أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 2 )















المزيد.....


نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما ثبتت اركان عالم متعدد الأقطاب تعززت معها امكانيات و توجهات انظمة الكثير من دول العالم كي تكون انظمة اكثر وطنية تحافظ على مصالح بلدانها .
يوما بعد يوم , أصبح المشهد في الساحة الدولية أكثر وضوحا في تحول العالم من عالم احادي القطبية حين كانت أمريكا هي القطب الأوحد الى عالم متعدد الأقطاب , و إن قدرة الدول العظمى على فرض هيمنتها على الدول الأخرى اخذت تضعف باستمرار .
من أجل أن تكون صورة التحولات نحو عالم متعدد الاقطاب واضحة يمكن تناول النهج العام لسياسة بعض الدول في منطقتنا :
اولا : المملكة العربية السعودية .
التحولات في طبيعة النظام السائد حاليا في السعودية الذي أسسه و دعمه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جعل هذه الدولة الغنية بالثروات النفطية تتمكن من التحول التدريجي من دولة فاقدة لقدر كبير من سيادتها لصالح الغرب الجمعي الى دولة ذات نهج لنظام جديد يعزز سيادتها و استقلالها الوطني , حيث اعتمد هذا النهج على بناء علاقات اقتصادية و سياسية مع كافة الأقطاب الفاعلة في الساحة الدولية بدلا عن الاعتماد على قطب واحد .
بسبب التشكل الواضح لعالم متعدد الأقطاب اخذ تأثير الضغط الخارجي على السعودية و خصوصا من قبل أمريكا يتراجع و ذلك لوجود دول بديلة يمكن الاعتماد عليها ليس فقط في توفير القدرات العسكرية الدفاعية بل ايضا لتنفيذ المشاريع الاقتصادية و ما تحتاجه من قدرات تكنولوجية متطورة , من هذه الدول البديلة و ذات القدرات العالية الصين و روسيا و الهند .
ثانيا : الامارات العربية المتحدة .
لا تختلف حالة الأمارات عن السعودية كثيرا , فوجود اقطاب عسكرية و اقتصادية أخرى غير أمريكا أتاح للأمارات الفرصة الواسعة في تنويع علاقاتها و تثبيت اركان نظامها الوطني الذي يعتمد في علاقته مع الدول الاخرى على المصالح و المنافع المشتركة معها .
لقد قطع النظام في الأمارات شوطا كبيرا في تعزيز استقلالية قراره السياسي و الاقتصادي بما يخدم مصالح بلاده الوطنية .
قد تكون دولة الامارات هي الأكثر استقلالية في علاقتها الاقتصادية مع دول العالم الاخرى مقارنة مع باقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي , حيث تمكنت الأمارات من أن تصبح عضو اساسي في مجموعة بريكس , هذه المجوعة التي تبني أسس عالم متعدد الاقطاب يحقق علاقات تعاون و شراكة عادلة بين الدول , بعكس السعودية التي لازالت مترددة في قبول دعوة مجموعة بريكس للإنظام اليها كعضو أساسي .
ثالثا : الجمهورية الاسلامية الايرانية .
يتحول النظام في إيران بشكل تدريجي من نظام ثوري إسلاموي ملتزم بمبدأ تصدير الثورة نهجا له الى نظام وطني يتخلى عن انتمائه المعتقداتي لصالح مصالحه الوطنية , فكلما تحولت إيران من الثورة الى الدولة تعززت وطنية و برغماتية نظامها و يضعف نهجها الجهادي الأسلاموي العابر للحدود السياسية لإيران , هنالك مؤشرات عديدة لهذا التحول منها :
** انتماء إيران الى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين .
** انتماء إيران الى مجموعة بريكس كعضو أساسي فيها .
** تطبيع العلاقة بين إيران و السعودية وفق مخرجات المصالحة و بنود الاتفاق الذي تم بينهما برعاية الحكومة الصينية في بكين .
** التوقيع على معاهدة الشراكة الشاملة بين إيران و روسيا .
هنالك بضعة خطوات أخرى ضرورية على طريق استكمال وطنية و براغماتية النظام في إيران , أهم هذه الخطوات هي التخلي عن الطبيعة العسكرية لبرنامجها النووي و عدم دعم تنظيمات المقاومة المسلحة ضد إسرائيل .
رابعا : الجمهورية التركية .
بتخلي حكومة اوردوغان في تركيا عن دعم تنظيمات الإخوان المسلمين في الدول الأخرى و بخروج حزب العدالة و التنمية من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تحققت أولى الخطوات نحو الانتقال التدريجي للوطنية التركية التي لا يهمها سوى مصلحة تركيا .
لازالت القيادة الأوردوغانية لتركيا تلعب على حبال تناقضات العالم المتعدد الأقطاب , ففي الوقت الذي هي عضوا في حلف الناتو قدمت طلبا للانضمام لمجموعة بريكس , و رغم أن طلبها للانضمام للاتحاد الأوربي لازال محفوظا منذ سنين عديدة في ادراج هذا الاتحاد قدمت طلبا للانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون , النظام في تركيا بحاجة ماسة الى حسم خياراته و عدم البقاء معلقا في هذه التناقضات .
خامسا : إمارة افغانستان الاسلامية .
أخذ نظام حركة طلبان الجهادي الإسلاموي يتحول بشكل تدريجي الى نظام وطني يضع مصلحة افغانستان فوق اهمية دعم الحركات الجهادية في البلدان الأخرى , فقد انسلخت حركة طلبان عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين و انهت دعمها لحركة طالبان باكستان و كذلك قطعت كل علاقتها السابقة مع تنظيم القاعدة و داعش و منعت جماعة الأيغور من استخدام الأراضي الأفغانية كمنطلق لنشاطها المسلح الذي يسعى الى انفصال المنطقة التي يسكنها الأيغور عن الصين و إقامة إمارة اسلامية فيها .
لقد استفاد نظام حركة طلبان من التعددية القطبية في العالم فأقام علاقات اقتصادية مع الصين و روسيا , لكنه لازال في بداية الطريق لإقامة علاقات أوثق مع دول العالم الأخرى .
سادسا : جمهورية مصر العربية .
تمكنت المؤسسة العسكرية المصرية الممثلة بالجيش المصري من إزاحة الإخوان المسلمين عن السلطة في مصر بانقلاب عسكري مدعوم شعبيا على نطاق واسع و تنصيب الجنرال عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية , و بذلك تم حسم الموقف عسكريا و وضع خارطة طريق لإقصاء و اجتثاث تنظيم الإخوان المسلمين من الحياة السياسية في مصر .
من اهم نتائج اقصاء حركة الإخوان المسلمين و منعه من حكم مصر هو عزلها عن كل نشاطات حركة الإخوان المسلمين الدولية التي تنشط في بلدان أخرى , حيث عزز هذا الإقصاء من نهج الحكومة المصرية الوطني الذي يضع مصلحة مصر في المقدمة .
لقد اتخذت حكومة عبد الفتاح السيسي إجراءات عديدة لتعزيز وطنية نظامها بإقامة علاقات مع أقطاب دولية مختلفة حيث تمكنت مصر من أن تصبح عضو اساسي في مجموعة بريكس , و بذلك ستتمكن مصر من المشاركة في بناء اسس لعالم متعدد الاقطاب يحقق منافع لجميع الدول و خصوصا لدول الجنوب العالمي .
سابعا : الجمهورية التونسية .
تختلف التجربة التونسية تماما عن التجربة المصرية , إذ إن ما حصل في تونس هو رجحان كفة القوى اليسارية و تراجع كفة قوى الإسلام السياسي و كانت صناديق الاقتراع هي صاحبة القرار الفصل , حيث تمكنت هذه القوى بقيادة الرئيس التونسي قيس سعيد من أستلام مقاليد الحكم و تثبيت المصالح الوطنية لتونس بعيدا عن أسلمة سياسة الدولة التونسية .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )
- نتائج الانتخابات في المانيا و مسارات التغيير في أوربا
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 2 )
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 1 )
- سوريا الى أين ...؟
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 4 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 3 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 2 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 1 )
- حل الدولتين بين الحقيقة و الوهم ( 2 )
- حل الدولتين بين الحقيقة و الوهم ( 1 )
- اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ... مَنْ انتصر على ...
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 3 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 2 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 1 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 2 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 1 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 1 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 2 )


المزيد.....




- أمريكا تعلن إلغاء 5200 برنامج من USAID والإبقاء على 1000
- احتيال على الطريقة الأوكرانية
- -الشرع زعيم متمردي سوريا تودد للعالم لكنه الآن متهم بارتكاب ...
- السلطات الأمريكية تعتقل الناشط محمود خليل قائد الحراك الطلاب ...
- بعد أيام دامية.. وزارة الدفاع السورية تعلن انتهاء -العملية ...
- الاستخبارات الروسية: لندن منزعجة من ترامب بسبب طريقة حواره م ...
- ظنها مجرد صدفة جميلة.. غواص ينجو بأعجوبة من كائن سام في البح ...
- مصدر أمني يتحدث عن عملية ملاحقة الإرهابيين الأوكرانيين في رو ...
- عقيد أوكراني سابق: إذا طال أمد النزاع فلدى كييف خيارات سيئة ...
- اصطدام ناقلة نفط أمريكية وسفينة حاويات برتغالية قبالة سواحل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 2 )