العراق وأزمة الغاز الإيراني: بين الضغوط الأمريكية وخيارات الطاقة البديلة

عقيل الفتلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

العراق وأزمة الغاز الإيراني: بين الضغوط الأمريكية وخيارات الطاقة البديلة .
الدكتور الصحفي عقيل الفتلاوي
النجف الأشرف
مع حلول يوم السبت، 8 آذار 2025، يتوقف العراق رسميًا عن استيراد الغاز من إيران، في خطوة تفرض تحديات اقتصادية وسياسية معقدة على بغداد. فقد كانت الإعفاءات التي منحتها الإدارات الأمريكية السابقة تسمح باستمرار تدفق الغاز الإيراني لتغطية احتياجات العراق من الكهرباء، لكن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي اختارت عدم تجديد تلك الإعفاءات، مما يضع العراق أمام أزمة طاقة محتملة.
تعتمد محطات الكهرباء العراقية بشكل أساسي على الغاز المستورد من إيران، ما يجعل غيابه تحديًا حقيقيًا، خاصة وأن الحكومة العراقية أعلنت حاجتها إلى ثلاث سنوات أخرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، والمقرر بلوغه بحلول عام 2028. هذا الفراغ قد يؤدي إلى انقطاعات كهربائية متزايدة، خصوصًا في فصل الصيف عندما يبلغ الطلب ذروته، وهو ما قد يثير سخطًا شعبيًا يزيد من الضغوط السياسية على الحكومة.
إضافة إلى ذلك، يتزامن هذا التطور مع تشديد الرقابة الأمريكية على القطاع المصرفي العراقي، إذ تخضع تحويلات العراق النفطية إلى الفيدرالي الأمريكي لتدقيق صارم لضمان عدم استخدام إيران النظام المالي العراقي للتحايل على العقوبات. هذه الإجراءات قد تعيق تدفق الأموال وتعرقل قدرة العراق على التعامل بحرية مع شركائه الاقتصاديين، مما يضيف بعدًا ماليًا للأزمة.
في مواجهة هذا الواقع، تسعى الحكومة العراقية إلى إيجاد حلول بديلة، أبرزها التفاوض مع الولايات المتحدة لتمديد الإعفاءات أو إيجاد آليات تضمن استمرار تدفق الغاز دون الإضرار بالعلاقات مع واشنطن. كما تكثف بغداد جهودها لتعزيز الربط الكهربائي مع الخليج، إلى جانب توسيع شبكات الاستيراد من تركيا والأردن، بهدف تقليل الاعتماد على إيران وتجنب أزمة طاقة خانقة.
لكن هذه البدائل تحتاج إلى وقت واستثمارات ضخمة، وهو ما يضع الحكومة أمام تحدٍ مزدوج: التكيف مع الضغوط الأمريكية دون التأثير على استقرار البلاد. فالعراق يجد نفسه في قلب صراع إقليمي يتجاوز ملف الطاقة، ويضع سياسته الداخلية والخارجية على المحك، في وقت يسعى فيه للحفاظ على توازنه بين طهران وواشنطن.

#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات