أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )














المزيد.....

نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لقاء صحفي في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي ترامب و كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الحالي , سأل أحد الصحفيين الرئيس ترامب عن ما هو المشترك بينك و ببن رئيس وزراء بريطانيا , فكان لجواب الرئيس ترامب دلالات كبيرة و عميقة إذ قال :
انا احب بلدي امريكا و اعمل من أجل مصلحتها و كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا يحب بلده و يعمل من أجل مصلحة بلده هذا هو المشترك بيننا .
لهذا الجواب دلالات و غايات مهمة و هي أن العالم قد دخل مرحلة جديدة و من الواجب على حكومات كل دول العالم العمل وفق مصالح بلدانهم الوطنية .
لقد رفع الرئيس ترامب شعار " أمريكا أولا " , و هذه هي احدى نتائج نشوء عالم متعدد الأقطاب , لا شك اننا سنجد كل رؤساء دول العالم سيرفعون نفس هذا الشعار " بلدي اولا " .
قد تكون القيادة الصينية و في وقت مبكر هي أول من رفعت شعار " مصلحتنا الوطنية أولا " لكنها ربطته بنهج المشاركة و المنافع المتبادلة مع الدول الأخرى .
لازال هنالك فرق جوهري بين نهج الدولة الصينية و نهج الرئيس ترامب لكن ليس مستبعدا أن تلتقي اهداف النهجين , الترامبي و الصيني , و قد تؤسس هذه الأهداف متطلبات بناء مرحلة جديدة من العلاقات الدولية اساسها التعاون و المصالح المشتركة بين دول العالم .
إن المتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي في الساحة الدولية أعادت صياغة مفهوم السيادة الوطنية التي ممكن للدول التمتع بها وفق معايير جديدة .
يمكن تقسيم العوامل التي تؤثر على أي دولة الى مجموعتين ، مجموعة العوامل المرتبطة بالوضع الداخلي الذاتي للدولة و مجموعة العوامل الخارجية الموضوعية المرتبطة بالمحيط الإقليمي و الدولي .
لقد اصبحت السيادة الوطنية في عصرنا الحالي مفهوما نسبيا و ذلك لكون أن السيادة الوطنية الكاملة لأي دولة تتحقق فقط حين يكون تأثير هذه الدولة على الدول الأخرى بقدر تأثير الدول الأخرى عليها , و حين يختل التوازن لصالحها تصبح هذه الدولة دولة مهيمنة على دولة أخرى أو على مجموعة دول في محيطها الإقليمي أو في الساحة الدولية , و حين يحصل العكس , أي حين يكون الاختلال في التوازن لصالح دولة أو مجموعة دول أخرى على حساب مصالحها فأنها ستفقد قدر من سيادتها يتناسب مع مقدار هذا الخلل في التوازن .
لقد تعرض مفهوم الوطنية الى تغييرات جوهرية و بنوية فالأنظمة الوطنية صارت تلك الأنظمة التي لا تربطها علاقة أيدولوجية مع أي دولة من الدول الاخرى و انما يكون العامل الأساسي في علاقاتها مع الدول الأخرى هي المصلحة و المنفعة المشتركة المبنية على الأسس البرغماتية , أذ لا شك أن الوطنية قد صارت صفة للنظام إن كانت سياسته مع الدول الأخرى برغماتية و لم تعد الوطنية شعارا يستخدم لمدح الحكومات .
من المؤكد أن نهج الرئيس ترامب قد أحدث صدمة في الغرب الجمعي اشبه ما تكون بالصعقة الكهربائية بعد ان أخذ ينفذ متطلبات تحقيق شعار " أمريكا أولا " على ارض الواقع بقرارات جريئة , هذه الصدمة التي احدثتها السياسة الترامبية بسبب تخلي امريكا عن كونها ركن من اركان تحالف الرأسمال العالمي أو ما كان يوصف بالإمبريالية و الانتقال بأمريكا لكي تكون دولة ذات نظام رأسمالي وطني , إن هذه الصدمة قد خلقت ردود فعل متباينة لدى شركاء امريكا التقليديين , من هذه الردود التصريح الغريب و العنيف الذي اطلقته كايا كالاس رئيسة الخارجية الأوربية حين قالت :
" على العالم الحر تغيير زعيمه "
الملاحظات المهمة حول تصريح رئيسة الخارجية الأوربية :
اولا : قسمت رئيسة الخارجية الأوربية العالم بهذا التصريح الى قسمين . عالم حر بقيادة أمريكا يشمل الاتحاد الأوربي و بريطانيا و بضعة دول أخرى و عالم غير حر يشمل باقي العالم , لا شك أن ما تقصده بالعالم الغير حر هو الجنوب العالمي , ففي نظرها أن الصين مثلا دولة ليست حرة .
ثانيا : من المؤكد أن رئيسة الخارجية الأوربية لا تدرك أن أمريكا تريد أن تكون زعيمة لأمريكا فقط , و هذا هو مفهوم " أمريكا أولا " الذي اطلقه الرئيس ترامب كتعبير عن المرحلة الجديدة التي دخلت اليها أمريكا .
ثالثا : لا شك أن هذه الدعوة موجهة ضد الدولة الأمريكية و ما تتمتع به من سيادة , كيف تدعو رئيسة الخارجية الأوربية تغيير رئيس أمريكا و هو رئيس منتخب من قبل شعبه في انتخابات اعترف العالم بنزاهتها , أليس هذا تدخلا في الشؤون الداخلية لأمريكا .
رابعا : أو قد يكون ما قصدته رئيسة الخارجية الأوربية بتصريحها هو الدعوة الى استبدال زعيم العالم الحر باختيار زعيم للعالم الحر من دولة أخرى و إخراج أمريكا من مجموعة دول العالم الحر , مثلا اختيار الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يطمح بتولي هذه الزعامة .
لقد اسس ترامب سياسة جديدة لأمريكا تستند على اسس عالم متعدد الأقطاب , و سيساعد ذلك كل الدول لتعزيز نهجها الوطني و سيضع نهاية لكل أشكال الهيمنة و الاستعمار بشكل تدريجي .
من صفات العصر الجديد التلاشي التدريجي للأنظمة ذات الأيديولوجية الأممية غير الوطنية كالأنظمة القومية أو الدينية أو ذات النهج الاشتراكي الأممي .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الانتخابات في المانيا و مسارات التغيير في أوربا
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 2 )
- الترامبية بين الشطحات و العقلانية ( 1 )
- سوريا الى أين ...؟
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 4 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 3 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 2 )
- الترامبية حركة شعبوية أمريكية جديدة ( 1 )
- حل الدولتين بين الحقيقة و الوهم ( 2 )
- حل الدولتين بين الحقيقة و الوهم ( 1 )
- اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ... مَنْ انتصر على ...
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 3 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 2 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 1 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 2 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 1 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 1 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 2 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 1 )


المزيد.....




- عن طريق التلقيح الاصطناعي.. -جيت- أول فيل آسيوي يولد في أمري ...
- ما يعجب بوتين وما يرفضه تماما بطرح ترامب لإنهاء الحرب بأوكرا ...
- ما مصير -خاتم الصياد- الخاص بالبابا فرنسيس؟
- مصر.. -مخاوف- على حياة المعارض المسجون علاء عبدالفتاح مع تده ...
- لقطات جديدة من كاميرات مراقبة تُظهر امرأةً متهمةً بالتسلل لط ...
- محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواج ...
- ما الذي يأمل ترامب بتحقيقه من زيارة دول الخليج؟.. إليك أبرز ...
- إعادة تداول فيديو اغتيال السادات يثير نظريات مؤامرة وجدلًا و ...
- طعون الداخل الأمريكي ضد رسوم ترامب الجمركية
- -فاينانشال تايمز-: مشروع ترامب بشأن أوكرانيا قد يفجّر أزمة ف ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نحو عالم متعدد الأقطاب يعزز النهج الوطني للدول ( 1 )