أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - الاقتصاد الإسلامي-: أفيون الشعوب وأداة للنهب الرأسمالي














المزيد.....


الاقتصاد الإسلامي-: أفيون الشعوب وأداة للنهب الرأسمالي


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم الصراعات الأيديولوجية التي شهدها العالم خلال القرن العشرين، برزت فكرة "الاقتصاد الإسلامي" كشعار براق روّج له مفكرون وعملاء مرتبطون بأجندات غربية، بهدف إيهام العرب والمسلمين بوجود بديل اقتصادي يحميهم من التبعية للرأسمالية الغربية أو يقدم لهم مسارًا مختلفًا عن الاشتراكية الشيوعية. لكن الحقيقة المرة تكمن في أن هذا "الاقتصاد الإسلامي" ليس سوى وهم، لا وجود له اليوم ولا أمل في وجوده مستقبلًا، بل هو أداة استخدمتها قوى استعمارية ومحميات خليجية صهيو-أمريكية لتخدير الشعوب العربية، ومنعها من فهم التحديات الحقيقية التي تواجهها، لتصل اليوم إلى قاع القاع.
الاقتصاد الواحد: الرأسمالية وقانون القيمة
لا يوجد في العالم اليوم، ولا في المستقبل القصير والمتوسط، سوى اقتصاد واحد يحكم الجميع: الاقتصاد الرأسمالي، الذي يتحرك وفق قانون القيمة المعولمة. هذا النظام، بكل وحشيته واستغلاله، هو السائد عالميًا، وكل محاولات تجاوزه تظل في مهدها أو تحتاج إلى عقود طويلة لتتبلور. الصين، بقيادة حزبها الشيوعي العبقري، تمثل الاستثناء الوحيد الذي يسعى لتجاوز هذا النظام على المدى البعيد، عبر اشتراكية ذات خصائص صينية. لكن حتى الصين، بكل قوتها وإمكانياتها الجبارة، لم تتخلص بعد من النمط الرأسمالي، بل تعمل ضمنه مع تعديلات تدريجية، مدركة أن مسار التجاوز طويل ومعقد. فكيف يمكن للعرب أن يصدقوا أن لديهم "اقتصادًا إسلاميًا" ينافس هذا الواقع العالمي؟
أفيون "الاقتصاد الإسلامي" ودور الإخوان
فكرة "الاقتصاد الإسلامي" لم تكن سوى أداة دعائية، روّجها عملاء مثل "إسلام كيسنجر" – وهو تعبير رمزي للشيوخ والمفكرين الممولين من محميات الخليج الصهيو-أمريكية – لخداع العرب والمسلمين. الهدف كان واضحًا: إبعادهم عن البديل الاشتراكي الحقيقي، الذي كان يمثله النموذج الصيني كخيار تنموي قادر على تحرير الشعوب من التبعية. بدلاً من ذلك، تم تسويق أوهام مثل "الاقتصاد الإسلامي" و"الأدب الإسلامي" و"العلوم الإسلامية"، ليظل العرب يحاربون طواحين الهواء، غارقين في شعارات جوفاء، بينما تُنهب ثرواتهم وتُدمر بلدانهم.
عصابة الإخوان المسلمين لعبت دورًا محوريًا في هذا المخطط. تحت شعارات إسلامية براقة، سوقوا أكثر عمليات السرقة همجيةً للدول العربية، مستخدمين أدوات مثل "البنوك الإسلامية" لتبرير نهبهم. هذه البنوك، التي زُعم أنها بديل "شرعي" للبنوك الربوية، لم تكن سوى نموذج لتوحش الرأسمالية، بل أسوأ من نظيراتها التقليدية، حيث استغلت الدين لتكريس الاستغلال وتكديس الأرباح تحت مسميات "خالية من الربا".
الضحالة الفكرية للتسميات الدينية
الاقتصاد يُنسب تاريخيًا إلى العامل المحرك الأساسي فيه، مثل رأس المال في النظام الرأسمالي. لكن شيوخ الـ CIA، الممولون من محميات الخليج، قلبوا هذا المنطق رأسًا على عقب، فنسبوا الاقتصاد إلى الدين، وكأن هناك "اقتصادًا إسلاميًا" أو "مسيحيًا" أو "بوذيًا". هذه الضحالة الفكرية تكشف زيف ادعاءاتهم، فالصين نفسها، بقوتها الشيوعية، لا تدعي أنها تجاوزت الرأسمالية بعد، بل تتحدث عن "اشتراكية بخصائص صينية" كمرحلة انتقالية. أما العرب، فغرقوا في أوهام "الاقتصاد الإسلامي" التي لم تقدم لهم سوى الخراب.
محميات الخليج ودورها في الإبادة
محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تقف وراء هذه التسميات المزيفة، هي أكثر الدول اندماجًا في المنظومة الرأسمالية العالمية، لكن من موقع تابع ودنيء. شيوخها، الذين تحركهم وتفتي لهم وحدات مثل "الوحدة 8200" الإسرائيلية، كرسوا أموالهم لتمويل الإبادات الجماعية ضد شعوب المنطقة – في العراق، اليمن، سوريا، والجزائر – خدمةً للكيان الصهيوني المارق وللمصالح الأمريكية. هذه المحميات، بأدواتها الإعلامية والدينية، لم تكن سوى ذراع لتكريس الهيمنة الرأسمالية، مستخدمة الدين كغطاء لجرائمها.
إيران ومدرسة شيكاغو
حتى إيران، التي ترفع شعارات المقاومة، لم تسلم من هذا الوهم. بعض الاقتصاديين في طهران اعترفوا أن السياسات الاقتصادية للتيار الإصلاحي استلهمت من مدرسة شيكاغو النيوليبرالية، التي تدعو إلى السوق الحرة والخصخصة. هذا التأثير أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية، مما دفع الشعب الإيراني للتظاهر ضد هذه السياسات، واختيار حكومة جديدة تسعى لتصحيح المسار. هذا يؤكد أن أي انحراف نحو النيوليبرالية، حتى تحت شعارات دينية، يخدم الرأسمالية العالمية وليس مصالح الشعوب.
الخلاصة
"الاقتصاد الإسلامي" ليس سوى أفيون صنعته أيادٍ استعمارية ومحميات خليجية لتخدير العرب وإبعادهم عن البديل الاشتراكي الحقيقي، الذي تبرزه الصين كنموذج تنموي ناجح. لا اقتصاد إسلامي ولا مسيحي ولا بوذي، بل اقتصاد رأسمالي واحد يحكم العالم اليوم، ومحاولات تجاوزه تتطلب قوة عالمية جبارة كالصين، وليس شعارات جوفاء كتلك التي تسوقها الإخوان وشيوخ الخليج. البنوك "الإسلامية" وغيرها من الأدوات ليست سوى قناع لتوحش الرأسمالية، تدمر الشعوب وتخدم أعداءها، بينما تظل الأمة غارقة في أوهام منعها من مواجهة تحدياتها الحقيقية.
بالاستفادة من التوثيق للذكاء الاصطناعي
شاعر وكاتب شيوعي بلجيكي من أصول روسية وفلسطينية.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن منيف: مثقف عضوي في مواجهة مملكة الظلمات واردوغان ...
- غوبلز الخليج: إعلام محميات البترودولار في خدمة الإبادة والاس ...
- أردوغان ونتنياهو: وجهان لعملة الإبادة الجماعية في القرن الحا ...
- الإبادات الجماعية من العهد العثماني إلى الإرهاب الحديث الصهي ...
- محمية ال سعود واردوغان للابادة الجماعية وقوانين التحرير الوط ...
- عبد الرحمن منيف وإدانة مجازر مملكة الظلمات
- هل هناك اله بمواصفات الاديان ام أنه اله سبينوزا ام عدم
- نقاش مع الذكاء الاصطناعي لتسلا حول إدارتها للعالم الأمريكي..
- طرد الصهيوني النازي زيلينسكي من البيت الابيض..ماذا يعني
- رخص الاسعار في سورية والبكاء على صدر المستقبل الحزين
- اعادة كتابتي لقصيدة المركب السكران لريمبو مع ترجمة بلغات متع ...
- كتابتي لقصيدة المركب السكران من جديد مع ترجمات لها
- عبقرية ترجمة احمد صالح سلوم للمركب السكران حسب Gork3
- قصيدة : فجر من أجل ارض تحترق..
- قصيدة: نشيد لا يهاب الموت..
- ترجماتي لروبرت بلاي ومدى امانتها الأدبية حسب الذكاء الاصطناع ...
- لماذا يدمر الجولاني وعصابته الوهابية الاقتصاد والشعب السوري ...
- ترامب يعلن انهيار امبراطورية العم سام إلى الابد ..
- من قدم افضل ترجمات لقصيدة -المركب السكران - للشاعر الفرنسي ر ...
- ما الذي تعلمه الصين لأطفالها من خلال فيديوهات توثق عمل اجيال ...


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة 100 كيلومتر مربع في كورسك وتهدد قدرات كيي ...
- مصر.. الداخلية تعلن ضبط 3 تشكيلات عصابية جديدة تحتال على الم ...
- -لا مقارنة إطلاقا-.. نجيب ساويرس يرفض تشبيه خالد مشعل حرب 19 ...
- اتفاق قسد والحكومة السورية بين شبح الحرب الأهلية وسوريا لامر ...
- الجزائر تستورد مليون رأس ماشية استعداداً لعيد الأضحى
- فيديوهات تحريضية ضد العلويين في سوريا تثير غضبا
- مفاوضات السلام في السعودية: زيلينسكي يعرض خطته لوقف الحرب مع ...
- هل يصوم لامين يامال في رمضان؟
- انتخابات مصيرية في غرينلاند: الاستقلال أم النفوذ الأمريكي؟
- كيف صارت السعودية وسيطا أساسيا في الأزمات العالمية؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - الاقتصاد الإسلامي-: أفيون الشعوب وأداة للنهب الرأسمالي