صبحي خضر حجو
الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 04:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قالها بشجاعة : القوا السلاح !. وانا اتحمل المسؤولية التاريخية الكاملة عن هذا القرار !!!
هذا القول الشجاع ، الذي وضع حدا وبشكل نهائي ، لاخر حركة تحرر كبرى في القرن الواحد والعشرين والتي كانت تمثل الى حد ما اكبر قومية في العالم من التي ما زالت بدون وطن !! وتقدر
المنظمات الرسمية عدد هذه القومية المحرومة من وطن ، بالاجمال تربو على الـ 60 مليون مواطن كوردي بالمتوسط !! بينما نلاحظ وجود بعض القوميات الصغيرة والقليلة العدد ولا تتعدى ال50 – 60 الف مواطنا ، لها وطنها وحكومتها وهي ممثلة بين امم العالم . وان ليس مهمتنا الان البحث في الاسباب الكثيرة التي ادت الى ذلك ، حيث قد قيل وكتب فيه المجلدات ، ولكن بحسب راي لابد من التطرق للسبب الرئيسي والهام الذي كان وراء بقاء هؤلاء القوم بدون وطن ، فقد كان الدين " الاسلام " الذي فرض عليهم منذ ان تم غزو مناطقهم في وقت الخليفة عمر بن الخطاب ، وبقوا المساكين متمسكين به وعاضين عليه حتى النواجز ،ومطبقين قول ماركس افضل تطيبيق ( الدين هو افيون الشعوب ) وهم خاصة عندما علموا ان الاسلام لا وطن له فهو لكل الاوطان.!!! ومنذ ذلك التاريخ لم تعد قضية الوطن مهمة لهم ، وكانوا يعتبرون الاقوام التي حولهم والتي تطالب بالوطن لقومهم ما هم الا متمردون على" الاسلام الحنيف "!! وبقوا الاكراد مع افكارهم هذه في القوقعة مئات
السنوات !!، ولا تهزهم احداث العالم كله !! الى القرن التاسع عشر عندما تململ بعض عارفيهم وأخرين ممن زار البلدان الاخرى واطلع على احوال الدنيا ، تنادت اصوات تنبه وتطالب بوطن كالاقوام الاخرى .. ومنذ ذلك الحين وهم يتنادون ويغضبوا ويتظاهروا ويرفعون السلاح من اجل الحصول على هذا الوطن !
المهم ، نعود الى موضوعنا الهام ، ان السيد اوجلان القابع في سجنه الانفرادي في جزيرة ايمرلي منذ عام 1999 ، وبعد اجتماعه مؤخرا، بعدد من مؤيدي حزبه من البرلمانيين الاكراد في تركيا توصل هو اوجلان اولا ، ومن ثم الاخرين : الى النتيجة "المؤسفة "بالنسبة لبعض الثوريين والمتعاطفين جدا مع قضية الشعب الكردي!! والاختيار العقلاني والمنطفي للكثيرايضا من المتعاطفين مع هذه القضية ، بان وقت حمل السلاح وتحقيق الاماني بالنسبة لمجموعات انصارية تعتمد على سلاحها الفردي فحسب ! ، قد انتهى وولى ! ولا يمكن في الوقت الحاضر اجراء مقارنة قط بين الامكانيات التي للمقاومة من حيث السلاح والتقنيات والاساليب و... الخ مما يتعلق بالمقاومة ! وبين امكانيات الحكومات من تقنيات هائلة دخلت على اسلحتها من طائرات ووسائل تجسس متنوعة ، وخاصة طائرات الدرون ذات الامكانيات الخرافية الهائلة ليس في قتال المجموعات فحسب ، وانما الافراد ايضا وهم مراقبون ومتابعون اينما حلو وارتحلوا وتصيدهم اينما كانوا سواء كانوا متنقلين بسيارة او على دراجة هوائية اوجالسين في مطعم اومقهى.!! فضلا عن المشاكل التي اصبحت تتولد نتيجة تواجد الانصار في دول الجوار التي يضطرون لل اللجوء اليها بشكل مؤقت او دائمي كما هو جار في العراق مثلا .
وبرأيي لو قيمنا الاحداث بشكل واقعي منذ نشوء تلك الحركة( 1983- 1984 ) التي قادها اوجلان فانها كانت قد استندت على مبررات غير قوية او اصيلة ، ولم يكن لها من اساس سوى الرغبات بالتحرر التي كانت لدى شريحة كبيرة من الشباب بكل اقسام كوردستان، واغلبها كانت عاطفية وليست واقعية. واجتمع مع هذه الرغبات والمشاعر، الطموح اللامتناهي لاوجلان نفسه بان يتحول الى بطل ومن ثم ملك او رئيس اول دولة كوردية تقوم لها قائمة !! واضيفت لهذين العاملين عامل اخر هام وهو دعم الرئيس السوري الاسبق (حافظ الاسد) للحركة التي كانت بالنسبة له كالشوكة في خاصرة
2
تركيا التي كانت بينها وبين سوريا مشاكل وخلافات كثيرة بعضا منها تاريخية كعائدية لواء الاسكندرون مثلا
ان نقطة الضعف الكبيرة ، لدى هذه الحركات الكوردية ، بأجمعها ولا استثني اي منها ، هي انها تضطر وتحت ضغط الحاجة الملحة للسلاح وتمويل المسلحين ولادامة واستمرارية الحركة.... الخ من الحاجات التي تضغط على قادة الحركة ، تؤدي بهم الى اقامة علاقات وثيقة ، او بالاحرى اعتماد كلي منهم على المانحين من انظمة دول الجوار، والتي هي على الاغلب دول ذات انظمة دكتاتورية ، وهي تتفنن في اضطهاد واذلال الشعب الكوردي الساكن في تلك الدولة ، وهذه القضية توجد فيها من الدراماتيكية مالا يمكن وصفه ، وطبعا صاحب الحاجة ليس من الغرابة ان يفعل ويقدم على جرائم بحق ابناء شعبه الكوردي من معارضي النظام الذي تعتمد عليه قيادة الحركة ، وهناك امثلة كثيرة يمكن ايرادها في مقال اخر ..
وقد اضطرت ، الحركة التي كان يقودها السيد اوجلان ، ومن اجل تلبية وسد بعض متطلبات حركته ، لمد يدها ، وهي في الاغلب مضطرة ، الى كل دكتاتوريي المنطقة ، بما فيهم دكتاتور العراق صدام حسين ، المعروف بعلاقاته السيئة مع اكراد العراق وما فعل بهم وأباداته المتكررة لهم خاصة الاخيرة منها التي كانت الاسوء مما مرعلى الشعب الكردي على الاطلاق والتي سماها صدام بواحدة من ابرز ايات القرآن وهي " الانفال "، وكرد فعل للقوى السليمة من الشعب الكوردي اطلقوا عليها ( عمليات الانفال السيئة الصيت !!! ) والتي ذهب ضحيتها اكثر من (182,000)انسان الاغلبية الساحقة منهم كانوا من النساء والاطفال ، وكانت عائلة كاتب هذه السطور ايضا معهم !!! .
ومن نافل القول ان نقول ونؤكد ، ان علاقة قادة اي حركة تحرر، مع هؤلاء الحكام او الانظمة ، لن تكون مجانية لخاطر عيون الثوار او افكارهم !!، انما ستكون باهظة الثمن ، وعلى الاغلب تتعلق بمحاربة او اضعاف او تقديم معلومات عن الاكراد التابعين لتلك الانظمة ، وخلاصة الامر ، ان قادة الحركة سيكونوا لعبة طيعة بيد هؤلاء الحكام ارادوا او لم يريدوا ، ومن الصعوبة بمكان او بالاحرى استحالة الافلات من هذا الطوق المحكم . وهكذا نرى مع الاسف الشديد ان الامور تتطور بحيث تكون الحركة احيانا كأي سلعة معروضة للبيع !! فهي ستخدم الذي يدفع لها مالا او امتيازات اكثر!!!
والوضع العام لحركة حزب العمال الكوردستاني في الاونة الاخيرة لم تكن تسره اوالمتعاطفين معه ، وخاصة في السنتين الاخيرتين ، حيث تغيرت الموازين تماما واصبحت في صالح النظام التركي واوردغان بشكل خاص لان اغلب هذه السياسات كانت ممن رسمها ووضعها قيد التطبيق !!
وبالتأكيد خضعت الاوضاع على مدى السنوات الماضية للدراسة والتقييم ومن جميع النواحي لوضع الحركة ومستقبلها، وحتما كانت اراؤهم بحفظ الشابات والشباب وحقن الدماء لجميع الاطراف، والاستفادة من المجال الديمقراطي المتاح في تركيا ،
وفي اعتقادي ان ظروف الحركة ، لولا انها كانت نحو الهبوط وقلة الالتحاقات بالحركة والخسائر الكثيرة وخاصة بالكوادر العسكرية والحزبية الكبيرة ، والاوضاع السيئة للدول التي كانت تحميهم او تساعدهم خفية ، وتعرضهم الى ضغوطات هائلة من السلطات التركية وبقيادة اردوغان ومتابعته بنفسه .
3
الى جانب التغييرات الهائلة في ميزان القوى لصالح الحكومة التركية
، لربما كانت الحركة تحاول ادامة القتال الى وقت افضل من حيث توازن القوى، لكي تكون النهاية افضل واكثر شرفا .
وهناك الكثير من المعلومات والتحركات السرية من جانب الاحزاب التوركية وخاصة الحزب الجمهوري اليميني وهو حليف لاردوغان ، خاصة ستظهر بعد الاتفاق ان عقد اوتم
انا برأيي ان خطوة السيد عبدالله اوجلان وان كنت اعتقد لو كانت او جاءت في ظرف افضل مما هي الان ، ولكنها تمثل عين العقل والموضوعية ، وخطوة ستعمل على حق الدماء بين جميع الاكراد والاتراك وتعطي فرصا افضل للبناء والاستفادة من المجال الديمقراطي القائم وتخفف من العداء الذي تصاعدت حدته بين الشعبين التركي والكوردي
وانا شخصيا ارفع القبعة احتراما للحدث ان وقع وانتهى الى السلام الذي هو اهم امل للشعوب .
المانيا / هانوفر
11/ أذار
#صبحي_خضر_حجو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟