أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - إضاءات على-سوراقيا- وخارطتي برنارد لويس و بيترز الانشطاريتين !















المزيد.....



إضاءات على-سوراقيا- وخارطتي برنارد لويس و بيترز الانشطاريتين !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنتفق ابتداءً على أن الصراع الدائر في سوريا حاليا ليس"شنسيعيا " أو" سنشيعيا" كما تحاول جهات عديدة تسويقه ، لأنه أشمل وأخطر من ذلك بمراحل وله علاقة وثيقة بشرق أوسط جديد لطالما كرر استعراض خرائطه ،وعرض مخططاته كل من ترامب،وصنوه النتن جدا ياهو، فلا دمشق نظام الأسد العلماني المقبور كانت علوية،ولا دمشق الشرع الحالية أموية،كما أن ما يجاورها من العواصم "بيروت وبغداد وعمان"لم تكن يوما عباسية ولا عثمانية في ظل الانظمة الجمهورية والملكية العلمانية السابقة واللاحقة في التاريخ الحديث بالمرة،وكل ما يُرفَع من شعارات،ويُصَدرُ من بيانات، ويَعلو من هتافات،ويُطلق من تصريحات،ويَتعالى من جعجعات بهذا الصدد إنما هدفها هو - مذهبة - هذا الصراع الدموي لتسطيحه وتقزيمه،وبما لا يعدو أن يكون مجرد محاولات خائبة لا أساس لها من الصحة اعتاد على اشعال حطبها سياسيون يعتاشون على الطائفية عبر تكتيك الهروب الى الأمام ، ليروج ما يطرحونه من بعدهم ذباب الكتروني مدفوع عاطفيا أو طائفيا أو ماديا وغايتهم الأساس استدعاء التاريخ- نوستالجياً - تمهيدا لاستعدائه – جيو سياسيا – أملا بمداعبة عواطف الجماهير المغلوبة على أمرها والغارقة بالفقر والبؤس والبطالة واليتم والأمية والفاقة والنزوح والمرض والتهجير والتدخلات الأجنبية لا أكثر مع العمل على الهائها و إعادة اصطفافها طائفيا ، تمهيدا لفوز هذا الطرف أو ذاك بالانتخابات البرلمانية المقبلة مستثمرا هذا الاصطفاف العصبي المقيت،يقابلها التمهيد لمطالبة أطراف أخرى بالفدرلة أو بالأقلمة وربما بالانفصال كذلك متكئة على أصطفاف تحريضي مضاد ومواز غير مأمون العواقب والتبعات، لتبقى بين سندان التحريض ومطرقة التعتيم الضحية الأولى والأخيرة هي الجماهير المسحوقة أسوة بمدنهم ومحافظاتهم التي تعاني الأمرين من تبعات الفساد المالي والاداري والسياسي المستشري بين كل الأطراف..نقطة راس سطر!

ثالوث الطائفية والاستبداد والاستعمار
الحقيقة أن الصراع في سوريا بالأمس واليوم وغدا هو صراع عرقي وطائفي في جانب منه فحسب ، وهو صراع بين الاستبداد والاستعباد في جانب آخر، كما أنه صراع كسر عظم بين دول اقليمية وعالمية مختلفة فوق ثرى هذه الأرض التاريخية المهمة ولاعتبارات عديدة ، ومصالح شتى حيث الكل يمارس حروبا بالأصالة أحيانا ، وبالوكالة أحايين عبر ميليشياتهم المسلحة ، ومرتزقتهم ، وأذرعهم الاخطبوطية ، وبنادقهم المستأجرة ، وبما سأحاول تلخيصه بعيدا عن التعقيد والاسهاب الممل فضلا على الاختزال المخل، مع لفت الأنظار الى أن ما ستقرأه في هذا المقال ليس بالضرورة أن يأتي متوافقا مع وجهة نظرك ،أو متماهيا مع ما تتمناه ،ولا أن يأتي متناغما مع ما تود أنت سماعه، وقد يكون كذلك بالفعل ، جزئيا أو كليا، لأنه وببساطة عبارة عن قراءة وصفية تحليلية أزعم بأنها تتصف بالموضوعية المتأنية ، وتتسم بالحيادية المتعدية كتبت بجهد المقل لتستقرىء ماضيا ، وتستجلي حاضرا ،وتستشرف مستقبلا ،وتنير بصائر بعضها قد أعمتها الطائفية في جانب منها ، ولتصحح مفاهيم ،لتفكك لبسا ، وتسبر غورا ، وتفصل مجملا ، وتوضح مشكلا ، وتقيد عاما، وتخصص مطلقا ، والأهم هو لتسلط الضوء على متلازمات مصفوفات موهومة قد أغلقت على أذهان كثيرين بفعل الاجندة والبروباغندا الاقليمية والدولية المتتالية التي تحركها من خلف الكواليس وبلا توقف كزخات مطر غزير في ليلة شتائية عاصفة حرفت البوصلة عن اتجاهها الصحيح وبما أعتم الرؤية ، وشوش الرؤى، وأرق الرؤيا ، وبالتالي فلا مكان في هذا المقال للخطرانيات ولا للطوباويات والفنتازيات والعصبيات واليوتوبيات ونقيضها الديستوبيات البتة، فإن كنت ممن لا يضيق صدرا بالانصات الى وجهات النظر المخالفة ، ولا ممن يأخذ الكلام جزافا هكذا على عواهنه ليسلم قياده من دون نقد بناء في تعامله مع وجهات النظر المتفقة مع ما يعتقده ، فتابع القراءة مشكورا لأنني هاهنا لست بمعرض ارضائك ولا ازعاجك ، و ليس بالضرورة بأن ما ستقرأه يمثل ما أرجوه وما أتمناه شخصيا ، بقدر كونه استعراض لما يجري واقعا على الأرض وبما سنعاني جميعا من تبعاته مستقبلا إن لم نتدارك الأمور قبل ذهابها الى هاوية المجهول بصرف النظر عن حبنا أو بغضنا لها ،عن معارضتنا أو اتفاقنا معها !

ثورة الساحل السوري ليست الأولى ولن تكون الأخيرة !
لنقر ونعترف وبكل شفافية وموضوعية بعيدا عن التحيز والانحياز ، بأن دولا بعيدة وقريبة، مُحبَةِ وكارهة،عدوة وصديقة، مؤيدة ومعارضة ، كلها قد أصيبت بعصف ذهني إن لم يكن بمقتل من هول الصدمة المترتبة على سرعة زوال النظام السوري السابق وانهياره كليا برغم عدته وعتاده وأجهزة مخابراته واستخبارته وجيشه الجرار وحزبه وأفرعه الأمنية التي لا تعد ولا تحصى في الثامن من كانون الثاني 2024 وبظرف أسابيع معدودة كل ذلك من دون قتال ولا صدام ولا مواجهات تذكر مع الثوار حتى أن الخسائر البشرية لم تتعد سقوط بضع عشرات من كلا الطرفين مع تأشير وبخلاف المتوقع في مثل هذه الحالات عدم وقوع عمليات سرقة ونهب للممتلكات العامة والخاصة إلا لماما، وبما يشبه تلكم الصدمة – مع فارق المواجهات والمعارك هنا وهناك كذلك حقبة الحواسم - التي أصيبوا بها قبلا حيال سرعة انهيار النظام العراقي في آذار / 2003، ففي العراق انشغل بعضهم بكيفية التعامل واقعا مع احتلال أجنبي شعاره ما رفعه قبلا الجنرال مود عند احتلال بغداد عام 1917 " لقد جئنا محررين لا فاتحين " بزعم ارساء دعائم ديمقراطية عابرة للحدود ، وذلك بعد عقود من التحرر من ربقة الاستعمار البغيض، فيما انشغل آخرون بسرقة ممتلكات الدولة من مصارف وبنوك ووزارات ومؤسسات ودوائر حكومية وكما لايخفى على كثيرين ،ولكن بعيدا عن عمليات الثأر والانتقام بحق أزلام النظام السابق وبخلاف كل التوقعات، أما في سوريا فقد انشغل الناس بدورهم عن عمليات الثأر والانتقام من أزلام النظام المقبور بالبحث عن مصير أبنائهم من السجناء والمفقودين والمختفين قسرا وانتظار عودة النازحين في الخارج والداخل الى مناطق سكناهم الاصلية، وتحسين الواقع الاقتصادي المنهار، ورفع العقوبات الاقتصادية المهلكة ، والبدء بعملية اعادة الإعمار، والعودة الى أحضان جامعة الدول العربية ، ومنظمة التعاون الاسلامي، وافتتاح السفارات والقنصليات، ولكن وفي كلا الحالتين كانت عملية الانتقام بمثابة " ثأر مؤجل" عادة ما يؤججه التحريض الشعبوي والسياسي والإعلامي المتواصل مع النفخ المتواصل في نيرانه الكامنة تحت الرماد كفتنة شعواء لعن الله تعالى من أيقظها ، مصحوبة بتحريض مضاد، لتكون النتيجة المهلكة على الدوام وعلى قول الشاعر قديما :
أرى تحت الرماد وميض جمر...ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعودين تذكى...وإن الحرب مبدؤُها كلام

ففي العراق سرعان ما اندلع الثأر،والثأر المضاد ليس بعد الاحتلال مباشرة وإنما بعيد أحداث سامراء المشؤومة ، أما في سوريا فلقد بدأ الثأر المؤجل وعلى ما يبدو بعيد ثورة الساحل السوري وليس عقب سقوط النظام !
وبما أن التاريخ وكما يقال يعيد نفسه،وبما أن الحكمة تقول"لا جديد تحت شمس السماء يُروى،ولا قديم فوق أديم الأرض يُعاد " فعلى منوالها كانت صدمة انسحاب القوات الامريكية الفوضوي والمفاجئ من أفغانستان في آب / 2021، وقبلها انهيار الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو الذي يمثل الضد النوعي الموازي لحلف الناتو في 25 - 26 كانون الأول/ 1991، وما سبقها وأعقبها من سقوط مدو كأحجار الدومينو لكل الانظمة الشيوعية الحاكمة في شرق أوروبا ،وأبرزها نظام تشاوشيسكو في رومانيا في كانون الثاني /1989 وما تلاها من عملية اعدامه مع زوجته ميدانيا على طريقة إعدام طاغية ايطاليا موسوليني بمعية عشيقته كلارا في نيسان / 1945، كذلك الحال مع انهيار جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية السابقة التي اندلعت في أرجائها الحروب الأهلية الدامية بين مختلف المكونات والاقليات بين عامي 199-1999 وبما أسفر عن تفككها الى دول عدة ،اضافة الى سقوط 250 الف قتيل و أضعافهم من الجرحى والمعاقين والنازحين على أقل التقديرات ، ولم يختلف الحال مع الثورات التي اندلعت تباعا في أصقاع جمهوريات آسيا الوسطى وشمال القفقاس وعلى قول أجدادنا " إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه ".
لقد شهدنا في غضون الأيام القليلة الماضية وعلى نطاق واسع اشتعال ما وصفه بعض المراقبين بـ" المعركة الرقمية الخفية " فيما وصفها آخرون بـأنها حرب اعلامية مضللة، نشط خلالها الذباب الالكتروني ، وشمرت الوحدة 8200 الصهيونية فيها عن ساعد الجد بالقاء المزيد من الزيت على النيران، ليُنشَر ويعاد تداول مقاطع مؤسفة للغاية على مواقع التواصل والمنصات كافة فضلا على الفضائيات ملتقطة بالهواتف النقالة عن أحداث ومجازر دموية تشيب لهولها الولدان ، ويندى لبشاعتها جبين الانسان ، بعضها مفبرك أو معمول بالذكاء الاصطناعي أو مجتزأ من سياقه ،أو مقتبس من حوادث جرت في مناطق أخرى من العالم ، وبعضها حقيقي ولكن بشقين " الشق الأول تناول أحداث الساحل وما رافقها وأعقبها من جرائم ألقى كل طرف من طرفي النزاع بكرتها في ملعب الآخر محملا إياه المسؤولية كاملة "،قابلها اعادة نشر مقاطع تناولت جرائم نظام الاسد منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 ،وحتى سقوطه غير مأسوف عليه أواخر عام 2024، لتخرج علينا أفلام وثائقية ،وتقارير حقوقية ، وصور توثيقية عن مجازر ومذابح وجرائم أخرى ارتكبها نظام الاسد منذ توليه السلطة عام 1971، وأشهرها مذبحة حماة ،وسجن تدمر، اضافة مجزرة مخيم تل الزعتر في لبنان ،وتورطه بمقتل رفيق الحريري، واغتيال كمال جنبلاط ، زيادة على فضائح سجن صيدنايا ، والمزة،ومسالخ أفرع وأقسام الأمن المختلفة على مدار خمسة عقود من الطغيان والاستبداد ، علاوة استخدام البراميل المتفجرة التي ألقيت أطنانا على مدن وبلدات سورية عدة ،كذلك مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في الغوطة ومعضمية الشام، بغاز السارين في آب / 2013والتي أسفرت عن مصرع 1450 مدنيا ، فيما أكد مركز توثيق الانتهاكات الكيمياوية السوري ، ومثله الجمعية الطبية السورية الأميركية ، و مجلة اللوموند الفرنسية ، بأن استخدام هذا السلاح الفتاك والمحرم دوليا قد تم ولمرات عدة وفي مناطق مختلفة من سوريا !
كل ذلك جاء بعد أيام قلائل من حضور الحكومة السورية الجديدة في أول اجتماع للقمة العربية في القاهرة ولقائها العديد من الملوك والامراء والرؤساء العرب وبما يبشر بمستقبل مستقر وآمن وواعد، كما جاءت بعد أيام قليلة من الحديث عن رفع العقوبات الدولية عن سوريا والمباشرة بإعادة الإعمار وكأن هناك من أزعجه كل ما تقدم ليفت في عضده فعقد العزم على خلط حابل بنابل واثارة القلاقل والفتن قبل فوات الآوان والكل يتساءل بمن فيهم ابن خال بشار الاسد شخصيا "رامي مخلوف "إذا كان النظام المقبور قد فشل كليا في حماية كيانه من السقوط وهو يمتلك مئات الألوف من المجندين ، وآلاف الدبابات ، ومئات الطائرات ، والفرق الحزبية والافرع الامنية المختلفة ، بمساندة روسيا ، ودول اقليمية فاعلة ، فهل يريد استعادة الحكم مجددا وقد فقدها كلها بربطة المعلم ؟! سؤال منطقي على عائلة الاسد الفار الى روسيا بمليارات سوريا المفلسة الجريحة الإجابة عليه !
وبما دفع الإعلامي السوري عبد المسيح الشامي ، لتوضيح بعض الملابسات كاشفا عن ،أن" بعض الموالين للأسد من الخارجين عن القانون كانوا يستهدفون المدنيين العزل إما لرفضهم الانضمام إلى القتال ضد حكومة الشرع ، أو بهدف تحميل قوى الأمن الحالية مسؤولية المجازر عبر نسب هذه الجرائم إليها" على حد وصفه وزعمه ، ولكن ومهما يكن من أمر فإن الانتهاكات قد وقعت بالفعل ولا سبيل لانكارها لأن شعاع الشمس لايحجب بغربال ، سواء على يد هذا الطرف ،أو ذاك ، لتبقى الخشية قائمة من مغبة استمرار التصعيد الرقمي والفضائي على الحال الذي نعيشه اليوم خوفا من انتقال هزاته الارتدادية المدمرة الى دولة مجاورة ولاسيما العراق ولبنان والكل في غنى عن ذلك كله ولما تتعافى المنطقة بأسرها من حروبها ومصائبها بعد !



لا تستبدلوا مغصا بصداع

عبد الرحمن الكواكبي ،وفي كتابه ذائع الصيت" طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد "والذي يعد واحدا من أرفع الدراسات وأرقى البحوث التي تناولت "موضوعة تفسير التاريخ ومقدمات صناعته، ونتائج انهياره " أسوة بمقدمة " ابن خلدون " و كتاب " الأمير " لـ ميكافيلي ، قد أشار الى جملة نقاط مهمة جدا عن النتائج المترتبة على الاستبداد في أي زمان ومكان ومنها " لا يفرحنَّ المستبدُّ بعظيم قوَّته ومزيد احتياطه، فكم جبّارٍ عنيدٍ جُنِّد له مظلومٌ صغير، وكم من جبّار قهّار أخذه الله أخذ عزيزٍ منتقم " مستدركا بالقول " ولكن يجب وقبل مقاومة الاستبداد، تهيئة ما يُستَبدَل به الاستبداد " لماذا يا شيخنا الكواكبي ؟ قال " لأن الأمَّة إذا ضُرِبَت عليها الذِّلَّة والمسكنة، وتوالت على ذلك القرون والبطون، تصير تلك الأمَّة سافلة الطِّباع.. وقد تنقم على المستبدِّ نادراً، ولكنْ، طلباً للانتقام من شخصه لا طلباً للخلاص من الاستبداد، فلا تستفيد شيئاً، إنما تستبدل مرضاً بمرض؛ كمغصٍ بصداع، وقد تقاوم المستبدَّ بسَوق مستبدٍّ آخر تتوسَّم فيه أنَّه أقوى شوكةً من المستبدِّ الأول فلا تستفيد شيئاً، إنما تستبدل مرضاً مزمناً بمرض حديث" ولله درك يا كواكبي ولا فض فوك على هذه العبارات الذهبية .
ولا غرو بأن سوريا ليست بعيدة عن هاتيك الدوامة "النفس- إجتماعية" البغيضة في حال لم يصر الى اعتماد ما يمنع وقوعها ابتداء حذو القذة بالقذة وعلى النقيض مما حدث في معظم دول العالم قبلنا عبر التاريخ وكل ذلك لا يكون سوريا إلا بـ :
- رفع العقوبات الدولية ، مع المباشرة بعمليات إعادة إعمار المناطق المدمرة فورا ومن دون ابطاء.
-إعادة افتتاح وتأهيل المزارع المهملة والمجرفة، كذلك المصانع السورية المدمرة أو المتوقفة لتشغيل الايدي العاملة وكبح جماح البطالة المستشرية والتخفيف من غلوائها وشدة آثارها المدمرة ولتغطية الأسواق المحلية بما تحتاجه من المنتجات الزراعية والصناعات الوطنية وتوفير العملة الصعبة .
- إعادة افتتاح جميع السفارات والقنصليات والملحقيات العربية والاجنبية في الاراضي السورية ، ومثلها افتتاح ما يناظرها سوريا وفي مختلف العواصم والدول .
- الإسراع بفتح باب الاستثمارات وتدفق الأموال العربية والأجنبية الى المصارف والبنوك السورية لتقوية العملة المحلية ، وتحسين الواقع الاقتصادي ، وتخفيف حدة التضخم والركود والانكماش الاقتصادي .
- الاسراع بكتابة دستور جديد وشامل باشراف اساتذة واكاديميين ومتخصصين بالقضاء والشريعة والسياسة والقانون .
- تشكيل حكومة دائمية بدلا من المؤقتة الحالية على أن تضم نخبة من التكنوقراط وأصحاب الخبرات والشهادات العليا ومن مختلف الطوائف والقوميات والأديان .
- التحول الى نظام انتخابي رئاسي حقيقي يستبدل فيه الرئيس كل أربع سنوات قابلة للتجديد لولاية ثانية واحدة فقط ، مع تحديد موعد ثابت وسريع لإجراء الانتخابات الرئاسية باشراف ومراقبة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية الرصينة المعنية .
- تحديد موعد ثابت وسريع لإجراء الانتخابات البرلمانية ، على أن يصار الى تشكيل برلمان سوري يضم مجلس أعيان ، ومجلس نواب يستوعب عديد المكونات والطوائف وفقا للنسب السكانية وأصوات الناخبين وليس بناء على الكوتا ، أو على المحاصصة التوافقية البغيضة جدا والتي لم تأت ولن تأتي بخير قط !
- الإسراع بتشكيل جيش وطني يضم كافة أطياف الشعب السوري،مرفقا بسحب كل أنواع السلاح المؤدلج والمنفلت والموازي ومن دون ابطاء ،مع حصر السلاح بيد الدولة فقط لا غير،واعادة التجنيد الالزامي ، بالتزامن مع حل كل الجماعات المسلحة وتجميدها وتقييد حركتها وتقليص نفوذها فورا وملاحقة المتورطين منهم بدماء السوريين .
- مواجهة تدخلات كل من روسيا وأمريكا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وايران وتركيا والكيان الصهيوني وقسد وتنظيم البكاكا وكل ميليشياتهم وتنظيماتهم وأذرعهم المسلحة كذلك أجنحتهم السياسية المرجفة ، وأبواقهم الإعلامية المحرضة ، اضافة الى قطع دابر كل عصابات الجريمة المنظمة وتجارالكبتاغون ومهربي الاثار وجلهم إما أنهم قد تضررت مصالحهم بسقوط النظام السوري، أو أنها قد بدأت للتو بسقوطه ، وبما دفعهم للتكالب على سوريا ،تكالب الاكلة على قصعتها في مرحلة ما بعد الأسد، هذا لاستعادة بعض ما خسر من أمجاد ومصالح وأحلام مريضة وفقد، وذاك للبدء بما يحلم به وبما تعهد به لشعبه وبلده وشركاته ووعد، والنتيجة هي محاولة كل منهم فرض اراداته ومخططاته ورغباته وأجنداته وأطماعه التوسعية على حساب الشعب السوري المظلوم ولا أستثني منهم أحدا قط ، بخلاف ذلك كله فإن الثورات والقلاقل والفتن ستتوالى داخل الاراضي السورية بدفع من هذا الطرف الخارجي أو ذاك وبما سيفضي الى مزيد من الدماء والاحتراب والقمع الداخلي لضبط الأمور المنفلتة وبما سيخرج بعضها عن السيطرة كليا، ليؤدي في نهاية المطاف وعلى قول الكواكبي مع بعض الاضافة الضرورية "الى استبدال مغص النظام السوري القديم، بـ صداع النظام السوري الجديد" والذنب في هذه الحالة كله يقع لا محالة على كل من لا يريد ارساء دعائم الاستقرار لسوريا أمنيا واقتصاديا وسياسيا وبأسرع وقت ممكن وقبل فوات الآوان وعلى الدول العربية والاسلامية تحمل مسؤوليتها كاملة لانقاذ هذا البلد الجريح قبل أن ينجر الى أتون حرب أهلية ضروس لا تبقي ولا تذر .
ولا ريب بأن مواجهة كل هؤلاء المتربصين والطامحين بتقاسم الكعكة السورية دفعة واحدة يعد ضربا من الخيال الجامح وبحكم المستحيل ولابد من دبلوماسية نشطة ودهاء سياسي محنك يمسك العصا من المنتصف ليتحالف النظام السوري الجديد مع بعض المتربصين ويهادن أو لنقل يطمئن آخرين – ما خلا الكيان الصهيوني المسخ بطبيعة الحال –ضمانا لمزيد من الأمن والاستقرار،وللبدء بعملية إعادة النازحين والإعمار،ولمنع التدخل الخارجي في الشأن السوري من قبل دول الجوار وما وراء البحار بهذه الذريعة أو تلك !
-الاسراع بحل الاشكال القائم في الشمال السوري مع منظمة قسد وعدم ترك الأمور سائبة على الغارب، فإما صلح دائم ودمج بالقوات المسلحة ، وإما تعايش سلمي وحكم ذاتي، وإما عقد اجتماعي ووثيقة عهد ووفاق وتضامن بين الطرفين ليأمن كل واحد منهما شر الآخر من جهة، وللحفاظ على وحدة الأرض والتراب السوري من جهة أخرى، ومثل ذلك مع بقية الطوائف والمكونات جنوب وشرق وغرب سوريا .

التحليلات المتعجلة لا تأتي بخير !
الحقيقة أن تلخيص المشهد السوري المعقد الشائك ببضع تحليلات متعجلة اتسم كثير منها بقصر الفكر والنظرعلى سواء عبر المنصات ومواقع التواصل والنشرات الاخبارية، ومن خلال تقارير مقتضبة بينة الأحادية ، واضحة الإنحياز، صارخة اللاموضوعية ، بعضها زاد من المشهد السوري تعقيدا وقتامة وغموضا،وبما أراه غير موفق ولا مسدد بالمرة،إذ لابد من تحليل أوسع وأطول وأشمل، ذاك أن المطلوب ليس البحث عن الترند ، بقدر الحاجة الى تحليلات أكثر موضوعية وحيادية وبما يستدعي المقدمات ليضع في ختامها النتائج ، يتطرق الى المدخلات ليبين لنا المخرجات، يسلط الأضواء الكاشفة على مجمل العقبات ليضع السبابة والأبهام على مواطن الخلل ومجمل الاشكالات والمشكلات وعديد المعيقات ليصيغ لها حلولا واقعية وعملية ومناسبة وإن كانت مؤقتة ولكن عاجلة غير آجلة،علما بأن ما جرى في غضون الأيام القليلة الماضية في منطقة الساحل السوري من اشتباكات عنيفة ، ومواجهات دامية بمختلف أنواع الاسلحة رافقها انتهاكات لا حصر لها لحقوق الانسان سيتكرر خلال الشهور المقبلة وبصورة ربما تكون أشد وقعا،وأكثر دموية، وأبعد أثرا لتتوسع دائرتها وتمتد هزاتها الارتدادية إلى سوريا برمتها فضلا على بعض دول الجوار وبما لا تحمد عقباه .
وألفت الى أن انقلاب مناطق الساحل ، أو بالأحرى ثورة أزلام النظام النصيري المقبور وهذا هو التوصيف الأدق من وجهة نظري،فلا عائلة الاسد تحمل لقبها الذي عرفت به واقعا ، واسمها الحقيقي هو عائلة الوحش الذي اضطرت الى استبداله بآخر أكثر مقبولية وشعبوية من الوحش وما يرتبط بهذه الكنية من مثالب ورزايا ، ولا النظام الساقط كان – علويا – كما يشاع لأن هذا التوصيف كان الفرنسيون قد أطلقوه على هذه الأقلية الطائفية لتسويقهم عاطفيا وتاريخيا بين الشعب السوري وغالبيته من العرب السنة ممن لا مشكلة لهم مع آل البيت ولا أحفادهم من العلويين البتة ، بخلاف مشاكلهم العميقة والغائرة مع – الطائفة الباطنية النصيرية الاسماعيلية النزارية – التي تؤمن بتناسخ الأرواح ولا تعترف بأركان الاسلام الخمسة، والتي حكمت البلاد والعباد بقبضة من حديد على مدار خمسة عقود بعد سيطرتها على قيادة حزب البعث الحاكم وتغلغلها بكل مفاصله لتذيق الشعب السوري ألوان العذاب والويل والثبور حيث الاعتقالات التعسفية والمداهمات الليلة والنهارية ، حيث السجون والمعتقلات السرية والعلنية ، علاوة على أحواض التيزاب والملح والمكابس داخل الفروع الأمنية ، كذلك المقابر والاعدامات الجماعية ، وعمليات الإخفاء القسري بناء على الشبهة وتقارير المخبر السري والدعاوى الكيدية،حيث تكميم الافواه وسحق المعارضين السياسيين وحكم أحادي مركزي شمولي لايؤمن على الاطلاق بالتعددية الحزبية و الفكرية والسياسية ، وبما أسفر عن مقتل عشرات الالوف وفقدان أضعافهم ممن لا يزال مصير المئات منهم مجهولا حتى كتابة السطور وبما دفع العديد من المراقبين الى توقع حجم وطبيعة الاعمال الثأرية والانتقامية على خستها ودناءتها وبشاعتها والتي رافقت وأعقبت ثورة الساحل، وثمنها لم ترتكب أثناء وبعيد سقوط النظام أواخر العام 2024،بل على العكس من ذلك فقد تم اصدار عفو شامل مشفوع بمنح الأمان للجميع شريطة تسليم السلاح وتسوية الوضع القانوني أمام اللجان التي شكلت لهذا الغرض، تحت شعار" عفا الله عما سلف" وبما أثار امتعاض ضحايا النظام السابق ومغدوريه ونازحيه ومشرديه ومظلوميه وخروجهم في تظاهرات حاشدة مطالبين بالقصاص ، وقد كتبت في ذلك مقالا بشأن ذلك بعنوان "ما هكذا يا فيصل بول مارا تورد الإبل !" ردا على دعوات الإعلامي السوري الدرزي المعروف فيصل القاسم ،حين طالب بنصب المشانق وقطع الرقاب على طريقة جزار الثورة الفرنسية " جان بول مارا" يوم كان يوقع على قوائم الاعدامات وهو يستحم في البانيو ، لأن ،والقول ما يزال للقاسم "أزلام النظام السوري الساقط سيثيرون العديد من الأزمات المعيشية والإقتصادية ويحرضون على الثورات المضادة والانقلابات كما فعلوا في مصر وتونس من قبل على حد وصف فصيل القاسم ،في بوست له كان قد نشره على صفحته على الفيسبوك بعيد نجاح الثورة مع أن الفارق كبير جدا بينها ،داعيا الى تصفية جميع الخصوم وبلا رحمة ،وفي حال لم يفعلوا ذلك على وجه السرعة فإن أزلام النظام السابق سيفترسونهم وسيعودون ليسقطونهم ويعلقونهم على أعواد المشانق ويعيدونهم إلى حظيرة الطغيان ، مستشهدا بقصة مجير أم عامر الشهيرة في التراث العربي !

ملفات ساخنة لابد من أن تؤخذ بالحسبان
لايختلف إثنان ولا يتناطح كبشان على أنه ومن الخطأ بمكان ،أو لنقل "من القصور والتقصير بمكان" تناول الملف السوري الحالي مطلقا من دون المرور على:
1- علامات الساعة الصغرى وجلها ستقع في بلاد الشام وما جاورها تحديدا حتى أن بعض المناطق التي تتناقلها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية حاليا مذكور في أحاديث علامات الساعة الصغرى بالنص وفي صدارتها "الغوطة" كذلك الحال مع اسماء عديدة يفترض خروجها في العراق والشام والحجاز واليمن مستقبلا بحسب المراجع والمصادر التراثية والتاريخية منها الضعيف ومنها الموضوع ومنها الحسن ، والتي تتحدث عن شخصيات ستظهر كجزء من علامات الساعة الصغرى كظهور السفياني والقحطاني واليماني والشيصباني والخراساني وقد كثر الحديث عن هذه الشخصيات في الآونة الاخيرة بين زاعم بأن الخراساني هو المرشد الايراني، وأن السفياني هو احمد الشرع ، وأن اليماني هو عبد الملك الحوثي، وهلم جرا وذلك في اسقاط تاريخي غير موفق على الواقع المعاش وبما يبتعد عن المنهجية البحثية والموضوعية بذات القدر الذي يتقرب فيه من العصبية والمزاجية والعاطفية .
2- خارطة المؤرخ الأمريكى البريطانى برنارد لويس، والتي سبق له وأن طرحها عام 1980 وتبناها البنتاغون لتقسيم المقسم الذي قسمته اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 لصياغة شرق أوسط جديد يحلمون ببنائه على أنقاض شرق أوسط قديم لم يعد قائما في خرائطهم المستقبلية الكولونيالية والامبريالية والجيو سياسية .
كذلك الحال مع مخطط الخبير العسكري الأمريكي رالف بيترز،الذي طرحه عام 2006 وأطلق عليه مصطلح "حدود الدم" ليبين من خلاله خارطة الشرق الأوسط الجديد مستقبلا .
فالخارطة الـ برنارد لويسية المشؤومة تتضمن ومن جملة ما تتضمنه تقسيم سوريا الى أربع دويلات قائمة على أسس مذهبية وعرقية ودينية ، هما دولتان عربيتان سنيتان في حلب ودمشق ، دولة علوية في منطقة الساحل السوري، اضافة الى دولة درزية في الجولان والجنوب السوري تمتد الى شرق الاردن وبعض الاراضي اللبنانية لتضم أو تتحالف مع دويلة الكيان الصهيوني ما يفسر تحركات الكيان وتهديداته بشأن القنيطرة ودرعا والسويداء التي أعقبت احتلال جبل الشيخ ، وضم كل الاراضي المتبقية الى الجولان مشفوعا بالتوغل 600 كلم داخل العمق السوري بعيد سقوط النظام النصيري في سوريا ، لتقام هذه الدويلات الهزيلة وبحسب برنارد لويس ،بالتزامن مع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات ، شيعية في الجنوب ، كردية في الشمال ، عربية سنية في وسط العراق .
أما مخطط وخارطة الجنرال المتقاعد والخبير الاستراتيجي "رالف بيترز" والتي نشرتها مجلة "أرمد فورسز جورنال" الامريكية العسكرية عام 2006 فلم تبتعد كثيرا عن سابقتها من تقسيم سوريا والعراق كذلك اليمن والسعودية ومصر والسودان وبعض دول شمال افريقيا مع اضافة مصطلح "لبنان الكبير المتوسطي "الذي يضم الساحل السوري " طرطوس واللاذقية " ليضيف لها ايران التي ستفقد اذربيجان وكردستان وبلوشستان ، ولعل اللافت والخطير في خارطة ومخطط "بيتزر" أنه يفترض بحارا من الدماء ستعيد رسم هذه الحدود من جديد، زاعما بأنها وبرغم غزارتها إلا أنها ستصب في مصلحة القوميات المضطهدة والاقليات المهمشة والطوائف المظلومة التي لم تنصفها اتفاقية سايكس بيكو على حد وصفه وهرائه!!
3- الحكومة الـ تراماسكية AI العالمية الجديدة التي يقودها سمسار العقارات دونالد ترامب ، وذيله ايلون ماسك، والتي تسعى جاهدة الى فرض واقع دولي جديد وصياغة قطبية واحدة قائمة على تحالف المسيحية الصهيونية +المال الفاحش + التكنولوجيا المتقدمة + الرأسمالية المتوحشة والامبريالية والفاشية الحديثة !
4- موضوعة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ولها علاقة بالشام وما جاورها تحديدا يعضدها في ذلك دعوات السمسار دونالد ترامب الى توسيع رقعة هذه الدويلة الصغيرة لتضم وتقضم مساحات جديدة بمساندة أمريكا ومساعدتها .
5- الأطماع الأوروبية الكاثوليكية المرتبطة ببلاد الشام ماضيا وحاضرا والتي ما تزال تعيش بعقلية الامبريالية ومحاكم التفتيش والحروب الصليبية والكولونيالية التوسعية المقيتة .
6 - موضوعة الأطماع الروسية الارثوذكسية المرتبطة بالشام والبحر الابيض المتوسط ،ومثله البحر الأسود ماضيا وحاضرا،وقد أشار بوتين الى ذلك عشية تكريم مجموعة من العسكريين بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب على اوكرانيا ، حيث قال وبالنص "أن الله قد عهد إليَّ وإلى الجيش الروسي مهمة الدفاع عن روسيا" وبوتين معروف باعتقاده بما يعرف بـ" الأرثوذكسية النووية الروسية" التي أطلقها عام 2007 ليربط بين العقيدة الارثوذكسية كضامن للامن الروحي الداخلي،وبين العقيدة النووية كضامن لتحقيق الأمن الخارجي !
7-موضوعة الموقع الاستراتيجي المميز اضافة الى الثروات والمعادن النفيسة الداخلة في صناعة الرقائق المعدنية وتقنيات النانو وأشباه الموصلات ومثلها الوقود الاحفوري "نفط ،غاز،فحم "ولها علاقة بالشام وما جاورها تحديدا فهي غنية بالنفط باحتياطي يقدر بـ 2.5 مليار برميل، ومثله الغاز الطبيعي باحتياطي يقدر بـ 9 تريليونات قدم مكعب ،كذلك الفوسفات باحتياطي يقدر بـ 2 مليار طن، وذلك بحسب "أويل برايس" والمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية.
8 – استعادة وتحليل ما قاله كبار قادة الغرب وفي مقدمتهم الجنرال والقائد العسكري الفرنسي ، هنري جوزيف أوجين غورو ، يوم وقف أمام قبر صلاح الدين الأيوبي ، بعد دخوله دمشق عقب معركة ميسلون الشهيرة في 26 /تموز / 1920 قائلا عبارته الشهيرة "ها قد عدنا يا صلاح الدين " .
كذلك ما قاله ثعلب السياسة الامريكية اليهودي هنري كيسنجر، خلال ندوة "مدرسة جيرالد فورد للسياسة العامة" بمدينة نيويورك عام 2013، والتي أعرب خلالها عن رؤيته لمآلات الصراع في سوريا مؤكدا،بأنه " صراع سينتهي إما بانتصار الأسد، أو انتصار فصائل المعارضة السنية السورية ، أو بقبول مختلف القوميات بالتعايش ولكن في مناطق مستقلة ذاتيا على نحو أو آخر بحيث لا تقمع بعضها بعضا لأن الوحدة الوطنية السورية مصطنعة ولا تقوم إلا على قبائل مختلفة ومجموعات إثنية" وبما = خارطة برنارد لويس الانشطارية + خريطة "رالف بيترز" التقسيمية .
9 – إمعان النظر في مكانة سورية وما جاورها تحديدا في صراع الشرق والغرب القادم ، وأهمية موقعها على خريطة طرق الإمداد الدولي و"خطة الحزام والطريق " الصينية ، كذلك ممر الهند الاقتصادي العالمي الجديد ، وأهميتها للدول الصناعية السبع الكبرى ، كذلك دول منظمة شنغهاي ، التي تضم 13 دولة بينها ثلاث نووية ، ولايختلف الحال مع منظمة بريكس التي تضم حاليا 13 دولة ايضا بينها ثلاث دولة نووية ، فسوريا تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتمثل ممرا حيويا لنقل الموارد المهمة في معظم المشاريع الاقتصادية المستقبلية والواعدة .
10- أهمية سورية وما جاورها - جيو سياسيا - لكل من أوروبا وروسيا والصين وامريكا وتركيا وايران ،فضلا على العمق والأمن والاستقرار العربي والإسلامي ولاسيما قضية فلسطين والمسجد الاقصى المبارك وارتباطها الوثيق ماضيا وحاضرا ومستقبلا بالواقع السوري .
وبغير هذه القراءات الفاحصة المتأنية مجتمعة فإن كل نقد و تحليل في الشأن السوري سيكون قاصرا ،ومجاف للحقيقة ، وغير محايد يفتقر الى الموضوعية كلية ليتعامل مع نصف الكأس الفارغ أو المملوء وفقا للخلفية الثقافية والسياسية والقومية والطائفية ، ليغرد خارج سرب الواقع المعاش ، أو وعلى قول المثل الشعبي العراقي فإنه"سيخوط بصف اللكن ". أودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - فن الصعقة-لمواجهة -فن الصفقة -..القواعد العشر الذهبية لإجه ...
- مقترحات مشاريع انسانية وخيرية ارضاء لرب البرية وخدمة للبشرية
- فصاحة وصحافة وحصافة
- صوم رمضان صفاء للقلوب وتنقية للذنوب وصحة للابدان
- صوم رمضان طاعة للرحمن..طهارة من الأدران ..علاج للقلوب والأبد ...
- المضحك خانه في عصر ترامبياهو والمواطن المسحوق ال حائر بزمانه ...
- اقرأ عن تاريخ الثورات قبل أن تتكلم وإياك أن تخلط حابلا بنابل ...
- مقترحات وعتب لا يخلو من الصراحة بمناسبة اختيار بغداد عاصمة ل ...
- زلزال-ديب سيك-يهز عرش ترامبو وشركائه !
- رسائل للمثقفين الواعين ابتداء وللمرجفين والذباب الالكتروني ا ...
- زكاتك وصدقاتك وأعمالك الخيرية والتطوعية في عصر-التراماسكية A ...
- فرعون ترامب..قارون ماسك..هامان الذكاء الاصطناعي= حكم ال -ترا ...
- الى الكاوبوي ترامب الحاكم بأمر شريعة الغاب وقانون المخلب وال ...
- تحذير سيبراني من محاضرات ومواعظ الجانب المظلم في التاريخ !
- يا أحفاد الأنجلو ساكسون .. ميزان عدالتكم اللا موزون يعفو عن ...
- مأساة ياعرب مأساة !
- الشرق الأوسط الجديد ومستقبل الفصائل السورية والعراقية المسلح ...
- انطق يا اللسان المكمم واصرخ يا الضمير النائم !
- الباستيل السوري الذي فضح معتقلات الشرق الأوسط المظلمة برمتها
- ما هكذا يا -فيصل بول مارا- تورد الإبل !


المزيد.....




- رمز الوحدة الإفريقية..كيف صُممت قاعة إفريقيا في إثيوبيا لاست ...
- شاهد اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة واشتعالها على طريق في أمر ...
- من الأندلس إلى مكة... ثلاثة إسبان يخوضون رحلة الحج على ظهور ...
- -إعدامات ميدانية- من قوات موالية للحكومة و-جثث في الشوارع-.. ...
- الخارجية الصينية: قلقون من الاشتباكات المسلحة الأخيرة في سور ...
- في نقد لاذع للنخب الأوكرانية والغربية.. ماسك: يقيمون حفلات ف ...
- الصين تطلق أول نظام ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل
- رئيس وزراء كندا الجديد يتعهد بهزيمة ترامب في الحرب التجارية ...
- اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري وموالين للأسد في حلب، و-عمل ...
- حاكم دمشق الجديد يعلن عن تشكيل لجنة تقصي حقائق بعد مجازر الس ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - إضاءات على-سوراقيا- وخارطتي برنارد لويس و بيترز الانشطاريتين !