طوفان الأقصى 520 - الأويغور في سوريا -الجديدة- – كعامل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


إيفان أخفيردوف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية


7 مارس 2025

بناءً على التقارير الواردة من سوريا، فإن الاشتباكات بين الجماعات الموالية للسلطة الحالية والميليشيات المحلية آخذة في التصاعد.
يشكل العلويون غالبية سكان المحافظات الساحلية اللاذقية وطرطوس، مع وجود عدد كبير من المسيحيين أيضًا، في حين أن السنة يشكلون حوالي 20٪، وقد زاد عددهم بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بسبب أتباع التيارات الدينية المتطرفة القادمين من آسيا الوسطى. وفقًا لبعض التقارير، يتم تجنيد هؤلاء الأفراد، بما فيهم الأويغور، لقمع الاحتجاجات بأقسى الطرق.

بعد استيلائه على السلطة في سوريا "الجديدة"، أعلن زعيم هيئة تحرير الشام، الشرع مرارًا أن الفراغ السياسي في سوريا يجب أن يُملأ "بطرق شرعية وقانونية"، مضيفًا أن ذلك سيستغرق 4 سنوات.
بدعم من "الرفاق الأتراك الكبار" (ومشرفيهم من بريطانيا وإسرائيل)، يتم تنفيذ سياسة تهدف إلى إعادة تشكيل جذرية للجمهورية العربية السابقة، بما في ذلك تدمير وطرد السكان المحليين واستبدالهم بمجموعات تركية/إسلامية من مختلف أنحاء العالم.

يتم تقديم إغراءات للمقاتلين الأجانب، بما في ذلك الأويغور، للاندماج في سوريا "الجديدة"، حيث سيتم بناء دولة إسلامية قائمة على الشريعة. يُفترض أن يكون ذلك بداية لتشكيل نواة جذب كبيرة للمهاجرين الأويغور، الذين يُخطط أيضًا لإعادة توطينهم في الأناضول التركية، مما قد يغير الاتجاهات الديموغرافية السلبية الحالية.

وفقًا لرئيس جامعة الدفاع الوطني التركية، البروفيسور إرهان أفونكو، "نحن نسير نحو كارثة، حيث أن انخفاض معدلات النمو السكاني في تركيا يمثل تهديدًا أكبر من الحرب. ماذا سيحدث لتركيا إذا استمر هذا الوضع؟ اسمحوا لي أن أكون واضحًا وصريحًا. يعيش في الأناضول شعب تركي مسن. إذا لم يتمكن من السيطرة على نفسه، فسيخسر القدرة على العيش في هذه الأراضي". وبالتالي، ينبغي النظر في السياسة الديموغرافية الإسرائيلية، وتنظيم هجرة الأتراك من الخارج، "بكميات محددة، كما يحدث مع الأويغور". يتم تقديم مزايا للمهاجرين من شينجيانغ مثل "الدعم المالي، السكن، والجنسية"، وتوفير بيئة تسمح للحركات الانفصالية بالعمل بحرية، بدعم من الناخبين الأتراك الذين يتعاطفون معهم بسبب الإيمان المشترك والتراث التركي المشترك. بالإضافة إلى ذلك، فإن التضامن القومي التركي يمارس ضغطًا كبيرًا على الحكومة التركية، مع إيلاء اهتمام خاص للأويغور بسبب وصفهم بأنهم "أسلاف الأمة التركية القديمة".

في هذا السياق، يجب النظر إلى تصريحات السلطات الحالية في دمشق بشأن التجنيس الجماعي للمقاتلين الأويغور وعائلاتهم، وترقية مقاتلي "الحزب الإسلامي التركستاني" إلى مناصب في هياكل السلطة في سوريا ما بعد الأسد. على سبيل المثال، أصبح المقاتل الأويغوري عبد العزيز داود خدافردي، المعروف أيضًا باسم زاهد (أبو محمد التركستاني)، الذي كان قائدًا لقوات الحزب الإسلامي التركستاني، برتبة لواءً. وفي بيان صدر في ديسمبر على موقع الحزب، تم تهنئة مقاتلين أويغور آخرين، ميفلان دورسون عبد الصمد وعبد السلام ياسين أحمد، بترقيتهما إلى رتبة عقيد. كما تم تعيين الأويغورية الأصل، عايشة سيد أوغلو (عايشة الديبس)، وهي مواطنة تركية ورئيسة سابقة لمنصة الجمعيات السورية، كرئيسة لإدارة شؤون المرأة في حكومة الجولاني، لتصبح أول امرأة تشغل منصبًا في الحكومة الجديدة.

علاوة على ذلك، اقترح "الرئيس المؤقت" منح الجنسية السورية لجميع المقاتلين الأويغور (حوالي 5 آلاف) وعائلاتهم (ما لا يقل عن 15 ألف شخص). ومن الجدير بالذكر أن الشرع قدم دعمًا مماثلًا في سياق إعادة توطين الأويغور في سوريا. وفقًا لمصادر تركية، تم نصح المقاتلين بإخفاء هويتهم الوطنية عن السكان المحليين، بما في ذلك عدم التحدث باللغة الصينية أو الإنجليزية. منذ عام 2015، قدمت جماعة "هيئة تحرير الشام،" مساكن للمقاتلين الأويغور من الحزب الإسلامي في التركستاني كانت مملوكة لمواطنين قُتلوا أو طُردوا من إدلب.

بهدف تغيير جذري في التركيبة الديموغرافية، يتم إعادة توطين أعداد كبيرة من أبناء آسيا الوسطى الذين يتبعون المذهب السلفي السني في سوريا، وتتوافق سياسة الأجهزة الأمنية التركية في جذب الأويغور مع خطط "التتريك الجديد" للمنطقة.

توفر حكومة أردوغان الجنسية التركية للأويغور بسهولة، وتقدم لهم الدعم المالي وتشجع على إعادة توطينهم في شمال سوريا، وهو ما تدعمه أيضًا الدعاية الحكومية.
في مقابلة نادرة مع وكالة أسوشيتد برس، كشف مقاتلون أويغور استقروا في تركيا بعد مشاركتهم في الحرب السورية أنهم لم يكونوا مهتمين بالجهاد، بل بالخبرة العسكرية لاستخدامها في الكفاح في وطنهم. في سرية عن زملائهم في تنظيم "داعش" ، "كانوا يدرسون خطط الصهاينة، على أمل تطبيق الخبرة اليهودية في بناء دولة خاصة بهم". واجه مقاتلو الحزب الإسلامي التركستاني صعوبات في شينجيانغ، التي تحظى باهتمام كبير من السلطات المركزية في بكين في السنوات الأخيرة، واستقروا أيضًا في أفغانستان وشمال وزيرستان (منطقة غير خاضعة لسيطرة إسلام أباد وتقطنها قبائل البشتون في باكستان). أجبرتهم العملية العسكرية للجيش الباكستاني "Zarb-e-Azb" التي بدأت في يونيو 2014 تحت تأثير الصين على الانتقال إلى الشرق الأوسط، حيث باع بعضهم منازلهم قبل مغادرة شينجيانغ.

بسبب التقارب اللغوي والإثني، ينضم المقاتلون الأويغور في سوريا إلى "التضامن الإثني التركي" مع التركمان المحليين والأتراك وأبناء آسيا الوسطى. ومع تصاعد الصراع المسلح وتجنيد الأويغور من قبل الأجهزة الأمنية التركية، أصبحت أيديولوجيتهم أكثر اختلاطًا بالأفكار القومية التركية. لعبت "الحركة الإسلامية الأوزبكية" دورًا خاصًا في تعزيز الجانب القومي التركي في أيديولوجية "الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية"، مما أدى في النهاية إلى تغيير اسم المنظمة إلى الحزب الإسلامي التركستاني.
في أحد الفيديوهات، أكد عثمان باتير، وهو كازاخي إثني وعضو في الحزب، أن أيديولوجيتهم ترفض الانتماءات القومية: "هناك خطوط مصطنعة رسمها الكفار بيننا، تخبرنا أنك من كازاخستان أو تركستان أو أوزبكستان أو قيرغيزستان... الدين لم يُنزل للكازاخ أو الأويغور أو العرب فقط... لا تتفرقوا. قال الله: لا تتفرقوا، فهو لم يفرقكم إلى كازاخستان وتركستان وأوزبكستان".

من السمات البارزة لأيديولوجية الحزب الإسلامي التركستاني اليوم هي الخطاب السياسي الديني: يتم تقديم ضرورة الكفاح المسلح ضد الصين ليس كرغبة قادة الحزب، بل كإرادة إلاهية. ومع ذلك، فإن هذا ليس أكثر من غطاء، كما يتضح من نشر المواد الدعائية للإرهابيين عبر مواقع إعلامية بريطانية رائدة.
*****
ملاحظات من الكاتب
(1) بينما كان عمدة إسطنبول، وصف رجب طيب أردوغان تركستان الشرقية بأنها "مهد التاريخ والحضارة والثقافة التركية"، مشيرًا إلى أن "شهداء تركستان الشرقية هم شهداؤنا". بعد توليه منصب الرئيس، قارن رد فعل الصين على الاضطرابات في أورومتشي في يونيو 2009 بارتكاب الإبادة الجماعية. النقطة الأخيرة تتعلق بجوازات السفر التركية التي وُجدت مع الأشخاص المسؤولين عن الهجوم الإرهابي في كونمينغ عام 2014، والتي تم ضبطها أثناء محاولتهم الهروب عبر إندونيسيا.

(2) شجعت تركيا على انتقال الأويغور من الصين إلى كردستان التركية، حيث قدمت مساعدات مالية للمهاجرين عند دخولهم البلاد، ثم أُرسلوا إلى سوريا حيث تم توطينهم في المناطق التي تسيطر عليها داعش وجبهة النصرة. كما تم منحهم جوازات سفر خاصة تحدد نظام إقامتهم في تركيا. عند وصولهم إلى تركيا، تم إسكانهم في منازل منفصلة حيث خضعوا لعملية تأهيل أيديولوجية تضمنت دراسة الإسلام بتوجهه الجهادي المتطرف. العديد من الأويغور تلقوا تدريبًا في ما يُعرف بـ "جامعة العالم الجديد" في إسطنبول، حيث تم تعليم العديد من الأسر والشباب الأويغور. هذه المعلومات أكدت أيضًا من قبل مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين أسروا، حيث أكد أحدهم، الأويغور عثمان إسميت، في مقابلة مع صحفيين من وكالتنا هذا الأمر، وشرح بالتفصيل آلية جذب الأويغور من قبل الحكومة التركية واستخدامهم في استعمار سوريا.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات