|
مكاشفة على شرف المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الإسرائيلي
غازي شبيطة
الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 13:12
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
إلى حبيبتي الاتحاد حملناك جاعلين من أنفسنا متكأ لك، حتى وهن عظمنا واشتد عظمك. لم نبحث عن عمولة أو مكتب أو سيارة. بل اكتفينا بما منحتينا من اعتزاز وشرف وكرامة..! جئناك من بوابتك الأمامية، رغم الصعوبات والعراقيل والتضحيات..! أدخلناك إلى البيوت من النوافذ ومن على الأسوار.. كيلا نعرضهم للملاحقة! ووصلنا بك معهم إلى حد انتظارك والترحيب بك والقلق عليك إذا ما تأخرت في الوصول ولو دقائق..! قرأناك في الأماسي تحت مصابيح الزيت بعد العمل، وأوصلناك إلى البزوغ مع شروق الشمس.. فأي "أزمة" تلك التي تجبرنا اليوم على البحث عن بواباتك ونوافذك الخلفية؟ فهل وصلنا إلى "أزمة"؟! وهل يكفي ما نحن فيه للحصول على كلمة "أزمة"؟ وهنا سأتوقف عن البحث لإعادة كتابة مقالي السجين في جوارير القيمين على "الإتحاد" منذ أكثر من أسبوع..!! فقد راجعتهم بشأنه أكثر من مرة، ورفضوا إجابتي في كل مرة..!
غازي شبيطة
إعادة الجاذبية وقوة التأثير للحزب الشيوعي الإسرائيلي تتطلب الحوار العلني وإسقاط المبايعات الجانبية والمحاور!!ترددت طويلاً قبل الإقدام على الكتابة عن الوضع الداخلي في "بيتنا الحزبي". وفي البداية أعرضت عن ذلك انتظاراً لعقد المجلس القطري للحزب، الذي عقد يوم السبت 18.10.2006، في أم الفحم. وقد كان العشم أن أدعى إليه لا كحق لي فقط، بل حتى ولو من باب الذوق وسمو الأخلاق لدى أصحاب القرار..!. غير أن ذلك لم يحدث. ولما كان الأمر يتعلق بحزبنا الشيوعي، بوصفه أهم وأغلى من أي كان، مهما كان منصبه أو إعجابه بنفسه، فقد عزمت الكتابة دون تردد بعد قراءتي لمقالي الرفيقين سهيل ذياب في 7.12.2007، والرد العاجل والغاضب عليه، في يوم 8.12.2007 من الرفيق محمد نفاع، وكلاهما من على صفحات "الاتحاد". وخروجاً على ما جاء في توصية المجلس القطري بإرجاء النقاش حتى ترتيب نشرة حزبية داخلية لهذا الغرض. ولا أقصد في مقالتي هذه الدخول في الطروحات والمحاججات التي وردت في المقالين، بل سأكرس مقالتي لسوق مثال واحد عشته وأعيشه، للتدليل على حال "بيتنا الحزبي". وسأتطرق قبل ذلك إلى نقطتين وردتا في مقال الرفيق محمد نفاع. أولاهما أحزنتني.. والثانية أضحكتني رغماً عني.. ففي الأولى يرفض الرفيق نفاع الاعتراف بوجود "أزمة عميقة" في بيتنا الحزبي – وفي رأيي أن ذلك يضر بتشخيص الداء ووصف الدواء وتعجيل الشفاء! فاستصغار "الأزمة" لا يقل خطورة عن المبالغة بها. لذلك شعرت بالحزن والانقباض.. خاصة أن الصفة اللغوية "أزمة" التي قال أبو هشام إنها تصلح لوصف الرأسمالية، أو انقسام الحزب سنة 1965. وهذا بحد ذاته صحيح. فقد مررنا بأزمات. أما لماذا لا تصح لوصف ما نحن فيه ولا يستحق تسميته بالأزمة (؟!) فهذا ما أريد ان يفسره لي الرفيق محمد نفاع "مشكوراً"، من خلال إحدى الزاويتين الجذابتين والتعليميتين اللتين في خدمة كتاباته المتنوعة والجميلة "جواهر اللغة" و "لغتنا الجميلة"، لنتعرف على السياقات التي يجوز فيها استعمال الكلمة "أزمة" أو الاستغناء عنها. ففي موضوع حال بيتنا الحزبي، أعلن قناعتي على ضوء ما أراه وأعيشه، أننا نمر ب"أزمة خطيرة ومعقدة". وليس معنى ذلك أننا نحلم بحزب لا أخطاء له، ولا تعددية للآراء فيه. فلسنا مثاليين إلى هذا الحد!. غير أن إخفاء القائم والملموس لا يفيد في نفيه عشرات المقالات الغاضبة والانفعالية. فهي لا تغني عن اللقاءات المبرمجة والمكثفة قدر الإمكان، وفي كل المواقع وعلى كل المستويات، للمكاشفة وتحمل عبء الخروج من الأزمة من قبل المخلصين. وهذا ممكن وممكن وممكن.. فنحن حزب من نوع جديد، قادر على انتقاد نفسه وتصحيح أخطائه، وحتى تعديل مساره إذا وحدنا الحاجة. فلا حاجة بنا، في حياتنا الحزبية، أن نقتني حقائب محكمة الإغلاق لحشوها بنواقصنا وأخطائنا.. ونحرم على الغير معرفة ما بداخلها.. بل أن نفضح الأخطاء ونقوم بالمراجعة لمحاصرة الشائعات المغرضة، ونكسب الثقة والحصانة لدى الشرفاء والمخلصين. أما ما أضحكني فهي توصية الرفيق نفاع بعدم الإقدام على النقاش قبل صدور النشرة الداخلية التي أوصى بها المجلس القطري.. ولما كنت ساعتها أطالع مقالته ومقالة الرفيق سهيل، فقد حضرتني على الفور الآية القرآنية: "يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك..." فضحكت رغماً عني، خاصة وأنني من أنصار النقاش العلني والمنظم، حيث أن فائدته تفوق نواقصه بعشرات المرات. ولأعد الآن الى المثال الذي عشته وأعيشه، ووعدت بإيراده في بداية حديثي هذا، وهو سرد ما جرى في أحد الفروع الكبيرة والهامة في مثلثنا الجنوبي، وأعني فرع الطيرة الصعبية. وأؤكد أنني جاهز لبرهنة وكشف كل ما يتعلق بما سأسوقه وبأسرع وقت، شريطة أن تكون الأطراف الأخرى جاهزة للمثول أمام أي لجنة يقيمها الحزب لسماع وفحص المعطيات.. لقد ظهر هذا الفرع على خارطة الحزب الشيوعي في أواخر 1960 وأوائل 1961، بعد أن تعثرت عدة محاولات لإقامته في النصف الثاني من سنوات الخمسينيات. وكنت مع الرفيق خالد خاسكية الذي فارق دنيانا قبل أقل من سنتين، أول من وضع حجر الزاوية لبنائه. ومن اليوم الأول حمّلني الحزب والمنطقة مهمة أن أكون أول سكرتير له. وحملت هذه المهمة أكثر من 15 عاماً. وخلال تلك الفترة، وفي انتخابات السلطات المحلية عام 1969 حظيت بدخول السلطة المحلية في البلدة، كأول ممثل للحزب في السلطة المحلية في الطيرة. وما زال ذلك التمثيل مستمراً حتى يومنا هذا. وقد أثار نجاحنا في حينه دهشة أذرع السلطة وفزع وكلائها من أيتام الحكم العسكري و"وجهاء" العائلات – منظمو عملية التآمر على اغتيالي وقتلي. ونفذوا مؤامرتهم في أواخر عام 1969. وحدث أن نجوت من موت مقصود وشبه مؤكد. وبقيت مع الكسور والجروح التي لحقت بي لفترة قاربت المئة يوم في المستشفى وفي فراش المرض في البيت. وحدث أن أرسلني الحزب بعدها لتكملة العلاج والاستجمام لقرابة السنة. وعندما عدت كان التحضير للمؤتمر السابع عشر للحزب قائماً بكل حماس. وعند انعقاده في عام 1972 انتخبت لعضوية اللجنة المركزية. وفي أواسط عام 1975 حدث أن فقدنا السكرتير الأول لمنطقة المثلث الرفيق عثمان أبو راس. واضطرت المنطقة لعقد مؤتمر طارئ انتخبتُ في نهايته لأكون حاملاً لما قام به الرفيق عثمان من مهام. وبقيت سكرتيراً للمنطقة على امتداد 17 عاماً، انتقلت بعدها للعمل القطري للحزب، بعد أن أصبحت عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية. وخلفني في إدارة المنطقة رفيق آخر من فرع الطيرة أيضاً، لفترة قاربت الثلاث سنوات. وكان فرع الطيرة قد أعطى خلال فترة نشوئه حتى التسعينات من القرن الماضي رفيقين لقيادة المنطقة ورفيقين آخرين لقيادة منطقة الشبيبة الشيوعية ومحررين لجريدة الإتحاد، وترأس اثنان من أعضائه قائمتين قطريتين لانتخابات نقابة المعلمين وأخرى لنقابة المحامين وبنجاح. وتخطى الفرع أزمة الزلزال الذي عصف بالاتحاد السوفييتي ودول شرق أوروبا، بنفس الآلام التي مر بها حزبنا كله. وفي المؤتمر الـ 24 للحزب انتخب أحد أعضائه لرئاسة لجنة المراقبة المركزية، وآخر لعضوية اللجنة المركزية. ومنذ ذاك المؤتمر أخذ هذا الفرع بالتراجع السريع. وكنتُ قد خرجت منذ أواسط التسعينات الى التقاعد عن العمل الميداني تحت وطأة المرض وسوء الحالة الصحية. وفوجئنا بعد المؤتمر المذكور بأن هناك تقاعساً من الرفاق لتحمّل مسؤولية قيادة الفرع في الطيرة، هذا الفرع الذي كان يعجّ نشاطًا، وتدحرجت إحدى قضاياه الخلافية إلى باب المحاكم، وبالرغم من الخلافات التي دامت سنينا لم يؤلُ قادة الحزب القطريين جهدا لتحسين الأوضاع، وأنا أختصر هنا... ويتضح الآن التعينيات تهدف لخلق أداة مطواعة لأي غرض آخر، ليس سوى حجر في بناء محور يستند إلى مبايعة جانبية لترتيبات تسعى لاحتلال أماكن مرموقة في قيادة الحزب وأماكن متعددة في قائمة الانتخابات للكنيست!!. فهل وصول الحال إلى هذا الحد تكفيه كلمة "أزمة"، أم تعداها ودخل دائرة الحقد والتآمر؟!. ومع ذلك، وبرغمه، فأنا مؤمن بقوة جذور الحزب وثقة الناس به، واستناداً إلى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة – بكونها أكبر وأهم إنجاز للحزب على الإطلاق – وبعد التخلص من الخطأ البائس لطرح خيار الحزب أو الجبهة، الذي يحمل في طيات تنفيذه هدم الجبهة ومسخ الحزب وعزله. وقد كانت الجبهة الديمقراطية وما زالت في نشاطاتها ومنصاتها تجعل للحزب حضوراً قطرياً وخارجياً بشكل لا يجوز الاستهانة به. وقد لمسنا ذلك أثناء الإعصار العالمي الذي أوقع كل الحركة الشيوعية في "لخمة" عميقة أودت بالكثيرين إلى تبديل ثيابهم بألوان أقل حمرة من السابق، وأسماء اعتقدوا أنها أكثر قبولاً للأذن. وهذا ما نجونا منه بفضل المخلصين من رفاق الحزب وبفضل وجود الجبهة التي جعلت حضور الحزب ملموساً ومرئياً خلال تلك الفترة العصيبة. فالمحافظة على الجبهة بحكمة المعالجة والتوجة يملأ هذا الكنز بالحماس والنشاط لصالح كل القضايا المصيرية لجماهيرنا العربية الفلسطينية في إسرائيل، وللمصلحة الحقيقية لشعبي هذه البلاد، العرب واليهود، والدرع الأكثر وقاية لنا من السياسات الرسمية العنصرية، وسيرنا في اتجاه السلام والمساواة لصالح الجميع. وأعود وأؤكد أننا لا نسعى لباقة من شعاع الشمس ومزهرية نجوم من السماء، بل كل ما يلزمنا هو عقد العزم ليتضح السبيل.
#غازي_شبيطة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل من صحوة؟؟؟!! فحيح الفاشية يخترق نسيج المجتمع الاسرائيلي و
...
-
ألتعصّب بأشكاله يساعد الحكام على تمويه تعسفهم ودرع لمحاربة ا
...
المزيد.....
-
-ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف
...
-
ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم
...
-
الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
-
مخاطر الارتجاع الحمضي
-
Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
-
تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق
...
-
الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو
...
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|