أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعود سالم - اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء















المزيد.....


اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 20:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يوم الثامن من مارس هو أكثر من مجرد احتفال بحقوق المرأة، إنه يوم متجذر في نضالات العمال والاشتراكيين في أوائل القرن العشرين، بقيادة ناشطات ثوريات مثل كلارا زيتكين Clara Zetkin وألكسندرا كولونتاي Alexandra Kollontaï وغيرهن من النساء المناضلات في كل أقطار أوروبا.
يوم 8 مارس هو اليوم العالمي للمرأة، وهو يوم للنضال من أجل إنهاء القهر والغبن وعدم المساواة بين الجنسين، وبشكل عام، من أجل الحصول على الحقوق المشروعة لنصف سكان الكرة الأرضية المضطهدين من قبل النظام الأبوي والرأسمالي. ورغم أن هذا التاريخ أصبح الآن راسخًا في تقويم النضالات الشعبية والعمالية، إلا أن هذا لم يكن الحال دائمًا، حيث أُشير إلى يوم 8 مارس لفترة طويلة بأنه "يوم المرأة" دون ذكر المحتوى السياسي والنضالي لهذا اليوم.
ففي الولايات المتحدة، في 28 فبراير 1909، نظمت النساء الاشتراكيات مظاهرات واجتماعات في جميع أنحاء البلاد، مطالبات بالحقوق السياسية للعاملات. لقد كان هذا هو "يوم المرأة" الأول والذي حقق نجاحا واسعا لم يكن متوقعا. وفي عام 1910، اقترحت كلارا زيتكين - (1857 - 1933 وهي سياسية ألمانية يسارية ومدافعة عن حقوق المرأة، شاركت في تكوين أوائل المجموعات النسويّة التي كانت تناضل من أجل الحرّيات العامة في ألمانيا، وساهمت في رفع الوعي السياسي والطبقي لدى مئات العاملات الألمانيات)، في المؤتمر الدولي للنساء العاملات إنشاء يوم عالمي للمرأة أو العاملات، في 19 مارس 1911. بدعم من روزا لوكسمبورغ وألكسندرا كولونتاي، كان هذا اليوم يهدف إلى توحيد النساء البروليتاريات في نضال مشترك ضد الاستغلال والقمع وعدم المساواة، في المقام الأول تحت شعار "حق التصويت للنساء سيوحد قوتنا في النضال من أجل الاشتراكية". تقول ألكسندرا كولونتاي إنه في ذلك اليوم، وفي كل مكان، أُجبر الرجال على البقاء في منازلهم بينما خرجت النساء للمشاركة في الاجتماعات السياسية والمظاهرات. (ألكسندرا ميخائيلوفنا كولونتاي (1872-1952)، سياسية اشتراكية سوفييتية، وناشطة شيوعية وماركسية نسوية، كانت أول امرأة يتم تعيينها رئيسة لوزارة وواحدة من أوائل الدبلوماسيات في القرن العشرين).
في عام 1917، اتخذ هذا اليوم أبعادًا تاريخية: حيث أطلقت العاملات في بتروجراد إضرابًا حاشدًا ضد الحرب والجوع، مما ساهم في تشكيل بداية الثورة الروسية.
في وقت مبكر من عام 1889، أكدت كلارا زيتكين أن اضطهاد المرأة لا يمكن فهمه إلا من خلال منظور استغلالها كبروليتاريا. وعارضت بشدة المجموعات النسوية البرجوازية، التي اكتفت بالمطالبة بامتيازات لصالح أقلية من النساء، مثل حق الاقتراع على أساس الملكية باستثناء العاملات، ثم المساواة الرسمية في الحقوق، دون التشكيك في النظام الرأسمالي. وفي الفترات الثورية، عندما تجد الطبقة العاملة بأكملها نفسها في موقف قوة في مواجهة المستغلين، تتقدم حقوق المرأة بشكل كبير. وقد شكلت الثورة الروسية نقطة تحول حاسمة في طريق تحرير المرأة. ويتم، لأول مرة في التاريخ، وضع هذه النظريات موضع التنفيذ ولو جزئيا في روسيا السوفيتية، حيث ألغيت القوانين التمييزية بين الجنسين، وأنشأت حق الإجهاض، وجعلت المهام المنزلية اجتماعية، وعززت المشاركة الكاملة للمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، رغم أن المجتمع ذاته ظل رجاليا وأبويا رغم هذه القوانين.
بعد مرور أكثر من قرن على هذه النضالات، لا تزال عدم المساواة بين الجنسين قائمة. لقد أعلنت الستالينية تراجع الثورة الاشتراكية، ومعها تراجع الظروف اللازمة للتحرر الحقيقي للمرأة. واليوم، لا يزال من الضروري ربط النضال ضد القمع بالنضال ضد المجتمع الرأسمالي، وهو البيئة الحاضنة لنمو الظلامية . . رغم تاريخ ما يسمى الآن باليوم العالمي للمرأة يعود إلى بداية القرن العشرين وفي أكبر دولة رأسمالية، بدعوة من الحزب الاشتراكي الأمريكي، تم الاحتفال بـ "يوم المرأة الوطني" في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 28 فبراير 1909. ولقد ولد هذا اليوم بفضل تيريزا سيربر مالكيل - Theresa Serber Malkiel -1874-1949، وهي عاملة اشتراكية أمريكية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في التصويت والإنتخاب وكانت آنذاك رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في الحزب الاشتراكي الأمريكي.
وبعد ثلاث سنوات، في عام 1910، عقدت الاشتراكية الدولية مؤتمرها الثامن في كوبنهاجن، وبالتزامن مع ذلك، عقد المؤتمر الدولي للمرأة، تحت رعاية كلارا زيتكين (1857-1933)، وبدعم من ألكسندرا كولونتاي (1872-1952)، نشأ اقتراح إنشاء "يوم المرأة العالمي". فهو مستوحى بشكل مباشر من اليوم الوطني للمرأة. ومن بين المطالب التي رفعت في ذلك الوقت، حق التصويت، وحق العمل، ووضع حد للتمييز في العمل. ولقد تمت الموافقة على الاقتراح بالإجماع من قبل الناشطات في المؤتمر، وعددهن أكثر من 100 امرأة من 17 دولة. ورغم أنه لم يتم تحديد موعد لهذا اليوم العالمي، إلا أن طابعه السنوي كان متفقا عليه بالإجماع.
كان الحزب الاشتراكي الأمريكي حزبًا سياسيًا اشتراكيًا ديمقراطيًا، كان موجودًا في الولايات المتحدة من عام 1901 إلى عام 1972. وقد تم تشكيله من اندماج الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأمريكي وأعضاء حزب العمل الاشتراكي الأمريكي، وهو أقدم حزب اشتراكي في الولايات المتحدة تأسس عام 1876.
وفي العام التالي، تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في 19 مارس في العديد من البلدان الأوروبية ولا سيما ألمانيا والنمسا والدنمارك وسويسرا. وشارك في المظاهرات أكثر من مليون امرأة ورجل.
لقد ولد اليوم العالمي للمرأة إذا بمبادرة من الحركة الاشتراكية وذلك "لمقاومة تأثير المجموعات النسوية التابعة للأحزاب البرجوازية واليمينية على نساء الشعب"، حيث رفضت كلارا زيتكين "التحالف مع "النسويات البرجوازيات".
حتى الحرب العالمية الأولى، كانت عدة دول مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وروسيا تحتفل باليوم العالمي للمرأة كل عام في شهر مارس. أما تاريخ الثامن من مارس فقد ظهر في أعقاب المظاهرات التي نظمتها العاملات في ذلك اليوم من عام 1917 في بتروجراد، سانت بطرسبرغ حاليًا، وهو اليوم الذي أنبأ بالثورة الروسية القادمة.
أصبح اليوم العالمي للمرأة مؤسسيا في منتصف سبعينيات القرن العشرين، فأصبح تدريجيا "يوم المرأة العالمي" ثم "اليوم العالمي لحقوق المرأة". إن هذا التغيير الدلالي يسير جنبًا إلى جنب مع التطور السياسي، الذي قادته ناشطات حركة تحرير المرأة (MLF)، وهي حركة نسوية فرنسية تأسست في عام 1970 في أعقاب الثورة الطلابية- العمالية لسنة 1968والتي تطالب بالتحرر الكامل للنساء جسدا وعقلا، وتحدي المجتمع الأبوي المنغلق. واليوم، في جميع أنحاء العالم، تقع على عاتقنا جميعا، رجالا ونساء مسؤولية جعل يوم 8 مارس يومًا للنضال النسوي من أجل المساواة الكاملة في الحقوق، وذلك بالإضراب عن العمل في المكاتب والورش والمصانع ولكن أيضا في البيوت والمطابخ والحضانات وأماكن التسويق، في منازلنا وفي كل مكان نكون فيه حاضرين ولا غنى عنا. دعونا نقاطع كل الأنشطة الإنتاجية والإنجابية، الرسمية وغير الرسمية، المدفوعة والمجانية. دعونا نشارك في التحركات والمظاهرات والتجمعات وجميع الأنشطة السياسية والإجتماعية والفنية، دعونا نستعيد الأماكن العامة! ولنواصل العمل على أن يكون يوم الثامن من مارس يومًا للنضال، ولكن أيضًا يومًا للانتصار لحقوق المرأة والأقليات الجنسية، والأقليات عموما في كل مكان في العالم.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشعر والملل
- إشكالية الإيمان عند كانط
- الشوكولاطة وجنية البحر
- عن الغربة والإستلاب
- عن الثورة والندم
- التضخم في التقنين
- عدمية كانط
- جاكوبي ضد كانط
- الله والطبيعة ووحدة الوجود
- شبح سبينوزا
- صلاح الدين وناثان الحكيم
- الخاتم السحري
- الدين وعصر التنوير
- جاكوبي ومحاولة تحطيم العقل
- صدق المنجمون ولو كذبوا
- ظاهرة الشخص الزائد
- والتر بنيامين والزمن المتراخي
- غرزة بودلير وشلته
- تاريخ المخدرات
- عفاريت شكسبير


المزيد.....




- طبيبة تحذر النساء من -العلامات الصامتة- للسرطان القاتل
- منظمات: وقف المساعدات الإنسانية الأميركية يعرض ملايين النساء ...
- عقرب يلدغ امرأة في مطار أمريكي أثناء استلامها لأمتعتها.. من ...
- تركيا تعتقل 200 امرأة في يومهن العالمي
- نرجس محمدي: النساء سيطحن الجمهورية الإسلامية في إيران
- بمناسبة عيد المرأة : مستمرة بالمعاناة والنضال لنيل حقوقها عا ...
- شاهد.. امرأة تقتحم ملعبا وتضرب لاعبا في مباراة كرة قدم لسبب ...
- توقيف 200 امرأة بعد مسيرة احتجاج نسائية في اسطنبول + فيديو ...
- في اليوم العالمي للمرأة : مكانة المرأة الفلسطينية ومعاناتها ...
- المرأة الفلسطينية في الدبلوماسية والقيادة السياسية


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعود سالم - اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء