أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا














المزيد.....


لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهدٍ متكرر عبر التاريخ، تتخذ الطائفية موقعها كأداة للقتل الجماعي، حيث تتحول الخلافات الفكرية والعقائدية إلى سلاحٍ بيد المتطرفين، يُستخدم بلا رحمة لتبرير المجازر والانتهاكات.
ما يحدث اليوم ليس إلا امتداداً لمسلسلٍ دموي تُغذيه المصالح السياسية وتدعمه آلة إعلامية تحرص على الانقسام، فيصبح الإنسان مجرد رقم في نشرات الأخبار، وتتحول المدن إلى مقابر جماعية تحت ذرائع دينية أو طائفية.

لم تعد الطائفية في سوريا الجديدة مجرد خلافٍ عقائدي، بل أصبحت استراتيجية لهذه الجماعات التي تُستخدم لفرض السيطرة وإعادة تشكيل الخارطة السياسية وفق مصالح إقليمية طائفية، وليس وطنية إسلامية كما يدعون.
وما يزيد "الطين بلة" أن المجتمع العربي، بشيوخه ومثقفيه وإعلامييه، إما متواطئ بصمته أو مشارك في إذكاء نار الفتنة، متناسياً أن الطائفية لا تُبقي ولا تذر، وأنها كالنار تأكل الجميع بلا تمييز.

نتذكر جميعاً صور المجازر التي عصفت بالعراق بعد سقوط النظام البعثي، فقد أُزهقت أرواح الأبرياء وسط دوامة الانتقام والفوضى والطائفية. واليوم، نشهد سيناريو مماثلاً في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، إذ تُرتكب المجازر الوحشية في الساحل السوري، خاصة في مدينة اللاذقية، ضمن واقع يُسحق فيه الأبرياء تحت عجلة الكراهية العمياء.

نظامان بعثيان في العراق وسوريا، سقوط الأول أغضب العرب، وسقوط الثاني أثلج صدورهم!.
نظام ما بعد صدام حسين ظل لسنوات مقاطعاً ومحارباً من الأنظمة العربية، التي أنفقت أموالاً طائلة لدعم الإرهاب فيه، بينما نظام ما بعد بشار الأسد قاده إرهابيون دوليون، نفذوا عمليات دموية في العراق وسوريا، وتصدرت صورهم قوائم الإنتربول كأرهابيين، ورُصدت مكافآت ضخمة للقبض عليهم، لكن رغم ذلك، تم الترحيب بهم ودعمهم في أغلب العواصم العربية.
المفارقة أن من قاتل نظام ما بعد صدام حُسب “ثائراً”، بينما من يقاتل الإرهابي الجولاني يُعد “مجرماً” من فلول النظام السابق!.

إسرائيل تحتل المدن السورية واحدة تلو الأخرى، تدمر الأسلحة والمعسكرات، تصل إلى مشارف دمشق وتفرض سيطرتها على الجنوب السوري، بينما لا تتحرك ضمائر العرب ولا بنادق الجولانيين. الأسوأ من ذلك أن هؤلاء يطاردون السوريين ويقتلونهم في الشوارع، بينما الإعلام العربي يبرر الجرائم تحت ذرائع واهية.

لقد كشفت الأحداث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان أن العامل الطائفي وحده قادر على تحريك مواقف الحكام العرب وعناصر الإرهاب الدموية.
إن أخطر ما في هذا المشهد هو غياب الحس الإنساني، وانعدام الوعي التاريخي الذي يُفترض أن يكون مرشداً للأمم حتى لا تعيد أخطاءها القاتلة.

فالدم الذي يُراق اليوم تحت رايات الطائفية، لن يُنتج إلا مزيداً من العنف والدمار، ولن يبني أوطاناً بقدر ما يحفر قبوراً جديدة لجيلٍ قادمٍ لن يرى سوى الرماد.
ما نحتاجه اليوم ليس مجرد استنكارٍ لحوادث القتل، بل ثورة فكرية حقيقية تُعيد للإنسان قيمته بعيداً عن التصنيفات الضيقة، وتضع حداً لاستغلال الدين في الصراعات السياسية، وأعان الله الشعب السوري المغلوب على أمره على مارآه وما سيراه من حكم أذناب العثمانيين في سوريا .
فالتاريخ لن يرحم أحداً، ومن يظن أنه يستطيع إنهاء الآخر وإغلاق كتاب الصراع، سرعان ما سيدرك أنه كتب فصلاً جديداً من المأساة.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيف العراق سيشعل الرأس شيباً
- التسريبات الصوتية في العراق: حرب تهدد القيم المجتمعية
- كيف يتحول الأرهابي الى فاتح
- العراق في عين العاصفة
- تطورات الصراع في سوريا وتداعياته على العراق
- كيف استقبلت أمريكا قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تغييب وعي العراقيين: متى يحين وقت المحاسبة؟
- ميناء الفاو .. أمل اقتصادي وسط التحديات الإقليمية
- ترامب ، هل سيطلق رصاصة الرحمة على حرب المنطقة
- السوداني ينجح بالدفئ السياسي
- شغور السلطة التشريعية
- الهجوم الإسرائيلي على إيران الموجه والمحدد: هل هو محاولة للت ...
- النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى
- نهاية الحرب بين لبنان والكيان إمكانية أم حتمية؟
- دور العراق في مواجهة سيناريوهات الحرب الشاملة
- عاماً على الطوفان
- التطبيع والطائفية .. الوجه الخفي لتأييد الجرائم الإسرائيلية
- الصبر الاستراتيجي نفذ صبره
- العروبة أكذوبة .. بدلالة فلسطين ولبنان!
- تسليح كردستان العراق بين القلق السياسي والتوترات


المزيد.....




- ترامب يوجه ضربة قوية جديدة لزيلينسكي خلال أقل من 24 ساعة
- جهاز الخدمة السرية الأمريكي يطلق النار على رجل مسلح قرب البي ...
- سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالي ...
- في الثامن من آذار.. حفل بهيج في كوبنهاكن
- تطورات -صادمة- في الساحل السوري ومطالب دولية بحماية المدنيين ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن عن خطط لاستقدام عمال من سوريا
- -عد أيها الملك وأنقذ البلاد-.. استقبال حاشد لملك نيبال المعز ...
- الجيش الروسي يدمر رتلا تابعا للقوات الأوكرانية الهاربة من كو ...
- البيت الروسي في بيروت يحتفل بيوم المرأة
- الخارجية الأمريكية تعلق على أحداث الساحل السوري الدامية وتدع ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا