدي تنتظر أن تتلاشى "المؤامرات" المزعومة التي قد تُحاك ضدها، ولم تجعل من هذه الفكرة شماعة تعلق عليها إخفاقاتها. بدلاً من ذلك، اتخذت هذه الدول خطوات عملية وملموسة لتحسين أوضاعها، حيث ركزت على مواجهة الفساد الداخلي الذي كان يعيق تقدمها، وعملت على استئصاله أو الحد منه بقدر الإمكان. كما أولت اهتمامًا كبيرًا باستثمار مواردها في تطوير التعليم ورفع مستوى أبنائها، مدركة أن بناء جيل متعلم ومؤهل هو السبيل الأمثل لتحقيق التقدم والاستقلال الحقيقي. لكن نحن، على ما يبدو، نختار أن نرفض النظر إلى هذه النماذج الناجحة ونتجاهلها عمدًا، لأنها تعكس لنا صورة إخفاقاتنا بوضوح، وتضعنا أمام مرآة لا نرغب في النظر إليها.

بدلاً من أن نستلهم من تلك التجارب ونعمل على تطبيق ما يمكن أن يناسب واقعنا، نجد أنفسنا نميل إلى الانشغال بالبكاء والتأوه على ماضٍ استعماري مظلم مر علينا، نستحضر ذكرياته باستمرار كمبرر لما نحن فيه اليوم. هذا الخيار يبدو أكثر راحة بالنسبة لنا من النهوض والعمل بجد لخلق حاضر مضيء نستطيع من خلاله استعادة زمام أمورنا وبناء مستقبل أفضل. نحن نتشبث بالماضي كوسيلة لتبرير تقاعسنا، بدلاً من أن نتحرك نحو تغيير واقعنا بأيدينا، مستفيدين من الدروس التي تقدمها لنا تجارب الآخرين الذين اختاروا المواجهة بدلاً من الهروب.

ما هي النتيجة النهائية لهذا كله؟ إنها مجتمعات تتردى تدريجيًا وتغرق في مستنقع الجهل العميق، حيث تصبح خائفة من أي شيء جديد يطرأ عليها، سواء كان فكرة أو تقنية أو نهجًا مختلفًا، وتفضل بدلاً من ذلك أن تتشبث بكل ما هو قديم، حتى وإن كان هذا القديم يحمل في طياته ظلمًا واضحًا أو يعيق تقدمها. في هذه المجتمعات، يجد الشباب الذين يرفعون أصواتهم مطالبين بالتغيير والإصلاح أنفسهم عرضة للتشهير والوصم، حيث يتم اتهامهم بأنهم عملاء لجهات خارجية أو خونة لقيمهم، فقط لأنهم يحاولون دفع عجلة التطور إلى الأمام. أما الإعلام المستقل، الذي يسعى لتقديم رؤية موضوعية أو كشف الحقائق، فيواجه حصارًا شديدًا ويُتهم بأنه أداة في يد المتآمرين، مما يحد من قدرته على أداء دوره بحرية.

في الوقت نفسه، تعمل النخبة الحاكمة بكل جهدها على التمسك بسلطتها والحفاظ على موقعها، مستخدمة في ذلك شعارات وطنية رنانة تبدو جذابة على السطح، لكنها في الحقيقة تفتقر إلى أي مضمون حقيقي أو تأثير ملموس يخدم المجتمع. وأثناء ذلك، يجد الشعب نفسه مشتتًا وملهيًا بحروب وهمية يتم افتعالها ضد أعداء غير مرئيين، أعداء لا يملكون وجودًا ماديًا واضحًا يمكن مواجهته، بل يتم تصويرهم كتهديد دائم يبرر كل القرارات الخاطئة والتقصير في المسؤوليات. في هذا السياق، لا يحتاج الغرب فعليًا إلى بذل جهد لتدميرنا، لأننا نحن أنفسنا من نأخذ على عاتقنا تدمير مستقبلنا بأيدينا، من خلال إهمالنا للعلم والمعرفة التي تشكل أساس أي تقدم حقيقي.

نحن نختار تمجيد الجهل ورفعه إلى مرتبة القداسة، بدلاً من السعي وراء المعرفة والتطوير، ونضيع أوقاتنا الثمينة في مناقشة نظريات فارغة وتفسيرات وهمية لا تساهم في بناء مدرسة واحدة يمكن أن تخرج جيلًا متعلمًا، ولا تقدم حلًا لشفاء مريض يعاني من نقص الرعاية الصحية. هذا الواقع يجعلنا نحن المسؤولين الأولين عن تراجعنا، وليس أي قوة خارجية، إذ إننا نصر على إضاعة الفرص وتجاهل الأولويات التي يمكن أن تبني لنا مستقبلًا أفضل، مفضلين البقاء في دائرة اللوم والتبرير بدلاً من العمل والإنجاز.


الحقيقة المؤلمة التي يصعب قبولها تكمن في أن الخطة الوحيدة أو التآمر الذي يُحاك ضدنا ليس سوى قرارنا الذي اتخذناه بأنفسنا، وهو أن نستمر في العيش في حالة من الجهل والظلام الذي نختاره بمحض إرادتنا. نحن، بأيدينا وبقناعاتنا، من يميل إلى تصديق الأكاذيب والروايات الملفقة، ليس لأنها صحيحة أو تستند إلى أدلة، بل لأنها تمنحنا شعورًا بالراحة النفسية وتبعد عنا عبء التفكير العميق والبحث عن الحقيقة بنفسها. نحن أيضًا من يقوم بإذكاء نار الكراهية وتغذيتها باستمرار، ليس لأسباب منطقية أو مبررة، بل لأن هذه الكراهية تمنحنا إحساسًا زائفًا ووهميًا بالتفوق على الآخرين، مما يعزز أنفسنا في مواجهة ضعفنا الداخلي. أما بالنسبة للغرب، فهو ليس كيانًا شريرًا يشبه الشيطان في كل تصرفاته، ولا هو كائن ملائكي خالٍ من العيوب والنقائص، بل هو بمثابة مرآة صافية تعكس واقعنا كما هو، لكننا نرفض بإصرار أن ننظر إلى هذه المرآة أو نواجه انعكاسها، لأنها تكشف لنا الحقيقة التي نحاول تجنبها: أننا شعوب تمتلك كل المقومات والإمكانيات الهائلة التي يمكن أن ترفعها إلى مصاف التقدم والازدهار، ولكنها، رغم ذلك كله، تختار بمحض إرادتها أن تبقى محاصرة داخل قصة أو سردية تتقمص فيها دور الضحية بشكل دائم وأبدي، دون أن تسعى لتغيير واقعها أو تحمل مسؤولية اختياراتها.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مخرج -تيتانيك- جيمس كاميرون يستعد لعرض -أفاتار: النار والرما ...
- غيث حمور: أدب المنفى السوري وجد طريقه أخيرا للوطن
- بوتين يكلف الحكومة بإحياء الذكرى الـ200 لميلاد الكاتب الروسي ...
- بعد الجدل حول -إش إش-.. مي عمر توضح موقفها وترد على الاتهاما ...
- -نسمات أيلول- السوري.. كوميديا عبثية بعيدا عن رائحة الحرب
- الأدب المسرحي ضد العنصرية.. وفاة كاسر محرمات جنوب أفريقيا أت ...
- -نسمات أيلول- السوري.. كوميديا تغتصب الضحكة بعيدا عن رائحة ...
- فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقد ...
- ابنة النجم المصري محمد صلاح: -هددوني بالحبس- (فيديو)
- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشهبي أحمد - -المؤمراة من صنعنا -