أردوغان ونتنياهو: وجهان لعملة الإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 14:18
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

في ظل تصاعد وتيرة العنف في سوريا، تبرز أصابع الاتهام نحو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كمسؤول مباشر عن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب اليوم في أرياف الساحل السوري وحماة وحمص. هذه الجرائم، التي تنفذها عصابات إرهابية مدعومة من أنقرة، تُظهر نمطًا ممنهجًا من القتل والتشريد يستهدف المدنيين العُزّل، مما يستدعي إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان، وكامل حكومته وحزب العدالة والتنمية الذي يُوصف بـ"الإرهابي". ومع مقارنة هذه الفظائع بجرائم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، يتضح أن الإبادة الجماعية تتكرر بأدوات مختلفة، مدفوعة بتيار العولمة الذي يقوده الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن.
أردوغان وأدوات الإبادة في سوريا
في أرياف الساحل السوري وحماة وحمص، تشهد القرى والمدن حملة إبادة منظمة تنفذها جماعات مثل "هيئة تحرير الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي تحول من زعيم تنظيم إرهابي إلى أداة في يد المخابرات التركية. تقارير ميدانية تشير إلى أن هذه العصابات، المدعومة لوجستيًا وعسكريًا من تركيا، ترتكب مجازر تستهدف المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء، بهدف تطهير عرقي وديني. وفقًا لتقديرات غير رسمية من منظمات حقوقية، تجاوز عدد الضحايا في هذه المناطق خلال الأشهر الأخيرة عشرات الآلاف، بين قتيل وجريح ومشرد، مع تركيز خاص على استهداف الأطباء والأكاديميين لشل الحياة المدنية.
هذا الدعم التركي ليس وليد اللحظة، بل جزء من استراتيجية أردوغان لإعادة تشكيل المنطقة تحت راية "العثمانية الجديدة". عصابات من باكستان، أوزبكستان، والشيشان، تابعة لأنقرة، تتحرك تحت غطاء سياسي وعسكري، مما يجعل تركيا المسؤولة المباشرة عن هذه الجرائم. المطلوب اليوم هو إصدار مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق أردوغان وفيدان وحكومته، لمحاسبتهم على هذه الفظائع التي لا تقل وحشية عن جرائم الحرب التاريخية.
نتنياهو: الإبادة في غزة كنموذج موازٍ
على الجانب الآخر، يواصل بنيامين نتنياهو إبادته في غزة، حيث قتلت الهجمات الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. نتنياهو، الذي ينتقم من المدنيين تحت ذريعة "القضاء على حماس"، يواجه مقاومة محصنة قادرة على شن هجمات متتالية، كما أثبتت عمليات 7 أكتوبر وما تلاها. لكن الضحايا هم الأبرياء، بينما تظل المقاومة صامدة وقادرة على ردع قطعان الفاشيين.
المقارنة بين أردوغان ونتنياهو تكشف تشابهًا صارخًا: كلاهما يستخدم القوة المفرطة ضد المدنيين لتحقيق أهداف سياسية، مستفيدًا من صمت المجتمع الدولي. لكن بينما يواجه نتنياهو إدانات متزايدة، يتمتع أردوغان بحصانة نسبية، رغم أن ضحاياه في سوريا لا يقلون عن ضحايا غزة من حيث النسبة السكانية المستهدفة.
تيار العولمة: بايدن وبلينكن كمهندسين
وراء هذه الإبادات، يقف تيار العولمة الذي يدفع بأدوات مثل الجولاني وغيره لتنفيذ أجندات تدميرية. الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، اللذان يقدمان الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، متهمان أيضًا بغض الطرف عن جرائم تركيا في سوريا. هذا التيار، الذي يهدف إلى إعادة تشكيل العالم عبر الفوضى، هو المحرك الحقيقي للإبادات الجماعية في المنطقة، سواء في غزة أو الساحل السوري. بايدن وبلينكن، كمهندسين لهذه السياسات، يتحملان مسؤولية قانونية وأخلاقية لا تقل عن مسؤولية أردوغان ونتنياهو.
أرقام الضحايا: صرخة الحقيقة
في سوريا، تفتقر الأرقام الرسمية إلى الدقة بسبب الفوضى، لكن تقديرات محلية تشير إلى مقتل آلاف المدنيين في أرياف الساحل السوري وحماة وحمص خلال العام 2025 وحده، مع نزوح مئات الآلاف. في غزة، تجاوزت الأرقام 40 ألف قتيل و100 ألف جريح، مع تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل شهادة على وحشية أردوغان ونتنياهو، اللذين يتفننان في الانتقام من الأطفال والمدنيين بينما تظل المقاومة في غزة قادرة على الصمود والهجوم.
خاتمة: العدالة أو الفوضى
إن مسؤولية أردوغان عن الإبادة في سوريا، ونتنياهو في غزة، تتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً. إصدار مذكرات اعتقال بحق أردوغان وفيدان وحكومته، وكذلك نتنياهو وقادته، ليس مجرد مطلب قانوني، بل ضرورة أخلاقية لوقف هذه الجرائم. تيار العولمة، بقيادة بايدن وبلينكن، الذي مازال مستمرا بشكل اخر رغم سقوط بايدن وبلينكن في اوروبا الغربية يتحمل المسؤولية الأكبر كداعم لهذه الإبادات. فهل سيسمع العالم صرخة الضحايا، أم ستظل الإبادة الجماعية عنوان القرن الحادي والعشرين؟

المادة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي بناء على أفكار الكاتب
شاعر وكاتب بلجيكي من اصول روسية فلسطينية

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات