أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية.. وغياب الحلول الحقيقية.














المزيد.....

الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية.. وغياب الحلول الحقيقية.


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد يتكرر كل عام، شهدت المحافظات العراقية خلال الأيام الماضية حالة من الفوضى بسبب الأمطار الغزيرة التي أغرقت الشوارع الرئيسية والفرعية، وأدت إلى شل الحركة المرورية وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين. ومع أن هذه الظاهرة ليست جديدة، إلا أن الإجراءات الحكومية ظلت عاجزة عن تقديم حلول جذرية، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى استعداد الجهات المعنية لمواجهة هذه الأزمات المتكررة.
وسط غياب التخطيط واستمرار المعاناة، تعاني بغداد، ومعها العديد من المحافظات الأخرى، من بنية تحتية متهالكة غير قادرة على استيعاب كميات الأمطار الموسمية. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من هيئة الأنواء الجوية حول التقلبات المناخية المتوقعة، لم تتخذ الدوائر البلدية وأمانة بغداد أي إجراءات استباقية ملموسة، تاركة المواطنين يواجهون الفيضانات في شوارعهم وأحيائهم السكنية.
المشهد ذاته يتكرر كل عام: تتهاطل الأمطار، فتغرق الشوارع بالمياه الآسنة، وتتعطل المدارس والدوائر الرسمية، ويُحاصر المواطنون في منازلهم بسبب سوء تصريف المياه. ومع ذلك، لا تزال الحلول الحكومية تقتصر على إجراءات ترقيعية تتمثل في نشر فرق لشفط المياه بعد وقوع الكارثة، بدلًا من تنفيذ مشاريع بنيوية تنهي المشكلة من جذورها.
وتتحمل الجهات المسؤولة، وعلى رأسها أمانة بغداد والدوائر البلدية في المحافظات، المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة المتكررة. فمن غير المقبول أن تظل العاصمة بغداد، التي يفترض أنها القلب النابض للعراق، تغرق مع كل موجة أمطار بسبب انسداد شبكات الصرف الصحي أو عدم تأهيلها بالشكل المطلوب.
ورغم الميزانيات الضخمة التي تُرصد لمشاريع البنى التحتية، إلا أن نتائجها على الأرض تكشف عن فساد إداري وهدر مالي، حيث يتم تنفيذ مشاريع دون تخطيط دقيق، أو باستخدام مواد رديئة لا تصمد أمام التحديات الطبيعية.
كما أن غياب الرقابة الفاعلة والمحاسبة الجدية للمسؤولين المقصرين يجعل الوضع مرشحًا للتكرار في كل موسم شتوي، دون أن نشهد أي تحسينات جوهرية على مستوى الخدمات.
في النهاية، يدفع المواطن العراقي ثمن هذا الإهمال، سواء من خلال تعطل أعماله، أو تلف ممتلكاته بسبب الفيضانات، أو حتى المخاطر الصحية التي قد تنجم عن اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي. ومع تكرار المشهد، بات المواطن يدرك أن الحلول الترقيعية لن تخرجه من هذه الأزمة، وأنه بحاجة إلى مسؤولين يدركون حجم المشكلة ويعملون بجدية على حلها.
وما لم يكن هناك تحرك حقيقي لمعالجة أوجه القصور، فإن الأمطار القادمة ستعيد نفس المشهد المأساوي، وستغرق بغداد والمحافظات من جديد، وستظهر الجهات المسؤولة بمواقفها التقليدية التي تتراوح بين الوعود الفارغة وإلقاء اللوم على الظروف المناخية.
وأن المواطن العراقي لم يعد بحاجة إلى تصريحات إعلامية، بل يريد حلولًا واقعية تستند إلى خطط مدروسة واستثمارات حقيقية في البنية التحتية، بعيدًا عن الفساد والتلكؤ. فهل سيكون شتاء العام القادم مختلفًا، أم أن الإهمال سيظل سيد الموقف؟



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف الذكاء الاصطناعي في الكتابات الصحفية: ثورة في عالم الإ ...
- الساحل السوري بين نيران الفوضى وشبح الإبادة الجماعية
- العراق وأزمة الغاز الإيراني: بين الضغوط الأمريكية وخيارات ال ...
- وجع المعدان.. ( الآهات السومرية )
- شلع # قلع
- حداد على وطن خانه الجميع
- جاذبية نيوتن .. وجاذبية ارض كربلاء ..
- ,, ليلة الحادي عشر من محرم ليلة عصيبه على عقيلة بني هاشم ,,.
- الغباء السياسي


المزيد.....




- الطحالب البحرية: غذاء فائق الجودة أم بدعة صحية؟
- البابا فرنسيس يتبرع قبل وفاته بـ 200 ألف يورو لدعم سجن الأحد ...
- انتقادات ألمانية وأممية لأحكام غير مسبوقة صدرت ضد شخصيات معا ...
- على ماذا تفاهم الشرع مع الشابندر؟
- ترامب: من الصعب على أوكرانيا -استعادة- شبه جزيرة القرم
- ترامب: لدي موعد نهائي لمفاوضات السلام حول وأوكرانيا وبعده سي ...
- ترامب يعرب عن ثقته بأن بوتين سيستجيب لطلبه بوقف الضربات على ...
- -الشمس المزروبة- تظهر في السعودية وخبير يوضح السبب (فيديوهات ...
- الخارجية التركية تصدر بيانا بشأن قضية إبادة الأرمن عام 1915 ...
- الفصل السابع والثمانون - دانيال


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية.. وغياب الحلول الحقيقية.