أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - شعوبية تتغلف باليسار !














المزيد.....

شعوبية تتغلف باليسار !


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الساحة الفكرية العربية، ومنها السورية، استخدم المتطرفون الفئويون المنظومات الفكرية التي تقوم عليها برامج الأحزاب السياسية واتجاهات الدول في النظام الاقتصادي، وشكّل نظام الحكم وسيلة مبتذلة للتستر بها، مما جعل بعض الحركات السياسية تنحرف عن مبادئها الأصلية وبخاصة الشيوعية، بعد أن خضعت لسيطرة عناصر شعوبية متطرفة من أقليات طائفية وقومية، استغلت الفكر الماركسي، دون أن تؤمن به فعلياً، كأداة للهجوم على الإسلام والعروبة.
هذه الفئة الشعوبية الجديدة؛ لم تظهر حقيقة أهدافها الباطنية، بل ادعت الإلحاد والأممية، لكنها في الواقع مارست ازدواجية واضحة، فمن ناحية روجت لاحترام عقائد الأقليات وانتماءاتها القومية ومنعت أي مساس بها، ووصفت كل من ينتقدها بالطائفية والعنصرية، ومن ناحية أخرى، سمحت واستمرأت الإساءة إلى الإسلام والعروبة دون قيود !.
إن المنظومة الماركسية قامت على مبادئ الأممية والمساواة بين الشعوب، إلاّ أنّ متطرفي الأقليات، الذين تأثروا بظروف تربية ثقافة انتماءاتهم الطائفية والقومية، عملوا على الجمع بين ادعاء الالحاد والأممية والولاء إلى الانتماءات الطائفية والقومية فتحولوا إلى حاقدين يركزون نقدهم على الإسلام والعروبة، بينما فرضوا على الأعضاء الآخرين من أبناء الأكثرية تجنب انتقاد الممارسات السلبية للأقليات الطائفية والقومية، تحت سيف رهاب الخوف من الاتهام بالطائفية أو العنصرية.
وكان في خضم هذا التناقض، قد برزت ظاهرة انضمام أفراد من أبناء الأكثرية العربية المسلمة إلى الأحزاب اليسارية لاسيما إلى الأحزاب الشيوعية، وكان أغليهم مدفوعين بعوامل عقد اجتماعية ومراهقة صبيانية بدافع التمرد على المنظومة التقليدية التي ينتمون إليها، وليس عن قناعة فكرية. فقد كانوا يعتقدون أنهم جزءٌ من مشروع فكري عالمي لا يخضع لاعتبارات الانتماء الديني أو القومي، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم في موقف ضعيف، حيث أصبحوا مطالبين بإثبات ولائهم من خلال انتقاد هويتهم وثقافتهم العربية الإسلامية والتبرؤ منها، وفي المقابل لم يكن هذا النقد موجهًا بشكل متوازن للجميع، بل اقتصر على الإسلام والعروبة، في حين بقيت بعض الطوائف والقوميات الأخرى في منأى عن أي مساءلة أو مراجعة تاريخية، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أدوات داخل مشروع يتعارض مع الهوية الثقافية والتاريخية لمجتمعاتهم لكنهم مع الأسف أظهروا سلوكاً اتسم بالجبن والانقياد، إذ سعوا لإثبات ولائهم عبر مشاركة الشعوبيين الجدد في الهجوم على الإسلام والعروبة، في حين تجنبوا تماماً انتقاد سلبيات طوائف وقوميات زملائهم من أبناء الأقليات خشية اتهامهم بالطائفية والعنصرية وقد بلغ بهم الأمر حد التخاذل عندما أخذوا موقفًا سلبيًا من الأحرار الذين واجهوا زملائهم الشعوبيين بشجاعة ،وفضحوا طائفيتهم وعنصريتهم.
مع اندلاع الثورات العربية؛ ومنها الثورة السورية، وبعد انتصارها وإسقاط نظام الظلم والطغيان الأسدي الطائفي سقط القناع عن الشعارات التي كانوا يرفعونها، وانكشفت التناقضات الكامنة في خطابهم، إذ تراجع الخطاب الأممي لصالح انتماءات طائفية وقومية ضيقة، ما أثبت أن كثيرًا ممن ادعوا الأممية والإلحاد لم يكونوا في الحقيقة سوى متعصبين لطوائفهم وقومياتهم مستخدمين المنظومة الماركسية كغطاء لتحقيق أجنداتهم، هذا التحول السريع كشف عن خلل جوهري في بنيتهم الفكرية وتكوينهم الشخصي، فهم ليسوا ملحدين ولا أمميين كما زعموا إنما متعصبون طائفيون وعنصريون ولا يختلفون في العقلية المتخلفة والسلوك الشائن عن فلول النظام الأسدي المخلوع، ولاعن أصحاب الرايات العنصرية والطائفية الذين يسعون لصناعة دولة داخل الدولة بل أنهم يلتقون وجدانيًا معهم، ومع ذلك ما زال الأفراد من أبناء الأكثرية العربية المسلمة جبناء لا يستطيعون مواجهتهم واتخاذ موقفًا يعريهم ويفضح طائفيتهم وعنصريتهم.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدساتير لا تكتب بالرغبات
- الحسكة ودير الزور والرقة أهمية اقتصادية وقيمة بشرية !
- صاحب الهوى
- مشروع اعلان دستوري
- ثقافة انعزالية جديدة متجددة
- الفسابكة الجدد
- الدولة المدنية
- كواليس لقاء صلاح البيطار مع حافظ الأسد!
- أدعياء العلمانية !
- الذريعة والأجير في السياسة الأميركية !
- تهافت الحل السياسي في سورية بناء على جنيف 1
- محامي الشيطان
- الدولة ذات شعب واحد
- جنسية وهوية الدولة اسمها وليس الانتماء لقومية الأكثرية
- أهداف الضربة العسكرية الأميركية المرتقبة للنظام الطائفي في س ...
- هوية سورية
- شكل الدولة في سورية الغد
- دفاع عن العروبة : ملاحظات على مراجعة عبد الإله بلقزيز لمفهوم ...
- الحكومة السورية الانتقالية المؤقتة ومهامها الخارجية والداخلي ...
- اتفاق أميركي روسي على إعادة إنتاج الطغاة


المزيد.....




- تقديم الساعة 60 دقيقة.. بدء تطبيق التوقيت الصيفي في مصر
- ترامب: نقترب من التسوية وموسكو ليست عقبة
- مدمرة هندية تعترض صاروخا بمنظومة متطورة
- منظمة التحرير الفلسطينية توافق على استحداث منصب نائب للرئيس ...
- تواصل المواجهات في الفاشر وسط أزمة إنسانية متفاقمة
- -وول ستريت جورنال- تكشف هوية أقرب مستشار لنائب الرئيس الأمري ...
- في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة عل ...
- إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية.. ...
- لأول مرة في تاريخها - منظمة التحرير الفلسطينية تستحدث منصب ن ...
- نتنياهو: مستعدون لمواجهة إيران لوحدنا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - شعوبية تتغلف باليسار !