أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - بعد المجازر في الساحل السوري , سوريا الى أين ...؟















المزيد.....


بعد المجازر في الساحل السوري , سوريا الى أين ...؟


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا الى أين ... ؟ سؤال اجوبته كلها مؤلمة خصوصا بعد المجازر البشعة التي تعرض لها المدنيين من الطائفة العلوية في الساحل السوري و التي ارتكبتها الميليشيات التكفيرية التي تضم عناصر غير سورية جاءت الى سوريا لإعلاء رايتهم الإسلاموية بقتل الأبرياء منهم أطفال و نساء , و بعد الإعدامات العشوائية لمئات السوريين في شوارع مدن الساحل السوري الذين لم يرتكبوا أي ذنب سوى انهم ولدوا فوجدوا أنفسهم من الطائفة العلوية .
إن المجازر و الانتهاكات بحق الإنسانية التي ارتكبت في الساحل السوري و التي وثقها المصدر السوري لحقوق الانسان المعروف عنه النزاهة و الحياد في توثيق و نقل الأخبار منذ أن كان يوثق و ينشر تفاصيل جرائم نظام بشار الأسد اعطت صورة واضحة لسوريا الجديدة لفترة ما بعد سقوط نظام الأسد .
لا شك أن الوضع في سوريا قد أصبح حرجا جدا و مشروع تقسيم سوريا الى كانتونات تحميها دول أجنبية صار و كأنه ضرورة لحل المشكلة السورية .
إن ما حصل من مجازر في الساحل السوري هو استكمال للخراب و الدمار الذي حل بسوريا بعد انتفاضة شعبها في 2011 من جرائم و قسوة التي مارسها نظام بشار الأسد الاستبدادي و الإرهاب المحلي الذي اختلط بالإرهاب القادم من شتى بقاع الأرض لممارسة جهادهم البشع على الأرض السورية .
لقد كان للتدخلات السلبية لبعض دول الإقليم في الشأن السوري و بالأخص من قبل إيران و تركيا أثرا كبيرا في ادامة دوامة العنف التي مزقت النسيج الاجتماعي السوري على اسس طائفية و قومية .
بشكل مختصر يمكن تناول النتائج و الإفرازات المتوقعة كانعكاس مباشر للمجازر في الساحل السوري و كالتالي :
اولا : حصول صدمة في المجتمع الدولي و خصوصا لدى الدول التي عولت كثيرا على امكانية احمد الشرع ( الجولاني سابقا ) على إدارة الوضع القلق و المعقد في سوريا و إيصاله الى حالة من الاستقرار لغرض الشروع في ترميم و إعادة بناء ما تم تدميره في عموم سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في 2011 لحين سقوط نظام الأسد , من المؤكد أن هذه الدول ستعيد بعض الشيء من مواقفها من سلطة احمد الشرع و ستطلق ادانات شديدة و مطالبات جادة بوقف المجازر و اجراء تحقيق مستقل و شامل للوقوف على ما جرى من جرائم و انتهاكات و محاسبة منفذيها .
ثانيا : ستتمسك باقي الأقليات كالكرد و الدروز بسلاحهم , كي لا يتعرضوا لمثل ما جرى للمدنيين الأبرياء من الطائفة العلوية في الساحل السوري من قتل و تنكيل دون وجه حق .
ثالثا : ستبحث الطائفة العلوية عن جهة قادرة على حمايتها من الابادة الجماعية المحتملة التي ممكن أن يتعرضوا لها في المستقبل على يد الجماعات التكفيرية التي لها وجود نشط في سوريا كتنظيم حراس الدين .
من المحتمل جدا إن تطلب الطائفة العلوية في المستقبل القريب من إسرائيل توفير الحماية لها لكون إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يستطيع توفير الحماية لهذه الطائفة ليس فقط بسبب قرب إسرائيل الجغرافي لكن ايضا لقدرتها على التدخل و حسم الأمور عسكريا أينما تشاء في الداخل السوري .
خوف الطائفة العلوية من التكفيريين سيزيل الحاجز النفسي الذي كان يمنعها من التعاون و طلب العون و الحماية من إسرائيل , لكن ما حصل لأبنائها في حملة التطهير الطائفي التي تمت قبل أيام جعلها أمام خيارين , إما التعرض للإبادة في المستقبل بدرجة اكثر قسوة و شدة من ما حصل لها أو طلب النجدة من إسرائيل , لا شك أن خيارها سيكون طلب الحماية من إسرائيل .
رابعا : اخذ مشروع تقسيم سوريا الى كانتونات ( أقاليم ) طائفية و قومية معززة بكيانات عسكرية خاص بها أمرا يفرضه الواقع الجديد في سوريا , إذ لا شك أن الحل الواقعي الممكن للأقليات في سوريا هو التقوقع في كانتونات تخصص للكورد في منطقة شرق الفرات و للعلويين في الساحل السوري و لطائفة الموحدين الدروز في الجنوب , ستتشكل هذه الكونتونات تحت الحماية الإسرائيلية .
خامسا : سيتعرض المشروع التركي في سوريا الى الانهيار لصالح إسرائيل و بعض الأنظمة العربية إذ إن ما حصل لا يمكن إصلاحه .
سادسا : ستتوفر الظروف المناسبة لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا بعد انتفاء الحاجة لوجودها فالقوة الإسرائيلية بتعاونها مع الأقليات في سوريا كافية لضمان أمن سوريا و ترتيب الأوضاع فيها و سيكون دور أمريكا هو دعم إسرائيل من الخلف مبتعدة عن أي مواجهة على الأرض السورية , و من المحتمل أن يتم ذلك بالتنسيق مع روسيا .
لو رجعنا الى الوراء قليلا لوجدنا أن الخيار الأمريكي للوضع في سوريا في بداية ثورة الربيع العربي و كما عبر عنها المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقوله :
إن أمريكا قد قبلت ببقاء مؤقت لنظام بشار الأسد بشرط أن تكون صلاحيات هذا النظام و قدراته محدودة باعتباره الخيار الأفضل من بين الخيارات الثلاثة التالية :
الخيار الأول : استلام القوى الإسلامية المتطرفة كداعش أو النصرة و اخواتهما الحكم في سوريا و تحويل سوريا الى مرتكز للإرهاب في المنطقة و هذا سيعرض أمن إسرائيل للخطر لذل فهو خيار مرفوض .
الخيار الثاني : استمرار الاقتتال في سوريا حتى انهيار كامل للدولة السورية و تحول سوريا لصومال ثانية في اخطر منطقة من الشرق الأوسط و على حدود إسرائيل , و هذا خيار لا يمكن القبول به ايضا .
الخيار الثالث : بقاء مؤقت لبشار الأسد على رأس نظام ضعيف يحكم سوريا بصلاحيات محدودة جدا , و هذا هو الحل الذي تقبله إسرائيل و أمريكا .
الأن و بعد سقوط نظام بشار الأسد الاستبدادي و استلام هيئة تحرير الشام السلطة في سوريا بدعم تركي و غض نظر امريكي و إسرائيلي و شلل إيراني بعد انهيار القدرة العسكرية لحزب الله قي لبنان و ارتباك و عجز في الموقف الروسي بسبب انشغاله في الحرب في أوكرانيا و انهيار نفسي لجيش النظام الأسدي صارت سوريا في مفترق طرق جديد و أمام خيارات جديدة لكن في كل الحالات سوف لا ينتج عن الأوضاع في سوريا نظاما يحكم سوريا لا ترضى عنه إسرائيل , و لأن من المستبعد جدا قبول إسرائيل لنظام يقوده احمد الشرع و جماعته جارا لها بشكل دائم فأن تقسيم سوريا الى كانتونات سيكون حلا بديلا مقبولا أمريكيا و إسرائيليا مع بقاء مؤقت لنظام احمد الشرع بشرط أن يكون ضعيفا و بصلاحيات محدودة جدا مثلما كان تعامل إسرائيل و أمريكا مع نظام بشار الأسد لحين إيجاد حل نهائي للوضع في سوريا .
ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي تسجيل بالصوت و الصورة لمجموعة من الطائفيين الموتورين في احدى ساحات مدن سوريا تصرخ بأصواتها المليئة بالحقد الطائفي مطالبة بجعل سوريا خالية من الشيعة و العلوية , يذكرنا هذا الصراخ الطائفي با لشعار الحقير الذي رفعه بعض الطائفيين في بداية الانتفاضة السورية في 2011 بلحن بعيد تماما عن الروح الإنسانية :
" المسحيين ع بيروت ... و العلوية ع التابوت "
على العقلانيين من السوريين الذين يهمهم مصير سوريا إسكات هذه الأصوات الطائفية المقيتة المدمرة لمستقبل سوريا .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدوات الناعمة لفرض زعامة الغرب على العالم
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 2 )
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )
- نتائج الانتخابات في المانيا و مسارات التغيير في أوربا
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 2 )
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 1 )
- سوريا الى أين ...؟
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 4 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 3 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 2 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 1 )
- حل الدولتين بين الحقيقة و الوهم ( 2 )
- حل الدولتين بين الحقيقة و الوهم ( 1 )
- اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ... مَنْ انتصر على ...
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 3 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 2 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 1 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 2 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 1 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )


المزيد.....




- آفاق جديدة للتعاون الزراعي بين موسكو والدول الإفريقية
- البيت الأبيض يعلق على العلاقات الراهنة بين الولايات المتحدة ...
- أمير الكويت يصدر 4 توجيهات عاجلة
- الجيش الروسي يطوق سودجا بمقاطعة كورسك من كافة الجهات والمعار ...
- بن غفير يهاجم نتنياهو بعد إفراج إسرائيل عن 5 أسرى من حزب الل ...
- إعلام غربي يتحدث عن تبعات تعليق الولايات المتحدة توريد الأسل ...
- قيادي في حماس: نحذر الاحتلال من مخطط ما يسمى -القدس الكبرى- ...
- عون يبحث مع الدفاع البريطانية استكمال بناء أبراج المراقبة عل ...
- الخارجية الأمريكية متفائلة بشأن المفاوضات مع الوفد الأوكراني ...
- واشنطن: أوكرانيا توافق على مقترح لوقف فوري لإطلاق النار 30 ي ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - بعد المجازر في الساحل السوري , سوريا الى أين ...؟