أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير خالد يحيي - الساحل السوري بين المؤامرة والانقلاب: حين كشف الغبار الحقيقة














المزيد.....

الساحل السوري بين المؤامرة والانقلاب: حين كشف الغبار الحقيقة


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.


الجذور الأولى: حين بدأت القصة

لم يكن ما حدث في الساحل السوري مجرد صدفة، بل كان امتدادًا لخيوط نُسجت منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة. كانت الأحداث تتراكم، والأدوار تُرسم بصمت، حتى وصل المخطط إلى ذروته في الأيام الماضية. الكثير من العلويين لم يفاجَؤوا بما جرى، ولم يكن الانقلاب بالنسبة لهم سوى محطة معلومة في جدول زمني دقيق، حُدد سلفًا بتواطؤ إقليمي ودولي.

مسرح الانقلاب: تحركات مشبوهة ومؤامرات خارجية

منذ أسابيع، كانت المؤشرات واضحة لمن يقرأ ما بين السطور. أرتال من حزب الله العراقي تحرّكت نحو سوريا، لكنّها أُوقفت من قبل الطيران التركي قبل وصولها. في الوقت ذاته، حاولت ميليشيات حزب الله اللبناني العبور من طريق القصير، لكنّ الزحف جُمد عند حدود النار. المال لم يكن بعيدًا عن هذه الفوضى، فقد تدفّقت تمويلات ضخمة من "قسد" لدعم الحركة الانقلابية، فيما كان الداخل السوري يترقب بصمت، حتى جاء الرد الشعبي المدوي.

ليلة الانقلاب: الطعنة التي لم تكتمل

عندما حانت ساعة الصفر، كان التمرد في الساحل السوري جاهزًا للتحرك. خرجت الحشود إلى الشوارع، ليسوا جميعًا متظاهرين سلميين، بل بينهم مئات المسلحين بلباس مدني، تحت ملابسهم البنادق، وفي جيوبهم أوراق التسوية، التي حصلوا عليها بخطأ فادح من السلطات. في لحظات، تحوّلت المدن إلى ساحة حرب مصغرة، حيث استُهدفت المقرات الأمنية والمخافر والمستشفيات.

وفي خضمّ الفوضى، كان باسل الخطيب يلعب دوره الأخير، فبعد اعتقاله على خلفية دعواته الصريحة للعصيان المدني، لم يبقَ طويلًا خلف القضبان. أُطلق سراحه بعد ستة أيام من اعتقاله، وكأنه كان يعلم ما هو قادم. قبل الانقلاب بيوم وفي اللحظة الحاسمة، كتب على صفحته ثلاث كلمات: "حيّ على الكرامة"، كانت تلك إشارة الانطلاق الأخيرة لعلويي طرطوس بأن ساعة الصفر حانت.

الرد الحاسم: تداعي المدن وانكشاف الخديعة

لكنّ الانقلاب لم ينجح، فالسوريون لم يقفوا مكتوفي الأيدي. تداعى الناس من كل المدن للدفاع عن الساحل السوري، معلنين أن وحدة البلاد لن تسقط في فخ الخيانة. في غضون ساعات، تحرّكت القوى الأمنية وقوى الجيش بسرعة، وأعادت السيطرة على الأرض. من حصلوا على أوراق التسوية ظنوا أنها درع يحميهم، لكنها لم تكن سوى ورقة زائفة سقطت مع أول اختبار حقيقي.

نهاية الوهم وبداية الحساب

لم يعد هناك شكّ في أن التسويات السابقة كانت خطأً استراتيجياً لن يتكرر، وأن التعامل مع الفلول سيتغيّر جذريًا. لم تعد هناك مساحة للتسامح، ولا فرصة للعبور مجددًا تحت ستار الورقة البيضاء. من خططوا للانقلاب، ومن دعموه، ومن ظنوا أنهم قادرون على إعادة تشكيل المشهد، باتوا اليوم بين معتقلٍ أو مقتولٍ أو فارّ لا يجد له ملجأ. لم يجلبوا لأهلهم إلا الموت والتشرد، وبعضهم لجأ إلى طلب الحماية الخارجية من روسيا واسرائيل لكن تنجح مساعيهم.

المؤامرة سقطت، والانقلاب انهار، والدولة أغلقت أبواب التفاوض نهائيًا. القواعد تغيّرت، ومرحلة جديدة بدأت، عنوانها الحسم، لا التردد، المحاسبة وليس المسامحة.
ولا خيار لهم إلا الانضواء تحت لواء الدولة، بعد الاقتصاص من جميع من تجاوزوا من الفلول وغيرهم.
فلا مكان في سوريا إلا لمواطنين مساهمين في بنائها.
ولا لأي سلطة خارجية في سوريا إلا سلطة الدولة السورية.

#دعبيرخالديحيي



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا.. معركة الوحدة في مواجهة رياح التقسيم والعقوبات والتحر ...
- سوريا بين فكي العاصفة: تحديات الداخل والخارج
- بين المبدأ والانتهازية.. الفن حين يكشف الوجوه الحقيقية
- تجليات العزلة والاعتراف في السرد الوجداني : قراءة في بناء ال ...
- مي سكاف: نجمة الحرية التي أبت أن تنطفئ
- حسن نصر الله: زيف إيران الذي احترق بنيران الحقيقة
- أدب الرحلات المعاصرة: سفر في الجغرافيا والذات دراسة ذرائعية ...
- اغتيال الحريري: الرصاصة التي فجّرت لبنان
- (ألفيّة القس جوزيف إيليا) بين هندسة الشكل وجمالية القيَم في ...
- مجزرة حماة 1982: إبادة جماعية بأوامر الأسد وجرح لم يندمل
- الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذر ...
- مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إ ...
- النقد وأدب الذكاء الاصطناعي
- الميتاقص- أساليبها وتمظهراتها في قصة / رسول الشيطان/ للقاص ا ...
- ديستوبيا الماسونية الجديدة في رواية (العوالم السبع) للأديب ا ...
- أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) د ...
- قراءة في رواية / جبل الزمرد/ للروائية المصرية منصورة عز الدي ...
- تجلّيات المكان في أدب الحرب رواية / زند الحجر/ أنموذجًا للكا ...
- اقرئي.. ابحثي.. واكتبي
- فن الواو.. فن الإيحاء والتجريد بمفهوم ذرائعي الناقدة الدكتور ...


المزيد.....




- تقديم الساعة 60 دقيقة.. بدء تطبيق التوقيت الصيفي في مصر
- ترامب: نقترب من التسوية وموسكو ليست عقبة
- مدمرة هندية تعترض صاروخا بمنظومة متطورة
- منظمة التحرير الفلسطينية توافق على استحداث منصب نائب للرئيس ...
- تواصل المواجهات في الفاشر وسط أزمة إنسانية متفاقمة
- -وول ستريت جورنال- تكشف هوية أقرب مستشار لنائب الرئيس الأمري ...
- في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة عل ...
- إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية.. ...
- لأول مرة في تاريخها - منظمة التحرير الفلسطينية تستحدث منصب ن ...
- نتنياهو: مستعدون لمواجهة إيران لوحدنا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير خالد يحيي - الساحل السوري بين المؤامرة والانقلاب: حين كشف الغبار الحقيقة