|
الحركات النسوية ومسألة الإنتماء الطبقي
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 11:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتناول هذه الفقرات الخاصة بالذّكرى السّنوية للثامن من آذار/مارس، مسألة العلاقة بين النّضال من أجل العدالة والمُساواة بين جميع أفراد المجتمع (وخصوصًا بين المرأة والرّجل ) والنّضال من أجل تحقيق المَطالب الخاصّة بالنّساء والتي يُفتَرَضُ أن لا تكون شؤونًا خاصة بالنساء، بل موضوع اهتمام المُجتمع بأسْره... يُرَكِّزُ الجزء الأول من هذا النّص على المقاربات النّظرية لقضايا النّساء وعلاقتها بالمَوْقَع (أو الإنتماء) الطّبقي واختلاف المطالب والإهتمامات باختلاف هذا التّمَوْقُع الطّبقي، فيما يتناول القسم الثاني نماذج من النّساء التّقدّميات المُعاصرات اللاتي تمكّنَّ من طرح مشاغل النّساء ضمن أُفُق أوْسَع وأشْمَل، من ضمنهن المناضلة الأمريكية السوداء أنجيلا ديفيس ( وهي على قيد الحياة) والمغنية الاشتراكية الأمريكية باربرا داني ( Barbara Dane 1927 – 2024) والمناضلة الإشتراكية البريطانية المُعاصرة للثورة البلشفية "سيلفيا بانكهورست" (Sylvia Pankhurst - 1882 – 1960 ) ونوال السّعداوي ( مصر 1931 – 2021 ) التي تعرفها المناضلات النسويات العربيات جيّدًا، فكانت الفقرة الخاصّة بها قصيرة، أملاً في حثّ القارئ على البحث والتّعرّف على نضالها وكتاباتها... سوف أنْشُرُ لاحقا نصا آخر عن قضايا المرأة والإشتراكية كُلُّهُنّ نساء لكن اختلفت المشاغل تحاول الحركات النسوية التغلب على الانقسامات الطبقية وجمع النساء من جميع الخلفيات الاجتماعية تحت سقف واحد لمحاربة أشكال العنف والقمع التي تتعرض لها المرأة، إلا أن الحركات النسوية ليست متجانسة. لقد فشلت محاولات التغلب على الانقسامات الطبقية التي تضع المصالح المادية للنساء العاملات والفقيرات اللاتي يعشن في حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي في مواجهة مصالح النساء البرجوازيات، وأصبحت الحركة النسوية نخبوية، منفصلة عن مصالح (أو اهتمامات) النساء الفقيرات، سواء كن عاملات أو فلاحات، نساء وحيدات مع أطفال أو بلا مأوى، ومن الصعب على هذه الفئات من النساء الفقيرات المشاركة في التجمعات أو المجموعات النسوية، بسبب طول يوم العمل والعمل المنزلي ورعاية الأطفال. نادِرًا ما تتم مُناقشة موضوع العلاقة بين النسوية والطبقة الاجتماعية، خوفًا من تقسيم الحركة النسوية، ومع ذلك فإن التوترات الطبقية ميزت الحركات النسوية طوال تاريخها، ووَجَبَ التّذكير باستبعاد نساء الطبقة العاملة من حق التصويت في بريطانيا بعد نضال النّساء (قانون تمثيل الشعب للعام 1918 - Representation of the People Act)، لأن النضال من أجل حق المرأة في التصويت كان بقيادة نساء برجوازيات، لم يكن لديهن حساسية كبيرة لمطالب نساء الطبقة العاملة، وتناسيْن أن الحركة النسوية كانت مدفوعة من قبل النساء الاشتراكيات الثوريات والحركة الشيوعية، منذ القرن التّاسع عشر... خلال الحرب العالمية الأولى ومنذ سنة 1915، تمكنت مجموعات صغيرة من النساء البرجوازيات في أوروبا والولايات المتحدة من السيطرة على الحركة النسوية، التي كانت تناضل في الأساس من أجل حق المرأة في التصويت، متجاهلة مصالح وتمثيل نساء الطبقة العاملة والنساء من المناطق الصناعية والأرياف، وفقًا للمؤرخة النسوية لورا شوارتز (النسوية ومشكلة الخادمة كامبريدج 2019 Laura Schwartz: Feminism and The Servant Problem - Cambridge 2019 )، التي تناقش نضال العاملات المنزليات، وبعضهن تم توظيفهن من قبل النسويات البرجوازيات البريطانيات اللاتي كن يناضلن من أجل حق التصويت. لقد شكلت التحركات الكبرى خلال عِقْدَيْ الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين "الموجة الثانية" للحركة النسوية "الغربية"، حول محورين رئيسيين: الحقوق الإنجابية والحقوق الاقتصادية، لأنه حتى منتصف السبعينيات كان الإجهاض لا يزال غير قانوني في غالبية البلدان "الغربية"، رغم المشاركة المتزايدة للمرأة في الأنشطة الاقتصادية المأجورة والمعترف بها (إضافة إلى العمل غير المُعْتَرَف به كالعمل المنزلي وتربية الأطفال ورعاية المسنين). إن العمل المأجور هو أداة للاستقلال الاقتصادي ولكن ذلك لا يُلْغِي الفوارق الطبقية، لأن هذا "الإستقلال الإقتصادي" يتأثَّرُ بطبيعة المهنة وظروف العمل، حيث تعمل نساء الطبقة العاملة في قطاعات منخفضة الأجر مع قِلّة أو انعدام الدَّعْم النقابي، مثل قطاع تجارة التجزئة والتنظيف والضيافة ( الفنادق والمطاعم) والصحة والتعليم الأساسي، مع ساعات عمل طويلة للغاية، وعقود غير مستقرة وأجور منخفضة للغاية، أو وظائف بدوام جزئي، وهي ظروف عمل تَحُدُّ من استقلالية المرأة ومن هامش تنمية وتطوير شخصيتها المُستقلة... تميزت "الموجة الثالثة" من الحركة النسوية خلال العقد الأخير من القرن العشرين بتقديم مفاهيم جديدة مثل إعادة صياغة مفهوم النوع الاجتماعي والتقاطعية، وهو ما يعني الاهتمام بشكل خاص بالأشكال المختلفة من القمع الذي يعاني منه غير البيض وغير البرجوازيين، وتولي العديد من المنظرات النسويات لتقاطعية النوع الاجتماعي اهتماما خاصّا لمسألة تقاطع النّوع الإجتماعي ــ مثل أنجيلا ديفيس، وباتريشيا هيل كولينز، وبيل هوك، ونيرا يوفال ديفيس، أو ليندا مارتن ألكوف - وفي البلدان العربية، تشكل نوال السعداوي (1931 – 2021) مدرسة نسوية نضالية تؤكد على أهمية الطبقة في مشروع تقرير مصير المرأة. أما بالنسبة لنموذج المساواة السياسية الذي سيطر على الموجات المُختلفة من الحركات النسوية، فهو ضروري لكنه غير كافٍ لمواجهة الانقسامات الطبقية. إن المطالبات بالمساواة في الحقوق تخفي حقيقة مفادها أن هذا النموذج المساواتي مبني على حق مُجَرّد وغير مَبْنِي على أُسُس واقعية، وهو في نهاية المطاف شعاربرجوازي مُستوحى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن، وهو أحد النتائج الرائعة للثورة البرجوازية الفرنسية عام 1789، لكن هذا الإعلان الذي يدعي أنه عالمي يستثني النساء، والعبيد في المستعمرات الفرنسية، والعمال الذين لا يملكون ممتلكات، إلخ. لقد ظلت نفس هذه الفئات من النساء والرجال الذين لا يملكون ممتلكات مستبعدة من حق التصويت لأكثر من قرن من الزمان، وحتى عندما تم إقرار حق المرأة في التصويت، لم تتمتع بالمُساواة السياسية سوى النساء الأكثر ثراءً، وظلت العبودية بمثابة المحرك للاقتصاد الاستعماري الرأسمالي حتى نهاية القرن التاسع عشر، وعندما تم إلغاء العُبُودِيّة، ظل السود في الولايات المتحدة ــ الذين كانوا في أغلب الأحيان فقراء ومن الطبقة العاملة ــ يُعانون التّشرّد والجوع، لأنهم لم يكونوا يمتلكون لا مأوى ولا مُدّخرات للعيش بالحدّ الأدنى، ولو يوما أو أسبوعًا واحدًا، ولذلك تم استقدامهم إلى شمال الولايات المتحدة واستغلالهم كَعمّال زهيدِي الأجر في المصانع، وبقوا يعانون من الفصل العنصري الرسمي والاستبعاد من العديد من الأماكن والخدمات حتى أواخر ستينيات القرن العشرين، وكانت النساء أشَدَّ تأثُّرًا بالعبُودية والعُنصرية والإستغلال بمختلف أشكاله... إن لغة الحقوق والمساواة السياسية تفشل في معالجة عدم تمتّع النساء الفقيرات ونساء الطبقة العاملة ــ وعلى نطاق أوسع، جميع أعضاء الطبقة العاملة ــ بشكل كامل بهذه الحقوق، وبالتالي المساواة السياسية، بل لا تزال أغلب النساء الفقيرات والعاملات تلاقِين صعوبة في الإبلاغ عن الإساءة في الفضاء العام أو العنف المنزلي أو الدفاع عن أنفسهن من خلال القنوات القانونية ضد الانتهاكات الأخرى، فيما تواجه العاملات المنزليات المهاجرات صعوبات في البقاء على قيد الحياة وتلافي الإذلال والإساءة من قبل أصحاب العمل وذويهم... إن مطلب المساواة السياسية شَرْعِي وإنساني ولكنه غير كاف بالنسبة لنساء الطبقة العاملة، لأن هذا المطلب لا يغطي التفاوتات الطبقية التي تشكل أساس المجتمع الرأسمالي. المنظور النسوي للطبقة يُشبه المجتمع الرأسمالي الهرم حيث يمثل الأشخاص في القاع النسبة الأكبر من المجتمع ولكنهم يكسبون أموالاً أقل ومكانتهم الإجتماعية في أدْنَى الدّرَجات، بينما تتمتع الأقلّيّة الموجودة في قمة الهرم بدَخْل ومكانة اجتماعية أعلى، وفق تحليلات كارل ماركس ( 1818 – 1883) التي قدمت مفهوم "التّصادم أو العداء الطبقي" (class antagonism )، المبني على ثلاثة أشكال رئيسية للدخل: الأجور والربح والإيجار أو الرّيع. إن الأشخاص الذين يأتي دخلهم من الأجور - الطبقة العاملة - لا يمتلكون وسائل الإنتاج الخاصة بهم، أي الأدوات التي تمكنهم من العمل، وهم مُضطرّون للإعتماد على صاحب العمل الذي يمتلك وسائل الإنتاج، ويجني الأرباح من العمل المأجور. يصف هذا النهج الماركسي (العداء الطبقي بناءً على تناقُض المصالح) الطبقات كعلاقات اجتماعية مترابطة ومتضاربة، وليس كمجموعات منفصلة، حيث يعتمد العاملون بأجر على أصحاب العمل (الذين يحتفظون بالأرباح) لدفع فواتيرهم والبقاء على قيد الحياة، كما يحتاج أصحاب العمل إلى العمال لاستخراج أرباحهم والبقاء في قمة الهرم الاجتماعي، والتناقض أو العداء بين الطبقتين ليس مجرد تناقض بين المصالح الطبقية، بل هو صراع من أجل البقاء، لأن إحدى الطبقات تستفيد من إفقار الطبقة الأخرى. في ظل هذا الوضع، هل تُشكّل النساء طبقة خاصة بذاتها، في صراع مع "طبقة الرجال"، أم أنهن جزء من طبقات اجتماعية موجودة ولها مطالب محددة؟ لا يُمْكن اعتبار العاملات والموظفات مجرد أشخاص يطالبون بالمساواة في الحصول على العمل والراتب والموارد الاقتصادية، حيث تعاني النساء – إلى جانب الإستغلال والإضطهاد المُشترك مع الرجال من نفس الطبقة - من أشكال أخرى من تقييد الحرية والقمع الجنسي والأُسَرِي، ولا تُعاني النساء البرجوازيات من هذه المشاكل لذلك لا يهتممن بمشاكل المرأة العاملة... إننا في حاجة إلى منظور نسوي يرتكز على الطبقة: فالطبقة هي علاقة اجتماعية متبادلة ومتناقضة في نفس الوقت، توحد الرجال والنساء الذين يشتركون في الاعتماد المشترك على الأجور، وهي علاقة قمع يمكن أن تضع الناس من نفس الطبقة ضد بعضهم البعض، فالرجل، سواء كان عاملاً أو برجوازياً، غالباً ما يضطهد المرأة، لأنه ورث تقافة اضطهاد المرأة على مدى قرون، أجبر خلالها الرجالُ النساءَ على القيام بمهام لا يُقَدِّرُها المجتمع، كالطبخ والتنظيف وأعمال الرعاية... وجدت العديد من النساء اللاتي انضممن إلى المنظمات الشيوعية والاشتراكية خلال عقْدَيْ الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين أنهن لم يتم التعامل معهن كرفيقات مُتساويات مع المناضلين الذُّكُور الذين احتلّوا المراكز والأدْوار القيادية داخل هذه المنظمات، وكثيراً ما كانت النساء أقلّيّة عددية، واقتصر عملهن داخل هذه الأحزاب والمنظمات على إنجاز المُهمّات التقنية، ولم يكن يتم أخذ مطالبهن بالتحرر على محمل الجد، ومع ذلك فإن التضامن الطبقي ليس سرابًا، وهو ضروري لتحرير الطبقة العاملة – نساءً ورجالاً - من الإستغلال والإضطهاد، من ناحية أخرى فإن التضامن بين النساء، بغض النظر عن انتماءاتهن الطبقية، هو سراب، فالعلاقة الطبقية هي علاقة اجتماعية مرتبطة حتماً بعلاقات اجتماعية أخرى، مثل الجنس و«العرق»، والعمال هم أشخاص يعيشون ويُصارعون داخل هذه المحاور، ويجسدون التناقض بين رأس المال والعَمَل، ويعانون من الإستغلال والإضطهاد وعدم المساواة التي تنطوي عليها هذه العلاقات الاجتماعية المختلفة، ولكن، لا يمكن تحقيق المساواة الحقيقية إلا في مجتمع بلا طبقات، ولكن المجتمع بلا طبقات لا يعني بالضرورة نهاية اضطهاد المرأة أو الأطفال أو ذوي الإعاقة، بل لن نتمكّن نساءً ورجالاً من وضع حدّ للإضطهاد الذي تتعرض له النساء سوى بالنضال المُستمر منذ اللّحظة بدون تأجيل أو "انتظار الغد المنشود"... نماذج من الحركة النسوية التقدمية نساء ثائرات ولدت أنجيلا ديفيس سنة 1944 في ظل نظام الفصل العنصري في برمنغهام - المعروفة باسم "جوهانسبرغ الجنوب" - بولاية ألاباما، حيث كان التهديد بالعنف ضد السّود سائدًا وتم تفجير العديد من منازل السّود في الحي الذي كانت تقطنه عائلة ديفيس التي فقدت جيرانها وأصدقاءها بسبب الهجمات العنصرية، ولم تَسْلَم الكنيسة من تفجيرات المنظمة العنصرية المُسلّحة كيو كلاكس كلان سنة 1963، وكان والد أنجيلا يدير محطة وقود ووالدتها مناضلة في مؤتمر الشباب الزنجي الجنوبي، وهي منظمة يسارية لحقوق الإنسان انتمى إليها العديد من المناضلين الشيوعيين... في هذا المناخ من العنصرية القاتلة ومن الكفاح ضد مليشيات اليمين العنصري المتطرف شكل الوعي السياسي لأنجيلا ديفيس التي درست في المدارس الخاصّة بالسّود إلى أن تم قبولها في "برنامج كويكر" الذي كان يُجرّب اختلاط الطلاب السود من الجنوب مع الطّلاب البيض في مدارس متكاملة في الشمال، واختارت مدرسة إليزابيث إروين الثانوية في نيويورك لسمعتها التقدمية، وهناك اطّلعت على "البيان الشيوعي ( كارل ماركس وفريدريك إنغلس – 1848 ) زبدأت تتصور تحرير السود كجزء من نضال عالمي واسع وشامل، وانضمّت إلى منظمة أدفانس، وهي منظمة شبابية اشتراكية أسسها العديد من أقرانها من بينهم يوجين دينيس جونيور، نجل الزعيم الشيوعي الذي يحمل نفس الاسم، وبيتينا أبثيكر، ابنة المؤرخ الشيوعي هربرت أبثيكر، وماري لو باترسون، التي سلم والدها، المحامي الشيوعي ويليام إل باترسون، العريضة الشهيرة "نتهم الإبادة الجماعية" إلى الأمم المتحدة احتجاجًا على عمليات إعدام السود دون محاكمة في الجنوب الأمريكي... اكتسبت أنجيلا ديفيس شهرة عالمية في العشرينيات من عمرها عندما كانت عضواً معروفاً في الحزب الشيوعي الأميركي ومناضلة في منظمات السّود، وكانت الدولة تريد قتلها أو حبسها، وأصدرت مذكرة اعتقال بتهمة التآمر والاختطاف والقتل، وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام، ووضعها مكتب التحقيقات الفيدرالية على قائمة المطلوبين، وتم إلقاء القبض عليها وسجنها بتُهَم مُلفّقة، وبعد خروجها عملت لمدة نصف قرن على فضح ممارسات القمع في الدول التي تدّعي "الديمقراطية" مثل الولايات المتحدة، وأصبحت في سن السادسة والعشرين واحدة من أشهر السجناء السياسيين في العالم ورمزًا للثورة، وتم إنقاذ حياتها بفضل حملة الضغط الدولية التي شنها الحزب الشيوعي الأميركي واللجنة الوطنية المتحدة لتحرير أنجيلا ديفيس. ففي الفترة من عام 1970 إلى عام 1972، أمضت سبعة عشر شهراً في السجن قبل أن يُطلَق سراحها بكفالة وتبرئتها أخيراً من جميع التهم.... صرّحت أنجيلا ديفيس وكتبت عديد المرات إنها يجب أن تُسدّد الدَّيْن لليسار العالمي الذي أنقذها من الموت أو السّجن لفترة طويلة، فكرّست حياتها للتّدريس وللنضال ضمن حركة مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا حتى حركة "احتلوا وول ستريت" وحركة الإحتجاج على اغتيال "جورج فلويد" من قِبَل ضابط شرطة أبيض، وشاركت بنشاط في حركات التعبئة الجماهيرية في الولايات المتحدة وخارجها، ومن ضمنها دعم نضال الشّعب الفلسطيني، ودافعت منذ 1961 إلى الآن عن ضرورة التحالف بين الطبقات والأعراق والأنظمة التّقدّمية مثل كوبا، فيما ركّزت كتاباتها السياسية منذ سنة 1967 على ضرورة رفع مستوى الوعي العام بعُنف السّلطة الذي يُشكّل العنف العنصري الذي تمارسه الشرطة أهم مظاهره، فكان لقاؤها مع لجنة تنسيق الطلاب اللاعنفيين، وحزب الفهود السود للدفاع عن النفس، ونادي تشي لومومبا، وهو فرع أسود بالكامل من الحزب الشيوعي الأمريكي حيث التقت ببعض رفاقها، بما في ذلك الزوجان فرانكلين وكيندرا ألكسندر والأشقاء تشارلين وديكون ميتشل... تم تعيين أنجيلا ديفيس سنة 1969 أستاذة مساعدة للفلسفة في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، بعد نيلها الدكتوراه (جامعة كاليفورنيا - سان دييغو ) بموضوع أطروحة حول مشكلة القوة، أو العنف، في فلسفة إيمانويل كانط، واعترض مكتب التحقيقات الإتّحادي ( إف بي آي ) علناً على تعيينها بذريعة انتمائها إلى الحزب الشيوعي، فطردها مجلس إدارة جامعة كاليفورنيا، ونظّمت المجموعاتالعنصرية والشرطة ووسائل الإعلام حملة ضدّها تمثلت في مهاجمتها والتهديدات بالقتل التي توسّعت لتستهدف كل "المُتّهَمين" بالشيوعية، ورغم قرار المحكمة لصالح أنجيلا ديفيس قَرّر حاكم كاليفورنيا اليميني رونالد ريغان ( الذي أصبح رئيسًا فيما بعدُ) طردها مرة أخرى بنهاية السنة الجامعية... استخدمت أنجلا ديفيس شهرتها الجديدة لتسليط الضوء على عمل لجنة الدفاع عن الأخوين سوليداد، التي انضمت إليها في شباط/فبراير 1970 وساهمت في حشد الدّعم الشعبي لقضية ثلاثة رجال سود مسجونين في سجن سوليداد (جورج جاكسون وفليتا درومغو وجون كلوتشيت ) المتهمين بقتل حارس سجن أبيض، وتم اغتيال السّجين "جورج جاكسون" فيما بعد ( آب/أغسطس 1971)، وأكدت لجنة الدفاع أنهم كانوا مستهدفين بسبب تحريضهم السياسي في السجن، إلى جانب ثلاثة رجال سود آخرين ( جيمس ماكلاين وويليام كريسماس وروشيل ماجي )، وتمت تبرئه الأخوين سوليداد (آذار/مارس 1972) كتبت أنجيلا ديفيس في السّجن، سنة 1970 "الحرية ليست هدف التحرير فحسب، بل إنها تبدأ بالتّحري، والحرية هي نضال مستمر، وليست خاصية ثابتة، ولا يمكن منحها لشخص ما، ولا سيما من قبل الدولة، كما لا يمكن اختزالها في الإثبات السلبي بأننا أحرار لأن هناك آخرين غير أحرار..." أعلنت أنجيلا ديفيس إن تجربتها الشخصية خلف القضبان كانت بمثابة عامل تكويني لفهمها النقدي للمجال السياسي المعاصر، وكتبت سنة 1971، لما كانت سجينة مع رفيقتها الشيوعية وصديقتها بيتينا أبثيكر أن لجوء الدولة إلى القمع العنيف يشير إلى أن مؤسساتها، بما في ذلك السجن، لا تخضع للإصلاح الهادف ويجب تحويلها بالمعنى الثوري وإلغاء نظام السجون بحد ذاته، بعد إلغاء العبودية... ثم طوّرت تفكيرها ( خلال فترة السّجن) إلى تدهور وضع العمال السّود وغيرهم من الأقليات، الذين كانوا آخر من دخلوا تاريخياً إلى علاقة الأجور الصناعية، وأول من عانوا من عدم استقرار الأجور ( العُنف الإقتصادي) ومن قمع الشرطة ( أي عُنْف الدّولة أو العُنف السياسي) لإرغامهم على الخضوع لفترة طويلة بعد أن توقف النظام الرأسمالي العنصري عن توفير الأجور اللازمة لإعادة إنتاج الطبقة العاملة، فكان إلغاء العبودية استراتيجية متناغمة مع إقرار الحكومة الأمريكية برامج قمع مثل برنامج مكافحة التجسس... لم تتطرق هذه الفقرات إلى نضالات أنجيلا ديفيس مع النّساء السوداوات وانخراطها في منظمات تحرر النساء، لأن ذلك الجانب معروف لدى المهتمين والمهتمات بالحركة النّسوية، ولذلك تم إبراز جانب آخر من نضالات أنجيلا ديفيس من أجل مجتمع عادل... المغنية الاشتراكية باربرا داني ( Barbara Dane 1927 – 2024) توفيت باربارا داني يوم الأحد 20 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عن عمر يناهز السابعة والتسعين، وكانت واحدة من أهم الموسيقيين المناضلين الشيوعيين في الولايات المتحدة في أواخر القرن العشرين، ومع ذلك فهي غير معروفة كثيرًا في أوساط اليسار الأمريكي المعاصر، ولم تحظ سيرتها الذاتية الملحمية بعنوان "هذا الجرس لا يزال يَرنّ " – This Bell Still Rings - التي نشرتها Heyday Books سنة 2022، بأي اهتمام تقريبًا سواء في الصحافة السائدة أو اليسارية، رغم حياتها الزّاخرة بالالتزام السياسي طوال حياتها، إذْ رفضت المغنية باربرا داني، التي تغني موسيقى الفولك والبلوز والجاز، التضحية بمبادئها الاشتراكية من أجل النجاح التجاري، وكرست حياتها لإعادة إحياء الثراث الموسيقي من جميع أنحاء العالم ليكون في مُتناول الناس الذين يكافحون من أجل تغيير العالم... دعت الحكومة الكوبية – سنة 1966 - الموسيقي الشعبي الشيوعي بيت سيغر لتقديم سلسلة من الحفلات الموسيقية في كوبا، ولكن سيغر خاف من رُدُود فعل سُكّان البلدة الصّغيرة التي يسكنها ( بيكون قُرب نيويورك) حيث كان اليمين المتطرف متغلغلاً منذ عُقُود، ويحاول بيت سيغر مقاومة الفكر اليميني من خلال تنظيم شيوعي بيئي في وادي هدسون السفلي، حيث شهد قبل 17 عاما، خلال شهر آب/أغسطس 1949 تخريب حفل موسيقي أقامه موسيقيون تابعون للحزب الشيوعي الأمريكي (CPUSA) وتعرّض الحاضرون والمُوسيقيون لهجوم وحشي من قبل حشد من اليمين يتألف من مواطنين محليين، ورفض دعوة كوبا ورشّح المغنية باربرا داني التي اشتهرت بعدم إخفاء التزاماتها السياسية الثورية، بل كانت تدافع عنها بجرأة نادرة. وُلدت داني باسم باربرا سبيلمان في ديترويت سنة 1927، وشهدت الفقر المدقع الذي ساد أثناء فترة الكساد، والانتصارات العظيمة التي حققتها حركة العمال في المدينة، والظلم الذي تعرضت له مدينة كبرى كانت تعاني من التحيز العنصري والعرقي، وأدركت مُبكِّرًا "أن الاشتراكية أو الشيوعية ستكون وسيلة أفضل لتنظيم الأمور من الرأسمالية، التي كانت آثارها القاسية واضحة بما فيه الكفاية في كل مكان تنظر إليه"، وفق ما وَرَدَ في سيرتها الذّاتية، وأصبحت في سن الثامنة عشرة، عضوًا نشطًا في منظمة الشباب الأمريكي من أجل الديمقراطية (AYD)، خليفة رابطة الشباب الشيوعيين التابعة للحزب الشيوعي الأمريكي (YCL)، لتصبح مسؤولة ولاية ميشيغان لمنظمة الشباب الأمريكي من أجل الديمقراطية، إلى جانب اهتمامها بالموسيقى الشعبية، وخصوصًا "البلوز" وهي الموسيقى التي ابتكرها العبيد السود الذين كانوا يعملون في المزارع كشكل من التّخفيف من المُعاناة، واكتشفت في المقاهي الشعبية على أجهزة الجوك بوكس ( التي اختفت حاليا) أغاني كونت بيسي وإيلا فيتزجيرالد ودوك إلينغتون ثم تسجيلات بيغ جو تيرنر وبيغ بيل برونزي وليتل غرين، مما جعلها مفتونة بفكرة أن تكون مغنية وأقنعت والديها بالسماح لها بتلقي دروس صوتية، ونجحت في الجمع بين نشاطها السياسي ضمن منظمة الشباب الأمريكي من أجل الديمقراطية ونشاطها الموسيقي (AYD) وأصبحت تُغنّي في الخطوط الأمامية لاعتصامات النقابات العمالية والعُمّال المُضربين في ديترويت ( عاصمة صناعة السيارات)، كما أنتجت حفلات موسيقية ورقصات مختلطة الأعراق وتمت دعوتها في العشرين من عمرها، سنة 1947، للمُشاركة، كممثلة للولايات المتحدة، في مهرجان الشباب العالمي الذي يرعاه الإتحاد السوفييتي في براغ ( عاصمة تشيكوسلوفاكيا) كممثلة للولايات المتحدة، وظهرت أيضًا في المؤتمر الأول لأغاني الشعب، وهي منظمة موسيقى شعبية يسارية أسسها بيت سيغر وغيره من أحل إحياء الموسيقى الشعبية... انتقلت - خلال أوائل عقد الخمسينيات من القرن العشرين- مع زوجها رولف كاهن وطفلها الأول إلى ولاية كاليفورنيا، إلى لوس أنجلوس ثم سان فرانسيسكو، واكتشفت خلال فترة القمع الشديد وملاحقة الشيوعيين والتقدّميين ( فترة الماكارثية) إن زوجها رولف كاهن خضع للضغط من قِبَل مكتب التحقيقات الإتحادي، وقَدّمَ سراً معلومات عن أعضاء الحزب الشيوعي، وتم طردهما من الحزب الذي أصابه الضُّعف، ولم تُثْنيها تلك التجربة المُرّة عن ممارسة قناعاتها، بل كرست معظم اهتمامها بالموسيقى، وفازت ( سنة 1951) بمسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة التلفزيونية، على وجه التحديد لأن الجائزة وكانت الجائزة تتمثل في برنامج تلفزيوني لمدة موسم كامل يمكن للفائزة كتابته بنفسها، وتمكنت من تقديم عروض على مدار ثلاثة عشر أسبوع، وتأمين حفلة موسيقية منتظمة في مركز موسيقى البلوز الكلاسيكية في سان فرانسيسكو وإحياء موسيقى الجاز التقليدية، قبل إصدار ألبومها الأول سنة 1957، بعنوان عقل مضطرب ( Trouble in Mind ) الذي جذب انتباه النقاد في الصحف الوطنية، رغم محاولات السّلطات الفيدرالية تقويض آفاقها المهنية، بسبب التزاماتها السياسية التي استمرت مع حركة الحقوق المدنية ومعارضة حرب فيتنام وشاركت في المؤتمر الدولي لأغنية الاحتجاج سنة 1967 الذي أُقيم بالتزامن مع الاجتماع الأول لمنظمة التضامن بين بلدان أمريكا الجنوبية، وجمع أشهر موسيقيي الفولكلور اليساريين في العالم: كارلوس بويبلا من كوبا والشقيقان أنخيل وإيزابيل بارا من تشيلي، وفنانين من أنغولا وأستراليا والأرجنتين وألمانيا الشرقية وفرنسا وهايتي وفيتنام والأوروغواي وغيرهم من الفنانين التقدّميين الذين أصدروا نصًّا جماعيا بشأن دور الموسيقى في الحركات الثورية، مما شجّع بربارا داني تنفيذ أهم مشروع موسيقي وسياسي في حياتها: شركة باريدون للتسجيلات (Paredon Records )، وهي شركة منتجة للتسجيلات الثورية تهدف إلى "جمع الموسيقى والشعر المتدفق من الحركات التي تكافح من أجل التّغيير في جميع أنحاء العالم وتسهيل وصولها إلى الأشخاص الذين يكافحون من أجل تغيير العالم"، وكان أول إصدار لشركة باردون للتسجيلات – Cancion Protest : Protest Song of Latin America - ( أغنية احتجاجية لأمريكا اللاتينية ) وهو عبارة عن تجميع للتسجيلات التي قامت Dane بتسجيلها لزملائها في مؤتمر سنة 1967، وحقق الألبوم نجاحًا بين جمهور اليسار الجديد في الولايات المتحدة، واستمرت Paredon في إصدار أكثر من خمسين ألبومًا آخر من الموسيقى الثورية من جميع أنحاء العالم، واستمرّت داني في البحث للحصول على التسجيلات النادرة وغير المشهورة مثل ألبوم المجموعة الجمهورية الأيرلندية للموسيقى - Men of No Property - الذي حصلت عليه سِرًّا من خلال وسيط، سنة 1971، كما نشرت سنة 1978، ألبومًا تحت عنوان "أنغولا – إلى الأمام قُوة الشعب""، سجّلته مجموعة "أغروبامنتو كيسانغيلا" الموسيقية التابعة للحركة الشعبية لتحرير أنغولا، وأصدرت نفس الشركة ( باردون للتسجيلات) سنة 1973 البيان الموسيقي السياسي الأكثر وضوحًا في المسيرة المهنية لباربرا داني "أنا أكْرَه النّظام الرّأسمالي"، وهي إعادة صياغة وتوزيع أغنية المغنية وكاتبة الأغاني سارة أوغان جانينغ المناهضة للرأسمالية سنة1937 "أنا أكره النظام الرأسمالي"، وحاز الألبوم شعبية كبيرة، وبحلول سنة 1978، كانت الشركة قد باعت عشرات الآلاف من الأسطوانات، وبنت داني أرشيفًا موسيقيًا ضخمًا من موسيقى الحركات الثورية الدولية في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية إلى غاية عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وأغلقت الشركة أبوابها سنة 1985، عندما بدأت قوة اليسار الجديد، والمنظمات المتبقية التي أنتجتها الحركة في التفكك، وكان آخر إصدار لها ألبومًا للموسيقى القومية الثورية السلفادورية سجله كوتوماي كامونيس، وهي فرقة تابعة لجبهة التحرير الوطني فارابوندو مارتي (FMLN)، وتبرعت داني بكتالوغ العلامة التجارية إلى مؤسسة سميثسونيان فولكويز سنة 1991، لكي لا يضيع التراث الفني التقدمي الذي جمعته طيلة 15 سنة، وثلاثين عاما من النشاط السياسي، بشرط ألا يُسمح أبدًا بخروج إصدارات باريدون من الطباعة، وعادت باربرا داني خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين إلى أسلوب موسيقى البلوز والجاز الذي طورته خلال مسيرتها المهنية المبكرة، وسجّلت سنة 1996 ألبوما رائعًا من أغاني البلوز بالإضافة إلى ألبوم ثاني من الأغاني المقتبسة والأغاني الأصلية مع عازفة بيانو الجاز تامي لين هول... لم يتضاءل التزام باربرا داني بالشيوعية أبدًا، بل إن رفضت التخلي عن هويتها اليسارية مما جعلها منبوذة إثر ضُعْف قوى اليسار الجديد، مما يُفسّر إهمال ذكرها حتى من قبل اليسار الاشتراكي... سيلفيا بانكهورست" (Sylvia Pankhurst ) كانت المناضلة الشيوعية البريطانية سيلفيا بانكهورست ( 1882 – 1960)، التي سُجنت مرارًا وتكرارًا بسبب دفاعها مُبكّرًا عن حق المرأة في التّصويت في بريطانيا، واحدة من الشخصيات الرائدة في النضال من أجل هذه القضية، وخلافًا للنساء البرجوازيات، كانت مناضلة ضد الإستعمار والعنصرية، ورفضت، باعتبارها اشتراكية، فصل الحركة النسائية عن النضال من أجل المساواة في جميع أنحاء الحياة والمجتمع، كما كان لها دَوْرٌ مُهِمٌّ في التاريخ المبكر للحركة الشيوعية البريطانية... كانت سيلفيا بانكهورست من قيادات الاتحاد النسائي الاجتماعي والسياسي (WSPU) الذي أسّسته أُمُّها إيملين وأُختها كريستابيل، والذي جمع أكثر من خمسة آلاف مناضلة من أجل حق المرأة في المُساواة السياسية والتصويت، ولذلك أُدِينَتْ، يوم الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 1920، بالتحريض على الفتنة في قاعة محكمة مانشن هاوس في لندن وحُكِم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر، لكنها ظلت صامدة، وصرحت خلال جلسات المحكمة: "رغم أنني كنت اشتراكية طيلة حياتي، فقد حاولتُ التخفيف من حدة النظام الرأسمالي، لكن كل خبرتي أظهرت أنه من غير المجدي محاولة التخفيف من حدة هذا النظام الظالم فلا بدّ إذًا من تحطيمه، وأنا مستعدة للتضحية بحياتي من أجل تحطيمه" اعتُقلت سيلفيا بانكهورست عشر مرات بين حزيران/يونيو 1913 وحزيران/يونيو 1914، وسُجِنت عدة مرات وتعرضت للتعذيب بسبب دورها كمناضلة من أجل حق المرأة في التصويت، وبدأت إضرابًا عن الطعام والماء احتجاجا على رفض السلطات البريطانية معاملة المطالبات بحق المرأة في التصويت باعتبارهن سجينات سياسيات، وتم إطعامها قَسْرًا، قبل أن يتم اعتقالها وسجنها سنة 1920، باعتبارها ثورية شيوعية ومدافعة قوية عن اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية... الرجال الفقراء والنساء الأفقر ولدت سيلفيا بانكهورست (Sylvia Pankhurst ) سنة 1882، وهي الابنة الثانية لزعيمة حركة حق المرأة في التصويت البريطانية إيميلين بانكهورست، وكانت فنانة مدربة صممت شعار الاتحاد الاجتماعي والسياسي النسائي (WSPU)، وهو الاسم الرسمي الذي عُرفت به حركة حق المرأة في التصويت، وقادها نشاطها وخبرتها في حركة النقابات العمالية بين سنتَيْ 1911 و1912 إلى الدفاع عن نساء الطبقة العاملة بدلاً من متابعة ما رأت أنه توجه ضَيِّق وفِئَوِي لوالدتها تجاه نساء الفئات الميسورة من المجتمع، وأسّست سنة 1912، اتحاد شرق لندن للاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة لتوحيد النضال من أجل حق المرأة في التصويت مع نضالات النقابات العمالية المحلية، وقالت أمام حشد ضخم تجمع لدعم العمال المشاركين في إغلاق دبلن في قاعة ألبرت الملكية في لندن( تشرين الثاني/نوفمبر 1912): "وراء كل رجل فقير امرأة أكثر فقراً"، وأسّست خلال نفس الشّهر "جيش الشعب"، وهي منظمة شبه عسكرية ناشئة مستوحاة من جيش المواطنين الأيرلنديين الذي أسسه جيمس كونولي، ودربت أعضاء هذه المنظمة على استخدام الأسلحة النارية "حتى يتمكن الرجال والنساء من الانضمام إلى القتال من أجل الحرية، ولكي يتعلموا كيفية التعامل مع الأساليب القمعية التي ينتهجها موظفو الحكومة"، وتسبب نشاطها الإشتراكي الثوري في طردها من الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة ( شباط/فبراير 1914) قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى (آب/أغسطس 1914) حيث قادت سيلفيا وميلفينا ووكر، زوجة أحد عمال الموانئ في إيست إند، احتجاجًا عُمّال الموانئ وأُسَرهم للتنديد العَلني بالحرب ومواجهة النزعة القومية المتعصبة، وبعد أسبوعين فقط من بدء الحرب، أدلت ووكر بالتصريح التالي: "إن عمال النقل البريطانيين مدعوون لإطلاق النار على عمال النقل الألمان، ولم يمض وقت طويل على الإضراب الكبير لعمال الموانئ عندما كنا نقاوم استغلال أصحاب السفن الكبيرة، عندما تضامن العُمال الألمانيون مع العمال البريطانيين وأرسلوا دعما ماليا بقيمة خمسة آلاف جنيه إسترليني... إن واجبنا في هذا الوقت هو التأكيد على أن الطبقة العاملة سواء في ألمانيا أو بريطانيا، لا تريد الحرب" كما كانت من الدّاعمين لانتفاضة عيد الفصح في دبلن ( بإيرلندا، المُستعمرة البريطانية) سنة 1916 وكتبت: "لا يمكن للعدالة أن ترد على التمرد الأيرلندي إلا برد واحد، وهو المطالبة بالسماح لأيرلندا بحكم نفسها"، وواصلت حملتها من أجل استقلال أيرلندا طوال فترة الحرب، وانتقدت مواقف حزب العمّال، ودعمت الثورة البلشفية منذ شباط/فبراير 1917 ودعت إلى دعم الحكومة المؤقتة، وكتبت مقالات مُؤيّدة خلال شهر حزيران/يونيو، وتموز/يوليو 1917 ووصفت البلاشفة الذين دعموا فلاديمير لينين بأنهم "الاشتراكيون الدوليون الذين يدركون أن هذه حرب رأسمالية ويطالبون بالسلام الفوري، وهم يرغبون في إقامة دولة اشتراكية في روسيا وليس حكومة شبه ديمقراطية ونظام رأسمالي مثل الذي لدينا هنا في إنغلترا، ويريدون الحرية لكل شعوب العالم". لم تنقطع لحظة عن النضال من أجل المساواة ضمن "الإتحاد الإشتراكي النسائي" ثم "الإتحاد الإشتراكي للعمل" الذي نجح في النتشار وكان له – خلال شهر حزيران/يونيو 1918 - اثنان وعشرون فرعًا في جميع أنحاء بريطانيا، بما في ذلك برمنغهام وغلاسكو وليدز ومانشستر وميد روندا في قلب منجم الفحم في جنوب ويلز... وساهمت بنشاط في إنشاء مكتب الإعلام الشعبي الذي جَمَعَ الأحزاب الماركسية البريطانية، وأعضاء لجنة العمال في لندن، وعمال السكك الحديدية لتوزيع الكتيبات والنشرات التي تناهض الدعاية المعادية للسوفييت، وكتابات ثورية حول العمل النقابي والعمل السياسي، وساهمت في إنشاء "حركة الإصلاح الثوري" التي جمعت في مؤتمرها الأول ( تموز/يوليو 1918) أكثر من مائتي مندوب عن مجموعة من المنظمات، وشهدت قاعة ألبرت الملكية في لندن تجمعاً حاشداً لزعماء حزب العمال ومسؤولي النقابات العمالية ( تشرين الثاني/نوفمبر 1918) للمطالبة بانسحاب القوات البريطانية التي تدخّلت في روسيا لدعم الثورة المُضادّة والمساهمة في حصار النظام البلشفي من قِبَل جُيُوش الدّول الإمبريالية روسيا... كانت هناك مراسلات بين سيليفيا بانكهورس وفلاديمير لينين الذي كتب في إحدى مراسلاته: ( تموز/يوليو 1919): "أنا مقتنع شخصياً بأن التخلي عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية هو خطأ من جانب العمال الثوريين في بريطانيا... (لأن) الموقف المناهض للبرلمان – بشكل مُطْلق - يُخفي افتقاراً إلى الخبرة الثورية". رفضت سيلفيا بانكهورست المشاركة في المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي البريطاني ( تموز/يوليو 1920) وغيرت اسم "المنتدى الاجتماعي العالمي" الذي أسّسته خلال الحرب العالمية الأولى، إلى الحزب الشيوعي (الفرع البريطاني للأممية الثالثة)، وسافرت إلى روسيا سِرًّا للمشاركة في المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية في موسكو، وأعلنت من قاعة المؤتمر، معارضتها الإنتماء إلى حزب العمال أو دعمه، وبعد عودتها إلى لندن عملت على اندماج الاتحاد الاجتماعي العالمي مع الحزب الشيوعي البريطاني ( كانون الثاني/يناير 1921) ولم تنجح عملية الإندماج، ثم كرستسيلفيا بانكهورست بقية حياتها لمحاربة الفاشية والإمبريالية إلى أن توفيت وكانت على وجه الخصوص مناصرة قوية لاستقلال إثيوبيا بعد احتلالها من قبل إيطاليا ثم بريطانيا خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. توفيت في أديس أبابا، عاصمة الحبشة، سنة 1960، ودفنت هناك. لقد قادها نضالها من أجل تحرير المرأة ومعارضتها للحرب العالمية الأولى إلى فهم أن ثورة الطبقة العاملة هي السبيل الدائم الوحيد لإنهاء كل أشكال الظلم، وناضلت ببسالة ضد الدولة البريطانية التي اعتقلتها وسجنتها عدة مرات، وقاومت الرأسمالية والطّغيان والقمع والإستعمار في كل مكان. كتاب "سيلفيا بانكهورست: متمردة بالفطرة" هو عمل استثنائي، وتدخل حيوي وضروري، وقراءة ملحة لعصرنا. لقد كتبت راشيل هولمز السيرة الذاتية لهذه المرأة الثورية الإستثنائية بعنوان " سيلفيا بانكهورست: متمردة بالفطرة" وعدّتها "واحدة من عمالقة السياسة في القرن العشرين، ومتمردة سياسية، وبطلة حقوق الإنسان، ونسوية راديكالية سبقت عصرها"، وكانت في قلب النضال من أجل حق الاقتراع العام وضدّ الحرب والفاشية، والاستعمار، وكتبت " أن الإمبريالية والاستعمار يجلبان المزيد من العنف على نساء الشعوب الأصلية ( الواقعة تحت الإستعمار"، وكانت لها نقاشات هامة مع روزا لكسمبورغ وفلاديمير لينين والعديد من قادة الأممية الشيوعية، واشتهرت بإصرارها على المساواة وعدم الفصل بين جميع النضالات، وكانت الاشتراكية هي بَوصلة تفكيرها ونضالها، وجمعت بين الفن ( الرّسم) والنضال من أجل العدالة والقدرة على الدّعاية والتنظيم، ولمّاتم اتهامها ( من قبل بعض التيارات الإشتراكية) سنة 1921 بالتحريض على الفتنة، ودافعت عن نفسها قائلة: "سأقاوم الرأسمالية حتى لو قتلتني، ومن الخطأ أن يتمتع أمثالكم بالراحة والتغذية الجيدة بينما يعاني كل من حولكم من الجوع"، وساندت جميع ثوار العالم، وكافحت العنصرية والإمبريالية وكتبت: "عندما تعلم أنك على حق، لا يمكن لأحد أن يحيدك" كانت امرأة متواضعة عاشت حياة بسيطة، كما ذكرت في تأمل نادر كتبته عن نفسها، "كانت طموحاتها الشخصية ضئيلة وعابرة، لأنها أدركت أنه عندما يتحول كل من يناضل ويكافح في أيامنا الماضية إلى تراب بعد ألف عام، فإن البشرية ستظل تعمل على تحقيق مصيرها..." وأظهرت شجاعةً نادرة وقُدرة هائلة على العمل الدّؤوب والصمود، والشجاعة، والقدرة على الإنغماس في النضال ضد الفقر والإستغلال والإضطهاد من أجل عالم جديد من التعاون والعدالة والسلام، وعملت من أجل ذلك ليلا ونهارًا دون راحة، واستخدمت كل طاقتها وعقلها اللامع لمساعدة الناس، ولخصت ذلك في مقال لها بعنوان "ما أهدف إليه: فرصة لأطفال الغد". نوال السّعداوي - مصر ( 1931 – 2021) طبيبة أمراض صدْرِية واختصاصية في الأمراض النّفْسِيّة وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان عمومًا وحقوق وشؤون المرأة خصوصًا، وسجنت بسبب انتقادها النظام الحاكم في مصر، ثم ترشحت للرئاسة المصرية، وانتقدت العادات والتقاليد وبعض التّأويلات للدّين في المجتمعات العربية ونادت بتطبيق قِيم الحرية والمساواة والإنسانية وبتحرير المرأة من القيود التي فَرَضَها المُجتمع الذّكُوري، ونشرت عشرات الكتب والمقالات، فضلا عن المُقابلات والمُحاضرات العديدة، ترجم بعضها إلى لغات أخرى، وحصلت على العديد من الجوائز وُلِدت نوال السيد السعداوي سنة 1931، وكان أبوها موظفًا بوزارة المعارف، وتقول إنها تعلّمت منه التمردَ على قيود المجتمع، وتخرَّجَتْ من كلية الطب سنة 1955، وعملت بمستشفيات مصر إلى جانب الإهتمام بالفكر والأدب ونُشر لها أكثرَ من خمسين مؤلّفًا (الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية)، وانتقدت "الثالوث المقدس" (الدين والجنس والسياسة) لتدعو إلى المُساواة وتحرير المرأة، وظلّت تكتب بجرأة وتُعبّر عن آرائها بشأن المجتمع والسياسة فعزلها الن؟ام المصري من وظيفتها وتم التّشهير بها وأدرَجتها مجموعات الإرهاب الإسلامي في قائمة الاغتيالات، فهاجرت لفترة، وظلّت تكتب وتُحاضر وتُحاور بخصوص قضيةُ المرأة لتصبح معروفة في بعض الأوساط النسوية التقدّمية الأجنبية، بالإضافة إلى تأثير أفكارها في الحركة النّسوية، منذ عقد السبعينيات من القرن العشرين في البلدان العربية، من المغرب وموريتانيا إلى العراق، ولما رحلت بسبب المرض، عن تسعين سنة، تركت إرثًا فكريًا وإبداعيًا ثريا، وتُرجِمَتْ بعض كُتُبِها إلى 14 لغة، منها الإنغليزية والفرنسية والألمانية، واهتمت جميعها بقضايا التمييز ضد المرأة والحجاب والختان ( وهي ممارسة أو عادة منتشرة في مصر والسودان وبلدان إفريقيا تحت الصحراء الكبرى، وغير معروفة في المغرب العربي) وغيرها، كما اهتمت بالكثير من القضايا الاجتماعية، وتضمّنت العديد من مؤلّفاتها نقدًا لاذعا للسّلطة، سلطة الأنظمة السياسية ورجال الدّين والأقوياء وسلطة الرجل على المرأة، ونقدت الذّرائع الدّينية التي يتستّر وراءها الرّجال لفَرْض الهيمنة على النّساء.
عن العلاقة بين الإشتراكية وتحرّر النّساء نشرت نوال السعداوي يوم الثلاثين من أيار/مايو سنة 2018 مقالا قصيرًا للتعليق على المجزرة التي ارتكبها الجيش الصهيوني ضدّ المُشاركات والمُشاركين في المسيرات الشعبية، بمناسبة مرور سبعين عاما على النكبة، واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية للقدس يوم 14 أيار/مايو 2018، فى ذكرى النّكبة... تُندّد نوال السّعداوي "بالعدوان الصّهيونى الأمريكى المتكرر على الشعب الفلسطيني، والشعوب الأخري، وعلى حركات المقاومة، ومن ضمنها الاحتجاجات الشعبية بالولايات المتحدة" التي تدعم حكوماتها المتعاقبة- بالمال والسلاح - جميع العصابات الإرهابية السياسية الدينية، أولها دولة الكيان الصهيوني وداعش والقاعدة وطالبان وبوكو حرام، والكتلة المسيحية – خصوصًا "المسيحية الصّهيونية - داخل أمريكا وخارجها، والتهديد ( الأمريكي والصّهيوني) "بإعلان الحرب ضد أى بلد آسيوى أو إفريقى أو عربي، يحاول تطوير أبحاثه العلمية النووية، وإن كانت فى المجال السلمي (... )، مثل المشروع المصرى لاستخدام الطاقة النووية فى المجال الطبي" أو المشروع العراقي، "بينما يمتلك الكيان الصهيوني ترسانة نووية عسكرية تكفى لتدمير إفريقيا وآسيا والمنطقة التى يسمونها (الشرق الأوسط)" ولا يكف الكيان عن تطوير الأسلحة الكيماوية والنووية، فى ظل الرعاية الأمريكية الأوروبية، وفي ظل صمت الأمم المتحدة على انتهاك حقوق الشعوب، واغتصاب أراضيها ومواردها الاقتصادية والثقافية، وفي ظل محكمة العدل الدولية الجرائمَ الخطيرةَ للقوى النووية، ولاتعاقب إلا الضعفاء من صغار الحكام، والضحايا العزل من الشعوب المسالمة، فيما يسمونه العالم الثالث. تدعم نوال السّعداوي حق الأفراد والشعوب في المقاومة الفردية والجماعية ضد الظلم والطغيان، غير إن السّلطات تُواجه المُقاومة السلمية بالرصاص، مثلما يحصل في فلسطين حيث تقتل الدّبّابات الصهيونية الأطفال الذين لا سلاح لهم سوى الحجارة، وفى الولايات المتحدة، تقمع أجهزة الشرطة المُسلحة حركة النساء الأمريكيات - أغلبهن عاملات كادحات سوداوات – مما يُؤكّد "الترابط الوثيق بين القهر الطبقى العنصرى والقهر الأبوى الجسدي"، وخصوصًا عندما تنتظم النساء في حركات المقاومة والثورات الشعبية... ربطت نوال السّعداوي النضال ضد الإحتلال الصّهيوني بالنّضال ضد الرأسمالية التي تدعم هذا الكيان، وخصوصًا الإمبريالية الأمريكية الأمريكية، كما تربط بين قضية تحرير النساء وقضية تحقيق الاشتراكية ( كتابها: «الوجه العارى للمرأة العربية» ) وحُذفت الأجزاء التي تُشير إلى الاشتراكية والنساء والعمل والمرأة، فى الطبعة الانغليزية، والفقرات التي تكشف الشعارات الليبرالية المزيفة، التى تدعى الدفاع عن حرية الفكر والتعبير، وتدعو إلى تكثيف المعارك الفكرية والسياسية بين النسويات الليبراليات والكادحات الاشتراكيات من ذوات البشرة السمراء، كامتداد للمعارك الفكرية بين جماعات اليمين واليسار، النساء والرجال، فى كل بلاد العالم . من أقوالها: إن الشخصية الناضجة هي وحدها التي تستطيع أن ترغب الحرية وتسعى إليها دون أن تخشاها، فالحرية تخيف الإنسان غير الناضج غير المستقل ( من كتاب "المرأة والجنس) قضية تحرير المرأة قضية سياسية بالدرجة الأولى لأنها لا تمس حياة نصف المجتمع فحسب ولكنها تمس حياة المجتمع كله... إن تخلف المرأة وتكبيلها لا يؤخر النساء فحسب ولكنه ينعكس على الرجال وعلى الأطفال، وبالتالي يقود إلى التخلف المجتمع كله ( من كتاب: "الأنثى هي الأصل") هل من الممكن أن يكون الشرف صفة تشريحية يولد بها الإنسان أو لا يولد؟ وإذا كان غشاء البكارة هو دليل شرف البنت فما هو الدليل على شرف الرجل؟ ( من كتاب "المرأة والجنس"). إن شرف الإنسان رجلًا أو امرأة هو الصدق، صدق التفكير وصدق الإحساس وصدق الأفعال. إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة، واحدة في العلانية وأخرى في الخفاء ( من كتاب "الأُنْثى هي الأَصْل"). إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة تخلق منها امرأة تافهة التفكير ( تغريدة من حسابها الرسمي على "تويتر") ليس الطب سلعة، وليس النجاح مالاً وشهرة، الطب هو أن أمنح الصحة لكل من يحتاج الصحة بلا قيود ولا شروط، والنجاح هو أن أمنح من عندي للآخرين
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متابعات – العدد الرّابع عشر بعد المائة بتاريخ الثامن من آذار
...
-
حرب اقتصادية تَقُودُها الدّولة
-
بعض مفاهيم الإقتصاد السياسي
-
موقع الهند في منظومة الهيمنة الأمريكية – الجزء الثاني
-
موقع الهند في منظومة الهيمنة الأمريكية – الجزء الأول
-
متابعات – العدد الثّالث عشر بعد المائة بتاريخ الأول من آذار/
...
-
ثقافة تقدّمية: هاياو ميازاكي، مُبدع الرُّسُوم المُتحركة
-
تبديد أوهام القروض الصغيرة للفُقراء
-
بانوراما الإنتخابات في ألمانيا
-
فلسطين - تواطؤ أمريكي مُباشر
-
متابعات – العدد الثّاني عشر بعد المائة بتاريخ الثّاني والعشر
...
-
فخ الدُّيُون الخارجية- نموذج سريلانكا في ظلِّ سُلْطة -اليسار
...
-
الإستعمار الإستيطاني، من الجزائر إلى فلسطين
-
متابعات – العدد الحادي عشر بعد المائة بتاريخ الخامس عشر من ش
...
-
عيّنات من المخطّطات الأمريكية في الوطن العربي
-
عرض كتاب -دعوني أتحدث!-
-
الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية وشؤكاؤها ( USAID & Co )
-
متابعات – العدد العاشر بعد المائة بتاريخ الثامن من شباط/فبرا
...
-
تونس - في ذكرى اغتيال شُكْرِي بلْعِيد
-
عَرْض كتاب بعنوان -فرنسا أرض الهجرة-
المزيد.....
-
ماكرون يعلن توقيع -العديد من الاتفاقات المهمة- مع مدغشقر
-
زلزال النيبال: ذكرى المأساة مازالت تثقل كاهل السكان
-
الجزائر: ما هي الدوافع وراء مشروع قانون التعبئة العامة؟
-
إسبانيا تفسخ صفقة شراء ذخيرة مع شركة إسرائيلية
-
فريق تطوعي يعيد الحيوية لساحل منطقة بيئية مهمة بالكويت
-
أمنستي تناشد واشنطن وقف -الإلغاء الانتقامي- لإقامات الطلاب
-
ماذا لو لم يكن هناك -أسرى- في حوزة حماس؟
-
واشنطن وطهران.. مقارنة بين اتفاق 2015 ومطالب 2025 وموقف إسرا
...
-
عائلة لاجئة فرت من الحرب السورية تستذكر كيف ساعدها البابا فر
...
-
الحرائق في جبال القدس: النيران التهمت 10 آلاف دونم من الأراض
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|