النفس في الذات الانسانية / الحلم (1)

عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 16:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كثير من العلماء يعتقدون أن الحلم له علاقة بالذاكرة وهو بمثابة نشاط ذهني يحدث أثناء النوم من خلال الأفكار والصور والرموز والمشاعر والتي تحدث لا إراديا ، وأيضا ربما يساعد ــ الحلم ــ في التخلص من أي معلومات أو بعض الذكريات الغير ضرورية مما يجعل الشخص يشعر بنوع من الراحة على الرغم من تذكر الشخص لبعض أحلامه أو بعض ملامح الحلم أو عدم تذكره ذلك . ولعلنا نتفق أن الحلم ظاهرة غريبة تحدث للشخص وهذه الظاهرة ما زالت قيد البحث لايجاد تفسيرات علمية أكثر دقة مما سبقها من تفسيرات ولمعرفة المزيد من علاقة الحلم بالواقع الذي يعيشه الشخص .
الحلم ربما يكون عبارة عن تفسيرات وإشارات ذات رموز تتفاوت في تفسيرها ، ربما يكون هناك دور للملائكة أو الشياطين تبعا لما قاله رسول الله في الحديث ( الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم فليتعوذ بالله من الشيطان، وليتفل عن يساره، فإن الحلم لا يضره)
كما أن القرآن الكريم تناول مسألة الحلم في قوله تعالى ( قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ) يوسف 44 ( بل قالوا أضغاث أحلام ) الأنبياء 5 ( أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ) الطور 32 ، بمعنى ان الاحلام لا تفسير ولا تأويل لها وأن التفسير التأويل لا يكون إلا للرؤيا وما الأحلام إلا وسوسات من الشياطين او من وسوسة النفس للنفس .
لذا فإن الحلم قد يكون مسألة تفريغ للكثير من الرغبات والحاجات التي تكمن في النفس الانسانية وأيضا هي استجابة طبيعية للكثير من المثيرات الداخلية والخارجية ، عندما يحلم الانسان يتخطى حدود الزمكان بكل أبعاده ويعيش مع الحلم جميع المتناقضات وكما يعيش أجواء الاساطير والمعجزات ويشاهد ما لم يخطر على باله من المخلوقات ، الحلم هو الظاهرة الوحيدة التي لا تخضع لقانون او سلطة او محددات ، في الحلم تمارس الفضيلة والرذيلة ، تسمو إلى مستوى الملائكة وتنحدر إلى أدنى المخلوقات ، في الحلم تتحرر من كل الضوابط والقيود وتخترق كل الحواجز والقيود .
وعندما يستيقظ الانسان من حلم ما يحاول جاهدا ان يتذكر الحلم من خلال العقل الباطن وربما يستطيع ان يتذكر أجزء وملامح من الحلم وعلى الرغم من حرصه على التذكر ومحاولة عدم نسيان ما حلم به إلا أنه ينسى كثيرا مما تذكره .
الحلم يمكن أن يعبر عن بعض الحالات السلبية أو الايجابية ربما يتخلله واقع أو خيال وربما يكون مجال للإبداع واستلهام الكثير من الأفكار وخاصة بما يتعلق بمجالات الفنون والآداب ،
في الحلم ربما نمارس ما يسمى ( الحلم الحي ) حيث يشهد الانسان حلما واقعيا يحقق معه التفاعل بأحاسيسه ومشاعره . وهنالك ما يسمى ( الحلم الواضح ) حيث يدرك الانسان أنه يحلم وبهذ تتكون لديه القدرة على التحكم ببعض مجريات الحلم والتأثير عليه واخضاع الحلم لذات الشخص بما يخطط له . وهناك ايضا ما يسمى ( الكابوس ) حيث يشكل الحلم حالة من الألم والمعاناة والازعاج . ومن البديهي ان لدى الانسان القدرة على ممارسة الحلم عدة مرات كما ان لديه القدرة على استكمال حلم لم يستكمل سابقا .
ومن الجدير بالذكر أن الحلم يعبر عن تجربة ذاتيه لكل انسان حسب رغباته وميوله وحالته النفسية ومقدار المثيرات ــ الداخلية والخارجية ــ التي يتعرض لها وتركت أثرا في ذاته مما تتطلب منه استجابة على شكل حلم ..

#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات