أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تاج السر عثمان - ٨ مارس وضرورة التوثيق لنضال المرأة السودانية














المزيد.....


٨ مارس وضرورة التوثيق لنضال المرأة السودانية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 13:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


1
اشرنا في مقال سابق إلى أن يوم المرأة العالمي ٨ مارس يمر في ظروف تكتوي فيها المرأة بنيران الحرب اللعينة، كما سردنا فيه نضال المرأة السودانية ودورها في ثورة ديسمبر 2018، ونضالها المستمر ضد انقلاب 25 أكتوبر الذي قاد للحرب الجارية حاليا بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.
ويبقى من المهم مواصلة وتوسيع توثيق تاريخ ونضال المرأة السودانية في مختلف الجوانب.
أذكر أنني أصدرت كتابا بعنوان " تطور المرأة السودانية وخصوصيتها" عن دار عزة للنشر 2007 م، بهدف متابعة مسيرة المرأة السودانية التي لا تنفصل عن كل أنشطة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، والتوثيق لمسيرة المرأة السودانية التي تُعتبر الكتابة عن تاريخها ومسيرتها شحيحة، كما هو واضح من الرصد لمصادر الدراسات عن المرأة السودانية التي تيسر لنا الاطلاع عليها كما في قائمة المصادر والمراجع في نهاية الكتاب ، وهنا اتفق مع ملاحظة د. مختار عجوبة الذي أشار الي أن " الأدبيات التي كُتبت إلى نهاية السبعينيات من القرن العشرين الميلادي ، سواء في مجال الاقتصاد أو الاجتماع أو التاريخ أو الأنثروبولوجيا انصبت جميعها علي الرجال" ( راجع مختار عجوبة : المرأة السودانية ظلمات الماضي واشراقاته ، دار عزة 2008، ص 5)، أي أن المرأة السودانية مهمشة حتى في كتابة تاريخها ومسيرتها من أجل التحرر والانعتاق.
لا شك كما اشار الكتاب أن النساء لعبن دورا مركزيا في السودان القديم لايقل عن دور الرجال في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية ، فهن الآلهات و المحاربات (الكنداكة) والملكات، والملوك لا يردون لهن شفاعة ، ودور الملكة الأم كان واضحا في السودان القديم، واستمر دورها في الفترات التاريخية المختلفة قوة وضعفا كما اوضحت الدراسة ، حتى بداية الحركة الوطنية الحديثة في بداية الحكم الثنائي الانجليزي - المصري ، فشاركت في مظاهرات ثورة 1924م وشجعت بالزغاريد وحماية المتظاهرين ، وتأمين وثائق ثوار 1924 ، وكانت العازة محمد عبد الله زوجة علي عبد اللطيف أول إمرأة سودانية تشارك في المظاهرات والنشاط السياسي في تاريخ الحركة السياسية الحديث. اضافة لصالون السيدة" فوز" التي لعبت دورا كبيرا في تأمين نشاط الثوار من خلال صالونها الأدبي والثقافي ( للمزيد من التفاصيل عن السيدة فوز، راجع د. حسن الجزولي : نور الشقائق، دار مدارك للنشر 2012 م).
مؤكد بعد مرور أكثر من اربعة عشر عاما من صدور الطبعة الأولي حدثت متغيرات أهمها الدور الكبير الذي لعبته المرأة السودانية في ثورة ديسمبر 2018 امتدادا لدور (الكنداكات ) منذ السودان القديم، َكما أوضحنا في مقال سابق.
2
لا شك في أن تحرير المرأة السودانية، وانتزع حقوقها رهين بوقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي ، ومواصلة الثورة والصراع من أجل استكمال وتحقيق أهدافها في: الحرية والعدالة والسلام ، وتحقيق مهام الفترة الانتقالية في مختلف الجبهات الاقتصادية والسياسية والثقافية والنوعية ، فتحرير المرأة كان ولازال مرتبطا بتحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والثقافي والديني والاثني والنوعي. علما بأن تقدم المجتمع كما أشار ماركس يُقاس بمدى تقدم وتحرر المرأة ، وأن عمل النساء في حد ذاته تقدمي باعتباره الشرط المسبق لتحرير النساء من الحدود الضيّقة للمنزل والأسرة، والطريق الوحيد لتحرر النساء وجميع فئات المجتمع المضطهدة يمر عبر القضاء علي النظام الرأسمالي، ويتطلب الوحدة بين الرجال والنساء في النضال ضدها ، والوقوف ضد صراع المرأة ضد الرجل، وأن التحولات الاجتماعية العظيمة مستحيلة دون مشاركة النساء في الثورة.
كما أن عملية تحرير المرأة لا ننظر إليها فقط من الزاوية الاقتصادية ، بل من الجانب الثقافي المكمل الذي يتمثل في الصراع ضد المفاهيم البالية التي تكرّس دونية المرأة الممتدة من اضطهاد القرون في مجتمعات العبودية والإقطاع والشكل الحديث للاستغلال الرأسمالي الذي انبثق مع فجر الرأسمالية، والتي تحتاج لصراع فكري متواصل ضدها.
صحيح أن المرأة في نضالها الطويل حققت نجاحات مثل : الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية، والتمثيل في المجالس التشريعية والوزارية والوظائف العليا في الإدارة والخدمة المدنية والعسكرية، ورئاسة بعض الدول ، ومواثيق أعلنت عنها الأمم المتحدة رصدناها في الكتاب.
لكن إعلان المواثيق شئ وتحقيقها فعليا علي أرض الواقع شئ آخر، مما يتطلب الصراع من أجل تحقيقها.
كما أنه لا يكفي تحقيق انجاز (الكوتا) أو التمييز الايجابي للنساء ،ورغم أنه مكسب انتزعته المرأة في نضالها الطويل ، لكن يجب مواصلة النضال من أجل تغيير الأنظمة الديكتاتورية والقمعية التي تضطهد الكادحات من النساء في المصانع والمزارع ، وتبقيهن في سجن الجهل والأمية وثقل العادات الضارة بصحتهن وجسدهن والعمل المنزلي المفسد للعقل والجسد، والاستغلال الرأسمالي الفظيع للنساء العاملات لاستحواذ أكبر فائض قيمة منهن، وتقليل أجورهن بعدم تحقيق الأجر المتساوي للعمل المتساوي، ومصادرة حقهن في العمل النقابي، واجبارهن علي العمل لساعات طويلة بما فيها أثناء الليل، ، وتحقيق المساواة الفعلية مع الرجال ، وتحريرهن من الاستغلال والعبودية ، ورفض اعتبار المرأة سلعة ولترويج الإعلانات الجنسي وتجارة البشرللاستغلال الجنسي.
.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يومها العالمي الماركسية والمرأة
- ٨ مارس ودور المرأة في وقف الحرب والثورة
- دستور تحالف السودان التأسيسي هل يصمد أمام نقض المواثيق العهو ...
- خليل فرح ونهضة المراة
- مواصلة الدراسة في الجامعات رهين بوقف الحرب
- بمناسبة مرور ١٧٧ عاما على صدور البيان الشيوعي
- كيف اتضح خطر المليشيات بعد الحرب وشبح التقسيم؟
- تعديل الوثيقة الدستورية ومحاولة طمس مجزرة فض الاعتصام
- التوقيع على الميثاق التأسيسي خطوة لتكريس التقسيم
- كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟
- كيف استمر تهديد وحدة الوطن بعد انقلاب اللجنة الأمنية؟
- الحكومة الموازية والتصدى لخطر تقسيم السودان
- في شهرها ال ٢٣ المخرج من خطر التقسيم
- في شهرها ال ٢٣ وقف الحرب وحماية السيادة الوطنية
- حماية السيادة الوطنية ورفض الأحلاف والقواعد العسكرية
- القاعدة الروسية تطل براسها من جديد
- المشروع الوطني وخطاب البرهان وخطر إعادة إنتاج الحرب
- خطاب البرهان تجريب المجرب
- كيف بدأ الانقلاب على ثورة ديسمبر؟
- أثر الحرب على التعليم والمدخل لاصلاحه


المزيد.....




- مصر.. اعتراف المتهم بمحاولة اغتصاب طفلة داخل مسجد في رمضان
- هل الجرعات العالية من حمض الفوليك أثناء الحمل آمنة؟ دراسة جد ...
- في يوم المرأة العالمي.. التريس لم يعد حكرًا على الرجال في كو ...
- وقفة في نابلس إسنادا للمرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال
- بدفاعنا عن حقوق المرأة، نبني مستقبلا أفضل للجميع.
- مفرمة لحم لأمهات الجنود القتلى في أوكرانيا.. روسيا تثير الجد ...
- الكويت.. توقيف امرأة مسحوبة جنسيتها بعد تطاولها على قرارات ا ...
- السودان.. مسؤولة حكومية تعلن توثيق أكثر من 1100 حالة اغتصاب ...
- طبيبة تحذر النساء من -العلامات الصامتة- للسرطان القاتل
- منظمات: وقف المساعدات الإنسانية الأميركية يعرض ملايين النساء ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تاج السر عثمان - ٨ مارس وضرورة التوثيق لنضال المرأة السودانية