عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثمانية عقود من الصراع مع الكيان اللقيط، لم تُحدث رد الفعل المطلوب في رؤوسنا للأخذ بأسباب القوة والمنعة. العدو
يتقدم علميًّا وتكنولوجيا، ونحن نتخلف في كل شئ، وبعض دولنا دمرتها حروب الكل ضد الكل الداخلية الغبية.
واضحة أسباب التقدم لمن لديه الإرادة الواعية، في عصر الفضاء المفتوح وتدفق المعلومات، ولكن إما أننا لا نقرأ أو استسلمنا لضعفنا وتخلفنا، فباتا كما لو أنهما جزء من بنيتنا.
لن نتقدم بالإستبداد، ولن نتحرك به إلا إلى الوراء. الإستبداد يعني سلطة مطلقة، وهذه الأخيرة أهم ما قيل في وصفها أنها مفسدة مطلقة. هكذا يعلمنا التاريخ، ولكن هناك من قرأ التاريخ بعين العصر والإرادة وبنى على الشيء مقتضاه وغيره يصر على قراءته بمنظور التقديس والاستلاب، فيرى أن التقدم مشروط بتقليد الأولين.
لن نتقدم بالدين، فالرهان على التقدم بالدين أقرب إلى ملاحقة سراب ومطاردة أوهام. الدين نصوص يتعبد بها المؤمنون ليس أكثر، والكتب الدينية ليست مؤلفات في التصنيع والتنمية والنظريات العلمية والديمقراطية.
دلوني على أمة واحدة، خلال القرون المئة الأخيرة، تقدمت بدينها. لماذا لا نخرج من عصبيات ما قبل الدولة، القبيلة، والمذهب، والطائفة والجهة؟! لماذا نُصر على أننا مجاميع قَبَلِيَّة وعشائرية ومذهبية وطائفية ولسنا شعوبًا بالمعنى العلمي الحديث لكلمة شعب؟!
لن نتقدم إلا بما تقدم به غيرنا: العقل والعلم والديمقراطية، وإلا فالخروج من التاريخ.
بعقولها وإراداتها ووعيها العلمي الحديث تتقدم الأمم، وليس بأي شئ آخر.
لماذا نحن العرب بالذات دون معظم الخلق، نبدو وكأننا لا نُحكم إلا بالإستبداد؟!
لماذا نحن دون أغلبية بني البشر لا نوفق غالبًا في إدارة شؤوننا وتسيير أمورنا بالتفاهم والحوار الحضاري، حتى على مستوى حزب من ألف عضو، فكيف على مستوى الدول؟!
لماذا تسير بلداننا دون سائر دول العالم من سئ إلى أسوأ، حيث تتقلص فرص العمل وترتفع معدلات البؤس والفقر، وفي المقابل يتضخم الفساد ويتوحش الاستبداد؟!!
لا يوجد دولة عربية واحدة فيها قاعدة علمية صناعية يُعتد بها... لماذا؟!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟