أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - الطاووس.. ترامب!!














المزيد.....


الطاووس.. ترامب!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نال الرئيس دونالد ترامب تصفيقًا داخل الكونغرس أثناء إلقائه خطاب الاتحاد، الذي يعبر عن السياسات الأمريكية، أكثر مما ناله من تصفيق حماسي خلال حملته الانتخابية. وقراءة لغة الجسد التي استخدمها، خاصة وقفة "الطاووس" التي تكررت مع كل موجة تصفيق، تُظهر أن سياسات ترامب لا تنطلق من فراغ، بل من وعي النخب الأمريكية بأن عدم إعادة النظر الشاملة في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة يجعل حلم الرفاهية الأمريكية مجرد كلام فارغ.
في أطول خطاب رئاسي في جلسة مشتركة في التاريخ، قال ترامب: "إن أمريكا بدأت تستعيد ثقتها بنفسها بعد مرور شهر ونصف على بدء ولايتي الثانية، وإن الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه". واستعرض خططه بشأن الرسوم الجمركية العالمية، وتحدث عن "استعادة" قناة بنما من خلال استثمارات أمريكية جديدة، وتعهد بـ"شن حرب" على عصابات المخدرات المكسيكية، ودعا غرينلاند إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة، كما ضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.
التساؤل المثير للجدل: لماذا كل هذا التصفيق للرجل "الطاووس"؟ وهل يستحق ذلك فعلاً؟
بدأ ترامب خطابه بالإشارة إلى أن الانسحاب الكارثي لإدارة بايدن من أفغانستان ربما أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن اللحظة قد حانت لشن هجومه على أوكرانيا. وكان ذلك إقرارًا غير مباشر بأن بوتين هو المسؤول عن بدء الحرب وتصعيدها، وهو تطور إيجابي مقارنة باتهاماته السابقة الغريبة، التي ألقى فيها باللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأعرب عن امتنانه للرسالة التي أرسلها الرئيس الأوكراني، التي أكد فيها استعداد بلاده للانخراط في مفاوضات مع روسيا تحت قيادة ترامب، والتوقيع على اتفاقية المعادن الحيوية ذات المنفعة المتبادلة.
موجة التصفيق الثانية جاءت ردًا على نجاح ترامب في تأمين الإفراج عن مارك فوغل، السجين الأمريكي في روسيا، الذي كان حاضرًا في القاعة. وقد اتخذ بوتين قرارًا محسوبًا بإطلاق سراح فوغل في بداية الإدارة الجديدة، في محاولة لتشجيع ترامب على التعامل مع روسيا بمرونة خلال مفاوضات السلام.
أما الموجة الثالثة، فكانت ردًا على قدرة ترامب في التنافس بفعالية في عصر المنافسة الجيوسياسية المتزايدة والتغير التكنولوجي السريع. فعلى سبيل المثال، أعلنت إدارة ترامب هذا الأسبوع أن شركة تايوان لأشباه الموصلات (TSMC) - أكبر مصنع للرقائق المتقدمة في العالم - ستستثمر 100 مليار دولار لتعزيز قدرتها التصنيعية داخل الولايات المتحدة.
المثير للاهتمام أن ترامب فشل في مخاطبة كل أعضاء الكونغرس من الحزبين، بل ركز فقط على جمهوره الانتخابي لتعزيز قاعدته الشعبية تحت شعاره "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
واختار ترامب تسليط الضوء على إيلون ماسك، الملياردير المسؤول عن جهود وحدة الكفاءة الحكومية، والذي كان جالسًا ضمن ضيوف الرئيس داخل قاعة "الكابيتول". وقال: "ماسك يعمل بجد، ولم يكن بحاجة إلى هذا كله". وفي وقت لاحق، تلا ترامب قائمة طويلة من البرامج التي خفضت إدارة الكفاءة الحكومية تمويلها، ووصفها بـ"برامج احتيال وإهدار"، وكرر الادعاءات بأن عددًا كبيرًا من الأمريكيين المتوفين يتلقون مزايا برنامج الضمان الاجتماعي!!.
كل ذلك يؤكد نموذج "الترامبية" في التواصل مع الرأي العام أولاً، ومن ثم مع قيادات المجتمع الأمريكي بكل تنوعاته الدينية والقومية. إن الرهان على حلم الرفاهية الأمريكي، الذي يُعتبر القاسم المشترك لمفهوم المواطنة في هوية الدولة الأمريكية، هو ما يجعل هذا النموذج مؤثرًا.
جميع حركات ترامب في فن الإلقاء، أو تعبيرات وجهه أثناء طرح كلامه واستقبال التصفيق، والرد على بعض نواب الحزب الديمقراطي، تثير الانتباه. فربما تصبح "الترامبية" نموذجًا يُحتذى به في أي انتخابات رئاسية قادمة. ففن التسويق الشخصي لمنصب الرئيس، والأوامر التنفيذية التي تحمل طابعًا دستوريًا، والدفاع عنها أمام السلطة التشريعية، يمثل حقيقة النظام السياسي الأمريكي.
ويجعل ذلك الكثير من المهتمين بفنون التسويق السياسي يتعاملون مع نموذج الأفعال لا الأقوال بأعلى سقوف ممكنة، ثم التعامل مع الحد الأعلى المطروح في طرف المعادلة الأخرى. وهذا ما ظهر في لقاء ترامب مع الرئيس الأوكراني، الذي حصد انتقادات واسعة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الأوروبية، ليقف ترامب وقفة "الطاووس" معلنًا أنه تلقى رسالة موافقة من الرئيس الأوكراني، الذي وصفته زعامات أوروبية بأنه تلقى "أكبر إهانة في عمر الدولة الأمريكية".
السؤال الأخير: كيف ينتظر زعماء الأحزاب العراقية في نظام المحاصصة سياسات ترامب الجديدة وانعكاساتها المتوقعة في نموذج الطاووس ؟.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقنعة التفاهة!!
- ترامب العراقي.. ومآلات العقوبات القصوى!!
- العودة إلى المربع صفر!!
- الأتمتة الإدارية... حوكمة الفساد!!
- ترامب وصخب المفاوضات.. عراق بلا موقف!!
- العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!
- الاختباء خلف الأصابع!!
- اوهام السلطة.. تفاهة القوة!!
- منهج التفكير (بوصلة وطن)!!
- الوحدة ٨٢٠٠.. وافخاخ الغرف المظلمة!!
- الذكاء الاصطناعي.. حضارة جديدة.. اين نحن؟؟؟
- مخاطر وتحديات.. اين الحلول؟؟
- ازدواجيات.. بلا ديمقراطية!!
- اللعبة الصفرية.. والغباء السياسي!!
- فيروز.. اين القضية؟؟
- التفكير الإيجابي.. نصف الكأس!!
- سيناريوهات إيرانية امام تداعيات سورية!!
- نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!
- لعبة الأمم.. روليت اللاعبين!!
- العصر الصهيوني الجديد.. وادوار (النخب الواعية)!!


المزيد.....




- بذكرى تعود لعام 1971.. شمس البارودي تروي قصة ارتباطها بحسن ي ...
- حقيقة صورة متداولة لطفلة زُعم أنها -قُتلت- خلال أحداث الساحل ...
- فيديو مثير للجدل لرئيس لجنة الأمن القومي بالكنيست الإسرائيلي ...
- -تلغراف-: مخطط استخباراتي روسي للسيطرة على طرق الهجرة إلى أو ...
- سوريا: الشرع يتعهد بمحاسبة كل -من تورط في دماء المدنيين-
- ماسك يعلق على منع جورجيسكو من المشاركة في الانتخابات في روما ...
- أوكرانيا توقع مذكرة تفاهم مع شركة ألمانية لتصنيع أنظمة الدفا ...
- مسؤول سوري يرصد الأوضاع في اللاذقية بعد انطلاق المرحلة الثان ...
- الولايات المتحدة منفتحة على الشراكة مع الكونغو الديمقراطية ف ...
- -جسر للوصول للفرات والعراق-.. عضو كنيست إسرائيلي يثير الجدل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - الطاووس.. ترامب!!